الثلاثاء، 25 يونيو 2013

إلى جنة الخلد بإذن الله ( رثاء أحمد بن قريط ) ..

بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ الحياة بالفرحة عند صرخة المولود ثم الحزن عند وفاته ويتخلل هاتين المرحلتين أحزان وأفراح , وهذه حقائق لامفر من قبولها والحقيقة الكبررى أن نهاية كل شيء الموت . قال الله تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ).
هذه الحقيقة ويقيننا أنه لو كان شخص مخلد في الحياة دون موت كان ذلك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فهو أولى من غيره بالخلود .. ولولا هذا لما صدقت خبر وفاة ( احمد بن قريط رحمه الله ) فقد نزل خبره عليّ كالصاعقة وقفت مشدوها بعض الوقت لا أرغب التصديق مع أن من أبلغني الخبر كان أخوه المكلوم !.
علمت مرضه رحمه الله تعالى وزرته في مراحل مختلفة من مرضه وكان يحزننا ما يعانيه من المرض ويتملكنا الأسى لحاله ,إلا أنني كنت أمني النفس بعودة الصحة والعافية إليه وأن يعود لنا أحمدا الذي عرفناه .!
كلما تذكرت من أحمد أتذكر جانبا مشرقا , كان الرجل الوفي المحب للناس صاحب العلاقات الطيبة مع جميع من يعرفه .. يسألني عنه كثيرون علموا عن وفاته مؤخرا وكم ألحظ نبرات الحزن في أصواتهم عند المكالمات , ونجد عبارات التعزية الحزينة في رسائلهم .!
أبو عبدالرحمن ذلك الرجل الذي كان لنا الموجه والقائد والأخ الأكبر بل الأب في مدينة الرياض حيث انتقلنا من مجتمع القرية إلى مجتمع المدينة الذي يضيع فيه من لا يجد له من يوجهه , وكان هو موجهنا وناصحنا ومنتقد أخطاءنا بحسن نصيحة , يسأل عنا إن غبنا ويتفقد إحتياجاتنا حيث يعلم مدى الحرمان والفقر الذي أتينا منه .!
يااااه يا أبا عبدالرحمن حين أتذكر تلك الأيام في كلية الملك فيصل الجوية خاصة فترة الإستجداد فلم يكن يكثر زيارتنا الا أنت وعبدالرحمن بن رمضان رحمه الله تعالى ( مقدرين ظروف الآخرين ) ويعلم كل من مر بمثل هذه الفترة مدى السعادة والنشوة التي تتلبس الطالب المستجد والفخر الذي يشعر به بين زملائه حين ينادى باسمه لاستقبال زائريه .!
تتداعى الذكريات يا أبا عبدالرحمن ففي المجالس كنت أنت أحد من يجتمع الناس إليه وينصت المجلس لحديثهم , كم كنت تروي لنا من الحكم والنصائح وسوالف الأولين التي جلها تعليم بطريقة غير مباشرة , وكم كنت صبورا معي حين أطلب منك إعادة قصيدة أو قصة لأتمكن من كتابتها ؟!. وكم كنت أمنى النفس بجلسات أخرى حتى نستكمل كتابة أو تسجيل بعض ماعندك ؟!. وتطول الأماني لكنه القدر الذي ننساه أو نتناساه في صحتنا لكنه لا ينسانا.!
حكم المنية في البرية جار ..... ماهذه الدنيا بدار قرار
رحمك الله يا أبا عبدالرحمن فقد أحزننا مرضك وكَلِمنا لفقدك ولكننا لا نقول إلا رحمك الله تعالى وأسكنك الفردوس الأعلى وغفر لنا ولك , وإنا لله وإنا إليه راجعون .


............
نشر في صحيفة كنانة الإخبارية على الرابط :
http://www.kenanah.net/articles.php?action=show&id=351

03-06-2013 09:27 AM

الأحد، 2 يونيو 2013

صحيفة مكة وفقيه القرية


صحيفة مكة وفقيه القرية
العميد علي الزهراني

بسم الله الرحمن الرحيم

كبرنا على تشابه كبير في أسماء أغلب أبناء قريتنا والقرى المجاورة حيث تدور في أسماء محدودة تعد على أصابع اليد الواحدة مما يضطر الشخص عند التعريف بنفسه أو السؤال عن آخر سرد مالايقل عن أربعة أسماء من نسبه مع ذكر العائلة مما أضطرهم إلى إطلاق ألقاب على أهل القرية حتى يسهل التعريف بهم حتى طغت تلك الألقاب على الأسماء الحقيقية !.

تساءلنا عن السبب في هذا فاكتشفنا أن للجهل دوراً كبيراً في هذا حيث كان الجهل يغلب على أبناء القرى في ذلك الزمن , وكان إمام المسجد رحمه الله والذي كان يطلق عليه لقب ( الفقيه ) هو الوحيد الذي عنده طرف من علم ولهذا كان إضافة إلى إمامة المسجد يقوم بعمل الطبيب فيعالج بالأعشاب والقراءة وكتابة ما يسمى ( محوة ) وهي آيات من القرآن الكريم وأدعية تكتب في ورقة ثم يذوب مدادها في ماء يشربه المريض وكان يشفى بقدرة الله بعض المرضى يحسب لصالح هذا الإمام حتى أصبحت ثقة الناس به لا حدود لها.. وكان أطفال ذلك الزمن ولصعوبة الحياة والجوع لا ينجو من الموت منهم إلا قلة ومن ينجو من الموت لا يسلم من الأمراض , فكان إذا كثر بكاء الطفل أو مرض ذهبوا به إلى الفقيه للقراءة عليه ومعالجته فكان ذلك الفقيه رحمه الله يحسب مجموع حروف اسم الطفل مع اسم امه بحساب ( الجمّل أبي جاد ) فينصحهم بتغيير اسم الطفل بناء على هذا الحساب حيث يرى أن اسم الطفل غير مناسب بناء على حساب الأبراج والنجوم ويقترح عليهم تسمية الطفل بأحد ثلاثة أسماء يختارها هو , وهذا ما خلق التشابه الكبير في أسماء أبناء القرية والقرى المجاورة لها .!

تذكرت كل هذا عندما قرأت مقال سابق للدكتور فايز جمال عن محاولة مؤسسة مكة للطباعة والإعلام شراء اسم صحيفة مكة الإلكترونية بدلا عن استمرار صحيفة الندوة في الصدور بنفس الإسم وأشار بمصداقية أن مثل هذا وأداً لصحيفة الندوة التي عمل الرواد في إنشائها رغم الصعوبات التي واجهوها في عصرهم ..

لكنني أستدرك على هذا فأقول ربما استعان الإخوة الكرام في مؤسسة مكة للطباعة والإعلام بـمن يشبه عمله ( فقيه ) قريتنا رحمه الله ونصحهم بتغيير المسمى بعد حساب ( الجمّل ) ولم يجد أحسن من إطلاق اسم مكة على صحيفتهم ولايهم تشابه الأسماء !..

أتمنى أن يعي السادة في مؤسسة مكة أنهم لو قاموا بعمل استفتاء شمل أهل مكة المكرمة لوجدوا أن الغالبية ممن يهتمون بالعمل الصحفي يتمنون بقاء صحيفة الندوة بإسمها السابق مع العمل على تطويرها بما يتلاءم مع العصر الحالي وبالدعم اللازم .
والله ولي التوفيق .

كتبه /
علي بن ضيف الله الزهراني
1434هـ -2013 م

..................
نشر في صحيفة مكة الالكترونية على الرابط :
http://www.makkahnews.net/articles.php?action=show&id=1882