الأربعاء، 14 فبراير 2024

قصيدة الشاعر المهندس عبداللطيف الزهراني

 بسم الله الرحمن الرحيم

 أكرمني الصديق الشاعر المهندس عبداللطيف بن أحمد الزهراني أبو عمر بهذه القصيدة مديحاً في شخصي المقصر ولا أجد له جزاءً إلا الشكر والتقدير والدعاء له بالتوفيق وصلاح الحال والأبناء ، افتتحها بقوله :

هدية متواضعة مع خالص الود والتقدير.

 بسم الله:


ابدا بذكره خالق الانس والجان

ثم الصـلاه علىٰ رسول الفضيله

 

وبكل فخـر انظـم من المدح قيفان

والشعر في نقل المدايح وسيله

 

وامدح بها الرمز القدير ابن خرمان

والمدح في قـدر الكفو يستوي له

 

علي اْبن ضيف الله مقدّر وله شان

عمـيد ركـن ومـن رمـوز القبيـله

 

سخِي ومتواضع وللطيب عنوان

وكـل مجـد وعلم غانـم، علي له

 

جمَـع رقي الفكر وفصاحة لسان

والله رفـعه وميّـزه بيـن جيـله

 

هذا ابن ضيف الله جبل مثل عيسان

ومواقفـه تشهـد وراعي جميـله

 

وآنا لو انظم فيه م الشعر ديوان

ماْ اوفيـه قـدره واعتبـرها قليله

 

الله يديمـك ياعلي فخـر زهران

ويطيل في عمرك سنين(ن) طويله

 

__________

عبداللطيف بن احمد الزهراني (ابو عمر)

13-2-2024 م 3-8-1445 هـ.

الأحد، 4 فبراير 2024

بحث صباح المنشور

 بسم الله الرحمن الرحيم


هنا بحث منشور في مجلة أو موقع علمي شاركت فيه الإبنة الغالية ( صباح )  ، أسأل الله لها التوفيق والسداد .

عنوان البحث :

The Inhibitory Effect of Geraniol on CCL4-induced Hepatorenal Toxicity in Pregnant Mice through the PI3K/AKT Signaling Pathway


أسماء المشاركين :

Alzahrani, Sabah Ali1; Bekhet, Gamal M.1,2; Ammar, Rebai Ben1,3; Abdallah, Basem M.1; Ali, Enas Mohamed1,4; Al-Ramadan, Saeed Y.5; Althumairy, Duaa1; Rajendran, Peramaiyan1,6





رابط البحث :


https://journals.lww.com/sjmm/fulltext/2024/12010/the_inhibitory_effect_of_geraniol_on_ccl4_induced.3.aspx

https://scholar.google.com/scholar?hl=ar&as_sdt=0%2C5&q=Alzahrani%2C+Sabah+Ali&oq=



.................


الاثنين، 22 يناير 2024

قال ابن خُرمان عن بيت الدار


 

قال ابن خُرمان عن بيت الدار

 

روي للشاعر قيس بن الملوح قوله:

أمر على الديار ديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدار

وما حب الديار شغفن قلبي .... ولكن حب من سكن الديار

يكثر وصف الشعراء للديار ويأخذهم الحنين إلى مرابع الصبا ، وعندما يمر أحدهم بديار الأحبة أو أماكن اللقاءات في سابق العهد تفيض المشاعر وتهيج الذكريات وتجيش الأفكار فتنبع أجمل الأبيات ، وقد تغنى العديد منهم بهذا وكانت القصائد لكبار الشعراء تبدأ بالتذكر وتتبع التذكريات فهذا أمرؤ القيس يبدأ معلقته بالوقوف على تلك الأطلال بالقول :

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل .... بسقط اللوى بين الدخول فحومل

وقوفاً بها صحبي عليّ مطيهم .... يقولون لا تهلك أسىً وتجمل

وإن شفائي عبرة مهراقة .... فهل عند رسم دارس من معول

ويأتي الشاعر طرفة بن العبد في معلقته بما يشبه هذا فيقول عند مشاهدته آثار ديار محبوبته :

لخولة أطلال ببرقة ثهمد .... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

وقوفاً بها صحبي عليّ مطيهم .... يقولون لا تهلك أسىً وتجلد

أما جرير فعندما تذكر جبل الريان الذي كان أيام الشباب يقابل فيه حبيبته والتي أطلق عليها أم عمرو وتذكر المنازل التي كان يعيش فيها قال أبياته الجميلة :

ياحبذا جبل الريان من جبل .... وحبذا ساكن الريان من كانا

حي المنازل إذ لا نبتغي بدلاً ....  بالدار داراً وبالجيران جيرانا

بينما شدة الحب جعلت ابن خفاجه الأندلسي يقبل رسم الدار حباً لأهلها فيقول :

وقبلت رسم الدار حباً لأهلها .... ومن لم يجد إلا صعيداً تيمما

قال ابن خُرمان :

