الجمعة، 27 ديسمبر 2013

شيء يسير عن شاعر كبير

بسم الله الرحمن الرحيم

شيء يسير عن شاعر كبير




يقول احد المتقدمين عن الشعراء :

الشعراء فاعلمن اربعة ........... فشاعر يجري ولايجرى معه
وشاعر يصول وسط المعمعة ........... وشاعر لاينبغي ان تسمعه
وشاعر لاتستحي ان تصفعه.

هذا القول ينطبق على شعراء العرضة بمختلف اطيافهم , كل شاعرمنهم ينطبق عليه شطر من الابيات السابقة , ومنهم شاعرنا شاعر العرضة الجنوبية وأحد أعمدة الشعر في منطقة الباحة ( صالح بن محمد اللخمي الزهراني ) الذي ينطبق عليه الوصف الأول فهو ممن يجري ولايجرى معه .

ويقول الشاعر عن الشعر :

اذا الشعر لم يهززك عند سماعه ..........فليس جديرا ان يقال له شعر

وهذا البيت به حكمة بالغة فيما يتعلق بالشعر جميعه الفصيح والشعبي به ملخص الشعر , فالشعر الذي لايتمكن من الوجدان لا يستحق ان تطلق عليه صفة الشعر بل تطلق عليه أي صفة تختارها فيما عدا الشعر .
وشاعرنا ممن تجبرك قصائده على الإنصات لها ومتابعتها , ففيها الحكمة وجزالة الألفاظ وحسن الصياغة والصنعة وقوة التعبير والصور البديعة .
شهد للخمي وقوة شاعريته جميع الشعراء الحاليين دون استثناء , ومن يتجاهل ذكره أحيانا في مقابلة صحفية او الاعتراف بفضله عليه في مقالة او كتاب لايفعل ذلك الا من دافع الحسد لاغير .
شهد للخمي منذ بداياته الاولى ومن سن الصغر كبار الشعراء اذ ذاك كالشاعر ( احمد الحرفي رحمه الله ) والشاعر ( احمد طريخم رحمه الله ) والشاعر ( صغير بن ناصر رحمه الله ) والشاعر ( جمعان الجوفاني رحمه الله ) والشاعر محمد بن مصلح اطال الله عمره والذي كان للخمي معه وقفات في بداياته .
لقبه الشاعر عبدالله البيضاني ( عميد شعراء العرضة ) وقال عنه في قصيدة :

اهلين ياشاعر كساه الله من مسك الختام
ياللخمي اللي يعرفونك من قريب ومن بعيد
وان حد نشدني عنك مالغياب والا الحاضرين
لاقول كما جماح ذاك اللي مقاريعه طوال
والا كما بن ثامرة والا يكون اقوى منه

هكذا يقول الشعراء الكبار عن نظرائهم .
نشأ اللخمي في بيئة الشعر , ففي بالحكم الذين غالبهم ممن يحب الشعر ويتذوقه ويعرف اتجاهات الخبو ومعانيه ممايجعل أي شاعر يتهيب من قول الشعر بينهم ويزيد حذره عن الوقوع في الزلل , نشأ اللخمي في بيت الشعر فجده لامه ( عارف بن محمد رحمه الله ) كان شاعرا كبيرا لايشق له غبار كان ممن تقابلوا مع ابن عيسى وابو شمال رحمهم الله وغيرهم , من قصائده التي قالها حين قابل ابن عيسى :

نحن كما سم معلقنا اصيله
من يعلقه سمه تغدي به الغيرة
يوقد عظامه بالشر وقادي
سم اسود ضامي للدم علق نابه

بدأ اللخمي الشعر في بداية التسعينات الهجرية , كانت بدايته تقليد الشاعر الكبير محمد بن مصلح , ثم قال القصائد في الحفلات الداخلية في بالحكم , واذكر من بداياته قصيدة الزملة التالية :

اهلك يا غرس موز ودونه شبكيه
الجنا محفوظ من سد شبك باديه
الردود :
انظروا في نور عيني هبا في القلب كيه
حط فوق القلب كيه وشب اكباديه

