الاثنين، 16 سبتمبر 2013

مناني رابعة ..

بسم الله الرحمن الرحيم

مناني رابعة
يتداول هذا المصطلح أو المثل في سوالف الناس وقصائدهم الشعبية خاصة في المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية من المملكة ويعني هذا المصطلح أحلام وأمنيات لا يمكن تحقيقها فيقال عنها ( مناني رابعة ) , وهي نوع من أحلام اليقظة .!
وقبل أن نبدأ في ذكر بعض الأبيات عن مناني رابعة يجدر بنا التعرف إلى أصل هذا المصطلح فالمناني أصلها منى ومنها قول الشاعر :
منىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى ... وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا
أماني من سعدى حساناً كأنما ... سقتك بها سعدى على ظمإ بردا
أما نسبة المثل إلى رابعة فقيل أن سببه أمرأة اسمها ( رابعة ) كانت تكثر من التمني بأشياء لا تحصل ولا يمكن تحقيقها فأصبحت أمانيها ( منانيها ) مضرب المثل !.
وقيل أن المثل يعود إلى الشخصية المشهورة رابعة العدوية والتي شكك عدد من النقاد في صحتها وأنها كانت شخصية وهمية عمل بعض الصوفيين إلى اختراع القصص الأسطورية ونسج الحكايات الخرافية حولها ليتمكنوا من من إقناع اتباعهم بطريقتهم !.
ورد استخدام هذا المثل أو المصطلح في عدد من القصائد الشعبية كما ذكرنا سابقا سنورد بعضا منها في هذا الموضوع نبدأها ببيت من قصيدة للشاعر علي دغسان رحمه الله عن جمال عبدالناصر والملك فيصل حيث قال :
سولت لك مناني رابعة واحتقرت أقـوال فيصل
وفي هذا المجال قال الشاعر عبدالله بن يماني الحازري من بني كبير (المتوفي عام 1360هـ تقريبا) :
يالله العن رابعة ما ريحت منا ولا بشر
يوم جتني في ورود الليل فانستني صلاة المغرب
والعشا حن زل ما صليت من كثرة حسابها
وسمرت الليل كله يوم جت باعلام قاطرة
قالت انا ودي اهب لك في المخواة قصر سامي
وارفعك واشيخك واهبك حاكم في قبايلك
غير بيت ابوك هده ما يفق للضيف حن يجي
هم قمت اهد بيتي يوم ربي راد لي بالتعبة
لا عيا لي في صهيد الشمس عن بيتي وبيتها
قلت فين البيت ذا تقلين بي ننقل زهابنا
قالت اخطا البيت في ذا العصر لكن ابتنوا عشاش
قلت هيل الله عليك احرمتني نومي وهدمتي بيتي
وصلاتي ما حفظتوها ولا جا منك فايدة
بانصحك ياكل جاهل لا تطاوع شور رابعـــــــــه
فهو يدعو على تلك الهواجيس والأماني التي ضيعت منه الصلاة بدءً من صلاة المغرب ثم صلاة العشاء وطلع عليه الفجر وهو في تلك الأحلام لاصلاة صلاها ولا أحلام تحققت .!
والشاعر الآخر يقول :
أنا و يا رابعه يا ما تعالجنا
تقول خذ لك جمل يا مربح الجملة
و يوم خذت الجمل قالت بعه و اتاجر
وضاع ماكان بيدي والمتاجر به
وهذا الشاعر خسر ماله بسبب الرغبة الجامحة للكسب السريع والتي كانت تأتيه عبر أحلام أو مناني رابعة .!
وقصيدة نسبت إلى الشاعرين صالح بن خضران القرني ومزهر الثرباني الشهري
البـدع :
صالـح بـن خضـران القـرنـي :
ياسلامي عليكم عد نـو(ن) يريـع المـا منـه
والمزارع تزين بحبها مابقي فالارض خاطـي
كل عبد(ن) يقل يالله لـك الحمـد والنعمـه منـه
ان برق بارق المشرق فانا اخيِّله واخطى مخاله
وان برق بارق القبله فيا جاهل (ن) مخطـاك مـاه
ياسلامي عليكم عد مشي القـدم واخطـى لهـا
الــرد :
للشاعر مـزهـر الثربـانـي الشـهـري:
حن بني شهر يا جاهل وكل(ن) ترى علم(ن) منـه
ذا مشينا بثار العسبلي ما تصادفنـا المخاطـي
وان عمي جاهل(ن) عميت به الجن جن اعمى منه
والله اني خطام العي وخطام لك وخطام خالـه
لا تعرض لنو الحشر يا جاهل(ن) مخطا كمـاه
والحذر من مناني رابعـه شورهـا واخطالهـا
لم يكن شعر الشقر الوحيد الذي أتى بذكر مناني رابعة والتحذير منها بل أن شعراء النظم تطرقوا لهذا المصطلح في قصائدهم نورد هنا أبيات من قصيدة للشاعر علي الميموني قال فيها :
يالله طلبتك دايم الدوم بارجيك...بارجيك فعل الخير طيلة حياتي
وفيها يقول :
ياصقر وانا ابوك بوصيك بوصيك.......بوصيك واحذر لا تضيع وصاتي
اهدي وصاتي لك على شان بغليك........ان كان تغليني فنفذ وصاتي
واحذر مناني رابعة لا تمنيك.......ترمي بها في سلة المهملات
قال ابن خُرمان :
تذكرت قصة مناني رابعة وقصائدها بعد أن شاهدت في الشهور الماضية كثرة الأخبار عن ميدان رابعة المصري حتى وصل الأمر بالإخوان المسلمين إلى اصطناع شعار قريب الشبه من شعارات الماسونية لكن قيل أن المقصو به ميدان رابعة .. فهل هذا الشعار والتمسك بمطالبهم يمكن أن تضاف إلى مناني رابعة ؟!.

كتبه /
علي بن ضيف الله الزهراني
الدمام 1434 هـ


................

نشر في صحيفة الفنون الإخبارية  ( 11-10-1434 02:11 AM ) على الرابط :
http://www.alfnoon.net/articles.php?action=show&id=805