الخميس، 30 يناير 2014

سعيد بن المسيب ونوفل بن مساحق رحمهما الله

سعيد بن المسيب ونوفل بن مساحق

 قال بعض الرواة : دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نوفل بن مساحق ، وإنه لمعتمد على يدي إذ مررنا بسعيد بن المسيب في مجلسه ، فسلمنا عليه ، فرد سلامنا ثم قال لنوفل : يا أبا سعيد ، من أشعر ؟ أصاحبنا أم صاحبكم ؟ يعني عمر بن أبي ربيعة أو عبيد الله بن قيس الرقيات - فقال نوفل : حين يقولان ماذا؟ فقال : حين يقول صاحبنا :

 خليليّ ما بال المطي كأنما .... نراها على الأدبار بالقوم تنكص
وقد أبعد الحادي سراهن وانتحى .... بهن فما يألو عجول مقلص
وقد قطعت أعناقهن صبابة ..... فأنفسنا مما تكلف شخّص
يزدن بنا قربا فيزداد شوقنا ..... إذا زاد طول العهد، والبعد ينقص

 ويقول صاحبكم ماشئت ! فقال له نوفل : صاحبكم أشهر بالقول في الغزل - أمتع الله بك - وصاحبنا أكثر أفانين شعر. قال : صدقت ، فلما انقضى مابينهما من ذكر الشعر ، جعل سعيد يستغفر الله ويعقد بيده ، ويعده بالخمس كلها ، حتى وفى مائة . قال الراوي : فلما فارقناه قلت لنوفل : أتراه استغفر الله من إنشاده الشعر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كلا ! هو كثير الإنشاد والاستشهاد للشعر ، ولكني أحسبه للفخر بصاحبه !.


 ( مع تحيات : ابن خرمان ) .



...........

 الأغاني : ٥/٩٢ ( طبعة دار الكتب )
 قصص العرب : ج٢ / ١٥٥