بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ الحياة بالفرحة عند صرخة المولود ثم الحزن عند وفاته ويتخلل هاتين المرحلتين أحزان وأفراح , وهذه حقائق لامفر من قبولها والحقيقة الكبررى أن نهاية كل شيء الموت . قال الله تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ).
هذه الحقيقة ويقيننا أنه لو كان شخص مخلد في الحياة دون موت كان ذلك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فهو أولى من غيره بالخلود .. ولولا هذا لما صدقت خبر وفاة ( احمد بن قريط رحمه الله ) فقد نزل خبره عليّ كالصاعقة وقفت مشدوها بعض الوقت لا أرغب التصديق مع أن من أبلغني الخبر كان أخوه المكلوم !.
علمت مرضه رحمه الله تعالى وزرته في مراحل مختلفة من مرضه وكان يحزننا ما يعانيه من المرض ويتملكنا الأسى لحاله ,إلا أنني كنت أمني النفس بعودة الصحة والعافية إليه وأن يعود لنا أحمدا الذي عرفناه .!
كلما تذكرت من أحمد أتذكر جانبا مشرقا , كان الرجل الوفي المحب للناس صاحب العلاقات الطيبة مع جميع من يعرفه .. يسألني عنه كثيرون علموا عن وفاته مؤخرا وكم ألحظ نبرات الحزن في أصواتهم عند المكالمات , ونجد عبارات التعزية الحزينة في رسائلهم .!
أبو عبدالرحمن ذلك الرجل الذي كان لنا الموجه والقائد والأخ الأكبر بل الأب في مدينة الرياض حيث انتقلنا من مجتمع القرية إلى مجتمع المدينة الذي يضيع فيه من لا يجد له من يوجهه , وكان هو موجهنا وناصحنا ومنتقد أخطاءنا بحسن نصيحة , يسأل عنا إن غبنا ويتفقد إحتياجاتنا حيث يعلم مدى الحرمان والفقر الذي أتينا منه .!
يااااه يا أبا عبدالرحمن حين أتذكر تلك الأيام في كلية الملك فيصل الجوية خاصة فترة الإستجداد فلم يكن يكثر زيارتنا الا أنت وعبدالرحمن بن رمضان رحمه الله تعالى ( مقدرين ظروف الآخرين ) ويعلم كل من مر بمثل هذه الفترة مدى السعادة والنشوة التي تتلبس الطالب المستجد والفخر الذي يشعر به بين زملائه حين ينادى باسمه لاستقبال زائريه .!
تتداعى الذكريات يا أبا عبدالرحمن ففي المجالس كنت أنت أحد من يجتمع الناس إليه وينصت المجلس لحديثهم , كم كنت تروي لنا من الحكم والنصائح وسوالف الأولين التي جلها تعليم بطريقة غير مباشرة , وكم كنت صبورا معي حين أطلب منك إعادة قصيدة أو قصة لأتمكن من كتابتها ؟!. وكم كنت أمنى النفس بجلسات أخرى حتى نستكمل كتابة أو تسجيل بعض ماعندك ؟!. وتطول الأماني لكنه القدر الذي ننساه أو نتناساه في صحتنا لكنه لا ينسانا.!
حكم المنية في البرية جار ..... ماهذه الدنيا بدار قرار
رحمك الله يا أبا عبدالرحمن فقد أحزننا مرضك وكَلِمنا لفقدك ولكننا لا نقول إلا رحمك الله تعالى وأسكنك الفردوس الأعلى وغفر لنا ولك , وإنا لله وإنا إليه راجعون .
............
نشر في صحيفة كنانة الإخبارية على الرابط :
http://www.kenanah.net/articles.php?action=show&id=351
03-06-2013 09:27 AM
تبدأ الحياة بالفرحة عند صرخة المولود ثم الحزن عند وفاته ويتخلل هاتين المرحلتين أحزان وأفراح , وهذه حقائق لامفر من قبولها والحقيقة الكبررى أن نهاية كل شيء الموت . قال الله تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ).
هذه الحقيقة ويقيننا أنه لو كان شخص مخلد في الحياة دون موت كان ذلك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فهو أولى من غيره بالخلود .. ولولا هذا لما صدقت خبر وفاة ( احمد بن قريط رحمه الله ) فقد نزل خبره عليّ كالصاعقة وقفت مشدوها بعض الوقت لا أرغب التصديق مع أن من أبلغني الخبر كان أخوه المكلوم !.
علمت مرضه رحمه الله تعالى وزرته في مراحل مختلفة من مرضه وكان يحزننا ما يعانيه من المرض ويتملكنا الأسى لحاله ,إلا أنني كنت أمني النفس بعودة الصحة والعافية إليه وأن يعود لنا أحمدا الذي عرفناه .!
كلما تذكرت من أحمد أتذكر جانبا مشرقا , كان الرجل الوفي المحب للناس صاحب العلاقات الطيبة مع جميع من يعرفه .. يسألني عنه كثيرون علموا عن وفاته مؤخرا وكم ألحظ نبرات الحزن في أصواتهم عند المكالمات , ونجد عبارات التعزية الحزينة في رسائلهم .!
أبو عبدالرحمن ذلك الرجل الذي كان لنا الموجه والقائد والأخ الأكبر بل الأب في مدينة الرياض حيث انتقلنا من مجتمع القرية إلى مجتمع المدينة الذي يضيع فيه من لا يجد له من يوجهه , وكان هو موجهنا وناصحنا ومنتقد أخطاءنا بحسن نصيحة , يسأل عنا إن غبنا ويتفقد إحتياجاتنا حيث يعلم مدى الحرمان والفقر الذي أتينا منه .!
يااااه يا أبا عبدالرحمن حين أتذكر تلك الأيام في كلية الملك فيصل الجوية خاصة فترة الإستجداد فلم يكن يكثر زيارتنا الا أنت وعبدالرحمن بن رمضان رحمه الله تعالى ( مقدرين ظروف الآخرين ) ويعلم كل من مر بمثل هذه الفترة مدى السعادة والنشوة التي تتلبس الطالب المستجد والفخر الذي يشعر به بين زملائه حين ينادى باسمه لاستقبال زائريه .!
تتداعى الذكريات يا أبا عبدالرحمن ففي المجالس كنت أنت أحد من يجتمع الناس إليه وينصت المجلس لحديثهم , كم كنت تروي لنا من الحكم والنصائح وسوالف الأولين التي جلها تعليم بطريقة غير مباشرة , وكم كنت صبورا معي حين أطلب منك إعادة قصيدة أو قصة لأتمكن من كتابتها ؟!. وكم كنت أمنى النفس بجلسات أخرى حتى نستكمل كتابة أو تسجيل بعض ماعندك ؟!. وتطول الأماني لكنه القدر الذي ننساه أو نتناساه في صحتنا لكنه لا ينسانا.!
حكم المنية في البرية جار ..... ماهذه الدنيا بدار قرار
رحمك الله يا أبا عبدالرحمن فقد أحزننا مرضك وكَلِمنا لفقدك ولكننا لا نقول إلا رحمك الله تعالى وأسكنك الفردوس الأعلى وغفر لنا ولك , وإنا لله وإنا إليه راجعون .
............
نشر في صحيفة كنانة الإخبارية على الرابط :
http://www.kenanah.net/articles.php?action=show&id=351
03-06-2013 09:27 AM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق