الجمعة، 27 ديسمبر 2013

شيء يسير عن شاعر كبير

بسم الله الرحمن الرحيم

شيء يسير عن شاعر كبير




يقول احد المتقدمين عن الشعراء :

الشعراء فاعلمن اربعة ........... فشاعر يجري ولايجرى معه
وشاعر يصول وسط المعمعة ........... وشاعر لاينبغي ان تسمعه
وشاعر لاتستحي ان تصفعه.

هذا القول ينطبق على شعراء العرضة بمختلف اطيافهم , كل شاعرمنهم ينطبق عليه شطر من الابيات السابقة , ومنهم شاعرنا شاعر العرضة الجنوبية وأحد أعمدة الشعر في منطقة الباحة ( صالح بن محمد اللخمي الزهراني ) الذي ينطبق عليه الوصف الأول فهو ممن يجري ولايجرى معه .

ويقول الشاعر عن الشعر :

اذا الشعر لم يهززك عند سماعه ..........فليس جديرا ان يقال له شعر

وهذا البيت به حكمة بالغة فيما يتعلق بالشعر جميعه الفصيح والشعبي به ملخص الشعر , فالشعر الذي لايتمكن من الوجدان لا يستحق ان تطلق عليه صفة الشعر بل تطلق عليه أي صفة تختارها فيما عدا الشعر .
وشاعرنا ممن تجبرك قصائده على الإنصات لها ومتابعتها , ففيها الحكمة وجزالة الألفاظ وحسن الصياغة والصنعة وقوة التعبير والصور البديعة .
شهد للخمي وقوة شاعريته جميع الشعراء الحاليين دون استثناء , ومن يتجاهل ذكره أحيانا في مقابلة صحفية او الاعتراف بفضله عليه في مقالة او كتاب لايفعل ذلك الا من دافع الحسد لاغير .
شهد للخمي منذ بداياته الاولى ومن سن الصغر كبار الشعراء اذ ذاك كالشاعر ( احمد الحرفي رحمه الله ) والشاعر ( احمد طريخم رحمه الله ) والشاعر ( صغير بن ناصر رحمه الله ) والشاعر ( جمعان الجوفاني رحمه الله ) والشاعر محمد بن مصلح اطال الله عمره والذي كان للخمي معه وقفات في بداياته .
لقبه الشاعر عبدالله البيضاني ( عميد شعراء العرضة ) وقال عنه في قصيدة :

اهلين ياشاعر كساه الله من مسك الختام
ياللخمي اللي يعرفونك من قريب ومن بعيد
وان حد نشدني عنك مالغياب والا الحاضرين
لاقول كما جماح ذاك اللي مقاريعه طوال
والا كما بن ثامرة والا يكون اقوى منه

هكذا يقول الشعراء الكبار عن نظرائهم .
نشأ اللخمي في بيئة الشعر , ففي بالحكم الذين غالبهم ممن يحب الشعر ويتذوقه ويعرف اتجاهات الخبو ومعانيه ممايجعل أي شاعر يتهيب من قول الشعر بينهم ويزيد حذره عن الوقوع في الزلل , نشأ اللخمي في بيت الشعر فجده لامه ( عارف بن محمد رحمه الله ) كان شاعرا كبيرا لايشق له غبار كان ممن تقابلوا مع ابن عيسى وابو شمال رحمهم الله وغيرهم , من قصائده التي قالها حين قابل ابن عيسى :

نحن كما سم معلقنا اصيله
من يعلقه سمه تغدي به الغيرة
يوقد عظامه بالشر وقادي
سم اسود ضامي للدم علق نابه

بدأ اللخمي الشعر في بداية التسعينات الهجرية , كانت بدايته تقليد الشاعر الكبير محمد بن مصلح , ثم قال القصائد في الحفلات الداخلية في بالحكم , واذكر من بداياته قصيدة الزملة التالية :

اهلك يا غرس موز ودونه شبكيه
الجنا محفوظ من سد شبك باديه
الردود :
انظروا في نور عيني هبا في القلب كيه
حط فوق القلب كيه وشب اكباديه

ثم التقى في حفلة في مسير مع الشاعر ابن مصلح ولم يدخل الحفلة الا مرغما وذلك لهيبة ابن مصلح الشعرية في ذلك الوقت , وكانت بينهم ليلة من أجمل الليالي ( للاسف الشديد بحثنا عن شريطها ولم نتمكن من الحصول عليه لقدم وقتها ) اذكر من ابيات قصائد الحفلة قول اللخمي لابن مصلح :

الاسود اسود واترك البيرما
وقوله في اللعب :
يخاف من عضة الثعبان والفات حية

تلك بدايات اللخمي .
اما عن شخصية اللخمي فهو الشاعر المثقف قد لايحمل اكثر من الشهادة الثانوية فاخذه المجال العسكري , ولكن الثقافة لاتتوقف على الشهادات العلمية فكثير من حملة الشهادات العالية ليس لهم من الثقافة الا ديكور الشهادة , كما ان كثيراً من الادباء كالعقاد والمنفلوطي وغيرهم لم يكن منهم من يحمل شهادة علمية عليا . أتت ثقافة اللخمي من قراءاته وسعة اطلاعه¸فالقراءة بدأت منذ الصغر حيث كنا ( انا وهو وبعض رفقاء الطفولة ونحن لم نجتز السنة الرابعة الابتدائية اذ ذاك) في ايام الشتاء والضباب ونزول الامطار نقرأ للكبار قصص المتقدمين مثل قصص ( تغريبة بني هلال , وعنترة بن شداد , والزير سالم , وسيف بن ذي يزن ) مما غرس حب القراءة في عقولنا , وتطورت القراءات مع مرور الزمن .
سأتكلم في السطور التالية عن بعض جوانب حياة اللخمي ( التي أعلم تمام العلم انه لايرغب الحديث عنها , ولكنني استميحه العذر حيث يجب عليّ قبل الآخرين الإشارة اليها _ فهي حق الصديق على صديقه ) .
اللخمي ذو الخلق الرفيع , ميزته التواضع للجميع صغيرهم وكبيرهم .
اللخمي الكريم لايكاد ينقطع ورود الضيوف عن بيته وخاصة في الصيفيات ( لكن الكرم متأصل في أصله ).
اللخمي البار بوالدته رحمها الله حيث نشأ يتيم الأب فربته أمه أحسن تربية , وهو يعيد لها جزء من الجميل يبرها في نفسها , ويبرها في بناتها , ويبرها في احفادها , ويبرها في اقاربها , ويبرها في من كان لها سندا في وحدتها .
اللخمي الوفي مع أهله وربعه وأصدقائه , من وفائه لأهله وأقاربه انه يراعي شؤونهم باستمرار , يعطف عليهم , ويتفقد أحوالهم , ومن وفائه لربعه انه دائما متواجدا في مناسباتهم , يشاركهم سعادتهم وأفراحهم ( يحضر حفلاتهم دون مقابل ولايأخذ شيئا الا بأغلظ الايمان ) , ويواسيهم في أتراحهم . ومن وفائه لاصدقائه أورد فقط القصة التالية التي ستفي بالغرض :  حيث كان من اعز اصدقائه ( صالح الملوى رحمه الله ) حزن عليه حزنا شديدا حين وفاته فقام بتربية أولاده حتى كبروا وزوج أكبرهم ابنته .
ماسبق اشارة الى بعض الجوانب من حياة اللخمي التي قد لايعلمها الكثير .
اما عن الشعر فاللخمي كما يعرفه كثيرون وكما أطلق عليه (مخترق الحضارات) يتنقل بين قديمها وحديثها مع ربط جميل للماضي بالحاضر ربط لايتقنه الاقلة , يمحص القصص يتساءل عن صحتها , ينقل لنا العبر من حوادثها , ويحفز جيلنا على إتباع الماضي المشرف , فمن قصة ليلى ومجنونها والتي تساءل عن صحتها , ثم قصة جحا واشعب وابونواس التي قال فيها :

في الكـتب يـاكم قـرينـا عن جحا وأشـعب وأبـونــواس
كل واحد من الثـلاثـة لـــه حكـاية سـطرت بعـد اسـمه
بـعـضهـا عـلم صحيـح و بـعـضهـا قـصـة مزيـفـة
كـم يكـتب عـنهـم الكاتـب وكـم كــذب وقـال الـراوي
المصيـبـة إنـا ضحكـنـا مـن سـوالـيفـه و صـدقـناه
قــال عـم أبـو نـواس اصـرح مـع الرعيـان بـا لغـنم
وإذا ريـت الجـو تغـيـر والنهـار أظلـم و فـاض النـاوي
كـن روس الضـان عـن غـزر المطـر و اتـرك ظهـورها
وصـرح يـرعى و جـا الـنـاوي ورد ايـده على الجـنبيـة
وهبــا في الجـلب ذبـحـة جـايـرة ما صــار مثـلهـا
الـذي يـركـن عـلى الــنـذلان لا يـزعـل ولايتـشـره
لـين يعـرف نحـو بيـعـه حـاضـرة و إلا مـدايـنـــة
الـلـيــلــه عـنــدي هــواجـــيـس وبــداعـي
مـــن بـيـن ذالــروس ودي أقـــول و اتـهـــرج
والجــلس طـعـمـه لــذيـــذ و يــشـفـي الصـدر
وبـيـر زمـــزم يـــداوي مـن ورد مــاهــــــا

ثم ينتقل بنا إلى ماضينا ويقارنه بحاضرنا فيقول :

كلنا مسلمين ولا بنرضى مع الاسلام دين
مالنا مقصد الا نصرة الدين واعلا كلمة الحق
والشريعة نجددها على منهج الهادي الدليل
لن الاسلام يدعو للتآلف ونبذ العنصرية
ثم يدعو الى دعم التكاتف وتوحيد الصفوف
والنبي والصحابة نشروا الدين واعلوا كلمة الحق
واظهروا دولة دستورها الشرع والدين الحنيف
فين ذات الصواري فين حطين فين القادسية
فينها الأندلس فين فاتح السند فين ابن الوليد
فين عمورية فين اهل ذيك القلوب اللي عزيمة
فين هيبة صلاح الدين فين عزم طارق بن زياد
يا وجودي على الماضي وغيري يصيح ويا توجد
صفنا اليوم وضعه ما يطمن وحاله ما يسر
من فلسطين الى الافغان للهند قتلة ما توصف
بعضهم بينهم والبعض بيد النصارى يقتلون
ان عجزنا وحدتنا قوى البغي من غربا وشرقا
يقدر الله يدمرها ويقدر يقولب صربها

هذا غيض من فيض , كما ان قصائد اللخمي لاتخلو من الحكمة والدعوة إلى حسن الأخلاق ومنها دعوته للشعراء بنبذ سوء الكلام وتركه والاتجاه للجميل من القول فيقول :

والله ياشعار مـاودي علينـا يضحـك الشّمـات
الخطا ممنوع والزلات ما تصدر من اللي ونعـم
والقصايـد لاتعـدت حدهـا تفـقـد بريقـهـا
والعرب مايذكرون الطّيـّب إلا بالكـلام الطّيـب
والكلام الشّين مايتقـدّر إلا مـن قبيـح النـاس
والرموز اللي مضوا قدامنا شعّـارٌ أقـوى منـا
غير ماتوا مانقل عنهم سبـاب ولا كـلامٌ شيـن
خيرة الله احكموا نظم القصايد واعتنوا بالمعنـى
وانتقوا علمٌ يجمل من محافـل داعيـة زهـران
وان بعض الشعر حكمة يطرب الخيال والعراضة
والحقيقة أن القصايـد معرفـة ماهـي مقاولـة

يتميز شعر اللخمي بحسن الصياغة وجزالة الألفاظ واستخراج المعاني وشقر الكلمات مما لايتخيله احد فمن كلماته التي لايعجز أي شاعر عن ايجاد كلمة الشقر في الردود:

الخيول الدهم قبلي تراكض ريتها
ومعدات بن لادن تحثوا بها
والعوادي قبل عيني تراكع ميتنا
علموني من بنى ذا الجدار ومن دمك

وأمثال هذا الكثير الكثير مما لايتسع المجال لذكره .
كما يتميز شعر اللخمي بالحكمة والأبيات التي تصبح أمثالاً , ومنها على سبيل المثال لا الحصر :

