السبت، 24 يوليو 2010

السياحة الداخلية بين المتعة والشقاء

بسم الله الرحمن الرحيم
انتهت الإختبارات وظهرت النتائج , نبارك لأبنائنا وبناتنا الناجحين , ونتمنى لمن لم يحالفهم الحظ النجاح في الدور الثاني .. ومع نهاية الاختبارات بدأت العطلة الصيفية وبدأ تطلع الناس لقضاء العطلة في أجواء ممتعة بعيدا عن شحن السنة الدراسية والسنة العملية وكلهم أمل وشوق لذلك .
تظهر الدعوات والدعايات في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة لقضاء الاجازة أو جزء منها في داخل المملكة وهذا مايفضله كثير من الناس خاصة في هذه الأجواء العالمية المشحونة .

يبذل رب الأسرة كل الجهود لإرضاء أسرته ممنياً نفسه وأسرته بقضاء أوقات سعيدة في ربوع وطنه فيشد الرحال بعد أن وضع الميزانية المعقولة بالمبالغ التي استطاع انتزاعها من فك ومخالب أسد الحياة وتمكن من تأمينها طول العام ..

يبدأ التحرك الى المكان المنشود فتبدأ معاناته ومعاناة عائلته فلايجد من تلك الإغراءات والدعايات التي شنف سمعه بها إلا خيال يهوي فلم تكن تلك إلا وسائل لاستنزاف مابقي في جعبة المسكين من مال , مراكز ومجمعات لتسويق ماهو موجود أصلاً في المكان الذي أتى منه وكان بإمكانه الحصول عليه بسعر أرخص ودون وعثاء السفر..

يبحث المسكين عن شقة سكنية فيجد الأسعار الصارخة التي ستثقل كاهله وتسبب في تقليل مدة الراحة المرجوة , وفي تلك الشقق او الوحدات السكنية يجد العجب العجاب من تردي النظافة وسوء التجهيزات ومع هذا يرضخ صاغراً فلا مجال الا الرضوخ ..
يحاول المسكين إرضاء أبنائه بأخذهم الى مراكز الترفيه والألعاب في تلك المنطقة فيصطدم بغلاء الأسعار الفاحش الذي يصيبه بالنكد لا المتعة حيث تأخذ ميزانية السفر في الانحدار يوماً بعد يوم بل ساعة بعد ساعة مما يذكره بسوق الأسهم فيزداد كآبة ..

تتناقص الميزانية فيحاول إقناع عائلته بأخذهم إلى المنتزهات المتوفرة في تلك المنطقة ولايتمالك نفسه من الفرح إن وافقوا حيث ستقل خسائره ويتعايش بقية الأيام بما يتبقى من ميزانيته , وعند الوصول الى مقصده ينسى الفرح بل يتبدل فرحه تعاسة فالمنتزهات غالبها تفتقر الى النظافة والصيانة , وتفتقر الى احتياجات الناس الأساسية من دورات مياة وماء وغيرها , وإن وجدت ففي حالة من السوء التي لايجعلها صالحة للإستخدام الآدمي ..

يعود المصطاف محملا بالديون بعد أن أجبرته ظروف الرحلة الى الإستعانة بما يتوفر لديه من بطاقات إئتمانية ليكمل بقية سنته ــ إن لم يستمر سنوات قادمة ــ في تسديد ديون تلك الرحلة الداخلية لائماً نفسه في عدم السفر للخارج و تصديقه الدعوات للسياحة الداخلية رغم التجارب الدائمة في تسفيه عقول المواطنين والضحك عليهم بدعايات كاذبة لاتجد من يقف في وجهها ويحفظ للمواطن كرامته ..
لم أحدد في ماذكرت أعلاه منطقة بعينها حيث تكاد جميع مناطق المملكة أن تتساوى في هذه المشاكل , بل أن بعضها يزيد سوءا وكأن المنافسة في أيها الأسوأ ..

أتمنى أن تقوم أمارات المناطق ( وحددت الامارات هنا ليقل رمي المسؤولية بين الادارات المختلفة من بلدية وسياحة ومرور وغيرها في كل منطقة ) بوضع لوحات واضحة في جميع الأماكن السياحية في كل منطقة موضحاً بها أرقام وعناوين بريد الكترونية ليتمكن المواطن من إيصال أوجه القصور التي واجهته في رحلته في المنطقة المعنية ليتمكن المسؤولون في كل إمارة من محاسبة المقصر حتى نرتقي بالسياحة الداخلية في جميع مناطق المملكة .


العميد الركن م / علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
http://zahrani3li.blogspot.com/
نشر بتاريخ 16-07-2010

الخميس، 15 يوليو 2010

المنظار

بسم الله الرحمن الرحيم

آلام اعتورتني .. لم أستطع تحملها ..حاولت ثم حاولت ..

أسهرت ليلي .. كلما حاولت سرقة النوم سرقته الآلام ..

تساؤلات طرقت بابي :

هل ناءت ركبتي بثقلي ؟!

هل وزني ثقيل الى الحد الذي لاتقدر ركبتي تحمله ؟!
لماذا تحملته الأخرى ؟!
ولماذا لاينبهني الميزان لذلك ؟!
أم أنها السنوات سرقت قوتي فأحالت الشدة ضعفاً ؟!
لست أدري ..!

الطبيب يقول حاجتك الى منظار يكشف داخل الركبة حيث لم تتضح لنا أسباب آلام نغصتك .! وحينها سنرى ونحل المشكلة .!

عملت المنظار .. فُتحت عينان لركبتي دخلت من إحداهما كاميرا للرؤية والأخرى جهاز التصحيح وعلاج الآلام .!
لاأعلم الى أي مدى ستخف آلام الركبة .!

سألت الطبيب : نظرتم الى ركبتي وسعيتم الى علاج آلامها .! فمن منكم يستطيع علاج آلام تجوس قلبي ؟!

آلام أعرف أسبابها .. بل كلكم يعرف أسبابها .! فمن يعالجها ؟!

من هوالجراح الماهر القادر على إزالة أورام ضعفنا وتقهقرنا ؟!

من هو الطبيب الذي يستطيع أن يصف لنا وصفة علاجية لأمراضنا ؟!

كنا في مقدمة الركب فتخلفنا !

كنا قادة العالم فأصبحنا نقاد !

كنا نفتخر بالفتوحات في أقطار الأرض فأصبحنا نفتخر بفتوحات الملاهي !

كنا نعالج الأمراض فأصبحنا مرضى بل نحن المرض !.

ترى هل سيأتي يوم نقف فيه وتقدر أرجلنا على تحملنا ؟!

نتمنى أن نرى ذلك اليوم .
..
...............
رابط آخر :

مشاهد وأحداث ..

بسم الله الرحمن الرحيم

تمر السنون سراعاً ..
لانكاد نحس بها ..

يمضي بنا العمر لاهون ..

نرى الوجوه نفس الوجوه ..

تتغير الأحداث.. وتتكررالمشاهد ..

كان التهديد من الشرق من صدام .. فبعد أن كان يهدد بنسف اسرائيل بل نصف اسرائيل التف فجأة جهة الكويت واحتلها في ليلة ليلاء .. حُررت الكويت .. وبدأ الحصار على العراق .. استمر سنوات .. فأتت الضربة القاضية بعد أن تعب العراقيون ..احتلت امريكا العراق .. وبدأت حروب طائفية ..وأصبحت الدولة القوية المهابة من كل جيرانها نهبا لكل قوي وضعيف ..

تتغير الأحداث لكن المشاهد تتكرر .. ايران تهدد اسرائيل .. فتحتل جزر الامارات .. ثم تهدد اسرائيل ويصفق الغوغائيون من العرب لتصريحاتها .. فجأة تدعي أن البحرين إحدى محافظاتها .. تهدد مرة أخرى امريكا واسرائيل ثم تحتل بئر نفط حدودية عراقية .. يبدأ الحصار على ايران ويزيد أمده وشدته بينما تدعي أن الحصار لايضرها وتستمر في التهديد ببناء القوة النووية ..

ننتظر بقية المشاهد المألوفة لنا ..
ولنحذر من الإنجرار وراء السراب .. سراب البطولات الخطابية .
..

الأحد، 4 يوليو 2010

توحيد أرقام الطواريء

بسم الله الرحمن الرحيم
توحيد أرقام الطواريء

لايخلو مجتمع من حالات طارئة في الحضر أو السفر وفي المدن والرى , وكلنا يعلم فائدة المعونة التي تقدمها الجهات الخدمية في هذه الحالات .
يوجد في بعض دول العالم أرقام مختصرة لاستدعاء الجهات المعنية عند الطواريء ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال رقم الطواريء ( 911 ) والذي يتم تعليمه للأطفال منذ الصغر ولايمكن أن تجد شخصاً صغيرا أو كبيرا في أمريكا لايعرف هذا الرقم وكيفية الاتصال عليه عند الحاجة وفي أي مكان من امريكا كنت داخل المدن أو خارجها .. بل وصل الأمر الى أن حفظ أطفالنا هذا الرقم لكثرة مايرد في البرامج الأمريكية والأفلام المستوردة .

