الأحد، 19 ديسمبر 2010

Happy New Year

بسم الله الرحمن الرحيم
أيام قليلة وتتردد على مسامعنا هذه الكلمة حيث ستمر علينا إحتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة وسنشاهد عبر الشاشات هذه الإحتفالات وإهتمام الجميع بها وسنشاهد إطفاء الأنوار في مختلف بقاع العالم , كما سيعمل الكثيرون على قضاء إجازاتهم في البلدان التي فيها هذه الإحتفالات فقد عمدوا مبكرين في ترتيب هذه الإجازات لتتواءم مع إحتفالات رأس السنة الميلادية .. كما سيسبق قبل هذه الإحتفالات إحتفالات بعيد ميلاد سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .
طرأ العنوان على خاطري حين مرت بنا ذكرى ليست ككل ذكرى .. ذكرى كان فيها إنبثاق النور وإنتشار إشعاع الإسلام ليعم أنحاء الجزيرة العربية ومنها الى جميع أنحاء المعمورة ..!

ذكرى هجرة سيدنا المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. تلك الهجرة التي فرقت بين عهدين .. تلك الهجرة التي كانت بداية لتأسيس الدولة الإسلامية وانتصاراتها .. تلك الهجرة التي كانت البداية لعصر الإسلام .
ذكرى هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى يثرب تلك المدينة التي احتضنته واستقبله أهلها بكل فرح وسعادة حيث كانوا يترقبون وصوله صلى الله عليه وآله وسلم بكل شوق ولهفة .. كانت عيونهم تراقب مشهد وصوله .. وحناجرهم تردد :
( طلع البدر علينا .. من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا .. مادعا لله داع
)
نعم كانت هجرته صلى الله عليه وآله وسلم طلوع البدر بل طلوع النور كل النور إلى مشارق الأرض ومغاربها . ذكرى الهجرة التي عانى فيها المصطفى ليقوم بأداء الرسالة التي كلفه بها المولى عز وجل .. عانى لينقذنا من شَرَك الجهل والشرك .. عانى ليقودنا إلى الجنة ويبعدنا عن جهنم . ذكرى للأسف أن مرت دون أن يحس بها كثيرون , ولم يشعر بها إلا قلة .. إهتمت قنواتنا وصحفنا بالمباريات وأخبار كأس العالم وتسريبات ويكيليكس ..!
مرت هذه الذكرى دون أن تلفت الإنتباه , حتى في مساجدنا لم يتطرق ليوم الهجرة إلا قلة من الأئمة ..! ذكرى مرت وكأنها لاتعنينا من قريب أو بعيد ..!

لانطالب بأن نحتفل بها كاحتفالات أصحاب الديانات الأخرى بمناسباتهم , ولكننا نرغب ألا تمر علينا ذكرى كهذه دون أن نلقي لها بالاً ودون أن تلفت إنتباهنا ..!

لانريد أن تمر مثل هذه الأحداث المهمة في تاريخنا الإسلامي دون أن يعرفها أبناءنا وأهلنا ..!

لانريد أن يتذكر أبناؤنا وأهلنا رأس السنة الميلادية وينسون دخول السنة الهجرية ..!

لانريد لمجتمعاتنا أن تتذكر عيد ميلاد المسيح عليه السلام وتنسى تاريخ مولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأحداث الإسراء والمعراج ..!

لانريد أن يطغى تخوف البعض من الإنحراف العقدي ليتسبب في حرماننا من حفظ تاريخ وسيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ونقله للأجيال الجديدة .
نسأل الله أن تكون سنتنا الهجرية الداخلة خيراً من سابقتها وأن تكون نصرة ورفعة للأسلام والمسلمين . ونسأله جل وعلا أن يغفر لنا ولكم .. والله المستعان .

--------------------------------------------------------------------------------

العميد الركن م :
علي بن ضيف الله الزهراني
نشر في صحيفة زهران الإلكترونية بتاريخ 12-12-2010 على الرابط :
http://www.zahran.org/inf/articles-action-show-id-1485.htm

الخميس، 9 ديسمبر 2010

العيون الساهرة تقضي على الخلايا النائمة

بسم الله الرحمن الرحيم

تابعنا الأخبار من المصادر الرسمية بالمملكة وتصريح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية والتي ورد فيها القبض بحمد الله تعالى على عدد ( 19 ) خلية إرهابية تشتمل على عدد ( 149 ) شخصا منهم ( 124 ) سعوديا وعدد ( 25 ) فردا غير سعودي , وكان لدى هذه المجموعات الإرهابية عدد من الأسلحة ومبالغ مالية كبيرة ومخططات إرهابية تخريبية وإغتيالات , كما تم القبض على بعض خفافيش الظلام من كتاب الإنترنت الذين يروجون للفكر الإرهابي وضمنهم إمرأة كانت تستخدم أكثر من معرف .!
بعد حمد الله على توفيقه لرجال الأمن البواسل وتمكنهم من الوصول الى هذه الخلايا البغيضة المدمرة علينا أن نتساءل عن عدة أمور منها :
ماهو دورنا كمواطنين في محاربة هذا الفكر الإرهابي وأهله ؟!
هل قمنا بدورنا في التبليغ عن أي أشخاص مشبوهين أو يتصرفون تصرفات مشبوهة , أم هل ناصحنا من نراه قد يصل الى طريق الضلال ؟!
هل قمنا بتوعية أهلنا وأبناءنا وبناتنا ضد الفكر الإرهابي ومن يتبناه , وشرحنا لهم الصورة عن هؤلاء لتتضح لهم الرؤية حتى لايقعوا ضحايا هذا الفكر الإرهابي ؟!
هل قمنا بدورنا في توعية مجتمعنا البريء الذي يؤخذ من قبل العاطفة الدينية بسبب حبهم للخير وتصديقهم للغير ؟!
هل تأكدنا قبل أن نتبرع بأي مبلغ لأي شخص يتسول رجلا كان أو إمرأة , طفلا أم شيخا ؟!
هل تابعنا أبناءنا الطلاب وتعرفنا على نوعية الجماعات التي يلتحقون بها والأشخاص الذين يديرونها ؟!
هل قمنا بدورنا في التبليغ عن المتخلفين , وعن المتسترين على المتخلفين ؟!
هل تأكدنا من العمالة التي نستعين بها في أعمالنا ,وهل هي تحت كفالة الجهات الصحيحة ؟!
هل قمنا بدورنا عندما نكتب في المواقع الإلكترونية وهل قمنا بالرد على أصحاب الفكر الإرهابي والأفكار المشوشة , وهل قمنا بالرد على من يحاول أن يضع المبررات للإرهاب ؟! فليس للإرهاب والإرهابيين مبررات .
هل وقفنا في وجه من يدعي حب الوطن ويدعم الخارجين عليه ويدعو الى الأعمال المخلة بالأمن ؟!
كثيرة الأسئلة , وكل يستطيع مراجعة نفسه وإضافة تساؤلات إلى هذه التساؤلات , فالكل في هذه السفينة التي يجب علينا جميعا التصدي لمن يحاول إغراقها .
الوطن لامساومة عليه فهو الغالي عن كل غالي , هو من يستحق بذل الروح والولد والمال دونه ..
وللأوطان في دم كل حر .... يد سلفت ودين مستحق
الأمن مسؤولية الجميع فرجال الأمن يستحقون منا ليس الشكر والتقدير فحسب , بل يستحقون الدعم والمساندة ..

نسأل الله أن يحفظ لوطننا أمنه وأمانه في ظل حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده .
نسأل الله أن يرد للكائدين كيدهم , ويجعل في تدبيرهم تدميرهم إنه سميع مجيب .

العميد الركن م / علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
نشر في صحيفة مكة الإلكترونية بتاريخ 03-12-2010
http://www.makkahnews.net/articles-action-show-id-554.htm

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

بحفظ الله أبا متعب .. أهلاً أبا خالد

بسم الله الرحمن الرحيم
بقلوب ملؤها الحب الصادق والوفاء للمليك الصالح من الكبير والصغير , المرأة والرجل , المواطن والمقيم .. يقولها الجميع ( بحفظ الله أبا متعب ) ..

سيدي خادم الحرمين الشريفين : لقد تأثرت المشاعر بعدم رعايتك المباشرة للحج في هذا العام كالأعوام السابقة .. تأثر الجميع حين علموا بالوعكة الصحية التي ألمت بك ونصيحة أطبائك لك بالراحة ..
ولكم كانت سعادة أبنائك المواطنين كبيرة حين ظهرت متحدثاً إليهم ومبشراً لهم بأن ماتعانيه ليس إلا آلام تحتاج فيها الى قليل من الراحة لتعود بإذن الله سليماً معافى ... فارتفعت الأكف تضرعاً الى الله سبحانه بأن يزيل البأس ويشفيك , وهتفت الحناجر ولهجت الألسن بالدعاء لك بأن تتجاوز هذه الوعكة ..
سيدي لقد أحببت شعبك فبادلوك الحب بحب أكبر ..

صحته صحة الرجاء لنا ..... في حين ملتاثه ومنتقضه
فإن يجد علة نُغَم بها ..... حتى كأنا نعاد من مرضه

غادرت الوطن للعلاج فغادرت معك القلوب , وينتظر الجميع عودتك بإذن الله تعالى متلبسا رداء الصحة والعافية .. ونقول :
( بحفظ الله أبا متعب ) .
قال الله تعالى ( إن مع العسر يسرا ) .. فمن فضل الله على أبناء هذا الوطن أن جعل مع العسر يسراً , ومع الألم فرحة , فقد عاد لهم ( سلطان القلوب.. سلطان الخير ) بخير , ليقود البلاد في غياب أخيه خادم الحرمين الشريفين ..
سلطان صاحب الإبتسامة المشرقة التي لا تفارق محياه ..
سلطان الندى الذي يحل الخير والكرم أينما حل ..

المَجدُ عوفِيَ إِذ عوفِيتَ وَالكَرَمُ ... وَزالَ عَنكَ إِلى أَعدائِكَ الأَلَمُ
وَما أَخُصُّكَ في بُرءٍ بِتَهنِئَةٍ ... إِذا سَلِمتَ فَكُلُّ الناسِ قَد سَلِموا

فمرحبا وأهلاً أبا خالد أميرنا المحبوب .


العميد الركن م / علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
نشر في صحيفة مكة الإلكترونية بتاريخ 26-11-2010
http://www.makkahnews.net/articles-action-show-id-548.htm

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

ندعو له أم ندعو عليه ؟!..

بسم الله الرحمن الرحيم

نفتخر بما يتميز به أبناء هذا الوطن من التمسك بالدين الإسلامي وبالعادات والتقاليد الحميدة والتي لا تخالف عقيدتنا .. فالترابط والتزاور والتراحم هو سمة تميزنا كمسلمين وعرب عن غيرنا .. ومن العادات الحميدة التي نحرص عليها زيارة المريض في المستشفى أو المنزل , وقد يسافر البعض من مدينة لأخرى للقيام بمثل هذه الزيارات للإطمئنان على المريض والدعاء له وإشعاره بالتعاطف والتآزر معه لاجتياز ظروفه المرضية . كما أن مما يسر النفس إهتمام الغالبية بكبار السن وتوقيرهم والقيام بزيارتهم وإشعارهم بقيمتهم في الحياة والإنتفاع من تجاربهم التي عركتها السنون . هذان مثالان من تلك السمات العديدة التي يتسم بها مجتمعنا وتدعونا للمحافظة عليها والتأكيد على استمراريتها حتى لا يصل مجتمعنا إلى ما وصلت إليه بعض المجتمعات التي أخذتها مراحل الحضارة بعيدا عن صلة الأرحام والترابط العائلي . إلا أن ما يقوم به البعض منا في ما ذكرته أعلاه وبحسن نية قد يكون له آثار سلبية عكس ما كان يصبو إليه الزائر .. حين يقوم البعض بزيارة المريض خاصة ممن هم في غرف العناية المركزة أو في حالة قد يصعب فيها له الحديث فيسأله الزائر ( هل تعرفني ؟! .. هل تعرف هذا أو ذاك ؟! ) , وقد يأتي بعضهم على ذكر الموت وحالات لمرضى انتقلوا إلى رحمة الله تعالى .. وهذه أعتقد أنها تسيء إلى المريض خاصة إن شعر بذلك الحديث , وتضره بدلا عن نفعه , وقد تحبط معنوياته وقد تسبب له عدم الإستجابة للعلاج .. بينما المفروض للزائر أن لا يثقل على المريض وأن يختار كلماته التي ترفع من روح المريض المعنوية وأن يدعو له بالشفاء العاجل ويذكره بالأجر الذي ينتظره إن صبر على المرض . والحالة الأخرى حين يزور الشخص كبيراً في السن أو يقابله وبعد الحديث معه يقول له : ( الله يحسن لك الخاتمة ) .. نعلم أنه يقصد بها الدعاء إلا أن البعض من كبار السن يفهمها بطريقة أنه أصبح لافائدة منه وأن من قام بزيارته يدعو له بالرحيل المبكر من الدنيا بل إن الجميع في انتظار موته .. وكان بالإمكان إختيار أساليب أخرى للدعاء لا تسيء إلى نفس هذا الكبير ولا تحبط معنوياته . ما ذكرته بعض الملاحظات التي أرى أنه يجب علينا أن ننتبه لها وأن نراعي الحالة النفسية لمن نزوره كبيراً كان أم مريضاً .والله ولي التوفيق . .. 

العميد الركن م / علي بن ضيف الله الزهراني 

نشر في صحيفة مكة الإلكترونية بتاريخ 05-11-2010

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

محبوبتي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحب صفة يشترك فيها جميع الناس , وتتنوع أساليب التعبير عن الحب وتختلف أسبابه .. وهنا سأتحدث عن محبوبتي دون مواربة ودون أن أخجل في مشاركة مليارات من الناس لي هذا الحب .
حبي الذي أعلنه ليس لشخص ولكنه لمدينة ليست ككل المدن .. مدينة يسعى لزيارتها أعداد من البشر ..
مدينة فضلها الله تعالى على جميع الأرض .. مدينة تتضاعف فيها الحسنات ويزيد فيها الأجر ..
مدينة أختارها الله لذرية سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما وعلى سيدنا محمد أفضل الصلاة والتسليم .. مدينة دعا سيدنا إبراهيم ربه لها بالبركة والرزق وليجعلها الله تعالى مهوى أفئدة الناس ..
قال الله تعالى في الآية ( 37 ) من سورة إبراهيم ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ).. مدينة أختصها الله لبيته العتيق وحفظ لها أمنها , قال تعالى في الآية ( 125 ) من سورة البقرة (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ) ..

مدينة أقسم بها الله تعالى في سورة البلد (لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) .. مدينة قال عنها المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( والله إنك لخير أرض الله , وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ) ..
محبوبتي مدينة حُرِم المشركون من دخولها , قال تعالى في الآية رقم ( 28 ) من سورة التوبة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ).. مدينة فُضِّلت على سائر المدن , تُضاعف فيها الحسنات ويزيد الأجر .

محبوبتي لاشك في معرفة الجميع لها , وأترككم مع هذه الأبيات من قصيدة للشاعر ناصر شبانة :

قولوا لمكة إنني أهواها .... حتى ولو طال الزمان جفاها
قولوا لها إني ليجري في دمي ... حب وحق الحب لا أنساها
قولوا لها إني أتيت متيما .... بجمالها وجلالها وبهاها
...
هي كوكب الدنيا ونور عيونها .... وكفيفة هذي الدنا لولاها
وهي العباءة من سيستر عرينا .... إن لم نعش في ظلها وحماها
...
أواه مكة لاتبالي بالثرى .... إن جف حسبك مهجتي ودماها
يكفيك بيت الله فيك وأنه .... قد عاش فيك مع الصحابة طه
...
ماهمني يرضى عليّ بنو الورى .... مادمت عدت بحبها ورضاها
أحبها ياناس من قد يدّعي .... حبا يفوق هواي , ضل وتاها
..

تلك محبوبتي , البلد الطاهر المطهر .. أم القرى والتي حظيت بحمد الله في هذه الدولة الرشيدة بالإهتمام البالغ والملموس في كثرة المشروعات والتوسعات للمشاعر المقدسة للتسهيل على زوار البلد الحرام وساكنيه ..
تلك محبوبتي ويشاركني في حبها جميع المسلمين , وعلى المحب الإعتناء بمن يحب ومن هنا ندعو جميع محبي هذه المدينة الطاهرة خاصة القاطنين فيها الإهتمام بها والتعاون مع المسؤولين في كل ما يخدم محبوبتنا وزوارها ..

نسأل الله أن يديم عليها بهاءها وإشراقتها , وأن يتقبل من جميع المسلمين طاعاتهم .


العميد الركن م / علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
www.zahrani3liblogspot.com


نشر في صحيفة مكة الإلكترونية بتاريخ 22-10-2010

الجمعة، 1 أكتوبر 2010

رسالة إلى أمير الباحة

بسم الله الرحمن الرحيم
مقال في جريدة المدينة بقلم الاستاذ محمد علي الزهراني بعنوان :
رسالة إلى أمير الباحة هذا نصه :

رسالة إلى أمير الباحة
محمد علي الزهراني
• سمو الأمير: أعلنتم عشية تنصيبكم أميراً على هذه المنطقة أن أولوياتكم ستركز على تطوير الصحة والتعليم. وهما بلا شك قطاعان حيويان مهمان. لكنهما في نظر سكان المنطقة ليسا بالسوء الذي قد تتوقعونه، وتطويرهما لا يحتاج إلى جهد ومال كثير.
• سكان المنطقة يا سمو الأمير يرون أن محاربة الفساد الإداري، وقطع أوردته وشرايينه المتشابكة في أكثر من إدارة، هو بداية الإصلاح، ومحور التنمية والتطوير.
• الناس هنا يا سمو الأمير يتطلعون إلى أن تكون بداية التغيير من الإمارة، ثم الأجهزة الأخرى. ويرون أن شخصيات بذاتها ظلت طوال العقدين الماضيين تسيَّر الأمور بما يخدم مصالحها، ويحقق طموحاتها دون النظر إلى ما يقع على الناس والمنطقة من أضرار وآثار. ولو سألت طالباً في المرحلة المتوسطة لعدهم فرداً فرداً، لأن ممارساتهم ومخالفاتهم باتت واضحة للعيان، وبإمكان الأجهزة المعنية لديكم رصد ما تتداوله مجالس المنطقة في هذا الجانب.
• لعلكم تسألون يا سمو الأمير القسم المختص عن المعايير التي تطبق عند ترشيح واختيار رؤساء المراكز والمحافظين وأصحاب الوظائف الترشيحية، فربما تكتشفون أن المعيار الوحيد هو المنافع المتبادلة، والعلاقات الشخصية، والمصالح الخاصة. وإلاَّ لماذا يوجد على بعض الوظائف العليا حتى الآن موظفون شبه أميّين؟!
• المواطنون يتمنون أن يسأل سموكم كيف تم تحديد مسار الطريق الدائري؟ وهل هي من محاسن الصدف أن يمر بمنازل وأملاك مسؤولين في إدارة الطرق. ويلتوي كالثعبان ليخترق قرى معينة، ويستبعد أخرى دون النظر إلى معايير النطاق العمراني والتصاميم الهندسية، ونظام نزع الملكيات؟
ولماذا أهملت شكاوى سكان بعض القرى المتضررين؟!
• طريق العقيق المزدوج لماذا تأخر إنجازه؟ ولمن هي الأراضي التي غُيِّر اتجاهه ليمر منها؟ ومتى تاريخ صدور صكوك امتلاكها؟ ولماذا غضّت الإمارة والجهات الرقابية الطرف عن هذا التأخير وتلك التعديلات؟!
• مجموعة الخمسة المشهورين بإصدار الصكوك على الأراضي الحكومية وتحويلها إلى مخططات بطرق غير نظامية، ماذا تم بشأنهم؟ وماذا قررت لجان التحقيق التي استجوبتهم؟ وما موقف الإمارة منهم؟ وتحت أي مظلة كانوا يعملون؟
• شركة الباحة للتنمية سُرقت في وضح النهار، ولم يُحقق مع مختلسيها حتى الآن، وأضحت مثلاً سيئاً منع رجال الأعمال والمستثمرين من إقامة أي أنشطة في المنطقة خوفاً من التدخلات والعراقيل التي ابتدعها بعض المسؤولين خروجاً عن الأنظمة لتحقيق مصالح خاصة بهم!!
• يا سمو الأمير: بعض معاملات المواطنين لا زالت تتعرض للإهمال والضياع وسوء الإجراء في البلديات والمحاكم والإمارة والمحافظات وجهات التحقيق. وهم ينتظرون وقفة حازمة من سموكم للقضاء على مظاهر التسيّب في الأجهزة الحكومية.
• المبالغ التي تُجمع بين حين وآخر من موظفي الدوائر وشيوخ القبائل بحجة الصرف على المهرجان السياحي وبيت الجنادرية والحفلات العامة لا يعلم الناس مَن المسؤول عنها؟ وكيف وأين تُصرف؟ ولماذا في الباحة فقط دون غيرها من المناطق؟! ولماذا لم تسلم مسؤولية البرامج السياحية لهيئة السياحة حتى الآن؟ ومن المسؤول عن تعطيل هذا الأمر؟
• مركز الملك عبدالعزيز الحضاري وُضع حجر أساسه منذ 14 عاماً ولم يكتمل إنجازه حتى الآن رغم صرف ما يزيد عن 30 مليون ريال مع أن معظم أجزائه من الهناقر الحديدية!!
• سمو الأمير: هذه رسالة من محب أرجو أن يتّسع لها صدر سموكم مع تقديري لكل ما بذله سلفكم سمو الأمير محمد بن سعود، ووكيله الأمير فيصل بن محمد، فقد كانت لهما جهود مشكورة، وتحققت على أيديهما إنجازات لا ينكرها إلاَّ جاحد.. مع دعائي لكم بالتوفيق والسداد، وأن يمدكم الله بالعون والبطانة الصالحة.. إنه سميع مجيب.


الجمعة، 24 سبتمبر 2010

صغيرة لاتزال في الـ 80

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم لا تزال صغيرة في سن الـ ( 80 ) .!.. فالثمانين بل المائة سنة في عرف الدول لا تكاد تذكر ويحق أن يقال أنها لا تزال في بداية ربيع العمر ..

بين عيدين عيد الفطر وعيد الأضحى تأتي مناسبة غالية , ففي هذه الأيام وبعد أن احتفل المسلمون بصيام رمضان وحلول عيد الفطر فإن مظاهرالفرحة تعم جميع أبناء هذا الوطن الغالي بمناسبة أخرى وهي مناسبة الذكرى الثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية والتي ستحل بعد أيام قلائل ..

إن من يقرأ التاريخ القريب في الجزيرة العربية وما يتناقله الناس عن معاناة آبائهم وما يقاسونه من ضنك عيش وإنعدام الأمن قبل أن يقيض الله لهذه الجزيرة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود ليحس بالسعادة البالغة حين يرى التطور في جميع نواحي الحياة ويرى ما تنعم به البلاد حالياً ..

عبدالعزيز ذلك الرجل الطموح صاحب الهمة العالية الذي كان شعاره الإصرار عدم اليأس لتحقيق أعلى المراتب .. عبدالعزيز الذي صحح قول الشاعر الى :
نبني كما كانت أوائلنا ** تبني ونفعل فوق ما فعلوا ( بدلا عن مثلما فعلوا )

عبدالعزيز الذي قال فيه الشاعر :
ذاك الإمام الذي كادت عزائمه ** تسمو به فوق هام النسر والقطب
عبد العزيز الذي ذلت لسطوته ** شوس الجبابر من عجم ومن عرب

بعد أن وحد أطراف الوطن سارع الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى توحيد القلوب فبعد إن كانت متنافرة متقاتلة يغزو بعضهم بعضا ويسلب كل منهم الآخر أصبح الجميع إخوة متحابين متكاتفين يسعى كل منهم لحماية الآخر ويعمل كل منهم لراحة الآخر .. أصبح التفكير في الوطن كاملا دون نظرات مناطقية وقبائلية ضيقة , وكانت الأمثلة واضحة أثناء حرب تحرير الكويت ثم ظهرت أكثر في حماية الحد الجنوبي ضد المعتدين الحوثيين حيث كان الشهداء رحمهم الله تعالى من مختلف أنحاء الوطن وليسوا من المنطقة الجنوبية فقط ..
وخلال الثمانين عاماً التي مرت لاحظ الجميع الفرق الكبير بين كل سنة وأخرى من حيث التطور ولتقدم في جميع مناحي الحياة وفي المشروعات الكبيرة في كل مكان وفي جميع أنحاء البلاد المترامية الأطراف , فهناك الشركات الكبرى والمدن الصناعية التي تزخر بالمصانع المختلفة ..

بعد الفقر والشتات أصبحت المملكة في منظومة العشرين الإقتصادية الكبرى والتي يعول عليها العالم بأجمعه في توجيه الإقتصاد العالمي إلى المسار الصحيح ..
بعد إن كانت النظرة إلى الجزيرة العربية في العالم نظرة دونية بسبب تقاتلها وإنعدام الأمن فيها هاهي السعودية تمثل ثقلاً سياسيا كبيرا في المنطقة وفي العالم ..

لن يستطيع أي كاتب أن يلم وأن يسطر كل إنجازات الوطن ,ولن يكون لي أو لغيري إلا الإشارة إلى بعض هذه المنجزات , والمشاركة بكلمة ولو صغيرة في التعبير عن حب الوطن والسعادة بتوحيده على يد لها الفضل بعد الله في لم الشمل ..
نعم وطني يحق لنا أن نحتفل بذكرى توحيد أطرافك ونترحم على من قام بهذا التوحيد , ويحق لك علينا أن نجود دونك بالنفس والأهل والمال ..

وطني يسعدني التعبير عن حبي لك , وترديد قول الشاعر :
وللأوطان في دم كل حر ** يد سلفت ودين مستحق

وقوله :
وطني لو شغلت بالخلد عنه ** نازعتني إليه في الخلد نفسي

اٍسأل الله أن يديم على وطننا الغالي أمنه وأمانه في ظل نسل البطل الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى ..
والحمد لله رب العالمين .


العميد الركن م /
علي بن ضيف الله الزهراني
.......

نشرت في صحيفة مكة الألكترونية بتاريخ 18-09-2010

الخميس، 9 سبتمبر 2010

زيادة الرواتب فرحة وأمل

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن كانت المكرمة الملكية بتعديل رواتب ومستويات المدرسين والتي أسعدت عدد كبير من أبناء هذا الوطن , هاهي الفرحة تزداد في هذه الأيام المباركة بعد أن صدر الأمر بتعديل رواتب العسكريين وزيادتها فقد عمت الفرحة الجميع , وكيف لا يفرح الجميع لفرحة فئة غالية من أبنائنا يضحون بأنفسهم في سبيل الوطن , ويقدمون راحة المواطنين وأمنهم على راحتهم الشخصية .
فئة حين دعا داعي الجهاد لحماية الحد الجنوبي وردع المتسللين لم يتهاونوا أو يتراجعوا بل ذهبوا مباشرة تاركين أهلهم وممتلكاتهم وأبنائهم وكل شيء خلفهم دون تردد وهم لاي علمون هل سيعودون إليهم مرة أخرى أم لا ؟! .
فئة حين ناداهم الوطن للوقوف ضد الإرهاب والإرهابيين بادروا ملبين نداء الواجب .. فئة يسهرون لينام الناس مطمئنين .. فئة يرمون بأنفسهم في أتون الحرائق والمصائب ليحموا أبناء الوطن وممتلكاتهم .. فئة يسهرون لحماية منشآت الوطن وحدوده ومنافذه من كل ما قد يسيء إلى الوطن والمواطنين .. فئة تستحق الزيادة والمكافآت ولاشك ..
نعم لقد عمت الفرحة كل بيت , ورفع الجميع أكف الضراعة بأن يحفظ الله وطننا وولاة أمرنا من كل شر ..

عمت الفرحة الجميع وأخشى ما أخشاه أن يكون التجار أكثر الجميع فرحة فزيادة الأسعار عندهم تأتي على رائحة أية مناسبة فكيف إذا كان هناك زيادة معلنة في مجلس الوزراء وبأمر ملكي .!
يزيد التجار الأسعار على الجميع دون تمييز من صدرت الزيادة بحقه أو من لا يملك شيئاً .! ولهذا فإن الأمل يحدو بقية فئات المجتمع في أن تشملهم الزيادة .
الأمل يحدو الموظفين الذين هم في أمس الحاجة لزيادة مرتباتهم حيث أن أعداداً كبيرة من الشباب خاصة صغار الموظفين يعانون من الديون بسبب زواجاتهم وإعالة أسرهم في ظل مرتبات لا تفي بأدنى إحتياجاتهم .
الأمل يحدو المتقاعدين في الزيادة فهم الفئة الذين لا تزيد معاشاتهم حيث يتجمد عند المعاش الذي حُسِب له في تاريخ التقاعد وإن أمضى عقودا بعد التقاعد فليس من أمل له لزيادة معاشه التقاعدي إلا بأمر يستثنيه .. كما أن من تقاعد من العسكريين قبل صدور الأمر ولو بأيام قليلة لا يتساوى معاشه التقاعدي مع من تقاعد بعد صدور الأمر وإن كانا في رتبة واحدة .!
الأمل يحدو موظفي القطاع الخاص الذين لم تشملهم زيادة غلاء المعيشة قبل ثلاث سنوات ولم يحصلوا على أية زيادة وبعضهم لا يحصل إلا على رواتب بسيطة رغم ساعات العمل الطويلة .!
الأمل يحدو العاطلين الذين لم يتوانوا في البحث عن وظائف إلا أن التوفيق لم يكن لهم حليفاً .!
الزيادة أسعدت الجميع وأنعشت الآمال في القلوب .. نسأل الله أن يحفظ حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها ملك الإنسانية وأن يحفظ لبلدنا أمنه وأمانه ..

وكل عام والجميع بخير .

العميد الركن م / علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
www.zahrani3li.blogspot.com

نشر بتاريخ 03-09-2010 في صحيفة مكة الألكترونية .

الخميس، 2 سبتمبر 2010

إلى نفسي أقدم التهنئة .!