وفي زمننا هذا ومع التطور والحضارة في بلادنا والنقلات الكبيرة في الحياة وابتعاد أغلب الناس عن أماكن طفولتهم وشبابهم حيث تنقلوا في أرجاء الأرض لطلب الرزق وبناء حياة جديدة في أصقاع مختلفة ، كما قام الجميع بالانتقال إلى مساكن جديدة بالبناء الحديث أكثر اتساعاً وأجمل منظراً من المنازل السابقة التي كان يسكنها آباؤهم وأجدادهم والمبنية من الحجر والمسقوفة بالخشب مع أن البعض حافظ على المنازل القديمة وربما قام بترميمها لتكون متنفساً له يستقبل فيها بعض الزوار وقام آخرون بدمج المباني القديمة بالحديثة لكن الحنين إلى حياة الطفولة في تلك المنازل القديمة تهيج الذكريات الجميلة ولمة العائلة الجميلة وتماسكهم ولا يستطيع أحد أكثر من الشاعر أن يرسم صور تلك الذكريات والعواطف ، وقد وصلتني في مقطع مرئي عبر وسائل التواصل قصيدة جميلة جداً حازت على إعجابي وأثارت مشاعري فكأن الشاعر يتحدث نيابة عني وعن جيلي بأكمله إنها قصيدة ( بيت الدار ) والتي سأستميح الشاعر الأديب الإعلامي علي بن هجاد الزهراني عذراً في هذه القراءة الإنطباعية للقصيدة :

يذكر الشاعر في بداية المقطع أنه مر على بيتهم القديم والذي يقع في قرية الحميدان ببلاد زهران بمنطقة الباحة وهيجته الذكريات التي عاشها في هذا المنزل الذي تحتويه منازل القرية ويبدأ بالتسليم على البيت وكأنه يخاطب حياة لا جماد ولم لا ؟! ففي أركان هذا البيت تاريخ لا يزول ولا تمحيه الأيام مهما تقادم الزمن وأهمله الجيل الحالي ولعلي هنا أطلب من الشاعر الكتابة مستقبلاً بأسلوبة الأخاذ عن ذكرياته :

سلام يابيت سكن في ركونه

تاريخ ما تمحيه دورات الأيام

تاريخ يبقى ما تغير متونه

مهما تقادم به زمانه والاعوام

 

ويضيف الشاعر أنه وجد في هذا البيت القديم أنفاس الجد لا تزال موجودة بل أنها تعطرالمكان كما كان يشعر بها في حياة الجد ، ويضيف كذلك أن أحاسيس الوالد ومشاعره وماكانوا مع عائلتهم يرسمونه من أحلام لمستقبل عائلتهم لا تزال باقية ، ثم ينتقل إلى الحديث عن من فقده من عائلتهم الصغيرة فالجدة الحنونة التي كانت وكعادة الجدات ملجأ الأطفال ومركز الدفاع عنهم حين شقاوتهم ، أما الأم فكانت العطوف الملهمة ولم يسترسل ـ وليته فعل ـ في ذكر ما كانت الأمهات يعانين فهن العاملات الشاقيات المسؤولات عن كل ما يهم العائلة والحلال ( رحم الله الجميع ) ، ثم ينتقل الشاعر بعد ذلك إلى الإشارة أن جميع من في القرية أقارب ليس منهم الغريب فهم أخوال وأعمام وأسرة واحدة وهذا مدعاة للألفة والتكاتف والمحبة :

انفاس جدي عطرها في سكونه

واحساس ابوي ومارسمنا من أحلام

والجدة اللي من صفتها حنونه

والام كانت نبع من عطف والهام

والقرية مافيها احد ينكرونه

اللي سكنها اهل واخوال واعمام

 

ويعود الشاعر مرهف الإحساس إلى مخاطبة الجماد الحي الذي يقف في ظل الحصن الشامخ الذي كان لأهل القرية مركز الحماية والمستودع الذي يخزنون فيه كل ما يهمهم ، ويشبه البيت بنون الحصن الذي يرى به وعليه حمايته ولهذا لم يتأثر رغم ما أصابه به الزمن فهو الشامخ شموخ الحصن وشموخ من كان فيه.. ويواصل الشاعر الذكريات عندما كان ذلك البيت متسيداً لكثرة الرواد والضيوف مما جعل ساكنيه لا يقفلون له باباً:

يابيت في ظل الحصن مثل نونه

واقف على ماجاك من جور الاثلام

الله على وقت تسيدت كونه

كنت الحياة وكنت ملفى للاقوام

وبابك المفتوح ما يغلقونه

ومجلسك مدهال للضيف واكرام

 