خلوا قليل الجهد بين العرب يتجمل
ياخذ ويعطي والعواذر مجملة
وقوله :
واحكامنا واعلامنا قبل ماتتقدر
لازم يجي فيها خطية وصايبة
وفي شعره الكثير من القصائد التي فيها النصح والدعوة للتفكر في العواقب فقد اتى على موضوعات تهم المجتمع منها على سبيل المثال ( الكفالة , هوامير سوا , من يربح المليون , الوظائف , غلاء المهور , الصداقة والاصدقاء , قصيدة في الدفاع عن سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ........ وغيرها الكثير ).
كما تطرق الى الدعوة للتفكر في الموت والدارالآخرة وما يدل عليه الشيب :
ياجليل الملك نطلبك في حسن الختام
الكبر له قدر والشيب قطعة مالكفن
مانبي نغتر باف كار واجسام قوية
لاهيا باقي نعجز وباقي نهرما

هذا هو الشاعر الذي أطلق عليه الأستاذ صالح سعيد المرضي لقب ( مخترق الحضارات ) وقال عنه : (أن التراث لدى صالح اللخمي"ليسَ تركةً جامدة، ولكنهُ حياة متجدّدة، والماضي لا يحيا إلا في الحاضر، وكل قصيدة لا تستطيع أن تمد عمرها إلى المستقبل لا تستحق أن تكون تراثاً ) .

يميل اللخمي بكل أسف للتواري عن الظهور والبعد عن الإعلام ويفكر في ترك الشعر وهذا مالانقره ولانؤيده عليه بل ندعوه إلى المشاركة في المزيد من الحفلات ( فالشاعر ليس ملكا لنفسه بل ملكا لمحبيه) .
وختاماً أتمنى ان اكون قد وفقت في ما أوردت ,والله ولي التوفيق .


كتبه /

علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني
الدمام
........................................................

نشرت هذه المقالة في عدد من المنتديات الالكترونية مثل منتدى الديرة , ومنتيات بالحكم , ومنتدى مجالس بني كنانة , ومنتديات زهران.

السبت، 21 ديسمبر 2013

الشيب يوائم بين العامية واالفصحى ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيب يوائم بين العامية والفصحى

تطرق الشعراء قديماً وحديثاً لمختلف الفنون وشتى الموضوعات من مدح وهجاء ورثاء وغيره , وكان مما تطرقوا إليه الشيب وظهوره على الإنسان فأدخله كثير منهم في شعرهم سواءً للوعظ أوغيره , ولم يكن هذا حصراً على شعراء الفصحى بل اشترك معهم في ذلك الشعراء الشعبيون أأيضا فيقول أحد شعراء الفصحى :

عيرتني بالشيب وهو وقار ..... ليتها عيرتني بما هو عار

أشار إلى أن الحبيبة عيرته بظهور الشيب على مفارقه واعتبرته عيباً في الشاعر بينما الشيب من وجهة نظر الشاعر عكس ذلك بل هو الوقار.
أما الشاعر الشعبي فيقول في هذا الصدد :

قال ابن خماش ياشيبي فضحتاني

حيث اعتبر أن الشيب فضح سنه الحقيقي الذي يحاول الشاعر جاهداً أن يخفيه ليحصل على مبتغاه .
أما استغلال ظهور الشيب للوعظ والنصح فقد تطرق إليه عدد من شعرا الفصحى منهم الشاعر أبو هلال العسكري صاحب ديوان المعاني الذي يقول :

قد تعاطاك شباب ..... وتغشاك مشيب
فأتى ماليس يمضي ..... ومضى مالا يؤوب
فتأهب لسقام ...... ليس يشفيه طبيب
لا توهمه بعيداً ..... إنما الآتي قريب

وهو في هذه الأبيات يوضح أن الشباب ولى وأتى المشيب وعلى الإنسان في هذه المرحلة الاستعداد لأمراض الشيخوخة وللموت .
الإمام الشافعي رحمه الله يشير إلى أن الشيب رسول الفناء فيقول :

خبت نار نفسي باشتعال مفارقي ... وأظلم ليلي إذ أضاء شهابها
أأنعم عيشا بعدما حل عارضي .... طلائع شيب ليس يغني خضابها
إذا اصفر لون المرء وابيض شعره ... تنغص من أيامه مستطابها
فدع عنك سوءات الأمور فإنها .... حرام على نفس التقي ارتكابها
ولا تمشين في منكب الأرض فاخراً... فعما قليل يحتويك ترابها

وكعادة الإمام الشافعي رحمه الله الذي يوجه شعره دائماً للوعظ والإرشاد والدعوة إلى الطريق القويم يوضح أن الشيب كالشهب التي تضيء الليل ولايفيد بأي حال من الأحوال خضاب الشيب أو تغيير لونه وما على الإنسان في هذه الحالة إلا اجتناب المعاصي والاستعداد للموت .
أما الزاهد ابن عمران فيرى أن الشباب به الجهل والغرور ويبعد عن طاعة الله سبحانه وتعالى بينما الشيب يدل على الحلم والوقار وهو الواعظ والمبشر بقرب الانتقال إلى الدار الآخرة وعلى الإنسان الإستعداد والعمل بما يقربه إلى الله تعالى وإلى جواره فيقول في هذا :

ذهب الشباب بجهله وبعاره ..... وأتى المشيب بحلمهه ووقاره
شتان بين مبعد من ربه ...... بغروره ومبشر بجواره
مازلت أمرح بالشباب جهالة ..... كالطرف يمرح معجباً بعذاره
حتى تقلص ظله فتكشفت ...... عوراته وبدا قبيح فعاله
والآن قد خط المشيب بمفرقي ....... بمواعظ والحق في تذكاره

ويقابل شعراء الفصحى في هذا الشأن من إستغلال الشيب وظهوره للوعظ والإرشاد شعراء شعبيون منهم الشاعر ( صالح بن محمد اللخمي الزهراني ) الذي تطرق لهذا الموضوع في عدة قصائد من قصائد العرضة منها القصيدة التالية التي يعظنا فيها الشاعر بأسلوب سهل واضح مفهوم من الجميعع حيث يقول :

ياجليل الملك نطلبك في حسن الختام
الكبر له قدر والشيب قطعة م الكفن
مانبي نغتر بافكار واجسام قوية
لا هيا باقي نعجز وباقي نهرما