ثم التقى في حفلة في مسير مع الشاعر ابن مصلح ولم يدخل الحفلة الا مرغما وذلك لهيبة ابن مصلح الشعرية في ذلك الوقت , وكانت بينهم ليلة من أجمل الليالي ( للاسف الشديد بحثنا عن شريطها ولم نتمكن من الحصول عليه لقدم وقتها ) اذكر من ابيات قصائد الحفلة قول اللخمي لابن مصلح :

الاسود اسود واترك البيرما
وقوله في اللعب :
يخاف من عضة الثعبان والفات حية

تلك بدايات اللخمي .
اما عن شخصية اللخمي فهو الشاعر المثقف قد لايحمل اكثر من الشهادة الثانوية فاخذه المجال العسكري , ولكن الثقافة لاتتوقف على الشهادات العلمية فكثير من حملة الشهادات العالية ليس لهم من الثقافة الا ديكور الشهادة , كما ان كثيراً من الادباء كالعقاد والمنفلوطي وغيرهم لم يكن منهم من يحمل شهادة علمية عليا . أتت ثقافة اللخمي من قراءاته وسعة اطلاعه¸فالقراءة بدأت منذ الصغر حيث كنا ( انا وهو وبعض رفقاء الطفولة ونحن لم نجتز السنة الرابعة الابتدائية اذ ذاك) في ايام الشتاء والضباب ونزول الامطار نقرأ للكبار قصص المتقدمين مثل قصص ( تغريبة بني هلال , وعنترة بن شداد , والزير سالم , وسيف بن ذي يزن ) مما غرس حب القراءة في عقولنا , وتطورت القراءات مع مرور الزمن .
سأتكلم في السطور التالية عن بعض جوانب حياة اللخمي ( التي أعلم تمام العلم انه لايرغب الحديث عنها , ولكنني استميحه العذر حيث يجب عليّ قبل الآخرين الإشارة اليها _ فهي حق الصديق على صديقه ) .
اللخمي ذو الخلق الرفيع , ميزته التواضع للجميع صغيرهم وكبيرهم .
اللخمي الكريم لايكاد ينقطع ورود الضيوف عن بيته وخاصة في الصيفيات ( لكن الكرم متأصل في أصله ).
اللخمي البار بوالدته رحمها الله حيث نشأ يتيم الأب فربته أمه أحسن تربية , وهو يعيد لها جزء من الجميل يبرها في نفسها , ويبرها في بناتها , ويبرها في احفادها , ويبرها في اقاربها , ويبرها في من كان لها سندا في وحدتها .
اللخمي الوفي مع أهله وربعه وأصدقائه , من وفائه لأهله وأقاربه انه يراعي شؤونهم باستمرار , يعطف عليهم , ويتفقد أحوالهم , ومن وفائه لربعه انه دائما متواجدا في مناسباتهم , يشاركهم سعادتهم وأفراحهم ( يحضر حفلاتهم دون مقابل ولايأخذ شيئا الا بأغلظ الايمان ) , ويواسيهم في أتراحهم . ومن وفائه لاصدقائه أورد فقط القصة التالية التي ستفي بالغرض :  حيث كان من اعز اصدقائه ( صالح الملوى رحمه الله ) حزن عليه حزنا شديدا حين وفاته فقام بتربية أولاده حتى كبروا وزوج أكبرهم ابنته .
ماسبق اشارة الى بعض الجوانب من حياة اللخمي التي قد لايعلمها الكثير .
اما عن الشعر فاللخمي كما يعرفه كثيرون وكما أطلق عليه (مخترق الحضارات) يتنقل بين قديمها وحديثها مع ربط جميل للماضي بالحاضر ربط لايتقنه الاقلة , يمحص القصص يتساءل عن صحتها , ينقل لنا العبر من حوادثها , ويحفز جيلنا على إتباع الماضي المشرف , فمن قصة ليلى ومجنونها والتي تساءل عن صحتها , ثم قصة جحا واشعب وابونواس التي قال فيها :

