الجمعة، 22 مارس 2013

خطاب العودة يمثلني أو لا يمثلني

بسم الله الرحمن الرحيم 

تناقلت مواقع التواصل والصحف الالكترونية خطاب الدكتور سلمان العودة وانقسم المغردون بين مؤيدين ومعارضين لهذا الخطاب الذي أتى على شكل فقرات ، كما دخلت على الخط بعض القنوات الفضائية والإذاعات التي تسعى الى استغلال كل مايثير الفتنة في هذا البلد ويؤدي إلى الإنقسام والتناحر!. 

دخلت الإذاعة البريطانية ( بي بي سي ) على هذا الخط مستضيفة مفتاح الشر سعد الفقيه الذي كانت فرحته طاغية بمثل هذا الخطاب ووجد فيه تأييداً لأفكاره وتوجهاته .. وفي جانب آخر وفي بعض المواقع دخل على خط الفرحة والإستبشار بعض أذناب ايران مثل علي الأحمد وغيره هذا عدا بعض من نعرف لهم التعلق بقشة الثورة في مملكة الاسلام مما يثير لدينا ولدى كل ذي غيرة على الوطن ووحدته الشكوك حول هذا الخطاب وتوقيته وأسلوب طرحه !. 

لقد اختار الشيخ الدكتور العودة نقاطا متفرقة متصيدا بعض السلبيات ومستثيرا عواطف الشباب مستخدما عبارات مغلفة بالتهديد والوعيد إن لم يتم كذا فسيحصل كذا !. 
من يرغب النظر إلى الجزء الفارغ من الكأس ( وليس النصف فالمملوء اكثر من النصف ) أقول من ينظر إلى الجزء الفارغ سيجد مايرغب من السلبيات والأخطاء وسيوظفها كما وظفها أصحاب الفتنة لتجييش الشباب وإثارة المشاعر ليحصل على ثورته المنتظرة .. 

لكن المنصف إذا نظر إلى الجزء الكبير والمملوء من الكأس سيجد أن الكثير تم فعله من الإصلاحات والمشاريع ، وسيرى أن من أوقفوا للمحاكمات واستكمال التحقيقات كان حماية لأرواح الأبرياء ، وأن هناك من الأسر ترملت والأبناء تيتموا بسبب الإرهاب ودعاته ولو لم تقف الدولة بالمرصاد لهذا الأمر لأصبحنا مثل بعض الدول التي تعاني التفجيرات والقتل المستمر !. ومع هذا فهؤلاء الموقوفون تقوم الدولة برعاية اسرهم حيث ( لا تزر وازرة وزر أخرى ) .

كما تعطي من يتوب عن فكره الارهابي الأمن والأمان والسكن والعيش الكريم !. قُتل الكثير من أبنائنا بسبب دعوات بعض رجال الصحوة بالجهاد بينما ينعمون هم بمتع الحياة والعيش الرغيد ولم يكفهم هذا بل يريدون جر الوطن بكامله لأغراضهم الثورية والحزبية !. 

في الختام : 


نذكر أبناء هذا الوطن الغالي بأن التكاتف والتعاضد حول قيادتنا المتمسكة بتعاليم ديننا والإتحاد ضد كل داعي ومثير فتنة هو الأمان بعد الله سبحانه وتعالى . 
يقول امريء القيس : 

الحرب أول ما تكون فتية ..... تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ..... ولت عجوزا غير ذات خليل
شمطاء ينكر لونها وتغيرت ........ مكروهة للشم والتقبيل

اخيراً: خطاب العودة لا يمثلني !. 
اللهم أكفنا شر الفتن وكل من يدعو لها . 
والله المستعان . 

كتبه /
ابن خُرمان
علي بن ضيف الله الزهراني
الدمام 1434 هـ الموافق 2013 م .

..................
نشر في صحيفة مكة الالكترونية على الرابط :
http://www.makkahnews.net/articles.php?action=show&id=1773


زمان القهر ..