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة لاتوصف أشعر بها .. !
حين أسمع زقزقة العصافير أحسها تغني تشاركني فرحتي ..!
وحين أرى أغصان الأشجار تهتز كأنها ترقص طرباً لفرحتي .. وحين أسمع حفيف أوراقها أسمعها سمفونية تشاركني الفرحة ..!
أرى النجوم والقمر وكأنها تحتفل معي ..!
أرى الشمس تشع بهجة لفرحتي ..!
أرى كل ما في الكون مشاركاً لي فرحتي ..!
لم لا أفرح وأسعد بتحقيق أحد أحلامي ..؟!
كيف لا أسعد وقد تحققت إحدى أمنياتي ..؟!
كيف لا أفرح وقد سعت هناء في هنائي ..؟!
كيف لا أفرح بأن يكون جزء مني وقطعة من قلبي يسعى في إسعاد الناس , يشارك في تخفيف الآلام عن المصابين , يعالج مرضاهم , ويشفي جروحهم ..؟!
كيف لا أفرح بعد أن منّ الله عليّ بتخرج إبنتي وحصولها على بكالوريوس الطب والجراحة ..؟!
***
إلى نفسي ..
إلى أم ضيف الله ..
إلى أبنائي وبناتي جميعاً ..
إلى أحبة قلبي ..
إلى كل من يفرح لفرحي ..
إلى إبنتي الغالية ( الدكتورة هناء ) ..
أقدم التهنئة بالتخرج .
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينها ويوفقها لكل خير ..
والحمد لله على أفضاله وكرمه ..
**

الاثنين، 30 أغسطس 2010

شفتوا ( الرئيس ) ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
مقال أعجبني للكاتب ( ثامر الميمان ) في زاويته( رزقــــــــي علـــــى الـلـــه ) يوم الأثنين 1431-09-20هـ الموافق 2010-08-30م :

شفتو ( الرئيس )؟!
ديسلفيا .. رئيس البرازيل . البرازيل الذاكرة للبترول وكرة القدم والمافيا والفقر . خطب في تجمع استنكاري للذي حدث لقافلة الحرية . الرئيس يرتدي ( فلينة ) عليها ( قميص ) وبنطلون عادي . لا يتجاوز ثمن الذي يرتديه 100 ريال . وليس أمامه حلوى وبخور .خلفه بقايا موقع احتفال فقير ومجموعة من البرازيليين و البرازيليات في شكل باقة ورد من أرض الوطن .
قال .. العرب يهزمون أنفسهم بأنفسهم . العرب لم تهزمهم إسرائيل . هم أعداء بعضهم البعض يتصافحون ويبتسمون ويستقبلون بعضهم البعض ويودعون و في صدورهم الحقد وفي عقولهم أكثر من رأي ووجهة نظر. قال للعمال :- نحن ذاهبون إلى كأس العالم بميزانية لاعب واحد من أوروبا أو الخليج وكأنه يشير إلى قيمة اللاعب البرتغالي ( رونالدو ) ( 70 مليون يورو – هذا ثمنه ) والذين اشتروه بالطبع يفرقون بين الثمن والقيمة ويعرفون قيمته .
هذا الرئيس الرائع ( ببنطلون و فلينة ) بتواضع الكبار تحدث إلى من حوله بدون خوف وحراسات مشددة وفرقة تفتيش وألقى على مصدر الفوضى والظلم والقهر والعنصرية والغطرسة والكذب (الولايات المتحدة الأمريكية ) ألقى على حكومتها مسئولية الفقر والتسلط في العالم وأن مدعية الديمقراطية هي مصدر الظلم العالمي . تحدث وحيا الجموع ثم غادر بصحبة من رجاله البسطاء وكأنه يقول : سيأتيني الموت وان كنت في سيارة مصفحة هي إرادة الله . تجول بين أزقة قديمة وتشارك معه أهل الأحياء نفس الفقراء طفح الشوارع والأسلاك المتدلية من أسطح وبقايا أعتاب البيوت وسكان يبتسمون ويصرخون ( أرريفا ) برازيل . وكأنهم يقدمون لنا مفهوماً متطوراً أو جديداً لعلاقة الإنسان بأرضه وبإطلالة أخرى للخبر تأكد في أن الجانب الآخر من هذا الحي القديم المهزوم بالفقر والتخلف يطل على البحر . يسكنه نفس الناس الذين ينزلون إليه كل صباح طلباً للاستحمام أو مغازلة سمكة . هذا المطل على البحر لم ينزع ملكيته السيد الرئيس أو أقرباؤه أو كبار قومه . لا يجرؤون على هذا ., هناك نظام وقانون ومجموعات قانونية تقول ( لا ). ولم يجبروهم على الرحيل بالتعويض أو التهديد بل أقنعوهم بأنهم شركاء مالكون لما سيكون عليه هذا الحي بعد التنمية . سيسكنون نفس المكان وستكون لهم نفس الإطلالة على البحر والشمس والحرية وسيستفيدون وترتفع دخولهم بحصولهم على نصيبهم مما تحققه المشاريع الترفيهية والسياحية والاقتصادية من مرابح ....
يحيا العدل الذي يبنى ولا يهدم
ورزقي على الله
t.m.almaiman@hotmail.com
.........

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

رحم الله غازي فقيد الجميع

بسم الله الرحمن الرحيم

الموت حق وكل الناس ذائقه .. ليس هناك مخلوق بمنأى عن الموت , وليس لنا إلا الإيمان بقضاء الله وقدره مهما فجعنا بفقد الأحبة والأصدقاء والأعزاء على قلوبنا .
فوجئنا قبل أيام بفقد عزيز على قلوب الكثيرين في المملكة وخارجها , ليس فقيد أهله فقط بل فقيد الجميع ..

كانت الصدمة كبيرة لوفاة الدكتور غازي القصيبي رحمه الله تعالى ليس من قلة الإيمان وعدم تقبل القضاء !. ولكنها من هول الفاجعة وكبر منزلة الفقيد في القلوب.

كتب الكثيرون عنه وليس هناك الجديد مما قد يقال هنا سوى التعبير عن مكنونات القلب لهذا الفقيد .. أحببناه رحمه الله منذ أن عرفنا اسمه حين عين وزيراً للصناعة والكهرباء حيث كنا في منطقة لم تحلم بالكهرباء لصعوبة جغرافيتها وقلة الإمكانيات فلم يكن لأهلها سوى الأتاريك وقد تتيسر مولدات الكهرباء الخاصة عند بعض المقتدرين وفجأة وإذا بعمالة شرق آسيوية تزرع الأعمدة في كل إتجاه وعند كل بيت ومع تساؤل الناس ذُكر لهم أن وزير الكهرباء وبتوجيه من الملك خالد رحمه الله قرر أن تصل الكهرباء لكل بيت فأصبح الناس بين مكذب ومصدق حتى أُضيئت المنطقة.!. وكأن القصيبي يلتزم بقوله :
إذا سهرت مقلة في الظلام .... رأيت المرؤة أن أسهرا

فقد سهر حتى ضمن أن الجميع في أنوار الكهرباء منعمون وأصبح إسم غازي القصيبي يتردد بين الجميع ..
ثم ازداد إسمه تردداً بين الناس حين أُنشئت الجبيل الصناعية وبديء بناء المصانع في سابك والتي كان له الفضل في إنشائها وفي إختيار الإسم أيضاً , فمن يعرف الجبيل من قبل يرى البون الشاسع بين الجبيل قديما وبينها بعد بناء المصانع ..

وجاء دور الصحة فاستلم زمام الوزارة وارتقى بها فبعد أن كان الجميع يشتكي من سوء الخدمات وعدم إهتمام الكادر الصحي بالمرضى تغير الوضع ( 180 ) درجة , حيث أصبح جميع منسوبي وزارة الصحة وفي كل بقعة يتخيلون القصيبي أمامهم وذلك لكثرة ماكان يقوم به من الزيارات الفجائية للمستشفيات والمراكز الصحية في كل منطقة حتى أصبح الناس يتناقلون رؤيته في عدة مناطق في وقت واحد .!.

وفي المجال الدبلوماسي كان للقصيبي الدور الفعال في الإرتقاء بالعمل الدبلوماسي في السفارات التي عمل بها , فقد جعلها ملاذاً بحق لكل سعودي في تلك الدول حتى أصبحت السفارات منارات للثقافة والأدب ..

وأخيراً إستلم زمام وزارة من أصعب الوزارات وهي وزارة العمل قادها رغم الصعوبات التي واجهته بين متطلبات تجار وأصحاب أعمال ومتطلبات الباحثين عن الوظائف مع إزدياد البطالة ومع هذا لوحظ التحسن الواضح وبدأت معدلات البطالة في الإنخفاض , ولم يكن رحمه الله يتوانى عن تشجيع الشباب للعمل بل والنزول شخصياً لميدان العمل ليكون القدوة لهم .

هذا هو القصيبي الذي فقدناه ( رحمه الله ) كان يحن الى أيام عمله في الجامعة حيث يقول :
على الدفاتر خلفت الصبا نتفا .... وفي الفصول تركت القلب أجزاء
على الطباشير شيء من دمي عجبا .... تبدو الطباشير رغم الجرح بيضاء


رغم كثرة الأعمال وأهمية المناصب التي قام بها القصيبي إلا أنها لم تشغله عن الشعر والأدب فقد كتب عدد من القصائد كونت دواوين جمعت بين الغزل والرثاء والهم الإسلامي , إضافة الى الروايات والكتب الثقافية الأخرى التي ستبقى رغم محاربة البعض لها ..

نجد في كتاب ( حياة في الإدارة ) أسس الإدارة والأسلوب الحكيم لغازي القصيبي في حياته الإدارية في كل منصب مما جعل الكتاب من أهم المراجع في علم الإدارة .. وهناك كتاب صغير في عدد صفحاته إلا أنه كبير بمحتواه وما أشتمل عليه من رؤية حكيمة لمفكر مسلم وهو كتاب ( ثورة في السنة النبوية ) والذي يستحق أن يطلع عليه كل صاحب منصب ويتوسع فيه أهل العلم ليضيفوا عليه ماتبقى ..

وفي الختام سأورد بعض الأبيات للشاعر الدكتور غازي القصيبي رحمه الله تعالى .
يقول عن حال الأمة العربية :

صواريخها في فضاء العروض ..... وأسطولها مبحر في الضباب
وتقتل تغتال أولادها ...... وتلقى العدو بحلو العتاب
***
عشنا مع الذل حتى عاف صحبتنا ..... نمنا مع الصبر حتى ضج أيوب***
أنا من أمة تخوض وحولاً ...... من هوان وتزدريها الوحول
***
قد عجزنا حتى شكا العجز منا .... وبكينا حتى أزدرانا البكاء
وركعنا حتى إشمأز ركوع ...... ورجونا حتى استغاث الرجاء
أيها القوم نحن متنا ولكن .... أنفت أن تضمنا الغبراء
**

إن مات غازي القصيبي فإن ما أنجزه من أعمال خلال حياته , وما تركه من أثر بعده سيبقيه خالداً في ذاكرة كل من يعرفه ونبراساً لأجيال قادمة ..
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ورحم جميع أموات المسلمين .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .

العميد الركن م / علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
http://www.zahrani3li.blogspot.com/
نشرت في صحيفة مكة الإلكترونية بتاريخ 23/08/2010

الجمعة، 20 أغسطس 2010

فرصة لاتفوت

بسم الله الرحمن الرحيم
أتقدم باديء ذي بدء بالتهنئة لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بحلول هذا الشهر الفضيل ( شهر رمضان المبارك ) .. الشهر الذي أنزل فيه القرآن , الشهر الذي تصفد فيه مردة الشياطين , وتتنزل الرحمات إلى الأرض .. الشهر الذي يجب على كل مسلم اغتنام فرصة تكثيف العبادة والمسارعة في عمل الخير فيه لكثرة الأجر ومضاعفته ..

لن أتكلم في هذه العجالة عن فضائل الصيام وفضائل شهر رمضان , ولن أتكلم عن اهتمام البعض بشراء الكميات الكبيرة من المواد الغذائية وكأنها ستنتهي من الأسواق , ولن أتحدث عن موجة الغلاء التي تتسارع في الصعود مع ما يعانيه البعض من الفقر والفاقة وعدم القدرة على تأمين الأساسيات لعائلته , ولن أتكلم عن العادات المستحدثة في رمضان والمنافسة في دعوات الأصدقاء وإعداد الأنواع المتعددة من أطايب الطعام للفطور أو السحور , ولن أتكلم عن مسارعة بعض الناس لأداء بعض العبادات مثل العمرة المتكررة في رمضان مع عدم تورعه عن شتم هذا وسب ذاك أو تهاونه في أداء الصلوات أو أداء الواجبات , ولن أتكلم عن قول بعض السلف : ( أهون الصيام ترك الشراب والطعام ) .. لن أتكلم عن كل ذلك فهناك من هو أفضل مني وأقدر وأعلم أتى أو سيأتي على ذلك ..

هنا سأشير فقط إلى جزئية صغيرة وهي أن رمضان الكريم فرصة يجب ألا نفوتها جميعا .. فرصة لمراجعة النفس ومعرفة مواضع قصورنا وأسباب تقصيرنا .. فرصة زيادة البر بالوالدين للبارين , وفرصة لمن قصر في حقهما أن يعود إليهما ويبرهما ويتلمس ما يرضيهما .. فرصة في إعادة التواصل مع من قطعنا سواء أكانت المقاطعة متعمدة أو بسبب مشاغل الحياة .. فرصة إعادة الروابط الأسرية المفككة .. فرصة الإعتذار لمن أخطأنا بحقه والعفو عمن أخطأ بحقنا.. فرصة العفو عمن تسبب لنا في ألم واحتساب الأجر على الله في هذا الشهر المبارك .. فرصة زرع الحب في القلوب بدلا عن البغضاء .. فرصة لتربية الأبناء على الحب والعطف وعمل الخير ..

نسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال , وأن يغفر لنا جميعا كل تقصير ..


العميد الركن م /
علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa

نشر بتاريخ 13-08-2010

الأحد، 15 أغسطس 2010

رحمك الله ياغازي القصيبي

بسم الله الرحمن الرحيم

أعلن في هذا اليوم نبأ وفاة الوزير الأديب الشاعر الدكتور غازي القصيبي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد معاناة من المرض سافر خلاله الى أمريكا للعلاج ثم عاد الى البحرين بعد أن لم يتمكن الأطباء من علاجه ..
نسأل الله له الرحمه والمغفرة ولأهله وذويه ومحبيه ولجميع أبناء الشعب السعودي حسن العزاء والسلوان .. وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
قصيدة غازي القصيبي أثناء مرضه الأخير :

أغالب الليل الحزين الطويل ...... أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الألأم مهما طغت ....... بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق ........ وحسبي الله بُعيد الأصيل
وحسبي الله إذا رضنّي ......... بصدره المشؤوم همي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت ........ دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجي سيدي ........ أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهاً ، ها أنا ....... أعود إذ لم يبق إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن ......... في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى ....... كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي ........ فأغفر أيا رب لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة .......... ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي ........ عيني ما زال جمال النخيل
أرتل القرآن يا ليتني .......... ما زلت طفلاً .. في الإهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي ....... يؤزني في الليل صوت الخليل
هديل بنتي مثل نور الضحى ......... أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا ........ أقول إلا سامحيني .. هديل


رحمك الله ياغازي القصيبي ..