فالشاعر هنا يسأل الله سبحانه وتتعالى في حسن الخاتمة والتي هي مطلب كل مسلم ويشير إلى أن الكبر له قدر ووقار ويشبه بياض الشيب ببياض الكفن كما أن الشيب غالباً يظهر في أواخر العمر ويقرب الإنسان إلى الموت والإدراج في الكفن ويأتي دور الوعظ هنا فيطلب الشاعر ألا نغتر بالأفكار والعلم والتطور الذي نحن فيه والأجسام القوية الشابة النشيطة فعما قليل يقل جهد الإنسان ويتقدم به السن ويهرم ويأتي عليه الموت أيضاً , والبيتين الأخيرين فيهما شبه كبير بقول الشافعي رحمه الله :

ولا تمشين في منكب الأرض فاخراً .... فعما قليل يحتويك ترابها

ويقول الشاعر صالح اللخمي في قصيدة أخرى وفي نفس الموضوع :

باقي الأعمار تصرم وتاجينا
يالله إنك خفف الحكم والقدرة
بعد كان الوجه مبسوط ومسافر
من يرد الشيب إذا راي حدّيرة

شبه الأعمار بالزرع الذي لابد له من الحصاد وليس له سوى سؤال المولى عز وجل في اللطف والتخفيف فبعد إن كان الوجه يشع بشاشة ونظارة وشباباً أتى عليه الشيب الذي لا يمكن رده أو تأخيره.!

كتبه /
علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني

..............

( نشر هذا المقال في صفحة تضاريس بصحيفة المدينة العدد (13644)- الخميس 2جمادى الآخرة 1421 هـ الموافق 31 أغسطس 2000 م .)



...............................
ونشر في صحيفة الفنون الإخبارية 02-17-1435 10:12 AM على الرابط :

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

نصيحة لراغب زاج ..

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه بعض منشوراتي في الفيسبوك على صفحتي الشخصية :
https://www.facebook.com/zahrani3li

وهناك غيرها سأحاول نقل البعض بإذن الله تعالى ..


2) نصيحة لراغب زواج :
كنت وكنتِ , وأم البنتِ , وأم المسمار المنلفتِ ..



عبد الله بن عباس رضي الله عنه ..

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه بعض منشوراتي في الفيسبوك على صفحتي الشخصية :
https://www.facebook.com/zahrani3li

وهناك غيرها سأحاول نقل البعض بإذن الله تعالى ..

1)  عبدالله بن عباس رضي الله عنه ونافع بن الأزرق وعمر بن أبي ربيعة




سيضاف مستقبلا بعض المشاركات بإذن الله تعالى .


أين المرور ؟!..

بسم الله الرحمن الرحيم

 #أين_المرور ؟!

وسم ( هاشتاق ) في تويتر شارك فيه عدد كبير من المغردين الذين عانوا ويعانون من حرب الشوارع داخل المدن السعودية !.
ليست حروب بالرشاشات والأسلحة المختلفة ولكنها حرب قيادة السيارات ومواجهة المتهورين .!
كان للمرور هيبة قديما ، وكان رجل المرور يقف وسط الشارع وفي التقاطعات وينظمها باحترافية ودون خلل .. كانت سيارات المرور ودورياته تتربص بالمخالفين في كل مكان إضافة إلى واجباتهم وهمومهم الأخرى كمباشرة الحوادث وتخطيطها ، وتجديد الرخص والاستمارات وغيرها ، وكان حضورهم واضحا في جميع هذه المهام .!
الآن ومع التقنية الحديثة استطاع المرور التخلص من بعض هذه الأعباء فشركة ( نجم ) خدمتهم في الحوادث ، والرخص غالبها عن طريق ( مدارس تعلم قيادة السيارات ) ، واستمارات السيارات عن طريق بعض ( الوكالات والمعارض ) ، والسرعة في بعض الطرق والشوارع وكذلك بعض إشارات المرور تولتها كاميرات ( ساهر ) ، وبهذا أصبح الضغط على رجال المرور ودورياته أقل بكثير من السابق ويفترض لهذا زيادة فاعليتهم الميدانية وزيادة الضبط في الشوارع  وعند الإشارات التي لم تغطيها كاميرات ساهر إلا أن مانراه عكس ذلك تماما فنحن نشاهدهم على شاشات التلفزيون أكثر من مشاهدتهم في الميدان .!
أغلب المدن في المملكة تعاني من مشاكل المرور وتهور السائقين حيث كنت أعتقد أن هذا خاص بالمنطقة الشرقية بحسب مكان الإقامة إلا أنني وجدت وبعد تجولي في الفترة الأخيرة في الرياض والطائف وجدة ومكة المكرمة أن الحالة المرورية سيئة جدا ويشعر من يقود سيارته أنه داخل ميدان حرب .!
القيادة عكس الاتجاه واضحة وبشدة ويحدث هذا في شوارع وطرق رئيسية وليست خاصة بشوارع فرعية ، أما قطع الإشارة مع عدم وجود كاميرات ساهر فإن على من يقود سيارته نظاميا الحذر أشد الحذر عندما تضيء له الإشارة الخضراء فالمتهورون من قاطعي الإشارات له بالمرصاد .. والتجاوز من اليمين أو من أكتاف الخط فحدث ولا حرج ، وتجاوز الشاحنات في أماكن عدم التجاوز فلن يحدث هذا لو علموا عقوبة ستطبق عليهم .. وغيرها الكثير من المخالفات المرورية .!
يسافر البعض بسيارته إلى دول الجوار ويحترم الأنظمة ويلتزم بها ويحرص على تطبيقها لأنه يعلم أن هناك حزما في تطبيق العقوبات أما في بلدنا فلا احترام انظمة ولا خوف من تطبيق العقوبة ولا حزم في ذلك حتى أن أحد الأشخاص يقول وبما يشبه التفاخر أن غرامات ساهر عليه قاربت الستين الف ريال .! 
..
المرور عندنا غائب عن الميدان وإن وجد على استحياء فلا دور له مع الأسف .!
..
رسالة أخيره إلى مرور مكة المكرمة : الشرائع بحاجة إلى تواجدكم او تركيب كاميرات ساهر .!

والله ولي التوفيق.


كتبه / ( ابن خُرمان )
علي بن ضيف الله الزهراني 
مكة المكرمة 
محرم ١٤٣٥ هـ/ ديسمبر ٢٠١٣ م

...............................
تم نشره في صحيفة مكة الالكترونية  12-04-2013 10:08 PM على الرابط :

الأحد، 20 أكتوبر 2013

بين جيلين ..


بسم الله الرحمن الرحيم


بين جيلين

طرق الجبل في شعر الشقر الجنوبي .. هذا الفن الذي يكاد يندثر ولم يبق منه إلا ماسجل من قصائد قديمة لشعراء مضوا رحمهم الله ، ويأتي على رأس هؤلاء الشعراء ملك طرق الجبل دون منازع الشاعر ( احمد بن جبران الزهراني رحمه الله تعالى) والذي يتغنى بقصائده كل عاشق لطرق الجبل ومحب لسماع قصائده ، والشاعر ابن جبران في قصائده كثير الشبه بشاعر الغزل الأموي عمرو بن أبي ربيعه والفرق بينهما أن أحدهما فصيح والآخر شعبي رحمهما الله .

قال ابن خُرمان : ما جعلني اذكر هذا هو أنني وجدت قصيدة حديثة من شاعر شاب على طرق الجبل كانت موجهة إلى جده الذي قارب عمره المائة عام أو قد يكون تجاوزهانسأل الله لنا وله حسن الخاتمة ، وفي هذه القصيدة التي بين بدعها وردها فرق أجيال يستفز الحفيد جده ويستثير كوامنه على طرق كان هو السائد في شباب ذلك الجد .
هنا سنلقي نظرة على القصيدة بدعا وردا.

البدع / فهد عيدان علي الكناني الزهراني (الحفيد)


يابو حسن قل البصر والجهد قله
وابتليت بكل علة

يبدأ الحفيد بمناداة الجد بالكنية المحببة إلى نفسه ليلفت انتباهه ويجعله مركزا حواسه على ماسيقوله ثم يبدأ استفزازه بتذكيره بحالته الراهنة من قل البصر والجهد وكثرة العلل والأمراض التي يشتكي منها ، ثم يقول له في التالي :


ذيك الجباه الحمر في قلة سماوا
كنت عنها ما تقاوى

يذكره بشبابه الذي كان يستطيع فيه ولا يتقاوى إو يتردد عن الوصول الى أصعب أماكن في قلة سماوا الجبل المرتفع وهي الصخور الحمراء اللون كما وصفها القرآن في سورة فاطر حيث قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ).

تلك الاماكن المرتفعة في قلة سماوا من استقلالها وعلوها والتي يطلق عليها الجباه جمع جبهة ووصفت بالجبهة لارتفاعها وتصدرها الهول والخطر .. لكن ماذا :

واليوم شابت لحيتك والراس شايب
ما بتقوى للنشايب

قال ابن خُرمان:
هنا تنبيه أنه لن يستطيع الآن فاللحية شابت والرأس شاب ، وقد قال الشاعر صالح اللخمي في احدى قصائده ( الكبر له قدر والشيب قطعه م الكفن ) ، وإن قيل أن الشيب ليس دليلا فيقول الشاعر الحفيد أن السن ياجدي العزيز أوهن منك العظم فلن تستطيع الوصول للنشايب وتحدي المصاعب كما كنت سابقا ..

ثم تأتي العاطفة المحبة من الحفيد لجده وهل هناك أجمل من الحب المتبادل بين الحفيد والجد ؟!. فيتحسر على حياة الإنسان الذي يتعب في الدنيا وتتقاذفه السنون حتى تصل به إلى نهايته وتأتي منيته .. ثم ليس للعبد في هذا الحال إلا أن يدعو بحسن الختام له ولجده ، ونحن ندعو للجميع بحسن الختام :


الادمي يتعب في الدنيا الدنية
لين تاجيه المنية
الله يحسن خاتمتك وخاتمتنا

قال ابن خُرمان :تنتهي قصيدة الشاعر الحفيد ويأتي دور الخبرة ورد الكلام من الجد:

الرد / علي محمد الكناني الزهراني ( الجد )


في ما مضى قدام كنا ما نذله
نوصل الخصمي محله

يبدأ كلام الجد بتذكر الماضي المختلف في حالة الزمان وحالة الشخص عن الحاضر، فالزمان كان الخوف والسطو والقتال والشقاء البدني اما الشخص فكان الفخر بالشجاعة والجرأة وعدم قبول الذل حتى أن العدو يعود خاسرا .. ويتواصل شرح الحالة الماضية في زمن الجد حيث لا مدن ولا شوارع ولا إضاءة فإذا دنت الظلمة بدأت السباع في الحركة والبحث عن الفرائس والتي أشار لها شاعرنا بسماع أصوات الذئاب حيث يذكر العرب الذئب في أشعارهم إشارة إلى وحشة المكان والبعد عن الأهل وإشارة لغدر الذئب كما حصل مع الفرزدق في سفره واستضاف ذئبا وعشاه وقال في أبيات منها :
و أطلس عسال وما كان صاحبا .. دعوت بناري موهنـا فأتانـي
فلما دنا قلت ادن دونـك إننـي .. و إياك فـي زادي لمشتركـان
فبت أسوى الزاد بيني و بينـه .. على ضوء نار مـرة ودخـان
فقلت له لمـا تكشـر ضاحكـا .. و قائم سيفي من يـدي بمكـان
تعشّ فإن واثقتني لا تخوننـي .. نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما .. أخييـن كانـا أرضعـا بلبـان

فيقول شاعرنا الجد علي بن محمد ومع خشية الأعداء وكثرة السباع في ظلمة الليالي أنهم كانوا في ذلك العصر لا يهابون كل ذلك فيسرون الليالي ويقضون مآربهم او يغزون ديار أعداءهم :


في ليل (ن) اظلم فيه ما للناس ماوى
نسري وذيابه تعاوى

أما عصركم هذا عصر التقدم والاختراعات من سيارات إلى طائرات إلى كهرباء إلى غيرها والتي تعد عجائبا من وجهة نظر الشاعر فقد أثر فينا السن وتبنا عن كل ماكان بما فيها العشق والغرام فيرمز الى معشوقته وكأنه مخاطبا لها بجالي الثنية وهل كان عندهم سوى جلي الثنية بالسواك فلم يكن معجونا موجود ولا تقويم أسنان .. ثم يقول ياجالي الثنية أنتهت رغبتنا في العشق وليس لنا إلا نطلب العفو والمغفرة من الله سبحانه ، ويلمح لحفيده بطريقة غير مباشرة باستمرار الدعاء له ولمن ذكرهم بعد الموت فهم في حاجته ..فيقول :


واليوم في عصر التقدم والعجايب
صار منه القلب تايب
قفى زمان العشق يا جالي الثنية
مالنا في العشق نية
يا الله في الغفران لا ماتوا ومتنا