بسم الله الرحمن الرحيم
أطلق النقاد القدامى مقولة مفادها ( إن جريرا يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر ) تبعاً لما تمتع به كل منهم في شعره من خصائص فالفرزدق يصنع الشعر صناعة بينما جرير امتاز بغزارة شعرية في انسيابية دون تكلف , وإذا حاولنا تطبيق هذه المقولة على شعراء العرضة الجنوبية نجد أن الشاعر ( عبدالله بن عيظه الهريري البيضاني الزهراني ) ينطبق عليه ما قيل في الشاعر جرير فهو يغرف من بحر الشعر فيأتي بالعجائب وغير المتوقع وبطريقة سهلة سلسة وأفكار متسلسلة .
تطرق الشاعر عبدالله البيضاني إلى عدد من القضايا وناقش بعض السلبيات في المجتمع محاولاً التنبيه إليها ومنها ما أشار إليه في القصيدة التالية حيث يقول :
هذا زمان القهر والهم ياذياب
شي يحز الصدر ويبكي العيون
قال ابن خُرمان:
يظهر الشاعر حزنه وتألمه مما يحدث في هذا العصر الذي أسماه زمان القهر والهم الذي يحز في النفس وتبكي العيون فينزل دمع الرجال الذين يصعب بكاؤهم .. ثم يشرح سبب هذا فيقول :
والله لشاهدت النمورة ورا شبوك
يقسم الشاعر أنه شاهد النمور داخل الأقفاص يتفرج عليها الناس بعد أن كانت متوحشة لا تعيش إلا في البرية ولا تقبل الضيم أو الإسترقاق بل ينطبق عليها قول الشاعر :
كم ليث مات وهيبته في عظامه ... تجفل ولا تاطا ثراه البهايم
ويواصل شاعرنا البيضاني شرح هذا الأمر المحزن الذي رآه فيقول:
ذيكاية ماكانت تقارب ولا تنصادي
ذيكاية اسم إشارة بلهجة ابناء المنطقة المقصود تلك النمور .. لم يكن أحد يجروء من الاقتراب منها أو صيدها في الزمن الماضي إلا أنها الآن خضعت للخدم يربطونها بالسلاسل والحبال فيقول :
واليوم قرت للخدم يكتفونها
قال ابن خُرمان :
هذه معاناة الشاعر التي شرحها في قصيدته يشير إلى تبدل المفاهيم في هذا الزمن فمن كانوا في المقدمة من بيوت الجاه والشجاعة والكرم والذين كانت الناس تتبعهم وتستشير برأيهم بل تصدر عنه أصبحوا في عصر المادة لا يرى لهم دور ولا كلمة مسموعة واستأثر الغوغاء وطلاب الشهرة بالصدارة عنهم .. إلا أننا نقول لشاعرنا المفوه ما قاله زميله الشاعر الفصيح قديما :
لا تعجبوا أن تروني بين أظهركم ...... أمشي ويركب قوم ما هم أحد
لئن علا السادة الأحرار سفلتها ...... إن الغثاء ليعلو الماء والزبدا
أو قول الآخر:
فإن تكن الأيام فينا تبدلت ..... ببؤس ونعمى والحوادث تفعل
فما لينت منا قناة صليبة ..... ولا ذللتنا للتي ليس تجمل
القصيدة كاملة :
هذا زمان القهر والهم ياذياب
شي يحز الصدر ويبكي العيون
والله لشاهدت النمورة ورا شبوك
ذيكاية ماكانت تقارب ولا تنصادي
واليوم قرت للخدم يكتفونها
وأخيراً أتمنى أن أكون وفقت فيما كتبت عن الشاعر والقصيدة .. وإلى اللقاء في موضوع آخر بإذن الله .

كتبه /ابن خُرمان
علي بن ضيف الله الزهراني
الدمام 1434 هـ


....................
نشر في صحيفة الفنون الاخبارية على الرابط :
http://www.alfnoon.net/articles.php?action=show&id=792