وقد قرأت قبل مدة أن دول الاتحاد الأوروبي عملت على توحيد رقم الطواريء لديهم وفي جميع دول الاتحاد الاوروبي الى رقم سهل يمكن تعليمه للاطفال منذ الصغر ويستفيد منه الجميع في كل دول أوروبا مدنها وأريافها وطرقها..

أما هنا في بلدنا المترامي الأطراف فلاندعي أنه لايوجد رقم طواريء للاتصال عليه معاذ الله , بل نقر بإحتمالية أن تكون أرقام الطواريء لدينا هي الأكثر على مستوى العالم حيث يوجد عدة أرقام للبلاغات منها : رقم ( 999) الدوريات الأمنية , ورقم ( 998 ) للدفاع المدني , والهلال الأحمر رقم ( 997 ) , وحوادث المرور رقم ( 993 ) , وأمن الطرق رقم ( 996 ) ,ومكافحة المخدرات رقم ( 995 ) , والأمن العام رقم ( 989 ) , والكوارث الطبيعية رقم( 966 ) ,و..و..و..و.. وغيرها ..

كما لانتهم أحداً بعدم الاهتمام بالبلاغات وعدم المسارعة الى أداء الواجب , ولكن كثرة الأرقام تشتت المحتاج .. فلو اتصلت برقم الدفاع المدني لحادث مروري فقد يطلب منك الاتصال بالمرور أو الدوريات , ولو اتصلت بالدوريات وأنت خارج المدينة لطلب منك الاتصال بأمن الطرق ولو كنت عند البحر لطلبوا منك الاتصال بحرس الحدود .. وهكذا تجد نفسك في دوامة من الأرقام تحتاج الى حمل مذكرة فيها جميع الأرقام لاتفارقك أبداً , حيث أن هذه الأرقام وكثرتها لايمكن أن يحفظها الكبير فمابالك بالطفل الصغير..

الاقتراح لحل هذه المشكلة من وجهة نظري هو أن يوضع رقم موحد لكل حالات الطواريء وليكن ( 911 ) بحيث يكون لديهم مركز عمليات يرد على اتصالات الناس على هذا الرقم يقوم الموظف بأخذ المعلومات عن المشكلة وتحدديد الموقع ثم يقومون بدورهم بتوجيه الجهة المعنية سواء الإسعاف أو أمن الطرق أو الدوريات أوغيرها..

وبهذا نكون قد سهلنا أسلوب التعامل في حالات الطواريء , وجعلنا التواصل بين الجهات المعنية والمواطنين مرناً , كما يمكن تعليم الأطفال هذا الرقم منذ الصغر لحفظ هذا الرقم وتدريبهم كيفية استخدامه وتشجيعهم للإبلاغ عن الحالات الطارئة .

فكم من أرملة لايعيش معها إلا أطفالا , وكم حالة طارئة أودت الى الموت بسبب تأخر البلاغ عنها ,
وكم من حادث أفضى الى إزهاق أرواح كان بالإمكان إنقاذها لو وصل البلاغ عنها في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة .
أسأل الله السلامة للجميع , والله ولي التوفيق .



العميد الركن م /
علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
www.zahrani3li.blogspot.com

نشر بتاريخ 02-07-2010 ( صحيفة مكة الإلكترونية )

ثقافة تبرير الأخطاء

بسم الله الرحمن الرحيم
ثقافة تبرير الأخطاء

لايرضى أحد في العالم أجمعه بالفشل أو عدم النجاح فكل يبحث عن النجاح ويسعى الى تحقيق ذلك جهده , وفي مجال الأعمال يسعى الجميع الى تحقيق المآل ويعمل بالأسباب للوصول الى الهدف .. إلا أنه قلما نجد في دول العالم من يبحث عن مبررات الفشل بل يقوم المسؤولون والقادة والمدراء في الدول المتقدمة إلى دراسة أسباب الفشل أو الإخفاق للتصحيح وعدم الوقوع مرة أخرى في الخطأ ..