ويزيدنا الشاعر بعض الإيضاحات لما هيج شجونه في هذا البيت حيث الزافر وهو العمود الخشبي في منتصف المجلس والذي يحمل ثقل السواري حيث توضع عليها أخشاب السقف ، هذا الزافر به النقوش البديعة التي كانت تنال إعجاب الضيوف وفي هذه النقوش نقش تاريخ ميلاد الشاعر كما أشار وسيبقى هذا التاريخ ما بقي هذا الزافر ، ثم يضيف الشاعر لمحة عن تربيتهم في هذا البيت التي جمعت الحزم والمرونة وكانت التربية تربية على مكارم الأخلاق والدين والوفاء والكرم وهكذا كان الآباء لا يرضون لأبنائهم إلا التفوق والصدارة ( وهذا ما وجدناه في الشاعر وإخوانه ) :

والزافر المنقوش تحمل فنونه

تاريخ ميلادي بلا حبر وأرقام

هنا تربينا بحزم ومرونة

على الوفا والطيب واخلاق الإسلام

 

ويختم الشاعر قصيدته مخاطباً ذلك البيت أن مروره كان لاستحضار الماضي الجميل البسيط الذي كانت تسوده الألفة و المحبة والوئام ، ومذكراً لأجيالنا بماضينا وملهماً الأجيال التي لم تر ذلك :

واليوم مريتك ادور مؤونة

من ذكريات الماضي الحاضر الهام

ذكرى البساطة في حياة مصونة

وعيشة مضمونها ود ووئام

 

ختاماً : نشكر الشاعر على هذا القصيدة التي أعادتنا لماضٍ افتقدناه رغم التطور والحضارة ، وليس لنا إلا الدعاء إلى الله أن يرحم والدينا وأجدادنا ومن سبقنا وأن يعوضهم عن تعبهم وشقائهم بنعيم دائم في الجنة . آمين .

 

كتبه/

علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني

الدمام

رجب 1445 هـ الموافق يناير 2024 م .

........

نشر في صحيفة النهار السعودية على الرابط :

https://www.annahar-news.com/news/single/6164


 

الجمعة، 19 يناير 2024

ترى من أكون ؟!

 تُرى من أكون ؟

أنا من على حَدّي السيف مأسور

أنا من بعثرة أفكاري أصبحت ذلك أسير

تُرى أتُسعفني الظنون


أتُقظني ، أتخرجني من أرض الجنون

أتجمعني ، أتُلملمني كما أنا برماديَ المنثور

أم ترى هي لي تخون

تأتيني بماءٍ مسموم

تتركني بصحرائي بعد أن أركضتني أشواطًا تطول

أتأتيني بالجواب أم تتخذني أضحوكةً.. لا تقول

تعبث بي و أعبث بها و نزيد ببعضنا الفضول

نسقينا من بئرٍ يابسٍ مهجور


بل تُرى هل لي أن أكون؟

هل تلطمني الظنون بين السطور

أم لا يسعها الإدراك ما أكون

أتُراني منطقًا مغلوط؟

عَلمًا ممزقًا مرفوع؟

ترى أأجهلني أم تجهلني العلوم

هل أحجيتي ناقصةٌ ، ضائعةٌ ، متناثرةٌ أم لم يكن لها مجموع

أو تسمى فنًا أم الفن بمعنى موضوع؟


هل للمتناقضات في جوفٍ واحدٍ تثور

و تنام في أحضان بعضها تبكي نزالها المهدور

تدبُ السيوف في أعناقها و تهوي هوي المغدور

تناجي بعضها و تبحث معًا عن حلول

تطلب الفناء و التضحية متروكةً بيد قاضٍ مظلوم

يُشيع بالظلم بأمر آمرٍ مأمور

أتُرى للفوضى أن تنتظم على خطٍ مرسوم؟

هل للغبار المتطاير أن يُجمع في كفٍ مثقوب

كلٌ منها في همٍ و أنا بها المهموم


أتُراني أعتدل؟

و أنصافَ العوالم في داخلي أنتشل

أتُراني أعود لجهلي و أنتظم

أم قُدر لي معرفة علم لا يرتسم؟

تُرى الأطياف في داخلي تبتعد

هي و ما خلفته من اضطرابٍ في الأحشاء تنقطع

تنتهي من لومها و عتبها و تندثر

لأقف على قبرها ضاحكًا مبتسم

و أعود لعقلي الذي في دواماته يحتضر

و الأصوات الصخبة فيه كخلافات منزل مهترئ


تضحكني هذه الخلافات أن كلًا فيها يحكم من أنا

إلا أنا لا أعلم ما أنا

إلا أنا كل أمسية و فجر أعيد طرح الأسئلة، طلب الاحكام، مقارنة الآراء علّي أن أعلم ما أنا

و ما نهايتي إلا أعيد فك الخلاف بين أنا و أنا

تلك المتكبرة الضعيفة و تلك الذليلة ذات القوى

فكُلٌ منها يصرخ بما لديه لا يستمع

كلٌ يعيب و يُعاب ولا أحد منها ينتصر

كلٌ منها صائبٌ إثر هوى النفس و مصابٌ إثر هوى العدل المنتصب


و نعود لمعضلة أنا ..