....

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

الوظيفة في مكة والمقابلة في الرياض

بسم الله الرحمن الرحيم

الوظيفة في مكة والمقابلة في الرياض

نتابع في الصحف وفي موقع وزارة الخدمة المدنية إعلانات التوظيف في مختلف القطاعات حيث تجتهد الوزارة في الحصول على الشواغر من القطاعات المحتاجة وإعلانها لطالبي الوظائف باستمرار , وليس هناك قصور فيما يبدو من الوزارة في مساعدة الشباب الباحثين عن العمل فتجعل التقديم متيسراً على شبكة الانترنت مع وضع الشروط اللازمة لكل وظيفة وذلك لتسهيل التقديم على هذه الوظائف وليتمكن من لايملك حق السفر والترحال الى مقر الوزارة من تعبئة البيانات من ساحة منزله دون أن يكلفه ذلك إلا بضع ريالات على الأغلب ..
تأتي المفاجأة الكبرى حين يعلن القبول المبدئي لهذه الوظائف حيث يتم الطلب من المتقدمين السفر الى الرياض لاستكمال إجراءات القبول فيضطر المتقدم للسفر الى العاصمة آتياً من جنوب المملكة أو شمالها أو من الجهات الأخرى , ولايهم وسيلة النقل أو مكان السكن الذي سيتمكن المسافر من النزول اليه وهل هناك معرفة له بالرياض أم لا .؟!, وهل لديه معارف فيها من عدمها ..؟!

يتحمل طالب الوظيفة هذه المعاناة صاغراً إذ ليس له إلا محاولة الحصول على الوظيفة ومع المعاناة يشعر بالسعادة إن تم قبوله نهائياً ..!

قد لايحس بعض المسؤولين عن هذه الطلبات عن معاناة الناس ولايستشعرونها .. لايعلمون أن بعض الشباب أيتام ويسعون لإعالة أسرهم , وبعضهم فقراء لايملكون حق السفر الى الرياض فلايجد أحدهم بداً من الحصول على مبتغاه ديناً مؤملاً أن يرده إذا قبل وحصل على الوظيفة .. وقد يصاب بعضهم بصدمات نفسية وأمراض في حالة عدم قبوله في الوظيفة .. وليتهم في هذه الوزارات يقومون بتعويض من لمن يتم قبوله في الوظيفة ليتمكن من رد الديون التي تكبدها جراء السفر .. ونذكرهؤلاء المسؤولين بقول الشاعر :
ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض .... على الماء خانته فروج الأصابع
ختاماً أعتقد أن الحاجة ماسة لتشكيل لجنة لمقابلات المتقدمين في المدن الرئيسية في كل منطقة وليأخذ أعضاء اللجان هذه إنتدابات على ترحالهم ليحول ذلك دون تكبيد المساكين من الشباب طالبي الوظائف عناء السفر وتكبيلهم بالديون قبل حصولهم أو عدم حصولهم على الوظائف المزعومة .. والله من وراء القصد.


العميد الركن م / علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
www.zahrani3li.blogspot.com


نشر بتاريخ 30-07-2010

السبت، 24 يوليو 2010

السياحة الداخلية بين المتعة والشقاء

بسم الله الرحمن الرحيم
انتهت الإختبارات وظهرت النتائج , نبارك لأبنائنا وبناتنا الناجحين , ونتمنى لمن لم يحالفهم الحظ النجاح في الدور الثاني .. ومع نهاية الاختبارات بدأت العطلة الصيفية وبدأ تطلع الناس لقضاء العطلة في أجواء ممتعة بعيدا عن شحن السنة الدراسية والسنة العملية وكلهم أمل وشوق لذلك .
تظهر الدعوات والدعايات في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة لقضاء الاجازة أو جزء منها في داخل المملكة وهذا مايفضله كثير من الناس خاصة في هذه الأجواء العالمية المشحونة .

يبذل رب الأسرة كل الجهود لإرضاء أسرته ممنياً نفسه وأسرته بقضاء أوقات سعيدة في ربوع وطنه فيشد الرحال بعد أن وضع الميزانية المعقولة بالمبالغ التي استطاع انتزاعها من فك ومخالب أسد الحياة وتمكن من تأمينها طول العام ..

يبدأ التحرك الى المكان المنشود فتبدأ معاناته ومعاناة عائلته فلايجد من تلك الإغراءات والدعايات التي شنف سمعه بها إلا خيال يهوي فلم تكن تلك إلا وسائل لاستنزاف مابقي في جعبة المسكين من مال , مراكز ومجمعات لتسويق ماهو موجود أصلاً في المكان الذي أتى منه وكان بإمكانه الحصول عليه بسعر أرخص ودون وعثاء السفر..

يبحث المسكين عن شقة سكنية فيجد الأسعار الصارخة التي ستثقل كاهله وتسبب في تقليل مدة الراحة المرجوة , وفي تلك الشقق او الوحدات السكنية يجد العجب العجاب من تردي النظافة وسوء التجهيزات ومع هذا يرضخ صاغراً فلا مجال الا الرضوخ ..
يحاول المسكين إرضاء أبنائه بأخذهم الى مراكز الترفيه والألعاب في تلك المنطقة فيصطدم بغلاء الأسعار الفاحش الذي يصيبه بالنكد لا المتعة حيث تأخذ ميزانية السفر في الانحدار يوماً بعد يوم بل ساعة بعد ساعة مما يذكره بسوق الأسهم فيزداد كآبة ..

تتناقص الميزانية فيحاول إقناع عائلته بأخذهم إلى المنتزهات المتوفرة في تلك المنطقة ولايتمالك نفسه من الفرح إن وافقوا حيث ستقل خسائره ويتعايش بقية الأيام بما يتبقى من ميزانيته , وعند الوصول الى مقصده ينسى الفرح بل يتبدل فرحه تعاسة فالمنتزهات غالبها تفتقر الى النظافة والصيانة , وتفتقر الى احتياجات الناس الأساسية من دورات مياة وماء وغيرها , وإن وجدت ففي حالة من السوء التي لايجعلها صالحة للإستخدام الآدمي ..

يعود المصطاف محملا بالديون بعد أن أجبرته ظروف الرحلة الى الإستعانة بما يتوفر لديه من بطاقات إئتمانية ليكمل بقية سنته ــ إن لم يستمر سنوات قادمة ــ في تسديد ديون تلك الرحلة الداخلية لائماً نفسه في عدم السفر للخارج و تصديقه الدعوات للسياحة الداخلية رغم التجارب الدائمة في تسفيه عقول المواطنين والضحك عليهم بدعايات كاذبة لاتجد من يقف في وجهها ويحفظ للمواطن كرامته ..
لم أحدد في ماذكرت أعلاه منطقة بعينها حيث تكاد جميع مناطق المملكة أن تتساوى في هذه المشاكل , بل أن بعضها يزيد سوءا وكأن المنافسة في أيها الأسوأ ..

أتمنى أن تقوم أمارات المناطق ( وحددت الامارات هنا ليقل رمي المسؤولية بين الادارات المختلفة من بلدية وسياحة ومرور وغيرها في كل منطقة ) بوضع لوحات واضحة في جميع الأماكن السياحية في كل منطقة موضحاً بها أرقام وعناوين بريد الكترونية ليتمكن المواطن من إيصال أوجه القصور التي واجهته في رحلته في المنطقة المعنية ليتمكن المسؤولون في كل إمارة من محاسبة المقصر حتى نرتقي بالسياحة الداخلية في جميع مناطق المملكة .


العميد الركن م / علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
http://zahrani3li.blogspot.com/
نشر بتاريخ 16-07-2010

الخميس، 15 يوليو 2010

المنظار

بسم الله الرحمن الرحيم

آلام اعتورتني .. لم أستطع تحملها ..حاولت ثم حاولت ..

أسهرت ليلي .. كلما حاولت سرقة النوم سرقته الآلام ..

تساؤلات طرقت بابي :

هل ناءت ركبتي بثقلي ؟!

هل وزني ثقيل الى الحد الذي لاتقدر ركبتي تحمله ؟!
لماذا تحملته الأخرى ؟!
ولماذا لاينبهني الميزان لذلك ؟!
أم أنها السنوات سرقت قوتي فأحالت الشدة ضعفاً ؟!
لست أدري ..!

الطبيب يقول حاجتك الى منظار يكشف داخل الركبة حيث لم تتضح لنا أسباب آلام نغصتك .! وحينها سنرى ونحل المشكلة .!

عملت المنظار .. فُتحت عينان لركبتي دخلت من إحداهما كاميرا للرؤية والأخرى جهاز التصحيح وعلاج الآلام .!
لاأعلم الى أي مدى ستخف آلام الركبة .!

سألت الطبيب : نظرتم الى ركبتي وسعيتم الى علاج آلامها .! فمن منكم يستطيع علاج آلام تجوس قلبي ؟!

آلام أعرف أسبابها .. بل كلكم يعرف أسبابها .! فمن يعالجها ؟!

من هوالجراح الماهر القادر على إزالة أورام ضعفنا وتقهقرنا ؟!

من هو الطبيب الذي يستطيع أن يصف لنا وصفة علاجية لأمراضنا ؟!

كنا في مقدمة الركب فتخلفنا !

كنا قادة العالم فأصبحنا نقاد !

كنا نفتخر بالفتوحات في أقطار الأرض فأصبحنا نفتخر بفتوحات الملاهي !

كنا نعالج الأمراض فأصبحنا مرضى بل نحن المرض !.

ترى هل سيأتي يوم نقف فيه وتقدر أرجلنا على تحملنا ؟!

نتمنى أن نرى ذلك اليوم .
..
...............
رابط آخر :

مشاهد وأحداث ..

بسم الله الرحمن الرحيم

تمر السنون سراعاً ..
لانكاد نحس بها ..

يمضي بنا العمر لاهون ..

نرى الوجوه نفس الوجوه ..

تتغير الأحداث.. وتتكررالمشاهد ..

كان التهديد من الشرق من صدام .. فبعد أن كان يهدد بنسف اسرائيل بل نصف اسرائيل التف فجأة جهة الكويت واحتلها في ليلة ليلاء .. حُررت الكويت .. وبدأ الحصار على العراق .. استمر سنوات .. فأتت الضربة القاضية بعد أن تعب العراقيون ..احتلت امريكا العراق .. وبدأت حروب طائفية ..وأصبحت الدولة القوية المهابة من كل جيرانها نهبا لكل قوي وضعيف ..

تتغير الأحداث لكن المشاهد تتكرر .. ايران تهدد اسرائيل .. فتحتل جزر الامارات .. ثم تهدد اسرائيل ويصفق الغوغائيون من العرب لتصريحاتها .. فجأة تدعي أن البحرين إحدى محافظاتها .. تهدد مرة أخرى امريكا واسرائيل ثم تحتل بئر نفط حدودية عراقية .. يبدأ الحصار على ايران ويزيد أمده وشدته بينما تدعي أن الحصار لايضرها وتستمر في التهديد ببناء القوة النووية ..

ننتظر بقية المشاهد المألوفة لنا ..
ولنحذر من الإنجرار وراء السراب .. سراب البطولات الخطابية .
..

الأحد، 4 يوليو 2010

توحيد أرقام الطواريء

بسم الله الرحمن الرحيم
توحيد أرقام الطواريء

لايخلو مجتمع من حالات طارئة في الحضر أو السفر وفي المدن والرى , وكلنا يعلم فائدة المعونة التي تقدمها الجهات الخدمية في هذه الحالات .
يوجد في بعض دول العالم أرقام مختصرة لاستدعاء الجهات المعنية عند الطواريء ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال رقم الطواريء ( 911 ) والذي يتم تعليمه للأطفال منذ الصغر ولايمكن أن تجد شخصاً صغيرا أو كبيرا في أمريكا لايعرف هذا الرقم وكيفية الاتصال عليه عند الحاجة وفي أي مكان من امريكا كنت داخل المدن أو خارجها .. بل وصل الأمر الى أن حفظ أطفالنا هذا الرقم لكثرة مايرد في البرامج الأمريكية والأفلام المستوردة .

وقد قرأت قبل مدة أن دول الاتحاد الأوروبي عملت على توحيد رقم الطواريء لديهم وفي جميع دول الاتحاد الاوروبي الى رقم سهل يمكن تعليمه للاطفال منذ الصغر ويستفيد منه الجميع في كل دول أوروبا مدنها وأريافها وطرقها..

أما هنا في بلدنا المترامي الأطراف فلاندعي أنه لايوجد رقم طواريء للاتصال عليه معاذ الله , بل نقر بإحتمالية أن تكون أرقام الطواريء لدينا هي الأكثر على مستوى العالم حيث يوجد عدة أرقام للبلاغات منها : رقم ( 999) الدوريات الأمنية , ورقم ( 998 ) للدفاع المدني , والهلال الأحمر رقم ( 997 ) , وحوادث المرور رقم ( 993 ) , وأمن الطرق رقم ( 996 ) ,ومكافحة المخدرات رقم ( 995 ) , والأمن العام رقم ( 989 ) , والكوارث الطبيعية رقم( 966 ) ,و..و..و..و.. وغيرها ..

كما لانتهم أحداً بعدم الاهتمام بالبلاغات وعدم المسارعة الى أداء الواجب , ولكن كثرة الأرقام تشتت المحتاج .. فلو اتصلت برقم الدفاع المدني لحادث مروري فقد يطلب منك الاتصال بالمرور أو الدوريات , ولو اتصلت بالدوريات وأنت خارج المدينة لطلب منك الاتصال بأمن الطرق ولو كنت عند البحر لطلبوا منك الاتصال بحرس الحدود .. وهكذا تجد نفسك في دوامة من الأرقام تحتاج الى حمل مذكرة فيها جميع الأرقام لاتفارقك أبداً , حيث أن هذه الأرقام وكثرتها لايمكن أن يحفظها الكبير فمابالك بالطفل الصغير..

الاقتراح لحل هذه المشكلة من وجهة نظري هو أن يوضع رقم موحد لكل حالات الطواريء وليكن ( 911 ) بحيث يكون لديهم مركز عمليات يرد على اتصالات الناس على هذا الرقم يقوم الموظف بأخذ المعلومات عن المشكلة وتحدديد الموقع ثم يقومون بدورهم بتوجيه الجهة المعنية سواء الإسعاف أو أمن الطرق أو الدوريات أوغيرها..

وبهذا نكون قد سهلنا أسلوب التعامل في حالات الطواريء , وجعلنا التواصل بين الجهات المعنية والمواطنين مرناً , كما يمكن تعليم الأطفال هذا الرقم منذ الصغر لحفظ هذا الرقم وتدريبهم كيفية استخدامه وتشجيعهم للإبلاغ عن الحالات الطارئة .

فكم من أرملة لايعيش معها إلا أطفالا , وكم حالة طارئة أودت الى الموت بسبب تأخر البلاغ عنها ,
وكم من حادث أفضى الى إزهاق أرواح كان بالإمكان إنقاذها لو وصل البلاغ عنها في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة .
أسأل الله السلامة للجميع , والله ولي التوفيق .