وفي الحروب يقوم القادة بتحليل شامل للحرب وأسبابها ونتائجها والخروج بدروس مستفادة من هذه الحرب سواء كانت نتيجتها نصراً أو هزيمة حتى لاتتكرر الأخطاء مستقبلاً وليتم تصحيح الخطط بناء على ماظهر في هذه الدروس ثم تُدرس هذه للضباط في الدورات القيادية أو التخصصية .

أما عندنا وللأسف الشديد نجد الأغلبية من الناس عكس ذلك فهم يبحثون دائماً عن المبررات للفشل والسقوط , فإن كان الفشل في تنفيذ مشروع رأيت المعنيين يرمون باللوم على عدم وجود الإعتمادات الكافية أو سوء التربة أو غيرها من المبررات وكأنهم لم يقوموا بدراسة شاملة للمشروع قبل البدء في التنفيذ .

وإن كان الفشل في عمل آخر بحثنا عن المبررات لا التصحيح ونجد بكل أسف هناك من لايعنيهم الأمر من قبل ولا من بعد يتصيدون تلك المبررات ليضعونها تحت نظر المسؤول وكأنهم يبحثون عن شيءٍ ما ..

تذكرت هذا الأمر أثناء مباريات كأس العالم المقامة حاليا في جنوب افريقيا , فقد تبارى بعض الكتاب في التبرير لهزائم منتخبنا وعدم تأهله للمونديال وهزيمته من منتخب كوريا الشمالية فقد قرأت يوم الخميس 5/7 /1431هـ الموافق 17/6/2010 م في ملحق الميدان الرياضي التابع لجريدة اليوم مقالا للكاتب والإعلامي (محمد حمادة) يقول فيه مانصه : (من هاجم المنتخب السعودي لأنه عجز عن تخطي نظيره الكوري الشمالي في المباراة الحاسمة من تصفيات مونديال ( 2010 ) عليه أن يلتمس له العذر وكل العذر بعدما شاهد الفوز الأشبه بالولادة القيصرية للبرازيل على الجزء العلوي من الدولة التي شاءت السياسة أن تقسهما الى نصفين ) ..

كما كتب في نفس العدد الاعلامي مصطفى الآغا : (: إن من غمز من قناة خروج المنتخب السعودي على يد هذا المنتخب الذي وصفوه ( بالهزيل ) ، هو وصف لم يكن دقيقا ولا يعكس حقيقة قوة الشماليين ولاقوة دوافعهم السياسية والمعنوية التي تردم هوة الفنيات بينهم وبين أقرانهم ومنافسيهم )..

كنا نتمنى من الأخوة الكتاب والإعلاميين ألا يحاولوا تبرير هزيمة المنتخب فالماضي لن يعود – ولاأعلم ماذا سيكون قولهم بعد هزيمة كوريا الشمالية بالسبعة ؟! ـــ ..

نحن في حاجة إلى تصحيح القادم ليكون أفضل بالإستفادة من أخطاء الماضي .. نحن في حاجة إلى أن يكون منتخبنا في مكانه الصحيح حيث كان الأفضل من جميع منتخبات آسيا قبل عدة سنوات , والآن وقد تجاوزتنا هذه المنتخبات وكأننا واقعون تحت تأثير مقولة الشاعر ( ألهى بني تغلب ) ..

نعلم يقيناً أن المنتخب وإدارته وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وصاحب السمو الملكي نائبه قد وضعوا النقاط على الحروف وقاموا بما يستحقه الوضع من الدراسة ومعرفة الأخطاء وسنرى في المستقبل النتائج التي ستشرفنا جميعاً بإذن الله تعالى , وهما ليسا في حاجة الى من يكتب ليبرر لهما ولنا عدم تأهل المنتخب ..

وختاماً نتمنى أن يأتي اليوم الذي نرى من العاملين في جميع المجالات من يعترف بالقصور ويتحمل المسؤولية ويدرس الأخطاء لايلجأ إلى إختلاق الأعذار, وأن نعمل جميعاً على تحقيق الأفضل لنواصل اللحاق بركب الدول المتقدمة ولانستمر في مكاننا مراوحين نراقب مشهد التطور دون أن يكون لنا دور أو دون أن نكون الفاعلين ..
وبالله التوفيق .


العميد الركن متقاعد / علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
www.zahrzni3li.blogspot.com
نشر بتاريخ 25-06-2010 ( صحيفة مكة الإلكترونية )