فالحديث لا يُحْدث إلا الجزع

نعود ولا نغادر أبدًا على ذات المدار ندور

و إن سألتُ عن ما الحِكمة من أنا؟

يجيب: يُحل السؤال عندما تكف أميال الساعة عن النزال


( ميادة )

الاثنين، 8 يناير 2024

سابق إلى النة وشفيع لوالديه بإذن الله

 

سابق إلى الجنة وشفيعٌ لوالديه بإذن الله

 

تمر حياة الإنسان مراوحة بين السعادة والتعاسة ، بين الأفراح والأتراح ، بين الأحلام والآمال متقلبة .

 تبلغ الأحزان والآلام مداها عندما يفقد الشخص أحد محبيه فكيف إن كان الفقيد قطعة الكبد وأمل الحياة وهو الولد الذي كان يتمنى والده أن يفقد حياته دون فقده،

وفي هذه اللحظات قد يكون الشعر وسيلة للتعبير عن المشاعر العميقة والتعاطف مع أولئك الذين فقدوا الأعزاء لديهم. يقول خالد الخنين عندما فقد ابنه :

أهديت للترب أحلى العمر أجمعه  .......   فمن يعيد لي العمر الذي ذهبا

ما كنت أحسب أنَّ الدهر يفجعني ........ حتى رأيت عليك القبر منتصبا

فنجد الشاعر ينطق بمشاعر الحزن والفقدان التي لا تستطيع الكلمات العادية التعبير عنها. ويقول ابن الرومي في رثائية بليغة عندما فقد ابنه :

بُكَاؤكُمَا يَشْفِيْ وَ إنْ كَانَ لاَ يُجْدِيْ ..... فَجُوْدَا فَقَدْ أوْدَى نَظِيْرُكُمَا عِنْدِي

بُنَيَّ الذِي أهْدَتْهُ كَفَّايَ لِلْثَّـرَى .... فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ، وَيَا حَسْرَةَ المَهْدِي

ألاَ قَاتَلَ اللَّهُ المَنَايِا وَ رَمْيَهَا .... مِنَ القَوْمِ حَبَّاتِ القُلُوْبِ عَلَى عَمْدِ

نعم ؛ هذا هو حال من يفقد الولد ، حزن وآلام ، ولوعة وبكاء ولا يلام على هذا لكن هذا حال الدنيا ففيها يقول أبو الحسن التهامي عندما رثى ولده مات صغيراً:

حكمُ المنيَّة في البريَّة جارِ....  ما هذه الدنيا بدار قرارِ

بينا يُرى الانسانُ فيها مخبراً .....  حتى يُرى خبراً من الاخبار

طُبعت على كدرٍ وأنت تريدُها ..... صفواً من الأقذاء والأكدار

وإذا رجوتَ المستحيل فإنما .... تبني الرَّجاء على شفيرٍ هار

فالعيشُ نوم والمنيّة يقظة .... والمرءُ بينهما خيالٌ سار

يا كوكباً ما كان أقصرَ عمره ...... وكذا تكون كواكبُ الأسحار

وهلالَ أيام مضى لم يستدر.....  بدراً ولم يُمهل لوقت سرار

عجل الخسوفُ عليهِ قبل أوانهِ  .... فمحاه قبل مظَّنة ِ الإبدار

جاورتُ أعدائي وجاورَ ربّهُ  .... شتّان بين جوارهِ وجواري

قال ابن خُرمان :

صدق أبو الحسن التهامي فالميت جاور ربه بينما الحي مجاوراً أعداء وشتان .. شتان بين الجوارين !!

ونحمد الله الذي جعلنا مسلمين وبين أمة مسلمة فلنا في رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم القدوة الحسنة حيث فقد ابنه الوحيد إبراهيم فكانت ردة فعله درساً بليغاً لكل مسلم .

عن جابر قال: أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد عبدالرحمن بن عوف، فأتى به النخل، فإذا ابنه إبراهيم في حجر أمه، وهو يكيد بنفسه، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره، ثم قال: يا إبراهيم. إنا لا نغني عنك من الله شيئًا. ثم ذرفت عيناه، ثم قال: يا إبراهيم، لولا أنه أمر حق، ووعد صدق، وأن آخرنا سيلحق أولنا لحزنًا عليك حزنًا هو أشد من هذا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون، تبكي العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب.

ووافق موته كسوف الشمس، فقال قوم: إن الشمس انكسفت لموته، فخطبهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله عز وجل والصلاة.

هذا قدوتنا وسيدنا ونبينا محمد وما فعله وقاله فلنقتدي به ونحزن لكن لا نقول ما يسخط الرب .

كتبت هذه الخاطرة عندما بلغني خبر وفاة الابن ( حسن بن سلطان بن حسن الفير) رحمه الله تعالى وأحسن عزاء والديه وذويه وألهمهم الصبر والسلوان وعوضهم خيراً .


كتبه /

علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني

الدمام 5-1-2024 م الموافق 23-6-1445 هـ


...................