في الكـتب يـاكم قـرينـا عن جحا وأشـعب وأبـونــواس
كل واحد من الثـلاثـة لـــه حكـاية سـطرت بعـد اسـمه
بـعـضهـا عـلم صحيـح و بـعـضهـا قـصـة مزيـفـة
كـم يكـتب عـنهـم الكاتـب وكـم كــذب وقـال الـراوي
المصيـبـة إنـا ضحكـنـا مـن سـوالـيفـه و صـدقـناه
قــال عـم أبـو نـواس اصـرح مـع الرعيـان بـا لغـنم
وإذا ريـت الجـو تغـيـر والنهـار أظلـم و فـاض النـاوي
كـن روس الضـان عـن غـزر المطـر و اتـرك ظهـورها
وصـرح يـرعى و جـا الـنـاوي ورد ايـده على الجـنبيـة
وهبــا في الجـلب ذبـحـة جـايـرة ما صــار مثـلهـا
الـذي يـركـن عـلى الــنـذلان لا يـزعـل ولايتـشـره
لـين يعـرف نحـو بيـعـه حـاضـرة و إلا مـدايـنـــة
الـلـيــلــه عـنــدي هــواجـــيـس وبــداعـي
مـــن بـيـن ذالــروس ودي أقـــول و اتـهـــرج
والجــلس طـعـمـه لــذيـــذ و يــشـفـي الصـدر
وبـيـر زمـــزم يـــداوي مـن ورد مــاهــــــا

ثم ينتقل بنا إلى ماضينا ويقارنه بحاضرنا فيقول :

كلنا مسلمين ولا بنرضى مع الاسلام دين
مالنا مقصد الا نصرة الدين واعلا كلمة الحق
والشريعة نجددها على منهج الهادي الدليل
لن الاسلام يدعو للتآلف ونبذ العنصرية
ثم يدعو الى دعم التكاتف وتوحيد الصفوف
والنبي والصحابة نشروا الدين واعلوا كلمة الحق
واظهروا دولة دستورها الشرع والدين الحنيف
فين ذات الصواري فين حطين فين القادسية
فينها الأندلس فين فاتح السند فين ابن الوليد
فين عمورية فين اهل ذيك القلوب اللي عزيمة
فين هيبة صلاح الدين فين عزم طارق بن زياد
يا وجودي على الماضي وغيري يصيح ويا توجد
صفنا اليوم وضعه ما يطمن وحاله ما يسر
من فلسطين الى الافغان للهند قتلة ما توصف
بعضهم بينهم والبعض بيد النصارى يقتلون
ان عجزنا وحدتنا قوى البغي من غربا وشرقا
يقدر الله يدمرها ويقدر يقولب صربها

هذا غيض من فيض , كما ان قصائد اللخمي لاتخلو من الحكمة والدعوة إلى حسن الأخلاق ومنها دعوته للشعراء بنبذ سوء الكلام وتركه والاتجاه للجميل من القول فيقول :

والله ياشعار مـاودي علينـا يضحـك الشّمـات
الخطا ممنوع والزلات ما تصدر من اللي ونعـم
والقصايـد لاتعـدت حدهـا تفـقـد بريقـهـا
والعرب مايذكرون الطّيـّب إلا بالكـلام الطّيـب
والكلام الشّين مايتقـدّر إلا مـن قبيـح النـاس
والرموز اللي مضوا قدامنا شعّـارٌ أقـوى منـا
غير ماتوا مانقل عنهم سبـاب ولا كـلامٌ شيـن
خيرة الله احكموا نظم القصايد واعتنوا بالمعنـى
وانتقوا علمٌ يجمل من محافـل داعيـة زهـران
وان بعض الشعر حكمة يطرب الخيال والعراضة
والحقيقة أن القصايـد معرفـة ماهـي مقاولـة

يتميز شعر اللخمي بحسن الصياغة وجزالة الألفاظ واستخراج المعاني وشقر الكلمات مما لايتخيله احد فمن كلماته التي لايعجز أي شاعر عن ايجاد كلمة الشقر في الردود:

الخيول الدهم قبلي تراكض ريتها
ومعدات بن لادن تحثوا بها
والعوادي قبل عيني تراكع ميتنا
علموني من بنى ذا الجدار ومن دمك

وأمثال هذا الكثير الكثير مما لايتسع المجال لذكره .
كما يتميز شعر اللخمي بالحكمة والأبيات التي تصبح أمثالاً , ومنها على سبيل المثال لا الحصر :