العميد الركن م /
علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
www.zahrani3li.blogspot.com

نشر بتاريخ 02-07-2010 ( صحيفة مكة الإلكترونية )

ثقافة تبرير الأخطاء

بسم الله الرحمن الرحيم
ثقافة تبرير الأخطاء

لايرضى أحد في العالم أجمعه بالفشل أو عدم النجاح فكل يبحث عن النجاح ويسعى الى تحقيق ذلك جهده , وفي مجال الأعمال يسعى الجميع الى تحقيق المآل ويعمل بالأسباب للوصول الى الهدف .. إلا أنه قلما نجد في دول العالم من يبحث عن مبررات الفشل بل يقوم المسؤولون والقادة والمدراء في الدول المتقدمة إلى دراسة أسباب الفشل أو الإخفاق للتصحيح وعدم الوقوع مرة أخرى في الخطأ ..

وفي الحروب يقوم القادة بتحليل شامل للحرب وأسبابها ونتائجها والخروج بدروس مستفادة من هذه الحرب سواء كانت نتيجتها نصراً أو هزيمة حتى لاتتكرر الأخطاء مستقبلاً وليتم تصحيح الخطط بناء على ماظهر في هذه الدروس ثم تُدرس هذه للضباط في الدورات القيادية أو التخصصية .

أما عندنا وللأسف الشديد نجد الأغلبية من الناس عكس ذلك فهم يبحثون دائماً عن المبررات للفشل والسقوط , فإن كان الفشل في تنفيذ مشروع رأيت المعنيين يرمون باللوم على عدم وجود الإعتمادات الكافية أو سوء التربة أو غيرها من المبررات وكأنهم لم يقوموا بدراسة شاملة للمشروع قبل البدء في التنفيذ .

وإن كان الفشل في عمل آخر بحثنا عن المبررات لا التصحيح ونجد بكل أسف هناك من لايعنيهم الأمر من قبل ولا من بعد يتصيدون تلك المبررات ليضعونها تحت نظر المسؤول وكأنهم يبحثون عن شيءٍ ما ..

تذكرت هذا الأمر أثناء مباريات كأس العالم المقامة حاليا في جنوب افريقيا , فقد تبارى بعض الكتاب في التبرير لهزائم منتخبنا وعدم تأهله للمونديال وهزيمته من منتخب كوريا الشمالية فقد قرأت يوم الخميس 5/7 /1431هـ الموافق 17/6/2010 م في ملحق الميدان الرياضي التابع لجريدة اليوم مقالا للكاتب والإعلامي (محمد حمادة) يقول فيه مانصه : (من هاجم المنتخب السعودي لأنه عجز عن تخطي نظيره الكوري الشمالي في المباراة الحاسمة من تصفيات مونديال ( 2010 ) عليه أن يلتمس له العذر وكل العذر بعدما شاهد الفوز الأشبه بالولادة القيصرية للبرازيل على الجزء العلوي من الدولة التي شاءت السياسة أن تقسهما الى نصفين ) ..

كما كتب في نفس العدد الاعلامي مصطفى الآغا : (: إن من غمز من قناة خروج المنتخب السعودي على يد هذا المنتخب الذي وصفوه ( بالهزيل ) ، هو وصف لم يكن دقيقا ولا يعكس حقيقة قوة الشماليين ولاقوة دوافعهم السياسية والمعنوية التي تردم هوة الفنيات بينهم وبين أقرانهم ومنافسيهم )..

كنا نتمنى من الأخوة الكتاب والإعلاميين ألا يحاولوا تبرير هزيمة المنتخب فالماضي لن يعود – ولاأعلم ماذا سيكون قولهم بعد هزيمة كوريا الشمالية بالسبعة ؟! ـــ ..

نحن في حاجة إلى تصحيح القادم ليكون أفضل بالإستفادة من أخطاء الماضي .. نحن في حاجة إلى أن يكون منتخبنا في مكانه الصحيح حيث كان الأفضل من جميع منتخبات آسيا قبل عدة سنوات , والآن وقد تجاوزتنا هذه المنتخبات وكأننا واقعون تحت تأثير مقولة الشاعر ( ألهى بني تغلب ) ..

نعلم يقيناً أن المنتخب وإدارته وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وصاحب السمو الملكي نائبه قد وضعوا النقاط على الحروف وقاموا بما يستحقه الوضع من الدراسة ومعرفة الأخطاء وسنرى في المستقبل النتائج التي ستشرفنا جميعاً بإذن الله تعالى , وهما ليسا في حاجة الى من يكتب ليبرر لهما ولنا عدم تأهل المنتخب ..

وختاماً نتمنى أن يأتي اليوم الذي نرى من العاملين في جميع المجالات من يعترف بالقصور ويتحمل المسؤولية ويدرس الأخطاء لايلجأ إلى إختلاق الأعذار, وأن نعمل جميعاً على تحقيق الأفضل لنواصل اللحاق بركب الدول المتقدمة ولانستمر في مكاننا مراوحين نراقب مشهد التطور دون أن يكون لنا دور أو دون أن نكون الفاعلين ..
وبالله التوفيق .


العميد الركن متقاعد / علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
www.zahrzni3li.blogspot.com
نشر بتاريخ 25-06-2010 ( صحيفة مكة الإلكترونية )

السبت، 26 يونيو 2010

تعب الأبناء وهموم الآباء

بسم الله الرحمن الرحيم
تعب الأبناء وهموم الآباء

عشت بداية حياتي في مجتمع زراعي , ومع أن الإهتمام بالزراعة في منطقتنا كاد أن ينتهي إلا أنني اتذكر تلك الأيام بمعاناتها وتعبها , فجميع أهل البيت يتعبون كل له دوره .. تبدأ المرحلة بحرث الأرض وبذر الحبوب ثم ينتظر الجميع ظهور النبات ويستمر الجميع في المتابعة وتنظيف المزرعة مما قد يضر الزرع , ويواصل المزارع سقي الزراعة في المزرع (المسقوي ) من الآبار , ويهتم بتنظيف مجرى الماء والتي تسمى ( الخُلج ) للمزرع ( العثري) استعدادا لنزول الأمطار حتى لايذهب ماء المطر بعيدا عن الزرع , وفي النهاية يأتي موسم الحصاد فيحصل كلٌ على قدر مزرعته وقدر تعبه واهتمامه بزراعته ..

تذكرت هذا الأمر في هذه الأيام التي تشبه أيام الحصاد فهي موسم اختبارات الطلاب .. ترى الاهتمام من الجميع , وتلحظ المعاناة في وجوه الآباء , لايخطيء الحدس حين تلاحظ أحدهم فتعلم أن لديه أبناء يهتم بهم وباختباراتهم خاصة طلبة المرحلة الثانوية ( التوجيهي ) ..

ليس هدفاً لي إصابة القاريء بالإحباط ولكننا لو قارنا الدراسة بالزراعة فلنا أن نتساءل هل اهتم الاباء بالدراسة منذ بداية السنة الدراسية ؟!.. وهل تابع الآباء أبناؤهم ومدارسهم طوال سنة الدراسة ؟! ..

منذ بداية السنة الدراسية كان يجب الاهتمام والمتابعة , بل منذ بداية المراحل الدراسية كان الأحرى أن يتم ذلك .

أما الآن فما أراه واجباً على الأهل هو تهيئة الجو المناسب للدراسة وتشجيع الأبناء ورفع معنوياتهم وزيادة جرعات الثقة في نفوسهم ومن أهم وسائل رفع المعنوية أن لايدع الأهل القلق يسيطر عليهم هم فيؤثر ذلك على ابنائهم .. كما أن حصول الابناء على النوم الكافي يؤدي الى صفاء الذهن للدراسة ممايساعد في الحصول على نتائج جيدة ..

إن استمرار التفكير في الاختبار السابق والاخطاء التي حصلت يشتت الذهن ويفقد التركيز في الدراسة للاختبار القادم مع أن ذلك لن يفيد ولن يغير شيئا في الماضي فقد انتهى لهذا أرى أن نهتم بالقادم فهو مانستطيع التحكم فيه ايجاباً أو سلباً .

إن الإختبارات ليست إلا تقييم لجهد دراسة عام مضى , وإن حصل فيه بعض الإخفاقات فليست نهاية العالم وهناك الفرصة للتعويض مستقبلا , حتى الناجحين في الحياة والذين يشار اليهم بالبنان إن سألتهم وصدقوا مع النفس ومع الآخرين ستجد لهم بعض الإخفاقات في حياتهم ولكنهم منها تعلموا وصححوا ماوقعوا فيه من الأخطاء حتى أدركوا النجاح والفشل دافع ومحفز قوي لدفع الشخص نحو النجاح فالناجح ليس من لايفشل ولكنه من يستفيد من الفشل لتحقيق النجاح ..

يقول الكولونيل هارلاند ساندورز : (على المرء أن يتذكر بان كل فشل يمكن ان يكون خطوة نحو تحقيق شيء أفضل) , ويقول توماس أديسون : (ضعفنا الأكبر يكمن في الإستسلام، وأكثر الطرق المؤكدة للنجاح هي ان تحاول مرة أخرى ) ..

نقطة أخرى أود الاشارة اليها هنا وهي أن مابعد الإختبارات لايجب أن يشغل الطالب وأهله , نعلم أن مابعد الامتحانات خاصة لطلبة التوجيهي ستبدأ مرحلة أخرى من التعب والمعاناة والمطاردة للتقديم في جامعات وكليات وغيرها من مناحي الحياة حيث أن الثانوية ليست إلا عنق الزجاجة التي توصل الى خارج الزجاجة .. لكن التفكير فيما بعد الاختبارات علينا أن نؤجله الى حينه فتقسيم السنة الى مراحل هو الأولى .. مرحلة الدراسة فمرحلة الاختبار ثم مرحلة التقديم في الجامعات وغيرها وكل مرحلة لها وقتها , وهذا أشبه شيء بالزراعة التي ذكرتها في بداية المقال ( مرحلة الحرث وبذر الحبوب فمرحلة ظهور الزرع والسقيا ثم مرحلة الحصاد ودرس الحبوب ) ..

قد يرى البعض أنني كنت منظرا في هذا المقال ولكنها تجاربي وتجارب آخرين أحببت الإشارة اليها أتمنى أن يكون بها بعض فائدة لأبنائنا الطلاب ولأهاليهم ..
أسأل الله لجميع أبنائنا الطلاب النجاح في الاختبارات , والتوفيق للجميع ..



العميد الركن م/علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa
www.zahrani3li.blogspot.com
نشر بتاريخ 18-06-2010 ( صحيفة مكة الألكترونية )

الأحد، 20 يونيو 2010

المعارف طيبة والسكات أبرك وخير ..

بسم الله الرحمن الرحيم

المعارف طيبة والسكات أبرك وخير ..

يقال أن الشاعر الغبيشي رحمه الله بلغه أن حفيده الشاعر ابو ناب رحمه الله يجمع الغنم ويقصد لها وكان ابو ناب صغيراً إذ ذاك يرعى الغنم ولم يقصد في الحفلات بعد..
فأراد الغبيشي اختبار شاعرية ابو ناب فقال له عند عودته بالغنم :
مرحبا وأهلاً بابو ناب يانابٌ ضرير
ناب الأسود عاديٌ مايربح من كله
فرد ابو ناب على الفورقائلاً :
البقا يامن يضحي طيور لها صرير
من محاجي القوم ساعة رمى من ماكله
فماكان من الغبيشي حين وضحت له شاعرية ابو ناب إلا أن قال :
المعارف طيبة والسكات أبرك وخير
سكتة الرجال مثل الدروب المنكلة
ثم قال لحفيده أنت شاعر حقيقي ودعا له بالتوفيق وشجعه على النزول في الحفلات .

رحمهما الله ورحم جميع أموات المسلمين .
...

الأحد، 6 يونيو 2010

الجميع خدموا الوطن ياصالح النعيمة .

بسم الله الرحمن الرحيم
شاهدت جزءً ا من برنامج نقطة تحول في قناة الــ ( إم بي سي ) يوم السبت 22 جمادى الثاني من عام 1431 هـ مع اللاعب السابق ( صالح النعيمة ) وكان ماشاهدته من الحلقة جيدٌ في مجمله إلا أن هناك فقرة كانت عن مقابلة سابقة مع اللاعب في إحدى وسائل الإعلام وشكواه من أنه يعاني من ضائقة مادية مع أنه يسكن في منزل راقٍ في أفضل أحياء مدينة الرياض ويلاحظ على أثاثه وممتلكاته عدم صحة شكواه .. فماكان من اللاعب إلا محاولة تبرير شكواه وماقاله في المقابلة المعنية بعدم إهتمام المسؤولين به مع أنه قدم خدمات جليلة للبلد حسب وصفه وكذلك والده خدم مع الملك عبدالعزيز رحمه الله ولعائلته دور كبير في خدمة الدولة .!

لاأخفي أنني من المعجبين باللاعب الكبير صالح النعيمة ومجموعة لاعبي المنتخب عام ( 1984 م ) إلا أن لي وقفات هنا مع كلام اللاعب في بعض النقاط منها :
1 - إن أمثاله لايجب أن يلجأوا لوسائل الإعلام لمحاولة لفت الانتباه لهم مع ماقد يترتب على هذا اللجوء من إستغلال للموقف من قبل بعض من يهمهم تشويه صورة المجتمع أو البلد أو الشخص نفسه .

2 – لايجب أن ينظر الإنسان الى ماقدمه في سبيل خدمة بلده وكأنه تفضل منه فهذا واجب الجميع دون منة .

3 – إن يكن اللاعب خدم بلده فقد أدى الجندي والموظف البسيط والعامل والضابط والمدير وحارس الأمن وراعي الغنم والإبل والمزارع والبناء الذين يعملون في مختلف أنحاء الوطن خدمات لهذا الوطن ويستحق كلٌ منهم الإهتمام وليس لاعب الكرة أو الفنان أو الكتّاب فقط والذين تتردد مثل هذه العبارات على ألسنتهم .

4 – هناك من الناس من لم تساعده الظروف ليخدم مع الملك عبدالعزيز رحمه الله مباشرة إلا أن جميع أبناء الوطن وفي مختلف أرجائه القريب أو البعيد عن مقر الملك عبدالعزيز رحمه الله عملوا جميعاً لخدمة توحيد البلاد ويتابع أبناؤهم وأحفادهم العمل في رقي وتطور هذا الوطن واستمرارية وحدته .

ختاماً : أتمنى ألا يُنظر الى كلامي هنا على أنه ضد اللاعب أو ضد النادي المنتمي إليه ولكنها حقائق أحببت إيضاحها .

والله ولي التوفيق .
..

السبت، 29 مايو 2010

مقارنات رياضية ..

بسم الله الرحمن الرحيم
نظرت الى أحوال الناس في هذا الزمن فدارت في ذهني مقارنة تصرفات البعض مع بعض الرياضات الموجودة .
قد يرى البعض غير مارأيت كما قد يضيف البعض أنواعاً أخرى , وقد يرى آخرون أن يضعوا فلاناً من الناس في المقارنة المناسبة وهذا يعود الى وجهة نظر كل شخص .

