الاثنين، 30 أغسطس 2010

شفتوا ( الرئيس ) ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
مقال أعجبني للكاتب ( ثامر الميمان ) في زاويته( رزقــــــــي علـــــى الـلـــه ) يوم الأثنين 1431-09-20هـ الموافق 2010-08-30م :

شفتو ( الرئيس )؟!
ديسلفيا .. رئيس البرازيل . البرازيل الذاكرة للبترول وكرة القدم والمافيا والفقر . خطب في تجمع استنكاري للذي حدث لقافلة الحرية . الرئيس يرتدي ( فلينة ) عليها ( قميص ) وبنطلون عادي . لا يتجاوز ثمن الذي يرتديه 100 ريال . وليس أمامه حلوى وبخور .خلفه بقايا موقع احتفال فقير ومجموعة من البرازيليين و البرازيليات في شكل باقة ورد من أرض الوطن .
قال .. العرب يهزمون أنفسهم بأنفسهم . العرب لم تهزمهم إسرائيل . هم أعداء بعضهم البعض يتصافحون ويبتسمون ويستقبلون بعضهم البعض ويودعون و في صدورهم الحقد وفي عقولهم أكثر من رأي ووجهة نظر. قال للعمال :- نحن ذاهبون إلى كأس العالم بميزانية لاعب واحد من أوروبا أو الخليج وكأنه يشير إلى قيمة اللاعب البرتغالي ( رونالدو ) ( 70 مليون يورو – هذا ثمنه ) والذين اشتروه بالطبع يفرقون بين الثمن والقيمة ويعرفون قيمته .
هذا الرئيس الرائع ( ببنطلون و فلينة ) بتواضع الكبار تحدث إلى من حوله بدون خوف وحراسات مشددة وفرقة تفتيش وألقى على مصدر الفوضى والظلم والقهر والعنصرية والغطرسة والكذب (الولايات المتحدة الأمريكية ) ألقى على حكومتها مسئولية الفقر والتسلط في العالم وأن مدعية الديمقراطية هي مصدر الظلم العالمي . تحدث وحيا الجموع ثم غادر بصحبة من رجاله البسطاء وكأنه يقول : سيأتيني الموت وان كنت في سيارة مصفحة هي إرادة الله . تجول بين أزقة قديمة وتشارك معه أهل الأحياء نفس الفقراء طفح الشوارع والأسلاك المتدلية من أسطح وبقايا أعتاب البيوت وسكان يبتسمون ويصرخون ( أرريفا ) برازيل . وكأنهم يقدمون لنا مفهوماً متطوراً أو جديداً لعلاقة الإنسان بأرضه وبإطلالة أخرى للخبر تأكد في أن الجانب الآخر من هذا الحي القديم المهزوم بالفقر والتخلف يطل على البحر . يسكنه نفس الناس الذين ينزلون إليه كل صباح طلباً للاستحمام أو مغازلة سمكة . هذا المطل على البحر لم ينزع ملكيته السيد الرئيس أو أقرباؤه أو كبار قومه . لا يجرؤون على هذا ., هناك نظام وقانون ومجموعات قانونية تقول ( لا ). ولم يجبروهم على الرحيل بالتعويض أو التهديد بل أقنعوهم بأنهم شركاء مالكون لما سيكون عليه هذا الحي بعد التنمية . سيسكنون نفس المكان وستكون لهم نفس الإطلالة على البحر والشمس والحرية وسيستفيدون وترتفع دخولهم بحصولهم على نصيبهم مما تحققه المشاريع الترفيهية والسياحية والاقتصادية من مرابح ....
يحيا العدل الذي يبنى ولا يهدم
ورزقي على الله
t.m.almaiman@hotmail.com
.........

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

رحم الله غازي فقيد الجميع

بسم الله الرحمن الرحيم

الموت حق وكل الناس ذائقه .. ليس هناك مخلوق بمنأى عن الموت , وليس لنا إلا الإيمان بقضاء الله وقدره مهما فجعنا بفقد الأحبة والأصدقاء والأعزاء على قلوبنا .
فوجئنا قبل أيام بفقد عزيز على قلوب الكثيرين في المملكة وخارجها , ليس فقيد أهله فقط بل فقيد الجميع ..