خلوا قليل الجهد بين العرب يتجمل
ياخذ ويعطي والعواذر مجملة
وقوله :
واحكامنا واعلامنا قبل ماتتقدر
لازم يجي فيها خطية وصايبة
وفي شعره الكثير من القصائد التي فيها النصح والدعوة للتفكر في العواقب فقد اتى على موضوعات تهم المجتمع منها على سبيل المثال ( الكفالة , هوامير سوا , من يربح المليون , الوظائف , غلاء المهور , الصداقة والاصدقاء , قصيدة في الدفاع عن سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ........ وغيرها الكثير ).
كما تطرق الى الدعوة للتفكر في الموت والدارالآخرة وما يدل عليه الشيب :
ياجليل الملك نطلبك في حسن الختام
الكبر له قدر والشيب قطعة مالكفن
مانبي نغتر باف كار واجسام قوية
لاهيا باقي نعجز وباقي نهرما

هذا هو الشاعر الذي أطلق عليه الأستاذ صالح سعيد المرضي لقب ( مخترق الحضارات ) وقال عنه : (أن التراث لدى صالح اللخمي"ليسَ تركةً جامدة، ولكنهُ حياة متجدّدة، والماضي لا يحيا إلا في الحاضر، وكل قصيدة لا تستطيع أن تمد عمرها إلى المستقبل لا تستحق أن تكون تراثاً ) .

يميل اللخمي بكل أسف للتواري عن الظهور والبعد عن الإعلام ويفكر في ترك الشعر وهذا مالانقره ولانؤيده عليه بل ندعوه إلى المشاركة في المزيد من الحفلات ( فالشاعر ليس ملكا لنفسه بل ملكا لمحبيه) .
وختاماً أتمنى ان اكون قد وفقت في ما أوردت ,والله ولي التوفيق .


كتبه /

علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني
الدمام
........................................................

نشرت هذه المقالة في عدد من المنتديات الالكترونية مثل منتدى الديرة , ومنتيات بالحكم , ومنتدى مجالس بني كنانة , ومنتديات زهران.

السبت، 21 ديسمبر 2013

الشيب يوائم بين العامية واالفصحى ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيب يوائم بين العامية والفصحى

تطرق الشعراء قديماً وحديثاً لمختلف الفنون وشتى الموضوعات من مدح وهجاء ورثاء وغيره , وكان مما تطرقوا إليه الشيب وظهوره على الإنسان فأدخله كثير منهم في شعرهم سواءً للوعظ أوغيره , ولم يكن هذا حصراً على شعراء الفصحى بل اشترك معهم في ذلك الشعراء الشعبيون أأيضا فيقول أحد شعراء الفصحى :

عيرتني بالشيب وهو وقار ..... ليتها عيرتني بما هو عار

أشار إلى أن الحبيبة عيرته بظهور الشيب على مفارقه واعتبرته عيباً في الشاعر بينما الشيب من وجهة نظر الشاعر عكس ذلك بل هو الوقار.
أما الشاعر الشعبي فيقول في هذا الصدد :

قال ابن خماش ياشيبي فضحتاني

حيث اعتبر أن الشيب فضح سنه الحقيقي الذي يحاول الشاعر جاهداً أن يخفيه ليحصل على مبتغاه .
أما استغلال ظهور الشيب للوعظ والنصح فقد تطرق إليه عدد من شعرا الفصحى منهم الشاعر أبو هلال العسكري صاحب ديوان المعاني الذي يقول :

قد تعاطاك شباب ..... وتغشاك مشيب
فأتى ماليس يمضي ..... ومضى مالا يؤوب
فتأهب لسقام ...... ليس يشفيه طبيب
لا توهمه بعيداً ..... إنما الآتي قريب

وهو في هذه الأبيات يوضح أن الشباب ولى وأتى المشيب وعلى الإنسان في هذه المرحلة الاستعداد لأمراض الشيخوخة وللموت .
الإمام الشافعي رحمه الله يشير إلى أن الشيب رسول الفناء فيقول :

خبت نار نفسي باشتعال مفارقي ... وأظلم ليلي إذ أضاء شهابها
أأنعم عيشا بعدما حل عارضي .... طلائع شيب ليس يغني خضابها
إذا اصفر لون المرء وابيض شعره ... تنغص من أيامه مستطابها
فدع عنك سوءات الأمور فإنها .... حرام على نفس التقي ارتكابها
ولا تمشين في منكب الأرض فاخراً... فعما قليل يحتويك ترابها