فيمايلي بعض المقارنات :

1 – النوع الأول مايمكن تشبيهه بـاللاعب المشارك في فريق ( سباق قوارب التجديف ) يعلم أنه مالم يجتهد مع الفريق وبنفس الرثم والتناغم لن يتمكن الفريق من الفوز , ولهذا يسعى جاهداً وبكل ماأوتي من قوة الى تحقيق ذلك , والشخص المقارن بهذه الصفة هو من يسعى الى دعم المجموعة وتشجيعهم والعمل معهم يداً بيد لتحقيق الأهداف .
http://www.youtube.com/watch?v=5UssX9WQo3c

2 – النوع الثاني يشبه ( لاعب سباق جري التتابع ) الذي يعلم أن جهده قد يغطي إخفاق آخر وكلما بذل جهداً فردياً كلما سبب في فوز الفريق , فالجهد فردي والفوز جماعي , والشخص الذي يمكن أن يوضع في هذه الفئة هو الذي يسعى لجمع الناس ودعمهم وإكمال القصور في جهودهم للوصول الى الهدف المنشود .
http://www.youtube.com/watch?v=y7P9IA0W7OI

3 – النوع الثالث من يشبه ( لاعب البولينق ) الذي يجمع الأقماع ليقوم برمي الكرة لتفريقها , فهو من يسعى لجمع الناس ويدعو دائماً الى التآلف والتكاتف والجمعات ثم يسعى بعد كل هذا الى بث الفرقة بينهم وتثبيط معنوياتهم ومحاولة التحكم فيهم وفرض رأيه عليهم .
http://www.youtube.com/watch?v=z4U9c11tIgg&feature=related

4 – النوع الرابع من يمكن مقارنته بـ ( مصارع الثيران ) الذي يستمتع بضربها ورمي السهام عليها وطعنها حتى الموت , والشخص المعني هنا من يطعن الناس في ظهورهم مستمتعاً ظاناً أنه يعمل الصواب .
http://www.youtube.com/watch?v=uh0j45PfGKs&feature=related

5 – النوع الخامس من يشبه محترف ( مصارعة الديوك ) وهو الذي يجمع الديوك في حلبة ويستمتع بمشاهدتها وهي تتقاتل حتى الموت ,وبعضهم يربط على رجل الديك أمواس لتقطيع الديك الآخر .
http://www.youtube.com/watch?v=D4AQHjn140Y&feature=related

هذه بعض المقارنات التي خطرت على بالي أتمنى أن تحوز على رضاكم .
للجميع كل الود والتقدير .

الجمعة، 28 مايو 2010

إصدار جديد - أطايب القِرى من أدب القُرى

بسم الله الرحمن الرحيم
تلقيت مؤخراً - ببالغ الامتنان والشكر- إهداءً عزيزاً من الاستاذ / محمد بن زياد الزهراني وهو مؤلفه الجديد كتاب ( أطايب القِرى من أدب القُرى – قراءة لجوانب مضيئة من تراث زهران وغامد " منطقة الباحة " ) .
يقع الكتاب في 287 صفحة ويتكون من مقدمة و ( 7 ) فصول ثم خاتمة الكتاب ومصادر البحث.
الفصل الأول :
ا/ مشاعر إيمانية متدفقة : أورد فيه بعض مايتضح من المشاعر الإيمانية وصور الاسلام وتوحيد الله تعالى في حكم وكلام وقصائد ابناء المنطقة وأمثلة على ذلك , ومنها على سبيل المثال :
يالله اليوم ياربي *** ياعوين لطلابه
يالذي ينبت الحب *** يابس يوم نذرا به
ب/ الخطابة تقليد فريد : وأورد مايتعلق بعلوم الديرة والسيرة من بدء العلوم والرد , ثم من يتقدم الوفد للعلوم ... وغيرها .
الفصل الثاني :
ضوابط وروابط إجتماعية : تحدث المؤلف في هذا الفصل عن بعض العادات والمصطلحات والكلمات المتداولة بكثرة على ألسنة الشعراء في المنطقة مثل : ( القلت أو المقلوت , المرت أو المرتين , المكس , النافعي , النهل أو المنهل , وهله , الشَّدَّة , الفلَّة , النيبة , الناموس , البِيض أو البيضاء , النقا , القالة , المحاجي , المحض , القيف , اللابة , الريع , الجوخ , الرشق , الجلس , اليعسوب , الصبّاح , الصّور , الصيد , الصالبي , الشوقبي , الجلب , الجعود , سمحان , النمر , البرك , الرازقي , الأكسير , البفت , العوّام , المحل , الدخيل , زروب الطوارف , الهيل , الكباشة , الصفري , النيمس , المهجوس , الهيض , السواعي , سرحان , السيوف ) .
الفصل الثالث :
فكر مع فكر: تحدث المؤلف في هذا الفصل عن بعض الأمثال والحكم التي ترد بكثرة في تخاطب أهل المنطقة اليومي والمتفقة مع ماهو مدون في أمهات الكتب مذكراً بما قاله الشيخ حمد الجاسر رحمه الله تعالى ( أن السروات معقل الضاد ) مؤكداً ماقاله الأصمعي رواية عن أبي عمرو بن العلاء في بلوغ الأرب ( أن أفصح الناس لساناً وأعربهم أهل السروات ..).
الفصل الرابع :
ثنائيات بين الحياة والممات : تحدث المؤلف في هذا الفصل عن قدرة أهل المنطقة في إيجاز الكلام واختصاره مأخذين في اعتبارهم ( خير الكلام ماقل ودل ) حيث يقولون مايريدون في كلمتين مسجوعتين في الغالب , ومن الأمثلة على ذلك ( حين ..ودين , حتّه .. فتّه , تحنّى .. وتثنّى , حريبك .. قريبك , حزام .. بلزام ... وغيرها ) .
الفصل الخامس :
شاعرات في الظل : في هذا الفصل تكلم عن القصائد النسائية الشعبية وأسلوب صياغتها وأورد بعضا منها مع شرح لمفرداتها مثل : ( يامرحبا عد المطر من وكونه .. وعداد مازان الثمر من غصونه ) .
كما تطرق في الجزء الأخير من هذا الفصل ( ماذا قال الحفيدات ) الى بعض شاعرات الفصحى في المنطقة مثل ( الشاعرة صنعاء محمد علي موسى الزهراني والشاعرة رحمة الغامدي والشاعرة إيمان جابر الحسين والشاعرة أسماء الزهراني) وأورد بعضاً من قصائدهن , كما تطرق الى بعض الكاتبات ومقالاتهن.
الفصل السادس :
قال الراجز : يتميز أبناء المنطقة بكثرة استعمالهم للرجز في أغلب الأعمال , وهنا في هذا الفصل اورد المؤلف بعض الأراجيز ومجالات استخدامها وشروح موجزة لها , من الأمثلة :
( مداركين على الرماية .. واللي يغمض مايصيب )
ومثل آخر عند الذراة :
(جريننا ومافيه .. وماضمت حواشيه ..
الباركات أهي فيه .. تصابحه وتمسيه ) .
الفصل السابع :
مختارات من الحكم والأمثال في أشعار زهران وغامد الشعبية : وهنا تطرق المؤلف الى بعض الحكم والأمثال التي وردت في أشعار شعراء المنطقة وأورد بعض النصوص المختارة مع شرح موجز لها .
أمثلة لبعض مااختاره المؤلف:
للشاعر جار الله الفقيه الزهراني :
متى يحج الذي راس أم لقمان بيته
وليلة العيد مايمدي الحديا تحجه
للشاعر صالح بن عقار الزهراني :
والذي يعرف يصابر على حلوة ومرة
والفتن مايستر العالم إلا دمسها
وللشاعر صالح محمد اللخمي الزهراني :
وادرس احوال من وده يسايرك في خطوة مدية
إن لقيتاه ونعم يرفع الراس والا جنبه
للشاعر عبد الله الفقيه :
يستاهل اللي على بيت الحنش ياهب ايده
وللشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني :
عين الأعمى تعز عليه وإن كان مايبصر بها

أتمنى أن أكون وفقت في هذا القاء الضوء على هذا الكتاب , نسأل الله التوفيق للمؤلف وللجميع .
والحمد لله رب العالمين .

الاثنين، 10 مايو 2010

خاطرة تشبه الشعر ( ميلاد القصيدة ) ..

بسم الله الرحمن الرحيم

حاولت .!
حاولت تقليد الكبار .!
حاولت شعرا انظمه .!
حتى يقولوا شاعرا .!
حاولت نثرا اكتبه .!
حتى يشيروا بالبنان .. وقول كاتب .!
..
لم استطع .!
لم تأتني الأفكار والكلمات للتعبير عما اضمره .!
أبت المعاني تنتظم .!
أبت القصيدة أن تلد.!
ياعسر ميلاد القصيدة .!
..
فتركتها .!
..
قررت أن أرتاح .!
بل قررت.. أن يرتاح مني الشعر والشعراء .!
ترتاح القوافي ..! والمعاني .!
قررت.. ألا يحزن القاريء على تضييع وقته .!
قررت..لاتتكرر الأحزان في ذكرى الخليل .! (1)
قررت .. لايأتي لنا النعمان كي تمتد رجله .! (2)
..

فتركت كل محاولة ..
وتركت كل محاولة .

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الخليل / هو الخليل بن احمد الفراهيدي رحمه الله , واضع علم العروض .
(2) النعمان / هو الامام ابو حنيفة النعمان رحمه الله , صاحب المقولة الشهيرة ( آن لأبي حنيفة أن يمد رجله ) .

الثلاثاء، 4 مايو 2010

احمد بن قريط ( راعي القالة ) ..

بسم الله الرحمن الرحيم

كان من أوائل الأشخاص من بالحكم الذين ذهبوا الى الرياض للعمل واستقروا بها , ولاأعتقد أن أحدا من بالحكم سافر الى مدينة الرياض - خاصة في الفترة التي سبقت أزمة الخليج - لم يقابله ويكون له دور في مساعدته ومساندته في إنجاز أعماله ..
محب لجماعته , محب لكل زهراني ,محب للجميع .. طلق المحيا , متوقد الذاكرة , حلو الحديث ..
إذا كان موجوداً في المجلس جمع المجلس في حديث واحد , ترى الجميع منصتون له , مستفيدون مما يقوله من القصص والقصائد التي تحتويها ذاكرته , كالمعلم المحبوب من تلامذته .. فقد كان معلما للأخلاق والأدب وحب الألفة والتقارب ..
رجل ليس في قلبه حسد لأحد , يفتخر بالناجح من ربعه ويشجعه , ويدعمه للوصول الى قمة النجاح ..
رجل لاتأخذه في الحق لومة لائم , ومع هذا ينصح المخطيء دون تجريح ..
يسعى لجمع الجماعة في كل مناسبة وفي كل فرصة تحين , يسأل عن الغائب , ويتصل في القاطع , لم يكن همه من يبدأ الاتصال بل كان همه التواصل ..
رجل يفتخر ببني عمه , يقدمهم ويعرف الآخرين عليهم مشيراً الى إنجازاتهم ..
إن سأله أحد عن شخص من بالحكم لاتجده إلا قائلا ( والنعم من خيارنا ) , لاينتقص من أحد , يسعى في الاصلاح بين المتخاصمين غير مدخر جهداً أو مال .!
إنه الشيخ ( احمد بن محمد بن قريط الزهراني) حفظه الله تعالى ومن كل سوء وقاه ومن كل شر شفاه .
هكذا كان .. وهكذا نراه .. ولانزكي أحداً على الله , إلا أنها شيم الرجال يجب أن تذكر ليعرفها من لايعرفه ويتداولها الناس بينهم للاستفادة منها .
كنا نسمع به ولانعرفه ونتمنى مشاهدة هذا الرجل ولو عن بعد , تعرفت اليه حين ذهبت الى الرياض للالتحاق بالكلية , لم أجد منه إلا كل دعم ومساندة حيث كان مشجعاً لي حاثا على الاستمرار والصبر على المصاعب .. كان الشخص الذي يمر علينا اسبوعياً وباستمرار أثناء فترة الاستجداد , ثم كان الشخص الذي وقع لنا الاوراق كولي أمر لنتمكن من المبيت خارج الكلية يوم الخميس ..
كان يفرح بعودة ابناء بالحكم من الإجازات , ويجمع المتواجدين في الرياض لإقامة المناسبة بعودة المسافرين والمشاركة فرحة عودتهم بالسلامة .
كان يفرح ويزيد سروره كلما سمع عن قيام أحد ابناء بالحكم في الرياض بشراء أرض أو بندقة أو غيرها من المصالح ..
كان حفظه الله ولايزال كلما كنا في مجتمع ومع جمال حديثه وحسن استماع الآخرين له لايجد في نفسه غضاضة أن يقول للآخرين هذا ( فلان بن فلان) نطلب مشاركته لنا في الحديث .. كل هذا تقديرا منه واحتراماً للآخرين في المجلس .

كثيرة مناقب احمد بن قريط وعساني اختم بهذه القصة التي توضح مدى اعتزازه وفخره بكل زهراني : ( كنا داخلين بعرضة الى ساحة قصر درة العروس في المندق قبل عدة سنوات , وأثناء دخولنا سمعنا شاعراً لاأذكر اسمه وكان له صوت جميل فقال أحد الشباب القريبين من احمد بن قريط : ويش ذا الصوت ؟! فقال له احمد : قل ماشاء الله ! , فقال : ماعليك ياابو عبدالرحمن هذا ماهو من بالحكم !, فقال احمد بصوت بان فيه الجد : ولكنه من زهران , ولو ماهو من زهران فهو مسلم .!) ..
ماذكرته أعلاه غيض من فيض لسيرة عطرة سطرها رجل ولا كل الرجال ..

نسأل الله له طول العمر والشفاء والأجر .

والله ولي التوفيق .

الاثنين، 3 مايو 2010

عبدالرحمن بن رمضان الدبشة ( سعد الرفيق ) رحمه الله ..

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الشاعر :
قد مات قوم وماماتت مآثرهم ..... وآخرين بوجه الأرض أموات
وقال آخر :
الناس صنفان موتى لاحياة لهم .... وآخرين ببطن الأرض أحياء

صدق الشاعران فمن الناس من يمر على هذه الدنيا ويغادرها دون أن يكون له دور في الحياة ولاذكرى مؤثرة , يأكل ويتمتع كما تتمتع الأنعام , وهناك من الناس من يكون له حضور إن وجد , ويفتقد حين غيابه , وتذكر مآثره بعد وفاته .. ومن عنه حديثنا هذا اليوم رجل منا انتقل الى رحمة الله تعالى منذ عدة سنوات ولاتمر مناسبة فيها حديث عن الرجال دون أن يكون اسمه ضمن أسماء لاتنسى ..رجل كان ملء السمع والبصر , رجل كان كريم السجايا .. طلق المحيا .. دائم الابتسامة .

كان في الرياض مأوى كل مسافر .. يبحث عن أبناء بالحكم , يجمعهم عنده , يسأل عن الغائب منهم , يتصل بهم , قريب من الجميع , لايكاد يخلو بيته من الضيوف , ويعتبربيتهم المحطة الأولى لكل قادم الى الرياض.

كان رحمه الله المساند لمن يبحث عن عمل ..

كان له عليّ شخصياً من الفضل مالا ينسى .. حين سافرت الى الرياض للتقديم على الكلية لم يتوان لحظة في المساعدة منذ اليوم الأول لوصولي مدينة الرياض , أوصلني الى الكلية , جهز لي أوراق التقديم بمساعدة من بعض زملائه في الوزارة الذين لديهم الخبرة في تعبئة استمارات التقديم , وقع لي الأوراق من العمدة .. بعد انتظامنا في الكلية كان يصر على ذهابنا اليه اسبوعيا وحين نتأخر كان يسأل .!.
حين أذهب اليهم في عطلة نهاية الاسبوع كنت أجد بيتهم لايخلو من سمار , يجتمع طلبة المعاهد والكليات والموظفين العزاب , يسعد بتجمعهم ويستمتع بالسوالف معهم , وكان رحمه الله يغضب حين نأتيه وقد تناولنا العشاء .

كان رحمه الله حين نجتمع في منزلهم يأمر أهله منتصف السهرة بتجهيز عشاء لايسأل الجالسين معه عن رأيهم , وحين نفاجأ بالأكل نلومه كان يضحك ويقول ( أنا ابغى الأكل ماشبعت من العشاء ) ونحن نعلم أن هدفه اكرام ضيوفه .

هذا جزء من ذكرياتي مع سعد الرفيق ( عبدالرحمن بن رمضان الدبشة الزهراني) سطرتها على عجل لرد بعض الجميل له ولإمثاله ..
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ورحم جميع أموات المسلمين .

الجمعة، 30 أبريل 2010

قراءة بصوت القاريء الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله .

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة سورة الضحى بصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله تعالى :



غفر الله له ولنا ولوالدينا ولوالدي والدينا ولمن له حق علينا ولجميع المسلمين .

الجمعة، 9 أبريل 2010

توقيع أعجبني ..

بسم الله الرحمن الرحيم

لست شاعرا ولكنني متذوق للشعر , تعجبني ألفاظه , وتسحرني سلاسته , ويبحر فكري في بحوره .
قرأت في توقيع أخينا ( عاشق سماوا ) عبدالله الكناني هذه الأبيات التي ذكرتني بقصيدة ابن زيدون . هذه الأبيات على قلتها إلا أن بها من الحب والعتاب والوفاء الكثير .. الكثير ..
لم أتمكن حين قرأتها ورددتها من منع نفسي عن التجديف في بحر ليس بحري وليست لدي الوسائل التي تعينني على هذا التجديف , ولكنها محاولة فقط أتمنى أن تنال رضى عاشق سماوا ورضاكم جميعا , وأعذروني إن قصرت ..

قال عاشق سماوا :

صنعت اليك من شوقي سفينا …. وأنت عن اللقاء تتأسفينا
وتختلقين أعذارا جزافا ….. لماذا حلوتي تتعذرينا ؟!
لئن شاخ الغرام وصار كهلا ….. فإن به وقار يحتوينا
لنفخر أننا عشنا سويا ….. سنين نموّه وبه أعتنينا


وقال ابن خرمان مجاراة :

تجدف في بحور العاشقينا …. وترجو أن تجد برّاً أمينا
إذا الملاح واجه غدر يمٍ …. فموج البحر لايرحم سفينا
يقل الشوق والأيام تجري ….. وليس الحب تبراً أو لجينا
عليك الصبر لاتكثر عتابا …. صروف الدهر كم أبكت عيونا

تحياتي للجميع .

الخميس، 1 أبريل 2010

إخوانيات .. ( المنسف )..


بسم الله الرحمن الرحيم


اخوانيات

كنا مجموعة من زملاء العمل منهم ابراهيم بن مساعد الزهراني ومحمد بن راشد العتيبي وصاحب المدونة ( ابن خرمان ) علي بن ضيف الله الزهراني , وكان معنا أخوة من فلسطين منهم الاستاذ القدومي والاستاذ علي الطلوزي وغيرهم , وكان حديثنا ذات يوم يدور حول الولائم وسمعنا بوجبة المنسف التي يعدها أهل الأردن وفلسطين وشمال الجزيرة العربية ولم نكن نعرفها , فوعدنا الاستاذ القدومي بدعوتنا في منزله ليعرفنا بالمنسف .. ومرت الأيام دون أن نرى بوادر لتنفيذ ذلك الوعد , وحيث أن الجميع من محبي الأدب والشعر والحلمنتيشيات كانت لنا هذه المساجلة اللطيفة حول الموضوع ..

ابتدأ ابراهيم بن مساعد الزهراني قائلاً:

ياأخ علي إنا وعدنا بمنسف ....... في منزل القدومي لكن لم يف
أنا لست أهجوه ولكن أشتكي ...... وإليك أشكوه لأنك منصفي
فاسأله عن هذا التأخر عله ......... قد كان مشغولاً وعنا يختفي
والبطن أضحى جائعاً متلهفاً ...... في أكلة مزدانة بمكتف
إن لم يف في وعده وبسرعة ...... فلسوف نجعل ناره لاتنطفي


فأجابه علي بن ضيف الله الزهرني ( ابن خرمان ) :

يامن وعد صحباً بأكلة منسف .... ماذا جرى طال الزمان ولم تف
من شيمة الأحرار صدق وعودهم ....... إني أراك الحرَّ لست بمخلف
بالقول جدت فجد بفعل عاجل ...... تطفي به الجوع الذي لاينطفي
واكرم فؤاد أبي خليل بأكلة ...... وكرر الدعوات حتى يشتفي
وإذا نويت على الوفاء فأدعني ....... إني أريد أذوق المنسف



ثم أنشأ محمد بن راشد العتيبي :

مالي أرى شيم الأفاضل تختفي ...... سُحقت بأقدام ورب المصحف
قد كان منا الرجل يقتله الظمأ ......... والجوع .. لكن لايلين ويضعف
أحفاد من أسروا الرجال مهابةً .... اليوم يأسرهم لذيذ المنسف
قد كنت في سمعة شبابة أفخرُ ...... حتى بليت بأشعب المتخلف
ياقوم عن بعض الأمور ترفعوا ....... بالعقل لابالبطن تبنى الأسقف



كتبنا أبيات هذه الإخوانيات في ورقة سلمناها كرسالة للاستاذ القدومي الذي بادر بتنفيذ ماوعد به معتذرا عن التأخير الذي كانت له اسبابه الخاصة .





الأحد، 14 فبراير 2010

شاعر الجنوب في أنبل مواقف الولاء والتضحية:

شاعر الجنوب في أنبل مواقف الولاء والتضحية:

«الحد الجنوبي» .. تلبية صادقة للموت دون وطن الشموخ
قراءة : علي بن غرسان

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100214/Con20100214332914.htm

استهواني نص (الحد الجنوبي) للشاعر الصادق ولاء ووطنية عبدالواحد بن سعود الزهراني لمعرفتي المسبقة والأكيدة أن شاعرنا المكنى بـ (أبي متعب) لا يتزلف ولا يجامل ولكنه ــ أيضا ــ لا يهن عندما يكون الوطن هو المستهدف، فكثيرا ما تلقفنا منه نصوصا نقدية لأخطاء مؤسساتية، لكن عندما يكون المستهدف هو الوطن يبرز هذا الشاعر متصديا لكل يد عابثة تريد بناء أمجاد على حساب كيان.
ومن يعرف (عبد الواحد)، حتما ترتسم في مخيلته صورة الشاعر المثقف الذي يعي أن هذا القروي حضر من بيئة عذراء بكر لا تعرف اللؤم، ولا تعي الغدر، ولا تؤمن بالخيانة، قروي تعكس حدقتاه ابتسامة (وطن) وروحه تجليات (ولاء ) يحمل في ذمته ( بيعة محب وطاعة مواطن )، مهموم ــ شعريا بكيانه ــ أنموذج للجنوبي الذي يسمو به الوطن ويتيم بحب الأرض. عندما قال ذات مناسبة:
الجنوب الذي لو قدروه الخلايق حق قدره
كان حتى ذراع البوصلة ما يشير إلا جنوب
لم تنطق بها شفتاه عبثا بل لأنه يتكئ على جنوب عاشق للتراب ومزهو بوطن جنوب ليس للخونة على سفوحه مرتع، ولا للمرتزقة على جباله موئل، بل جنوب يزخر برجاله الذين ينتشرون على حدود الوطن دروعا بشرية يقدمون أرواحهم فداء وتضحية، وجنوب يحمل على راحتيه الولاء والفداء لهذا الكيان الخالد ( المملكة العربية السعودية ).
من يعرفه شخصيا يعرف قلبا يسمى ( الوطن )، يعرف وطنا ملامحه في وجه إنسانٍ حقيقي. حتى إنه هو شاعر يقدم نفسه رسولا للنوايا الحسنة لا حاملا فكرا ذاتيا خاصا فيطلق صوته وشعره عويلا ليقدم لنا ملامح ( وطن).. هنا في مقطوعته الوطنية الحربية ( الحد الجنوبي ) يتحدث عن الجمع بلسان المفرد، فعند التصدي لقراءة نص ما، لابد لنا أن نكون على دراية كاملة أو شبه كاملة بنفسية الشاعر، لكن ربما يقرأ الناقد كينونة الشاعر ونفسيته بصورة مقنعة، وهذا ما يحيل النص إلى مادة مبسطة للفهم والإدراك، بيد أن النص يبقى نصا مفعما بالجماليات سواء قرئ أم لم يقرأ، وسيظل الشعر مادة تسبح في فضاءات المتلقي وسيظل الشاعر مخلوقا يغوص في بحر أو نهر، وفي عتمة أو ضوء.
وهنا سنقف أمام شاعر متيم بوطنه لا يضطرب ولا يتصادم مع معتقده، وتوجهاته، فبعض من المتلقين يعتقدون أن شاعر هذا النص ( مضطرب ) في تعاطيه مع قصائده لكن هؤلاء القلة لم يقرؤوا الشاعر بشكله الواقعي والصحيح، فهو يحمل على كفه الأيمن ( وطنا ) لا يقبل معه المساومة، بينما يحمل على كفه الأيسر نقدا لأخطاء مؤسساتية، فبين هذه وتلك بون شاسع، ومن هنا يبرز (عبد الواحد بن سعود)، صاحب النفس الخاص به والموروث المتفرد بنقله للآخرين، فأمامنا نص يردد قائله أن الوطن فوق الجميع عندما تبرز الأحداث، ويكون الوطن رقما لا يمكن أن يعبث به الآخرون.
وهناك حيث تعرض المتسللون للوطن يبرز دور الشعر ويعلو صوت الشاعر الصادق ويبدأ الوطنيون يمارسون مهام الدفاع عن ترابه ويتخندق الشرفاء لدحض الاعتداء، وردع كل المزاعم لزعزعة (الوطن الكيان) فيأتي هذا الشاعر مشحونا بعاطفة الأرض والأكسير والسماء ليرسل رسالة (الحد الجنوبي ) عندما يكون الوطن هو المستهدف وعندما يفكر الخونة في تلويث الكيان بأيد عابثة.
يا حدود الجنوب الغالـي ارقـي سنـود وهودنـي
اسم عبد الله أبو متعب وسلطان أبو خالـد ونايـف
واسم من يحمل السيفين والنخلة فـي جنسيتـه
فيتجه هذا الشاعر بكل خطابه المفعم بلغة الحماس صوب تلك البقعة الشامخة على أقصى حدود المملكة، ليصدع صوته مخاطبا تلك الجبال الشاهقة الراسية في نداء للثبات والأنفة مع ترديد كلمات الشموخ المكتسية بأسماء وكنى الرموز القيادية لهذا الوطن الغالي في ذكاء حاد للشاعر، حيث قرن اسم قائدنا المبجل بكنيته وهذا ما يزيد من تأكيد صيغة الخطاب المراد قوله وإعلانه، وكذا الحال مع ولي العهد الأمين وزير الدفاع المهاب والنائب الثاني وزير الداخلية الذي اكتفى معه الشاعر باسمه ( نايف ) في دلالة على الارتباط بين الاسم وتلك الجبال النايفات التي اشتقت منها الاسم النايف وكأنما أراد الشاعر التأكيد المتطابق في القوة والسمو والثبات وهذا ما يتسم به سمو الأمير نايف. ثم يعطف الشاعر في خطابه بحرف ( الواو ) على كل تلك الرموز القوية بنداء جلي لكل مواطن سعودي صادق أبي. وهنا تأتي روعة الصورة الجمالية بأن يكون النداء محددا لهوية هذا الوطن الشامخ ( سيفين ونخلة ) في إلماحة ذكية رائعة للشاعر على أن كل مواطن يتظلل سماء هذه الأرض يستوحي قوة وجسارة موقفه في هذه الأزمة من قوة السيف وهيبته وعطاء النخلة وبسالتها وكأنما أراد الشاعر بحرفنته الإيحاء أن القوة المستمدة من شعار هذا الوطن ستكون كفيلة بعد قوة الله وحمايته من ردع كل خائن أراد به سوءا، وهذا ما يعكس الصنعة الشعرية في بناء أبيات هذه القصيدة، فشعار الوطن الماثل في سيفين ونخلة يظل الشعار الغالي الشامخ الرامز في كل معانيه إلى الثبات والقوة والعطاء وهو ما يحتاج إليه في موقف كهذا فكان التوظيف هنا منسجما مع الحدث.
وعندما يكون الوطن هو المستهدف والوحدة الوطنية هي الغاية في فكر وفعل المعتدين تتجلى كل سمات الولاء والانتماء لدى كل فرد من شعبنا ويظل الموت شهادة هو المطلب والغاية لنا دفاعا عن الدين والوطن، وهذا ما يؤكده الشاعر بصراحة متناهية لا تحتمل التأويل والتحوير بل تكون البيعة بولاء وطاعة، هناك على المحك الحقيقي في الجبهة حيث يسمو الولاء الراسخ على الخط الأمامي فيصوغ الشاعر الصادق هنا بيعتنا ككل في مقطوعته الوطنية بأداء النداء (ياء) متصدرا ملفوظة (ملكنا ) كشعور طبيعي لصدقنا معلنا بيعة جديدة على جبهة القتال وهذه البيعة أكثر وقعا من غيرها لأنها تأكيد للولاء في أحلك الظروف وأقساها وكأننا به يريدنا أن نتعايش مع حالته الشعرية وصدق إحساسه ومشاعره تجاه وطنه مصبغا عليها روح الجماعة، ليس هذا فحسب بل ينثر الرغبة الجامحة في ذواتنا للحياة الماثلة في الموت في سبيل الله كدفاع عن الوطن ومقدساته وهنا تتجلى عاطفة الشاعر وقوة تصويره ليربط ما يحدث من تضحيات وبسالة على الشريط الحدودي الجنوبي بتضحيات الأجداد في سالف العصور وهو هنا يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الولاء والتضحية هي بيعة راسخة في ذممنا توارثناها أبا عن جد ولا يمكن أن تتبدل مع ملامح التغيير مطلقا، وشاهدها دماؤنا هناك دفاعا عن تراب الوطن الذي يذهب الشاعر إلى تجريده من كونه مجرد حفنة من تراب بل هو رفات وباقي الأهل، ومن هنا اقتبس القدسية والطهر والمكانة الغالية في النفوس إلى جانب الأماكن المقدسة.
يا ملكنا على خـط الدفاعـي الأمامي خـذ ولانـا
موتنـا فـي سبيـل الله ما هـو بمـوت إلا حيـاة
كل شبر من أرض المملكة يكتسب طهـر وقداسه
هذا باقـي رفـات أجدادنـا وأهـلنا ما هـو تـراب
ولأن الشاعر يمتلك من الوطنية والولاء ما يخوله لأن يكون لسان كل منا في موقف كهذا حول خطابه كطلب التماس من ولي الأمر بمنح الفرصة لإثبات الولاء الحقيقي من خلال خوض غمار المعركة في شرف الدفاع عن المقدسات كجنود بواسل عن تراب هذا الوطن الشامخ، فالطلب الجلي بارتداء ( الزية العسكرية ) وحمل السلاح هو مرام رجال الوطن بمختلف مجالاتهم وكأنما هنا يحاول الوصول إلى أن كل المسميات الوظيفية في الأزمات تختزل في مهام ( جندي مظلي الصاعقة ) وهو الجندي الأقدر على القتال المؤهل للدفاع تأهيلا قويا يمكنه من البطش بالعدو في شجاعة ورباطة جأش وهذا ديدن رجال الوطن.
لبسونـا بـدال وزودونـا بمـأمـون الذخـيـرة
عندك إحدى عشر مليون جندي مظلـي صاعقـة
وبعد كل هذا التجييش المعنوي الذي يبعثه هذا الشاعر المتألق في نفوس أبناء الوطن يأتي هنا لوصف حالة القتال التي ينبغي أن تكون في حالة المساس بسيادة المملكة في رسالة قوية كقوة انتماء شاعرنا وصدقه الماثل بالتضحية في سبيل الوطن، فانفجار البراكين قوة جامحة هالكة لا يمكن الوقوف أمامه لأحد أيا كان فهو كفيل بحرق كل يد امتدت ـــ عبثا ـــ على شبر من أرض الوطن ليأتي الشاعر بتلك الصورة الجمالية الغارقة في التلازم بين الإهلاك والبطش بكل معتد أثيم جعل من سياسة الإقدام على الباطل خارطة طريقه لتكون نهايته ( كعصف مأكول ) كما حدث لأبرهة الحبشي الذي خلد القرآن قصته في سورة الفيل وجعله الله آية وعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فتلبس الشاعر هنا قوة تلك الطير الهابطة من السماء بسجيل قاتل، ناعتا تلك الزمرة المعتدية من ( الحوثيين ) بمن سبقهم من المعتدين
( الحبوش ) لتكون النهايات متشابهة حتى وإن كان ثمن تلك النهاية فينا دماء تنزف كسيل عارم فلا ضير، فإنها ستكون وسيلة بناء لسد منيع لا يمكن اختراقه وهذا وأيم الله غاية الوصف في التضحية والولاء.
خلنا ننفجر مثل البراكيـن فـي وجـه الأعـادي
ولا نهوي سواة طيور أبابيل في وجـه الحبـوش
وإلا ننزف دمانا سيل وابنوا عليها العقـم والسـد
لو فجرنـا جبـل دخـان شـال اليمـن دخانهـا
يظل هذا الشاعر الصادق الانتماء والكامن في قلبه حب وولاء لهذا الوطن وقيادته محل تقدير كل من وقعت تلك الكلمات على مسامعه بل إن تلك الأبيات وكما وصلنا من أصدقاء على الشريط الحدودي هي محفز لهم يرفعون بها الأصوات على إيقاعات المدافع والدبابات، لذا كانت اللغة الشعرية وعاء يحمل عاطفة ومشاعر وروح الشاعر بل إنها تحمل صوره الداعمة لفكرته، وقد وفق الشاعر في هذا النص إلى حد كبير في توظيف الملفوظ لبناء النص فكريا من خلال التشبيهات وأدوات النداء وطلب الفعل، ليتمخض لنا النص من رحم دلالات فنية بيانية بديعية، ومن خلال مباشرة ابتعد فيها الشاعر كثيرا عن الرمزية التي عرفت عنه، وهذا ما يمليه عليه الموقف..
فالملفوظات تم تطويعها تطويعا جيدا لتتبع الصور الشعرية، والتي جاءت تحمل طقوسا وطنية ذات إحساس شعوري مفعم بالحب والغيرة الوطنية. بيد أن الشاعر اتكأ على عاطفة صادقة فردية حملت روح الجماعة الوطنية ليخرج لنا نصا بديعا ليس بغريب على ذائقة الشاعر الوطني الصادق.