كانت الصدمة كبيرة لوفاة الدكتور غازي القصيبي رحمه الله تعالى ليس من قلة الإيمان وعدم تقبل القضاء !. ولكنها من هول الفاجعة وكبر منزلة الفقيد في القلوب.

كتب الكثيرون عنه وليس هناك الجديد مما قد يقال هنا سوى التعبير عن مكنونات القلب لهذا الفقيد .. أحببناه رحمه الله منذ أن عرفنا اسمه حين عين وزيراً للصناعة والكهرباء حيث كنا في منطقة لم تحلم بالكهرباء لصعوبة جغرافيتها وقلة الإمكانيات فلم يكن لأهلها سوى الأتاريك وقد تتيسر مولدات الكهرباء الخاصة عند بعض المقتدرين وفجأة وإذا بعمالة شرق آسيوية تزرع الأعمدة في كل إتجاه وعند كل بيت ومع تساؤل الناس ذُكر لهم أن وزير الكهرباء وبتوجيه من الملك خالد رحمه الله قرر أن تصل الكهرباء لكل بيت فأصبح الناس بين مكذب ومصدق حتى أُضيئت المنطقة.!. وكأن القصيبي يلتزم بقوله :
إذا سهرت مقلة في الظلام .... رأيت المرؤة أن أسهرا

فقد سهر حتى ضمن أن الجميع في أنوار الكهرباء منعمون وأصبح إسم غازي القصيبي يتردد بين الجميع ..
ثم ازداد إسمه تردداً بين الناس حين أُنشئت الجبيل الصناعية وبديء بناء المصانع في سابك والتي كان له الفضل في إنشائها وفي إختيار الإسم أيضاً , فمن يعرف الجبيل من قبل يرى البون الشاسع بين الجبيل قديما وبينها بعد بناء المصانع ..

وجاء دور الصحة فاستلم زمام الوزارة وارتقى بها فبعد أن كان الجميع يشتكي من سوء الخدمات وعدم إهتمام الكادر الصحي بالمرضى تغير الوضع ( 180 ) درجة , حيث أصبح جميع منسوبي وزارة الصحة وفي كل بقعة يتخيلون القصيبي أمامهم وذلك لكثرة ماكان يقوم به من الزيارات الفجائية للمستشفيات والمراكز الصحية في كل منطقة حتى أصبح الناس يتناقلون رؤيته في عدة مناطق في وقت واحد .!.

وفي المجال الدبلوماسي كان للقصيبي الدور الفعال في الإرتقاء بالعمل الدبلوماسي في السفارات التي عمل بها , فقد جعلها ملاذاً بحق لكل سعودي في تلك الدول حتى أصبحت السفارات منارات للثقافة والأدب ..

وأخيراً إستلم زمام وزارة من أصعب الوزارات وهي وزارة العمل قادها رغم الصعوبات التي واجهته بين متطلبات تجار وأصحاب أعمال ومتطلبات الباحثين عن الوظائف مع إزدياد البطالة ومع هذا لوحظ التحسن الواضح وبدأت معدلات البطالة في الإنخفاض , ولم يكن رحمه الله يتوانى عن تشجيع الشباب للعمل بل والنزول شخصياً لميدان العمل ليكون القدوة لهم .

هذا هو القصيبي الذي فقدناه ( رحمه الله ) كان يحن الى أيام عمله في الجامعة حيث يقول :
على الدفاتر خلفت الصبا نتفا .... وفي الفصول تركت القلب أجزاء
على الطباشير شيء من دمي عجبا .... تبدو الطباشير رغم الجرح بيضاء


رغم كثرة الأعمال وأهمية المناصب التي قام بها القصيبي إلا أنها لم تشغله عن الشعر والأدب فقد كتب عدد من القصائد كونت دواوين جمعت بين الغزل والرثاء والهم الإسلامي , إضافة الى الروايات والكتب الثقافية الأخرى التي ستبقى رغم محاربة البعض لها ..

نجد في كتاب ( حياة في الإدارة ) أسس الإدارة والأسلوب الحكيم لغازي القصيبي في حياته الإدارية في كل منصب مما جعل الكتاب من أهم المراجع في علم الإدارة .. وهناك كتاب صغير في عدد صفحاته إلا أنه كبير بمحتواه وما أشتمل عليه من رؤية حكيمة لمفكر مسلم وهو كتاب ( ثورة في السنة النبوية ) والذي يستحق أن يطلع عليه كل صاحب منصب ويتوسع فيه أهل العلم ليضيفوا عليه ماتبقى ..

وفي الختام سأورد بعض الأبيات للشاعر الدكتور غازي القصيبي رحمه الله تعالى .
يقول عن حال الأمة العربية :

صواريخها في فضاء العروض ..... وأسطولها مبحر في الضباب
وتقتل تغتال أولادها ...... وتلقى العدو بحلو العتاب
***
عشنا مع الذل حتى عاف صحبتنا ..... نمنا مع الصبر حتى ضج أيوب***
أنا من أمة تخوض وحولاً ...... من هوان وتزدريها الوحول
***
قد عجزنا حتى شكا العجز منا .... وبكينا حتى أزدرانا البكاء
وركعنا حتى إشمأز ركوع ...... ورجونا حتى استغاث الرجاء
أيها القوم نحن متنا ولكن .... أنفت أن تضمنا الغبراء
**

إن مات غازي القصيبي فإن ما أنجزه من أعمال خلال حياته , وما تركه من أثر بعده سيبقيه خالداً في ذاكرة كل من يعرفه ونبراساً لأجيال قادمة ..
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ورحم جميع أموات المسلمين .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .

العميد الركن م / علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
http://www.zahrani3li.blogspot.com/
نشرت في صحيفة مكة الإلكترونية بتاريخ 23/08/2010

الجمعة، 20 أغسطس 2010

فرصة لاتفوت

بسم الله الرحمن الرحيم
أتقدم باديء ذي بدء بالتهنئة لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بحلول هذا الشهر الفضيل ( شهر رمضان المبارك ) .. الشهر الذي أنزل فيه القرآن , الشهر الذي تصفد فيه مردة الشياطين , وتتنزل الرحمات إلى الأرض .. الشهر الذي يجب على كل مسلم اغتنام فرصة تكثيف العبادة والمسارعة في عمل الخير فيه لكثرة الأجر ومضاعفته ..

لن أتكلم في هذه العجالة عن فضائل الصيام وفضائل شهر رمضان , ولن أتكلم عن اهتمام البعض بشراء الكميات الكبيرة من المواد الغذائية وكأنها ستنتهي من الأسواق , ولن أتحدث عن موجة الغلاء التي تتسارع في الصعود مع ما يعانيه البعض من الفقر والفاقة وعدم القدرة على تأمين الأساسيات لعائلته , ولن أتكلم عن العادات المستحدثة في رمضان والمنافسة في دعوات الأصدقاء وإعداد الأنواع المتعددة من أطايب الطعام للفطور أو السحور , ولن أتكلم عن مسارعة بعض الناس لأداء بعض العبادات مثل العمرة المتكررة في رمضان مع عدم تورعه عن شتم هذا وسب ذاك أو تهاونه في أداء الصلوات أو أداء الواجبات , ولن أتكلم عن قول بعض السلف : ( أهون الصيام ترك الشراب والطعام ) .. لن أتكلم عن كل ذلك فهناك من هو أفضل مني وأقدر وأعلم أتى أو سيأتي على ذلك ..

هنا سأشير فقط إلى جزئية صغيرة وهي أن رمضان الكريم فرصة يجب ألا نفوتها جميعا .. فرصة لمراجعة النفس ومعرفة مواضع قصورنا وأسباب تقصيرنا .. فرصة زيادة البر بالوالدين للبارين , وفرصة لمن قصر في حقهما أن يعود إليهما ويبرهما ويتلمس ما يرضيهما .. فرصة في إعادة التواصل مع من قطعنا سواء أكانت المقاطعة متعمدة أو بسبب مشاغل الحياة .. فرصة إعادة الروابط الأسرية المفككة .. فرصة الإعتذار لمن أخطأنا بحقه والعفو عمن أخطأ بحقنا.. فرصة العفو عمن تسبب لنا في ألم واحتساب الأجر على الله في هذا الشهر المبارك .. فرصة زرع الحب في القلوب بدلا عن البغضاء .. فرصة لتربية الأبناء على الحب والعطف وعمل الخير ..

نسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال , وأن يغفر لنا جميعا كل تقصير ..