نشر في صحيفة مكة الالكترونية على الرابط :

https://www.makkahnews.sa/5384325.html


الجمعة، 29 ديسمبر 2023

يغرف من بحر

 

يغرف من بحر

 

روي أن الأخطل عندما علم بمهاجاة جرير والفرزدق أرسل ابنه مالكاً ليسمع شعرهما ويأتي بخبرهما فلما عاد سأله أبوه عنهما فقال: جرير يغرف من بحر، والفرزدق ينحت من صخر، أي ان جرير كان يطوع الشعر لجميع أغراضه بسهولة ويسر وكأنه يجلس على بحر من الشعر يغرف منه ما يشاء فلا يستعصي عليه أمر أو غرض من أغراض الشعر..

قال ابن خُرمان:

بالمقارنة مع ماذُكر عن جرير فأنني استطيع بكل ثقة أن اطلق على الشاعر عبدالله


البيضاني([1]) ( جرير شعر الشقر الجنوبي ) ، فهو الشاعر الذي الذي قل أن يكرر الزمان نظيره فقد بدأ قوياً في شعره وفي حضوره ، فمنذ بداياته قبل ما يربو عن خمسين عاماً كان الشعراء السابقين الذين أدركوا بداياته يحاولون التعرف على إمكانياته الشعرية ويعترفون بها ومنهم على سبيل المثال لا الحصرالشاعر سعيد الأصوك الزهراني ، والشاعر عيضة بن طوير المالكي ، والشاعر أحمد بن زربان المالكي وغيرهم رحمهم الله جميعا ً.

الشاعر عبدالله البيضاني عندما يبدع قصيدة نجد فيها الابداع وسهولة الألفاظ والتوجيه للهدف دون إخلال بالمعنى ، وعندما يرد على قصيدة بدعها شخصياً أو بدعها غيره نجد الترابط ووحدة القصيدة وسهولة اللفظ وعمق المعنى حتى ليخيل للسامع أنه يستطيع قول مثل هذا لكن هيهات ، وفي الحقيقة فإن ما يقوله الشاعر هو السهل الممتنع .

الشاعر البيضاني كما عرفناه لم يتلكأ عن الرد عن أي قصيدة وعلى أي طرق كانت ، كما أنه لم يتردد عن محاورة أي شاعر كان فلديه القدرة الكبيرة والثقة في النفس ، ومع هذا لم يسقط البيضاني في ألفاظ تسيء إليه أو الشعر .

شكل شاعرنا منذ البدايات ثنائيات قوية مع عدد من الشعراء بدأها بثنائية مع الشاعر الكبير محمد بن مصلح الزهراني رحمه الله استمرت عدة سنوات أبدعا فيها أيما إبداع وغنيا فيها طروقاً ربما لم يسبقهما لها أحد ، وأعادا للعرضة وهجها وحضور الجماهير بكثافة لها ، ولعل العديد من الجمهور يذكرون حفلة ( ابن شقاف ) في قرية بحرة عام 1416هـ والتي شكل فيها ثنائي ابن مصلح والبيضاني مقابل ثنائي الشاعر صالح اللخمي وعبدالواحد بن سحبان أروع ثنائيات مرت على حفلات زهران وكانت الحفلة من أجمل الحفلات التي لا يزال يتردد ذكرها حتى الآن .

بعد أن توقفت هذه الثنائية الجميلة استمر شاعرنا يقابل العديد من الشعراء وله في كل حفلة تقريبا ثنائية مختلفة ولكنها جميعها حظيت بالنجاح ولا غرابة في نجاحاتها إذا كان البيضاني أحد أطرافها .

ونظراً أن المقال قد لا يتسع للإسهاب في الحديث فلعلي هنا أو رد بعضاً من قصائد الشاعر .

القصيدة التالية على طرق الزمل الطويل بدعها الشاعر في بداية مقارعة (محاورة ) وفيها يظهر التحدي ويطلب أن تكون القصائد مما يستحق التداول ومع هذا ففيها توجيه جميل لمسار الردود ، ورد عليه الشاعر صالح اللخمي([2]) لكن سأكتفي بالبدع لعلاقته بالشاعر :

قال أبو ماجد نزلت من الحجاز([3]) احاور الشعار

واي شاعر ينهزم باكفنه واحضر عزا جمهوره

والصدق اني لا هزمت الشاعر ابيطرب لي الجمهور

وابرك الحزات([4]) يا شعار وافضل حين واسعد قاله

يوم نتحاور بمنتوج الكلام من أوسع ادبنا

والذي مثلي بيقدر في المثايل والشقا والدوسي

عرضوه المكربات ولا تدمونه دمادمي([5])

ومن القصائد الجميلة هذه القصيدة على طرق المجالسي وكانت رداً على قصيدة للشاعر صالح اللخمي ، يقول البيضاني منتقداً بعض تصرفات شباب هذا الجيل من عدم احترامهم للكبير:

يقول عبدالله ضاق الصدر من صفة([6]) ابليس

ما عاد للعارفة([7]) مقدار بين المضلين

وكلما قلت هرجة زودوها بني قال([8])

بالله يا قلبي اصبر لا يجي منك مشروه

بعض العرب لا تعرضناه سوى قضية

قال ابن خُرمان:

يذكرنا دائماً الشاعر عبدالله البيضاني في قصائده أنه يأخذ مجال الشعر للمتعة وحباً في قول القصائد وإذا لم تحقق المطلوب فلن تكون ضمن اهتماماته :

يقول عبدالله حبيت الغنا والقصايد

قصدي سعة خاطري ما ني مدور غنايم

وان كان ما في القصيد الا ضحوك(ن) وشيمات([9])

ما عندنا لا مزاج ولا تسماعتا له

ويقول في قصيدة أخرى رافضاً أن تكون القصائد للمهاترات الشعرية :

انا ما جيت ارضي الجاهل واشمت بالرفيق

وانا لي عشرين عام انظم بيوت المعرفات

ما تشرهني القصايد من خوي والا ولد عم

ربما ترك القصايد خير من شرهاتها

ولعل من المتعة والجمال الاطلاع على هذه القصيدة على طرق المجالسي فيها ابداع الفكرة والشقر والمعاني :

البدع :

يقول عبدالله سلك الماس لو ينشرخ بار([10])

وكل ما للمهندس عالخطر يبعد اسلاك

بالله يا اهل الهواتف ردوا الماس([11]) الينا

بعض الجهازات ما فيها ولا همس ونّاس

متى بعد يصرفون ارقام وشرايح(ن) له

الردود:

لا تنشر اخبار يا سيدي ولا ننشر اخبار

ان كان قلبك سلي عن شوفتي فبعد اسلاك

الله يا ما تصبّرنا ويا ما سلينا

كل(ن) يقدّر بمقداره ولا هم سوا الناس

من حطني في القفا ما قلت ويش رايح(ن) له([12])

وسأختم مقالي هنا بهذه القصيدة الجميلة على طرق الزمل والتي تعد من عيون القصائد في شعر الشقر الجنوبي :

الهريري قـال مافـوق النمـور الضاريـه وثبـات

والجمل لو ماهـداه الله ماحـد كبّلـه فـي عُقلـه([13])

والنصيحـة كلمـة(ن) ماهـي بصـك ولامعاملـه

آنا مـدري وش تسمون الثقالـة كبريـاء والا زَم([14])

كل صوت(ن) له طرب من ينقد الجمـال فـي غنـاه

والله اني اضحك وفي قلبي كما وهج اللظى وشنوعه([15])

والنجاح لمن صبر ماهو لمن كابـر ومـن ضـري

والذي يأمر ويقدر ما ابغي اتعرضـه وآهـزّ امـره

وقلوب النـاس ماعنـدي لهـا ملـك(ن) وهيمنـه

بَعَض الاخبـار تاجينـي قلـول وبعضهـا برهيـه([16])

وَجبال الثّلـج ماتـوزي ولاحـي(ن) رقـى بهـا

مانا مثل اللي يعـرّف ثـم يتنـدّم علـى معروفـه

مثل ماطوعت لـك عمـر الشقـاء يامـال قيتنـي([17])

الردود:

يارفيقـي لا تقيمنـي بلـيّـا تجـربـه واثـبـات

الغلط مردود والعاقل يحـسّ ويفتكـر فـي عقلـه

والمواقـف تثبـت الاجـواد والديـن المعامـلـة

ان كان لك عندي لزوم(ن) وضّحه وابشر بمقضى اللازم

وان تغانيتم عسى الله يجعل الصدقـان([18]) فـي غنـاه

اللي ماتسرح معه وتروح ما تدري عنه وش نوعـه

بَعَض العالم سـدود وبعضهـم زول(ن) ومنظري([19])

لا تقل هـذاك متستـر خجـول وذاك فيـه الزمـره([20])

هيلات ابن آدم وشيناتـه تراهـا لـه وهـي منـه

والبريهه لو تعاديهـا تعـدوت لـك وهـي برهيـه([21])

والاسـد والنمـر لـو روّضتهـا مـدّت رقابـهـا

ادري إنك رأس قـوم وقيمتـك ومكانتـك معروفـه

وآنا مـن ظنّـك وفـوق والا بغيتانـي لقيتـنـي

 

ختاماً: ما سطرته هنا غيضُ من فيض ولم يكن حديثي عن حياته وعمله فهناك من هو أعلم مني أقدر على فعل ذلك وإنما ركزت في عجالة على شعره ، وأسأل الله تعالى أن يديم على الشاعر الكبير عبدالله بن عيضة البيضاني الزهراني الصحة والعافية .

والله ولي التوفيق.

 



[1]) هو الشاعر عبدالله بن عيضة البيضاني الزهراني من قرية بني هريرة إحدى قرى قبيلة بيضان بزهران ، ويعد من كبار شعراء المنطقة الجنوبية .

[2]) الشاعر صالح بن محمد اللخمي الزهراني ، للمزيد راجع كتاب ( صالح اللخمي – حياته وشعره ) للمؤلف .

[3]) الحجاز : المسمى الصحيح لمنطقة السراة في الجبال الحاجزة بين تهامة ونجد .

[4]) الحزات : الأوقات .

[5]) لا تدمونه : لا ترأفون به.

[6]) صفة : جيل .

[7]) العارفة : صاحب المعرفة .

[8]) بني قال : أصحب القيل والقال .

[9]) ضحوك وشيمات : استهزاء وشماتة .

[10]) يتلف عندما يحدث فيه شرخ .

[11]) إشارة الهاتف.

[12]) من لم يهتم بي تركته .

[13]) كبله في عقله : ربطه بالعقال .

[14]) الزم : التكبر ورؤية النفس أعلى من الآخرين .

[15]) شنوعه : ناره .

[16]) تاجيني : تأتيني ، قلول : أخبار قليلة  ، برهية : أخبار كثيرة .

[17]) قيتني : أعطني القوت .

[18]) الصدقان : الأصدقاء .

[19]) بعض الناس مخبر وبعضهم منظر .

[20]) الزمرة : التكبر .

[21]) البريهة : الأرنب .

السبت، 16 ديسمبر 2023

عادات كانت فانقرضت ..

 

عادات كانت فانقرضت

 

قيل ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) وينبغي علينا شكر دولتنا الحكيمة التي نشرت العلم و التعليم في كل شبر من هذه الأرض المباركة بل وفتحت أبواب الابتعاث لأبناء الوطن إلى الدول الخارجية شرقها وغربها ، شمالها وجنوبها لينهلوا من ينابيع الحكمة ويتعلموا من مناهل العلم حتى يعودوا إلى الوطن حاملي لواء التحديث إلى أن أصبحت المملكة العربية السعودية تنافس كبريات دول العالم ، وقبل كل هذا يجب علينا أن ندعو لموحد هذه البلاد ( الملك عبدالعزيزآل سعود ) بأن يتغمده الله بواسع رحمته وأن يجزاه عما قام به خير الجزاء فبفضله بعد الله تعالى تخلص المجتمع من عادات قديمة قد تخالف منهج الدين القويم وبعضها قد لا يناسب روح الدولة الحديثة.

قال ابن خُرمان :

سأتحدث في مقالي هذا عن عادات قديمة كانت موجودة في منطقتنا لكنها انقرضت ، ومنها ما قد كتبت عنه  في مقالات سابقة لي وهي ( الثلّابة) وهو المسمى الذي يطلق على الغلمان عند ختانهم والذي كان لا يحدث إلا حين يقارب الفتى البلوغ وشرحت عن (القيفان أو العزاوي) وهي القصائد الحماسية التي يحفظها الثلاب ليلقيها عند ختانه ولعلي هنا أضيف نموجاً أورده الأستاذ علي بن صالح السلوك في الموروثات وهي عزاوي يقولها غالبية الشباب الذين قد لا يتوفرلآبائهم ما يساعدهم على تجهيز قاف طويل فيقولون هذه العزاوي :

اقطع يا قطّاع

اقطع ولا ترتاع

تراني جبل ما ينزاع

إلا ينزاع اثرب على ثربان

تراني ولد ( فلان )

واخوالي ( آل فلان )

دقّاقة البارود

كم من حجية دكوها

وكم من صبيه نكحوها

يتضح لنا هنا أن الغلام كان يزهو بنفسه بل ويطالب من سيقوم بعملية الختان ألا يتردد ويذكر له أ، لن يهتز إلا أن تهتز جبال اثرب وثربان ، ثم يفتخر بعد ذلك بنسبه وبأخواله ويفاخر بشجاعتهم من حيث تجهيز البارود لمقاتلة الأعداء وأنهم دمروا محاجي العدو ، ويباهي بكثرتهم  حيث أنهم كثيري الزواج وخلفة الأبناء.

قال ابن خُرمان :

ومن العادات القديمة التي اندثرت بعض الألعاب مثل المدريها التي كانوا يقيمونها في انتظار عودة الحجاج فيقوم أقارب الحاج بتجهيز مدريها وهي شبيهة بالمراجيح حالياً حيث يستخدمون الضمد ( المقرنة ) - الخاصة بأغراض الزراعة والتي كانت توضع على رقاب الثيران لتجر المحراث وغيرها – فهم هنا لتجهيز المداريه أو المدريها يربطون حبال في أطراف الضمد ويعلقونه في شجرة أويعملون له سواري من الخشب خاصة في إحدى سيَح ( باحات )  المنازل فيقوم اثنان يمرجحان فيها مع غناء بعض القصائد والأناشيد التي في غالبها دعاء بعودة الحاج من سفره سالماً ، و لقلة ما وجدته من قصائد المداريه سأورد هنا ما حصلت عليه :

درّه يا بن(ن) بوزّان

يهبط الباحة و رغدان

ع الفوايد محتمينه

..