قال ابن خُرمان أتمنى أن أكون وفقت في تقديم القصيدة واليكم القصيدة كاملة

البدع / فهد عيدان علي الكناني الزهراني ( الحفيد )


يابو حسن قل البصر والجهد قله
وابتليت بكل علة
ذيك الجباه الحمر في قلة سماوا
كنت عنها ما تقاوى
واليوم شابت لحيتك والراس شايب
ما بتقوى للنشايب
الادمي يتعب في الدنيا الدنية
لين تاجيه المنية
الله يحسن خاتمتك وخاتمتنا

الرد / علي محمد الكناني الزهراني ( الجد )


في ما مضى قدام كنا ما نذله
نوصل الخصمي محله
في ليل (ن) اظلم فيه ما للناس ماوى
نسري وذيابه تعاوى
واليوم في عصر التقدم والعجايب
صار منه القلب تايب
قفى زمان العشق يا جالي الثنية
مالنا في العشق نية
يا الله في الغفران لا ماتوا ومتنا

وهنا القصيدة بصوت الشاعر فاضل الزهراني :


http://www.youtube.com/watch?v=4IbcyIUMrr0


................................

كتبه/ علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني 
الدمام ١٤٣٤ هـ ٢٠١٣ م


................
تم نشره في صحيفة مكة الإلكترونية في  10-20-2013 11:55 AM   على الرابط :
http://www.makkahnews.net/articles.php?action=show&id=2058

ونشر في صحيفة الفنون الإخبارية في   12-14-1434 08:16 AM   على الرابط :
http://www.alfnoon.net/articles.php?action=show&id=808


سيرة ومسيرة ..

بسم الله الرحمن الرحيم

سيرة ومسيرة


يقوم البعض بكتابة سير ذاتية عن حياتهم الشخصية , ويكتب آخرون عن شخصيات لهم اعتبار في المجتمعات وهذه ليست من الأمور السهلة خاصة إن كانت تلك الشخصية أكبر من الكتابة عنها وتقل التعبيرات عن أداء حقها الذي تستحقه , ومن هؤلاء الذين يفتخر الكاتب إن كتب ويتهيب الكتابة عنهم كذلك الشخصية التي نحن بصددها .!
كنا في صغرنا نراه من بعد مهيبا نسمع كلامه ونستعذبه ونعجب من حسن الأسلوب وتسلسل الأفكار وبلاغة التعبير , رجلاً عالماً محدثاً لبقاً يمسك زمام الحديث فتأتيه الكلمات طائعة ومتزاحمه يختار سمانها , لكن هيبته تمنعنا من الاقتراب منه نظنه كغيره من المغرورين بأنفسهم وبعلمهم الذين يأنفون من مخالطة صغار مجتمعهم .!
مرت السنون وتجرأنا في الاقتراب منه وجدناه رجلاً متواضعاً تواضع العلماء قريباً منا بل ويحاول التقرب أكثر ويقدم الآخرين على نفسه , يسعى لخدمة الآخرين وخدمة منطقته وأهلها , كريماً لايضاهى في كرمه وحبه للضيف , يبادر بالسؤال عن الغائب , يتواصل مع محبيه , لايتوانى عن السعي في الخير والإصلاح بين الناس.!
حصلنا على مؤلفاته وكم كان لنا نعم المعلم الذي نحاول جاهدين الاستفادة منها ..
حاولنا الإقتداء به لكن صعب ذلك على المقصرين أمثالنا فكيف نجاري أو نقارب ذلك الرجل العصامي الذي نشأ يتيما فربى نفسه وأخاه وأخته ثم علم نفسه لم يأنف من العمل مهما كان ولم يتوان عن التعلم في نفس الوقت حتى وصل مرحلة الحديث وتسابق العلماء للحصول على إجازته .!
أنه الرجل العصامي العالم المحدث ( عبدالعزيز بن عبدالله الكناني الزهراني ) .
ذكرت هذه المقدمة الوجيزة بعد أن وصلني إهداء من أخوي وصديقاي الاستاذين قينان بن جمعان الزهراني وصالح بن خميس الزهراني كتاباً من إصدارات مركز أسياد للدراسات والاستشارات الاعلامية للاستاذ صالح بن خميس الزهراني بعنوان ( سيرة ومسيرة – العلامة الشيخ المحدث عبدالعزيز بن عبدالله الكناني الزهراني ) .! يقع الكتاب في ( 227 صفحة ) إشتمل على ثلاثة محاور رئيسية بعد المقدمة كما ذُكر المؤلف في التقديم :
1 – سيرة الضيف من إعداد المؤرخ قينان بن جمعان الزهراني
2 – الإجازة من إعداد الدكتور حمدان بن عبدالله الغامدي
3 – قراءة في مؤلفات الشيخ من إعداد الباحث خالد بن محمد الأصور
قُسّم الكتاب إلى مقدمة وسبعة فصول كالتالي :
الفصل الأول : السيرة الذاتية للشيخ
الفصل الثاني : مواقف ومشاهدات من حياته
الفصل الثالث : تاريخ ومعايير الإجازة العلمية
الفصل الرابع : مشايخ الإجازة للشيخ
الفصل الخامس : مشايخ السماع للمحدث الشيخ
الفصل السادس : خلاصات من مؤلفاته
الفصل السابع : مآثر الشيخ في ليلة التكريم
نشكر المؤلف والمشاركين في إعداد على هذا الكتاب القيّم الذي أشار إلى بعض من سيرة الشيخ , وكم هو حق على كل مستطيع الكتابة عن أعلام منطقتنا التي يؤسفنا أن يكون أبناؤها القادرون أقل إهتماما بهذا المجال عن أبناء المناطق الأخرى الذين وثقوا لأعلام مناطقهم وقبائلهم .!
أتمنى أن أكون وفقت في الإشارة إلى هذا الجهد .. والله ولي التوفيق .


كتبه /
العميد الركن علي بن ضيف الله الزهراني
الدمام 1434 هـ

.....................
تم نشرة في صحيفة كنانة الإخبارية  في  17-09-2013 09:31 PM    على الرابط :
http://www.kenanah.net/articles.php?action=show&id=368

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

مناني رابعة ..

