الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

التشهير بتجار الشعير

بسم الله الرحمن الرحيم

التشهير بتجار الشعير

إعلان تشهير بمخالفة تجارية .. نوع المخالفة : المغالاة في أسعار بيع الشعير .. اسم المخالف : شركة ....... سجل تجاري : .... عنوانه : ... حي .... أقدمت المؤسسة المذكورة اسمها أعلاه على المغالاة في أسعار بيع الشعير حيث باعت بهامش ربح أعلى من هامش الربح المحدد بقرار وزير التجارة والصناعة ... وبناء على ما رفعه معالي وزير التجارة صدر قرار بمعاقبة ( شركة ... ) بما يلي :

أولا : غرامة مالية ..
ثانياً : نشر العقوبة على نفقة المؤسسة المذكورة في نصف صفحة بثلاث صحف محلية ..
ثالثاً : إغلاق فرع المنشأة التي وقعت فيها المخالفة لمدة ..
رابعاً : عدم صرف كامل الإعانة ..
خامساً : إيقاف المؤسسة المذكورة عن الاستيراد لمدة ..
سادساً : أخذ التعهد الشديد على المؤسسة المذكورة بعدم معاودة المخالفة وإلا فإنها تمنع من ممارسة النشاط نهائياً .

المكتوب أعلاه جزء من إعلان مدفوع الأجر في بعض الصحف المحلية تشهيراً بتجار الشعير الذين يخالفون التعليمات ويبيعون أغلى من التسعيرة , ويوضح به العقوبات الواقعة عليهم والتي ستقع إذا تكررت منهم المخالفة .!

شيء جيد مثل هذه العقوبات عليهم فقد نرى المخالفين ملتزمين بالتعليمات لا خوفاً من العقوبة المادية بل خوفاً من التشهير والذي له وقع قوي وأثرٌ بالغ على المخالف حيث يصبح مكشوفاً للجميع وتفقد الثقة به .!

المخالفون ليسوا تجار الشعير فحسب فهناك من المخالفات ما يذهب ضحيتها أرواح بشرية لا حيوانية إلا أنهم في حماية من التشهير , وكأن أرواح البشر ليست بأهمية أرواح الحيوانات .!
قرأنا في الصحف عدة مرات عن القبض على شحنات من الأغذية واللحوم الفاسدة والتي تقدر بمئات الأطنان ولم نر تشهيراً بتاجرها , ولم نسمع عن العقوبة التي وقعت على صاحبها إن عوقب .. وهناك أدوية منتهية الصلاحية كثيرة قرأنا عن اكتشافها في صيدليات ومخازن أدوية ولم نقرأ خبراً عن تاجر مخالف وقعت عليه عقوبة وتشهير.!
هناك من المقاولين الذين قاموا بتنفيذ أعمال حيوية كيفما أتفق دون أن يكون هناك تشهيراً وعقوبة معلنة بحق المخالفين والفاسدين.! وغيرهم من الفاسدين والمخالفين كثير.!

ليس في ما كتبته هنا مطالبة بإعفاء تجار الشعير المخالفين ولا انتقاداً للتشهير بالمخالفين منهم فالعائد من كل هذه العقوبات تعود على المواطن أولاً وأخيراً ونتمنى أن تستمر هذه العقوبات .. إن ما كتبته مطالبة بإعطاء أرواح الناس أهمية كأهمية أرواح الحيوانات إن لم تكن أكبر مع علمي أن بعض النياق يصل ثمنها خمسين ضعفا لديّة الإنسان إلا أنها لا تزال ليست بأهميته .!
شهّروا بالفاسدين ليتعظ غيرهم.!
وشهّروا بالتجار المخالفين المغالين للأسعار حتى لا يكرروها ..!
وشهّروا بالمقاولين المتلاعبين حتى يتورعوا عن التلاعب بأرواح الناس وأموال الدولة دون وجه حق..!
شهّروا بكل من يتعمد الإضرار بالوطن والمواطنين..!
كما أننا في حاجة إلى تحديد أسعار المواد الغذائية ( علف الإنسان ) إسوة بالشعير ( علف الحيوان ) ..!

أخيراً نحن في شوق إلى عملك يا هيئة مكافحة الفساد ونتمنى ألا تكوني يوما ما شبيهة بجمعية حماية المستهلك التي همّ أعضائها التقاتل على المنصب.!
والله ولي التوفيق .


a-z@mail.net.sa
نشرtفي صحيفة مكة الالكترونية بتاريخ 03-12-2011