ليت عبدالله و جمعان

عسكر(ن) جيش الاخوان

ع الحدود معسكرينا

هنا يتحدث الشاعر في البدع عن الذي في المدريها ويشبهه بالقهوة لغلاء القهوة حينها والذي لا يجدونه إلا في الباحة ورغدان أيام السوق ، ثم يتحدث في الردود عن الحاجين اللذين ينتظرونهما ولا يعلمون عن حالهما ويتمنى لو أنهما من الجيش الموجود حينها على الحدود معروف حالهما.

وقصيدة أخرى وجدتها كتاب ( الجوس في المنسوب إلى دوس ) للدكتور مرزوق بن هياس الزهراني منسوبة للشاعر محمد المالحي رحمه الله يقول فيها:

إنه يقول المالحي م البلس عيدي

حمول الشوقبي راحت لتركي و ارادبها

هنا يتحدث الشاعر عن أن عيده لم يكن هذه المرة إلا من الذرة الحمراء ( البلس ) فما زرعه من الحنطة ( الشوقبي ) ذهب لأمير المنطقة حينها .

قال ابن خُرمان :

وقبل أن أنهي مقالي سأتكلم باختصار عن عادة اندثرت ، سمعنا عنها كذلك ولم نشاهدها وهي عادة الشبك حيث كانت كما روي لنا يجتمعون الرجال والنساء في الملعبة صفاً واحداً أو صفين متقابلين يلقي الشعراء قصائدهم وتلعب عليها الصفوف ، وهنا سأورد قصيدة  مما روي لي من قصائد في الشبك ، فالقصيدة التالية  بين الشاعرين محمد بن راشد الشعشعي  وسعيد بن أحمد بن عيسى رحمهما الله .

البدع من الشعشعي :

آثارك يا ولد ابن عيسى تغنمت المشاييخ يا شيطان

هني من هو صادفه في محانية الرميضا تواجر به

إن الملَك ياجي له أملاك والشيطان يا جي بشيطانه

الردود لابن عيسى :

يا زير جد الصوت في الملعبة شي يقطع القلب يا شي طان

يا شعشعي لو تمتني السمن ما حد يودك تواجر به

دونه رصاص منيمسي شيطن الاعظام شيطانه

روي أن الشاعر الشعشعي كان مصاباً بالعشى فلا يستطيع الرؤية بوضوح وذُكر له أن في الملعبة امرأة غاية في الجمال لكنه لم يرها فقال البدع يشرح للشاعر الثاني هذا الأمر ويتمنى لو يستطيع مشاهدتها كابن عيسى لكن الدنيا حظوظ وهذا هو حظه السيء الذي كنى عنه بالشيطان ، فما كان من ابن عيسى إلا أن ذكر له أن الملعبة كبيرة وقوية والزير فيها يهز الوجدان لكن ما يتمناه الشعشعي وكنى عنه بالسمن المحفوظ لا يمكن الوصول إليه فتلك المرأة وراءها من يحتميها رجال أشداء لا يستطيع أحد التعدي على نسائهم . ولعلي أضيف قصة رويت لي أن ملعبة شبك أقيمت في منزل شخص يدعى ( سعدي ) وشاهد الشاعر فتاتين بارعتي الجمال قادمتين إلى الملعبة فقال على الفور :

افتحوا المصراع

جتكم الثيران مقرونة

..

واندروا الرباع

بيت سعدي لا تهدونه

يطلب الشاعر من الناس فتح المصراع للقادمتين حيث أقبلتا متلازمتان وشبههن بالثورين المقرونة بالضمد ( المقرنة ) عند الحرث ولا يستغرب هنا تشبيه الشاعر الفتاتين بالثورين فالرجل ابن بيئته ولعلنا نذكّر بقصة الشاعر علي بن الجهم عندما أقبل من البادية ومدح الخليفة بقوله:

أنت كالكلب في حفاظك للود .... وكالتيس في قراع الخصوم

ونعود إلى شاعرنا الذي طالب اهل الملعبة النزول إلى الرباع أي الساحات القريبة من المنازل حتى لا ينهدم بيت مضيفهم من شدة اللعب وقوة اللعابة .

ختاما :

أكرر أن هذه العادات القديمة انتهت بفضل الله تعالى ثم بفضل الدولة السعودية المباركة التي نشرت العلم وقضت على ما كان مخالفاً للعقيدة . نسأل الله أن يديم على وطنناً أمنه وأمانه في ظل قيادتنا الحكيمة .

والله ولي التوفيق.

 

كتبه /

علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني

الدمام

1445 هـ 2023 م .

.................

نشرت في صحيفة النهار السعودية على الرابط :

عادات كانت فانقرضت (annahar-news.com)