بسم الله الرحمن الرحيم

مناني رابعة
يتداول هذا المصطلح أو المثل في سوالف الناس وقصائدهم الشعبية خاصة في المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية من المملكة ويعني هذا المصطلح أحلام وأمنيات لا يمكن تحقيقها فيقال عنها ( مناني رابعة ) , وهي نوع من أحلام اليقظة .!
وقبل أن نبدأ في ذكر بعض الأبيات عن مناني رابعة يجدر بنا التعرف إلى أصل هذا المصطلح فالمناني أصلها منى ومنها قول الشاعر :
منىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى ... وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا
أماني من سعدى حساناً كأنما ... سقتك بها سعدى على ظمإ بردا
أما نسبة المثل إلى رابعة فقيل أن سببه أمرأة اسمها ( رابعة ) كانت تكثر من التمني بأشياء لا تحصل ولا يمكن تحقيقها فأصبحت أمانيها ( منانيها ) مضرب المثل !.
وقيل أن المثل يعود إلى الشخصية المشهورة رابعة العدوية والتي شكك عدد من النقاد في صحتها وأنها كانت شخصية وهمية عمل بعض الصوفيين إلى اختراع القصص الأسطورية ونسج الحكايات الخرافية حولها ليتمكنوا من من إقناع اتباعهم بطريقتهم !.
ورد استخدام هذا المثل أو المصطلح في عدد من القصائد الشعبية كما ذكرنا سابقا سنورد بعضا منها في هذا الموضوع نبدأها ببيت من قصيدة للشاعر علي دغسان رحمه الله عن جمال عبدالناصر والملك فيصل حيث قال :
سولت لك مناني رابعة واحتقرت أقـوال فيصل
وفي هذا المجال قال الشاعر عبدالله بن يماني الحازري من بني كبير (المتوفي عام 1360هـ تقريبا) :
يالله العن رابعة ما ريحت منا ولا بشر
يوم جتني في ورود الليل فانستني صلاة المغرب
والعشا حن زل ما صليت من كثرة حسابها
وسمرت الليل كله يوم جت باعلام قاطرة
قالت انا ودي اهب لك في المخواة قصر سامي
وارفعك واشيخك واهبك حاكم في قبايلك
غير بيت ابوك هده ما يفق للضيف حن يجي
هم قمت اهد بيتي يوم ربي راد لي بالتعبة
لا عيا لي في صهيد الشمس عن بيتي وبيتها
قلت فين البيت ذا تقلين بي ننقل زهابنا
قالت اخطا البيت في ذا العصر لكن ابتنوا عشاش
قلت هيل الله عليك احرمتني نومي وهدمتي بيتي
وصلاتي ما حفظتوها ولا جا منك فايدة
بانصحك ياكل جاهل لا تطاوع شور رابعـــــــــه
فهو يدعو على تلك الهواجيس والأماني التي ضيعت منه الصلاة بدءً من صلاة المغرب ثم صلاة العشاء وطلع عليه الفجر وهو في تلك الأحلام لاصلاة صلاها ولا أحلام تحققت .!
والشاعر الآخر يقول :
أنا و يا رابعه يا ما تعالجنا
تقول خذ لك جمل يا مربح الجملة
و يوم خذت الجمل قالت بعه و اتاجر
وضاع ماكان بيدي والمتاجر به
وهذا الشاعر خسر ماله بسبب الرغبة الجامحة للكسب السريع والتي كانت تأتيه عبر أحلام أو مناني رابعة .!
وقصيدة نسبت إلى الشاعرين صالح بن خضران القرني ومزهر الثرباني الشهري
البـدع :
صالـح بـن خضـران القـرنـي :
ياسلامي عليكم عد نـو(ن) يريـع المـا منـه
والمزارع تزين بحبها مابقي فالارض خاطـي
كل عبد(ن) يقل يالله لـك الحمـد والنعمـه منـه
ان برق بارق المشرق فانا اخيِّله واخطى مخاله
وان برق بارق القبله فيا جاهل (ن) مخطـاك مـاه
ياسلامي عليكم عد مشي القـدم واخطـى لهـا
الــرد :
للشاعر مـزهـر الثربـانـي الشـهـري:
حن بني شهر يا جاهل وكل(ن) ترى علم(ن) منـه
ذا مشينا بثار العسبلي ما تصادفنـا المخاطـي
وان عمي جاهل(ن) عميت به الجن جن اعمى منه
والله اني خطام العي وخطام لك وخطام خالـه
لا تعرض لنو الحشر يا جاهل(ن) مخطا كمـاه
والحذر من مناني رابعـه شورهـا واخطالهـا
لم يكن شعر الشقر الوحيد الذي أتى بذكر مناني رابعة والتحذير منها بل أن شعراء النظم تطرقوا لهذا المصطلح في قصائدهم نورد هنا أبيات من قصيدة للشاعر علي الميموني قال فيها :
يالله طلبتك دايم الدوم بارجيك...بارجيك فعل الخير طيلة حياتي
وفيها يقول :
ياصقر وانا ابوك بوصيك بوصيك.......بوصيك واحذر لا تضيع وصاتي
اهدي وصاتي لك على شان بغليك........ان كان تغليني فنفذ وصاتي
واحذر مناني رابعة لا تمنيك.......ترمي بها في سلة المهملات
قال ابن خُرمان :
تذكرت قصة مناني رابعة وقصائدها بعد أن شاهدت في الشهور الماضية كثرة الأخبار عن ميدان رابعة المصري حتى وصل الأمر بالإخوان المسلمين إلى اصطناع شعار قريب الشبه من شعارات الماسونية لكن قيل أن المقصو به ميدان رابعة .. فهل هذا الشعار والتمسك بمطالبهم يمكن أن تضاف إلى مناني رابعة ؟!.

كتبه /
علي بن ضيف الله الزهراني
الدمام 1434 هـ


................

نشر في صحيفة الفنون الإخبارية  ( 11-10-1434 02:11 AM ) على الرابط :
http://www.alfnoon.net/articles.php?action=show&id=805

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

جامعة الباحة والحس الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم


لا يعني الحس الوطني جهة دون أخرى أو شخصاً دون آخر .. الحس الوطني لا يعني الجهات العسكرية وقت الحروب والدفاع عن الوطن ، ولا الجهات الأمنية عند محاربة الإرهاب والإرهابيين ومتابعة تحركاتهم ومنع الجريمة والمخدرات وغيرها، ولا يخص الجهات الدبلوماسية في الدفاع عن سمعة الوطن وسياساته وتوجهاته ، ولكنه يعني جميع أبناء الوطن وفي أي مكان وجميع القطاعات الحكومية والخاصة فالوطن للجميع .. ولا يقتصر الحس الوطني على الخطب والمحاضرات والحملات الوقتية ولكنه عمل مستمر يتواصل على مدى حياة الاشخاص وفي كل مجال ..

تحمل الجامعات مسؤولية كبيرة في هذا المجال فهي من يفترض فيها غرس ثقافة المواطنة وحب الوطن وتنميتها في المجتمع وهذا الدور الرائد تقوم به الجامعات في الدول المتقدمة وليست جامعاتنا ولله الحمد بأقل مستوى من نظيراتها العالمية في هذا المجال إن لم تفوقها..
وقد سرني ماقرأته في من تصريحات المسؤولين في جامعة الباحة هذه السنة والتي اعلنت فتح القبول للانتساب المجاني لأبناء شهداء الواجب والسجناء والضمان وهذا الفعل الجميل يستحق منا الإشادة فهذا جزء من دور الجامعة في المجتمع النظر لحالة المواطنين والعمل على مساعدتهم بمختلف شرائحهم لاستكمال تعليمهم ..

ومع هذا كنت أتمنى من جامعة الباحة بعد أن قدمت هذه البادرة الطيبة أن تكون قد سمحت لأبناء شهداء الواجب بالالتحاق لديهم انتظاما وليس انتسابا كما فعلت جامعة الإمام محمد بن سعود عام ١٤٣٢ هـ، فأبناء الشهداء يجب أن يحتويهم المجتمع بأسره فآباؤهم من ضحى بالنفس ليحيا الوطن ويستمر الأمن مخيما على ربوعه ولهم الحق في أن يرد لهم المجتمع جميلهم وتضحيتهم وأن تتاح لأبنائهم الفرصة في استكمال تعليمهم الجامعي الذي كانوا يتمنونه لهم وهم على قيد الحياة ..

ختاماً : نشكر جامعة الباحة ومسؤوليها على بادرتهم الطيبة ونتمنى منهم إعادة النظر في قبول أبناء الشهداء انتظاماً لا انتساباً فهذا جزء من رد جميل الوطن الذي ضحوا بأرواحهم من اجله.

فاصلة أخيرة:
وللأوطان في دم كل حر ..... يد سلفت ودين مستحق

....................
مقالة نشرت في صحيفة مكة الالكترونية على الرابط :

بتاريخ :  08-17-2013 02:33 AM



الثلاثاء، 25 يونيو 2013

إلى جنة الخلد بإذن الله ( رثاء أحمد بن قريط ) ..

بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ الحياة بالفرحة عند صرخة المولود ثم الحزن عند وفاته ويتخلل هاتين المرحلتين أحزان وأفراح , وهذه حقائق لامفر من قبولها والحقيقة الكبررى أن نهاية كل شيء الموت . قال الله تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ).
هذه الحقيقة ويقيننا أنه لو كان شخص مخلد في الحياة دون موت كان ذلك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فهو أولى من غيره بالخلود .. ولولا هذا لما صدقت خبر وفاة ( احمد بن قريط رحمه الله ) فقد نزل خبره عليّ كالصاعقة وقفت مشدوها بعض الوقت لا أرغب التصديق مع أن من أبلغني الخبر كان أخوه المكلوم !.
علمت مرضه رحمه الله تعالى وزرته في مراحل مختلفة من مرضه وكان يحزننا ما يعانيه من المرض ويتملكنا الأسى لحاله ,إلا أنني كنت أمني النفس بعودة الصحة والعافية إليه وأن يعود لنا أحمدا الذي عرفناه .!
كلما تذكرت من أحمد أتذكر جانبا مشرقا , كان الرجل الوفي المحب للناس صاحب العلاقات الطيبة مع جميع من يعرفه .. يسألني عنه كثيرون علموا عن وفاته مؤخرا وكم ألحظ نبرات الحزن في أصواتهم عند المكالمات , ونجد عبارات التعزية الحزينة في رسائلهم .!
أبو عبدالرحمن ذلك الرجل الذي كان لنا الموجه والقائد والأخ الأكبر بل الأب في مدينة الرياض حيث انتقلنا من مجتمع القرية إلى مجتمع المدينة الذي يضيع فيه من لا يجد له من يوجهه , وكان هو موجهنا وناصحنا ومنتقد أخطاءنا بحسن نصيحة , يسأل عنا إن غبنا ويتفقد إحتياجاتنا حيث يعلم مدى الحرمان والفقر الذي أتينا منه .!
يااااه يا أبا عبدالرحمن حين أتذكر تلك الأيام في كلية الملك فيصل الجوية خاصة فترة الإستجداد فلم يكن يكثر زيارتنا الا أنت وعبدالرحمن بن رمضان رحمه الله تعالى ( مقدرين ظروف الآخرين ) ويعلم كل من مر بمثل هذه الفترة مدى السعادة والنشوة التي تتلبس الطالب المستجد والفخر الذي يشعر به بين زملائه حين ينادى باسمه لاستقبال زائريه .!
تتداعى الذكريات يا أبا عبدالرحمن ففي المجالس كنت أنت أحد من يجتمع الناس إليه وينصت المجلس لحديثهم , كم كنت تروي لنا من الحكم والنصائح وسوالف الأولين التي جلها تعليم بطريقة غير مباشرة , وكم كنت صبورا معي حين أطلب منك إعادة قصيدة أو قصة لأتمكن من كتابتها ؟!. وكم كنت أمنى النفس بجلسات أخرى حتى نستكمل كتابة أو تسجيل بعض ماعندك ؟!. وتطول الأماني لكنه القدر الذي ننساه أو نتناساه في صحتنا لكنه لا ينسانا.!
حكم المنية في البرية جار ..... ماهذه الدنيا بدار قرار
رحمك الله يا أبا عبدالرحمن فقد أحزننا مرضك وكَلِمنا لفقدك ولكننا لا نقول إلا رحمك الله تعالى وأسكنك الفردوس الأعلى وغفر لنا ولك , وإنا لله وإنا إليه راجعون .


............
نشر في صحيفة كنانة الإخبارية على الرابط :
http://www.kenanah.net/articles.php?action=show&id=351

03-06-2013 09:27 AM