وكعادة الإمام الشافعي رحمه الله الذي يوجه شعره دائماً للوعظ والإرشاد والدعوة إلى الطريق القويم يوضح أن الشيب كالشهب التي تضيء الليل ولايفيد بأي حال من الأحوال خضاب الشيب أو تغيير لونه وما على الإنسان في هذه الحالة إلا اجتناب المعاصي والاستعداد للموت .
أما الزاهد ابن عمران فيرى أن الشباب به الجهل والغرور ويبعد عن طاعة الله سبحانه وتعالى بينما الشيب يدل على الحلم والوقار وهو الواعظ والمبشر بقرب الانتقال إلى الدار الآخرة وعلى الإنسان الإستعداد والعمل بما يقربه إلى الله تعالى وإلى جواره فيقول في هذا :

ذهب الشباب بجهله وبعاره ..... وأتى المشيب بحلمهه ووقاره
شتان بين مبعد من ربه ...... بغروره ومبشر بجواره
مازلت أمرح بالشباب جهالة ..... كالطرف يمرح معجباً بعذاره
حتى تقلص ظله فتكشفت ...... عوراته وبدا قبيح فعاله
والآن قد خط المشيب بمفرقي ....... بمواعظ والحق في تذكاره

ويقابل شعراء الفصحى في هذا الشأن من إستغلال الشيب وظهوره للوعظ والإرشاد شعراء شعبيون منهم الشاعر ( صالح بن محمد اللخمي الزهراني ) الذي تطرق لهذا الموضوع في عدة قصائد من قصائد العرضة منها القصيدة التالية التي يعظنا فيها الشاعر بأسلوب سهل واضح مفهوم من الجميعع حيث يقول :

ياجليل الملك نطلبك في حسن الختام
الكبر له قدر والشيب قطعة م الكفن
مانبي نغتر بافكار واجسام قوية
لا هيا باقي نعجز وباقي نهرما

فالشاعر هنا يسأل الله سبحانه وتتعالى في حسن الخاتمة والتي هي مطلب كل مسلم ويشير إلى أن الكبر له قدر ووقار ويشبه بياض الشيب ببياض الكفن كما أن الشيب غالباً يظهر في أواخر العمر ويقرب الإنسان إلى الموت والإدراج في الكفن ويأتي دور الوعظ هنا فيطلب الشاعر ألا نغتر بالأفكار والعلم والتطور الذي نحن فيه والأجسام القوية الشابة النشيطة فعما قليل يقل جهد الإنسان ويتقدم به السن ويهرم ويأتي عليه الموت أيضاً , والبيتين الأخيرين فيهما شبه كبير بقول الشافعي رحمه الله :

ولا تمشين في منكب الأرض فاخراً .... فعما قليل يحتويك ترابها

ويقول الشاعر صالح اللخمي في قصيدة أخرى وفي نفس الموضوع :

باقي الأعمار تصرم وتاجينا
يالله إنك خفف الحكم والقدرة
بعد كان الوجه مبسوط ومسافر
من يرد الشيب إذا راي حدّيرة

شبه الأعمار بالزرع الذي لابد له من الحصاد وليس له سوى سؤال المولى عز وجل في اللطف والتخفيف فبعد إن كان الوجه يشع بشاشة ونظارة وشباباً أتى عليه الشيب الذي لا يمكن رده أو تأخيره.!

كتبه /
علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني

..............

( نشر هذا المقال في صفحة تضاريس بصحيفة المدينة العدد (13644)- الخميس 2جمادى الآخرة 1421 هـ الموافق 31 أغسطس 2000 م .)



...............................
ونشر في صحيفة الفنون الإخبارية 02-17-1435 10:12 AM على الرابط :

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

نصيحة لراغب زاج ..

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه بعض منشوراتي في الفيسبوك على صفحتي الشخصية :
https://www.facebook.com/zahrani3li

وهناك غيرها سأحاول نقل البعض بإذن الله تعالى ..


2) نصيحة لراغب زواج :
كنت وكنتِ , وأم البنتِ , وأم المسمار المنلفتِ ..



عبد الله بن عباس رضي الله عنه ..

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه بعض منشوراتي في الفيسبوك على صفحتي الشخصية :
https://www.facebook.com/zahrani3li

وهناك غيرها سأحاول نقل البعض بإذن الله تعالى ..

1)  عبدالله بن عباس رضي الله عنه ونافع بن الأزرق وعمر بن أبي ربيعة




سيضاف مستقبلا بعض المشاركات بإذن الله تعالى .


أين المرور ؟!..

بسم الله الرحمن الرحيم

 #أين_المرور ؟!

وسم ( هاشتاق ) في تويتر شارك فيه عدد كبير من المغردين الذين عانوا ويعانون من حرب الشوارع داخل المدن السعودية !.
ليست حروب بالرشاشات والأسلحة المختلفة ولكنها حرب قيادة السيارات ومواجهة المتهورين .!
كان للمرور هيبة قديما ، وكان رجل المرور يقف وسط الشارع وفي التقاطعات وينظمها باحترافية ودون خلل .. كانت سيارات المرور ودورياته تتربص بالمخالفين في كل مكان إضافة إلى واجباتهم وهمومهم الأخرى كمباشرة الحوادث وتخطيطها ، وتجديد الرخص والاستمارات وغيرها ، وكان حضورهم واضحا في جميع هذه المهام .!
الآن ومع التقنية الحديثة استطاع المرور التخلص من بعض هذه الأعباء فشركة ( نجم ) خدمتهم في الحوادث ، والرخص غالبها عن طريق ( مدارس تعلم قيادة السيارات ) ، واستمارات السيارات عن طريق بعض ( الوكالات والمعارض ) ، والسرعة في بعض الطرق والشوارع وكذلك بعض إشارات المرور تولتها كاميرات ( ساهر ) ، وبهذا أصبح الضغط على رجال المرور ودورياته أقل بكثير من السابق ويفترض لهذا زيادة فاعليتهم الميدانية وزيادة الضبط في الشوارع  وعند الإشارات التي لم تغطيها كاميرات ساهر إلا أن مانراه عكس ذلك تماما فنحن نشاهدهم على شاشات التلفزيون أكثر من مشاهدتهم في الميدان .!
أغلب المدن في المملكة تعاني من مشاكل المرور وتهور السائقين حيث كنت أعتقد أن هذا خاص بالمنطقة الشرقية بحسب مكان الإقامة إلا أنني وجدت وبعد تجولي في الفترة الأخيرة في الرياض والطائف وجدة ومكة المكرمة أن الحالة المرورية سيئة جدا ويشعر من يقود سيارته أنه داخل ميدان حرب .!
القيادة عكس الاتجاه واضحة وبشدة ويحدث هذا في شوارع وطرق رئيسية وليست خاصة بشوارع فرعية ، أما قطع الإشارة مع عدم وجود كاميرات ساهر فإن على من يقود سيارته نظاميا الحذر أشد الحذر عندما تضيء له الإشارة الخضراء فالمتهورون من قاطعي الإشارات له بالمرصاد .. والتجاوز من اليمين أو من أكتاف الخط فحدث ولا حرج ، وتجاوز الشاحنات في أماكن عدم التجاوز فلن يحدث هذا لو علموا عقوبة ستطبق عليهم .. وغيرها الكثير من المخالفات المرورية .!
يسافر البعض بسيارته إلى دول الجوار ويحترم الأنظمة ويلتزم بها ويحرص على تطبيقها لأنه يعلم أن هناك حزما في تطبيق العقوبات أما في بلدنا فلا احترام انظمة ولا خوف من تطبيق العقوبة ولا حزم في ذلك حتى أن أحد الأشخاص يقول وبما يشبه التفاخر أن غرامات ساهر عليه قاربت الستين الف ريال .! 
..
المرور عندنا غائب عن الميدان وإن وجد على استحياء فلا دور له مع الأسف .!
..
رسالة أخيره إلى مرور مكة المكرمة : الشرائع بحاجة إلى تواجدكم او تركيب كاميرات ساهر .!

والله ولي التوفيق.


كتبه / ( ابن خُرمان )
علي بن ضيف الله الزهراني 
مكة المكرمة 
محرم ١٤٣٥ هـ/ ديسمبر ٢٠١٣ م

...............................
تم نشره في صحيفة مكة الالكترونية  12-04-2013 10:08 PM على الرابط :