العميد الركن م /
علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa

نشر بتاريخ 13-08-2010

الأحد، 15 أغسطس 2010

رحمك الله ياغازي القصيبي

بسم الله الرحمن الرحيم

أعلن في هذا اليوم نبأ وفاة الوزير الأديب الشاعر الدكتور غازي القصيبي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد معاناة من المرض سافر خلاله الى أمريكا للعلاج ثم عاد الى البحرين بعد أن لم يتمكن الأطباء من علاجه ..
نسأل الله له الرحمه والمغفرة ولأهله وذويه ومحبيه ولجميع أبناء الشعب السعودي حسن العزاء والسلوان .. وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
قصيدة غازي القصيبي أثناء مرضه الأخير :

أغالب الليل الحزين الطويل ...... أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الألأم مهما طغت ....... بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق ........ وحسبي الله بُعيد الأصيل
وحسبي الله إذا رضنّي ......... بصدره المشؤوم همي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت ........ دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجي سيدي ........ أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهاً ، ها أنا ....... أعود إذ لم يبق إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن ......... في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى ....... كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي ........ فأغفر أيا رب لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة .......... ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي ........ عيني ما زال جمال النخيل
أرتل القرآن يا ليتني .......... ما زلت طفلاً .. في الإهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي ....... يؤزني في الليل صوت الخليل
هديل بنتي مثل نور الضحى ......... أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا ........ أقول إلا سامحيني .. هديل


رحمك الله ياغازي القصيبي ..

....

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

الوظيفة في مكة والمقابلة في الرياض

بسم الله الرحمن الرحيم

الوظيفة في مكة والمقابلة في الرياض

نتابع في الصحف وفي موقع وزارة الخدمة المدنية إعلانات التوظيف في مختلف القطاعات حيث تجتهد الوزارة في الحصول على الشواغر من القطاعات المحتاجة وإعلانها لطالبي الوظائف باستمرار , وليس هناك قصور فيما يبدو من الوزارة في مساعدة الشباب الباحثين عن العمل فتجعل التقديم متيسراً على شبكة الانترنت مع وضع الشروط اللازمة لكل وظيفة وذلك لتسهيل التقديم على هذه الوظائف وليتمكن من لايملك حق السفر والترحال الى مقر الوزارة من تعبئة البيانات من ساحة منزله دون أن يكلفه ذلك إلا بضع ريالات على الأغلب ..
تأتي المفاجأة الكبرى حين يعلن القبول المبدئي لهذه الوظائف حيث يتم الطلب من المتقدمين السفر الى الرياض لاستكمال إجراءات القبول فيضطر المتقدم للسفر الى العاصمة آتياً من جنوب المملكة أو شمالها أو من الجهات الأخرى , ولايهم وسيلة النقل أو مكان السكن الذي سيتمكن المسافر من النزول اليه وهل هناك معرفة له بالرياض أم لا .؟!, وهل لديه معارف فيها من عدمها ..؟!

يتحمل طالب الوظيفة هذه المعاناة صاغراً إذ ليس له إلا محاولة الحصول على الوظيفة ومع المعاناة يشعر بالسعادة إن تم قبوله نهائياً ..!

قد لايحس بعض المسؤولين عن هذه الطلبات عن معاناة الناس ولايستشعرونها .. لايعلمون أن بعض الشباب أيتام ويسعون لإعالة أسرهم , وبعضهم فقراء لايملكون حق السفر الى الرياض فلايجد أحدهم بداً من الحصول على مبتغاه ديناً مؤملاً أن يرده إذا قبل وحصل على الوظيفة .. وقد يصاب بعضهم بصدمات نفسية وأمراض في حالة عدم قبوله في الوظيفة .. وليتهم في هذه الوزارات يقومون بتعويض من لمن يتم قبوله في الوظيفة ليتمكن من رد الديون التي تكبدها جراء السفر .. ونذكرهؤلاء المسؤولين بقول الشاعر :
ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض .... على الماء خانته فروج الأصابع
ختاماً أعتقد أن الحاجة ماسة لتشكيل لجنة لمقابلات المتقدمين في المدن الرئيسية في كل منطقة وليأخذ أعضاء اللجان هذه إنتدابات على ترحالهم ليحول ذلك دون تكبيد المساكين من الشباب طالبي الوظائف عناء السفر وتكبيلهم بالديون قبل حصولهم أو عدم حصولهم على الوظائف المزعومة .. والله من وراء القصد.


العميد الركن م / علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
www.zahrani3li.blogspot.com


نشر بتاريخ 30-07-2010