الخميس، 4 فبراير 2010

الفرق بين عمل مخ الرجل ومخ المرأة .!

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلني عبر البريد الألكتروني الموضوع التالي :


"مارك جونجر"
له أسلوب وطابع خاص ..!!

يشرح الفروق بين عمل مخ المرأة والرجل بإسلوب مضحك جدا ..

http: //www.youtube.com/watch?v=GuMZ73mT5zM


و " قصة عقلين " هو العنوان الذى اختاره الكاتب والمحاضر والموسيقى الأمريكى مارك جونجور ليقدم مجموعة من المحاضرات الجماهيرية التى صاغها فى قالب كوميدى بالغ الروعة والإدهاش وحضرها عدد من المتزوجين.
تظن بعض الزوجات أن زوجها قد تغيرت مشاعره تجاهها أو العكس ، والحقيقة هو أن السبب الأساسى هو أن الرجل يحتاج أن يتصرف وفق طبيعته كرجل كما تحتاج المرأة أن تتصرف وفق طبيعتها كإمرأة ، ومن الخطأ أن ينكر أحدهما على الآخر هذا الحق - كما ننكر على أبنائنا أن يتصرفوا كأطفال ، أو ننكر على كبار السن أن يتصرفوا ككبار سن ، أو ننكر على الزعماء أن يتصرفوا كزعماء - يحدث كثيراً أن يعجز الواحد منا أن يستمر فى تمثيل النفاق لفترة طويله ، فيعود للتصرف على طبيعته ، فلا يفهم الطرف الآخر فيظن انه تغير فتحدث المشكلة .
يؤكد المُحاضر أن الخلاف بين الرجل والمرأة خلاف فى أصل الخلقه ، وأنه لا يمكن علاجه ، وإنما يجب التعامل معه بعد أن يفهم كل طرف خصائص الطرف الآخر ، ودوافعه لسلوكه التى تبدو غريبة وغير مبررة . ويرى أن نظرياته صحيحة بشكل عام ، وأنها تنطبق فى معظم الحالات لا علاقه لهذا بالمجتمع ولا بالثقافة ولا بالتربية ولا بالدين ، ولكنه يشير إلا أن الاستثناءات واردة .
عقل الرجل صناديق ، وعقل المرأة شبكة,
وهذا هو الفارق الأساسى بينهما ، عقل الرجل مكون من صتاديق مُحكمة الإغلاق ، وغير مختلطه .
هناك صندوق السيارة وصندوق البيت وصندوق الأهل وصندوق العمل وصندوق الآولاد وصندوق الأصدقاء وصندوق المقهى ........... الخ .
وإذا أراد الرجل شيئاً فإنه يذهب إلى هذا الصندوق ويفتحه ويركز فيه ... وعندما يكون داخل هذا الصندوق فإنه لا يرى شيئاً خارجه . وإذا انتهى أغلقه بإحكام ثم شرع فى فتح صندوق آخر وهكذا .
وهذا هو ما يفسر أن الرجل عندما يكون فى عمله ، فإنه لا ينشغل كثيراً بما تقوله زوجته عما حدث للأولاد ، وإذا كان يُصلح سيارته فهو أقل اهتماماً بما يحدث لأقاربه ، وعندما يشاهد مبارة لكرة القدم فهو لا يهتم كثيراً بأن الأكل على النار يحترق ، أو أن عامل التليفون يقف على الباب من عدة دقائق ينتظر إذناً بالدخول ..
عقل المرأة شئ آخر : إنه مجموعة من النقاط الشبكية المتقاطعه والمتصله جميعاً فى نفس الوقت والنشطة دائماً .. كل نقطه متصله بجميع النقاط الأخرى مثل صفحة مليئة بالروابط على شبكة الإنترنت .
وبالتالى فهى يمكن أن تطبخ وهى تُرضع صغيرها وتتحدث فى التليفون وتشاهد المسلسل فى وقت واحد .
ويستحيل على الرجل - فى العادة - أن يفعل ذلك ..
كما أنها يمكن أن نتنقل من حالة إلى حاله بسرعة ودقه ودون خسائر كبيرة ، ويبدو هذا واضحاً فى حديثها فهى تتحدث عما فعلته بها جارتها والمسلسل التركى وما قالته لها حماتها ومستوى الأولاد الدراسى ولون ومواصفات الفستان الذى سترتديه فى حفلة الغد ورأيها فى الحلقة الأخيرة لنور ومهند وعدد البيضات فى الكيكة فى مكالمه تليفونية واحدة ، أو ربما فى جملة واحدة بسلاسة متناهية ، وبدون أى إرهاق عقلى ، وهو ما لا يستطيعه أكثر الرجال احترافاً وتدريباً .
الأخطر أن هذه الشبكة المتناهية التعقيد تعمل دائماً ، ولا تتوقف عن العمل حتى أثناء النوم ، ولذلك نجد أحلام المرأة أكثر تفصيلاً من أحلام الرجل ..
المثير فى صناديق الرجل أن لديه صندوق اسمه : " صندوق اللاشئ " ، فهو يستطيع أن يفتح هذا الصندوق ثم يختقى فيه عقلياً ولو بقى موجوداً بشجسده وسلوكه .
يمكن للرجل أن يفتح التليفزيون ويبقى أمامه ساعات يقلب بين القنوات فى بلاهه ، وهو فى الحقيقة يصنع لا شئ .
يمكنه أن يفعل الشئ نفسه أمام الإنترنت .
يمكنه أن يذهب ليصطاد فيضع الصنارة فى الماء عدة ساعات ثم يعود كما ذهب ، تسأله زوجته ماذا اصطدت فيقول : لا شئ لأنه لم يكن يصطاد ، كان يصنع لا شئ ..
جامعة بنسلفانيا فى دراسة حديثة أثبتت هذه الحقيقة بتصوير نشاط المخ ، يمكن للرجل أن يقضى ساعات لا يصنع شيئاً تقريباً ، أما المرأة فصورة المخ لديها تبدى نشاطاً وحركة لا تنقطع …
وتأتى المشكله عندما تُحدث الزوجة الشبكية زوجها الصندوقى فلا يرد عليها ، هى تتحدث إليه وسط أشياء كثيؤة أخرى تفعلها ، وهو لا يفهم هذا لأنه - كرجل - يفهم انه إذا أردنا أن نتحدث فعلينا أن ندخل صندوق الكلام وهى لم تفعل !.
وتقع الكارثة عندما يصادف هذا الحديث الوقت الذى يكون فيه الرجل فى صندوق اللاشئ . فهو حينها لم يسمع كلمة واحدة مما قالت حتى لو كان يرد عليها .
ويحدث كثيراً أن تُقسم الزوجة أنها قالت لزوجها خبراً أو معلومة ، ويُقسم هو أيضاً أنه أول مرة يسمع بهذا الموضوع ، وكلاهما صادق .
لأنها شبكية وهو صندوقى .
والحقيقة انه لا يمكن للمرأة أن تدخل صندوق اللاشئ مع الرجل ، لأنها بمجرد دخوله ستصبح شيئاً .. هذا أولاً ، وثانياً أنها بمجرد دخوله ستبدأ فى طرح الأسئلة : ماذا تفعل يا حبيبى ، هل تريد مساعدة ، هل هذا أفضل ، ما هذا الشئ ، كيف حدث هذا ... وهنا يثور الرجل ، ويطرد المرأة .. لأنه يعلم أنها إن بقيت فلن تصمت ، وهى تعلم أنها إن وعدت بالصمت ففطرتها تمنعها من الوفاء به .
فى حالات الإجهاد والضغط العصبى ، يفضل الرجل أن يدخل صندوق اللاشئ ، وتفضل المرأة أن تعمل شبكتها فتتحدث فى الموضوع مع أى أحد ولأطول فترة ممكنة .
إن المرأة إذا لم تتحدث عما يسبب لها الضغط والتوتر يمكن لعقلها أن ينفجر ، مثل ماكينة السيارة التى تعمل بأقصى طاقتها رغم أن الفرامل مكبوحه ، والمرأة عندما تتحدث مع زوجها فيما يخص أسباب عصبيتها لا تطلب من الرجل النصيحة أو الرأى ، ويخطئ الرجل إذا بادر بتقديمها ، كل ما تطلبه المرأة من الرجل أن يصمت ويستمع ويستمع ويستمع .... فقط .
الرجل الصندوقى بسيط والمرأة الشبكية مُركبة .
واحتياجات الرجل الصندوقى محددة وبسيطة وممكنة وفى الأغلب مادية ، وهى تركز فى أن يملأ أشياء ويُفرغ اخرى ...
أما احتياجات المرأة الشبكية فهى صعبة التحديد وهى مُركبة وهى مُتغيرة . قد ترضيها كلمة واحدة ، ولا تقنع بأقل من عقد ثمين فى مرة أخرى ..
وفى الحالتين فإن ما أرضاها ليس الكلمة ولا العقد وإنما الحالة التى تم فيها صياغة الكلمة وتقديم العقد .. والرجل بطبيعته ليس مُهيئاً لعقد الكثير من هذا الصفقات المعقدة التى لا تستند لمنطق ، والمرأة لا تستطيع أن تحدد طلباتها بوضوح ليستجيب لها الرجل مباشرة .. وهذا يرهق الرجل ، ولا ترضى المرأة .
الرجل الصندوقى لا يحتفظ إلا بأقل التفاصيل فى صناديقه ، وإذا حدثته عن شئ سابق فهو يبحث عنه فى الصناديق ، فإذا كان الحديث مثلاً عن رحلة فى الأجازة ، فغالباً ما يكون فى ركن خفى من صندوق العمل ، فإن لم يعثر عليه فأنه لن يعثر عليه أبداً .. اما المرأة الشبكية فأغلب ما يمر على شبكتها فإن ذاكرتها تحتفظ بنسخة منه ويتم استدعائها بسهوله لأنها على السطح وليس فى الصناديق ..

ووفقاً لتحليل السيد مارك ، فإن الرجل الصندوقى مُصمم على الأخذ ، والمرأة الشبكية مُصممه على العطاء .
ولذلك فعندما تطلب المرأة من الرجل شيئاً فإنه ينساه ، لأنه لم يتعود أن يُعطى وإنما تعود أن يأخذ ويُنافس ، يأخذ فى العمل ، يأخذ فى الطريق ، يأخذ فى المطعم ....
بينما اعتادت المرأة على العطاء ، ولولا هذه الفطرة لما تمكنت من العناية بأبنائها .
إذا سألت المرأة الرجل شيئاً ، فأول رد يخطر على باله : ولماذا لا تفعلى ذلك بنفسك .
وتظن الزوجه أن زوجها لم يلب طلبها لأنه يريد أن يحرجها أو يريد أن يُظهر تفوقه عليها أو يريد أن يؤكد احتياجها له أو التشفى فيها أو إهمالها ...
هى تظن ذلك لأنها شخصية مركبة ، وهو لم يستجب لطلبها لأنه نسيه ، وهو نسيه لأنه شخصية بسيطه ولأنها حين طلبت هذا الطلب كان داخل صندوق اللاشئ أو انه عجز عن استقباله فى الصندوق المناسب فضاع الطلب ، أو انه دخل فى صندوق لم يفتحه الرجل من فترة طويله .

أعد قراءة هذا الموضوع كل عدة أيام بمفردك أو مع شريك حياتك .. راجياً حياة صندوقية عنكبوتية تُفرح الجميع ,_.

___