الجمعة، 18 فبراير 2011

عصاك .. اللي ماتعصاك..

بسم الله الرحمن الرحيم

عصاك ( اللي ماتعصاك )

كان ولايزال للعصا إحتياج في حياة الإنسان , فهي تلعب دوراً كبيرا في حياة بعض الناس , يحتاجها راعي الغنم ليهش بها على غنمه , والمريض والكبير ليتوكأ عليها , ويستخدمها البعض كسلاح ترد عنه العدو أو المفترسات في البرية , وتستخدم للتأديب , بينما يستخدمها آخرون للتباهي ..

وقد أوجز أعرابي فوائد العصا حيث ورد في كتب التراث أن الحجاج لقي أعرابيا فقال: من أين أقبلت يا أعرابي؟ قال: من البادية. قال: وما في يدك؟ قال: عصاي: (أركزها لصلاتي، وأعدها لعداتي، وأسوق بها دابتي، وأقوى بها على سفري، وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي، وأثب بها النهر، وتؤمنني من العثر، وألقي عليها كسائي فيقيني الحر، ويدفئني من القر، وتدني إلي ما بعد مني، وهي محمل سفرتي، وعلاقة إداوتي، أعصي بها عند الضراب، وأقرع بها الأبواب، وأتقي بها عقور الكلاب, وتنوب عن الرمح في الطعان, وعن السيف عند منازلة الأقران, ورثتها عن أبي، وأورثها بعدي ابني، وأهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب أخرى، كثيرة لا تحصى ).

وقد ورد ذكر العصا في القرآن الكريم في عدة مواضع منها قوله تعالى :
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا موسى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [طه:17].

ولها تسميات منها ( المنسأة ) والتي ورد ذكرها في سورة سبأ في قوله تعالى :
{ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْته إِلَّا دَابَّة الْأَرْض تَأْكُل مِنْسَأَته } (14 ).

وتصنع العصا من أشجار عدة منها العتم ( الزيتون البري ) وهي أقواها وأصلبها , ومن شجر (الشوحط ) وهي بالغة الإستقامة والمرونة والقوة , وأشهر ما تصنع منه ( الخيزران ) لليونتها وشكلها الجميل وخفة وزنها . وينتقد الناس بل يستهزئون بمن يتخذ عصا من شجر هش سريع الكسر أجوف كشجرة ( العُشُر ).

ويستخدم الناس مصطلح ( العصا ) في مواضع منها قولهم :( العصا لمن عصى ) أي تأديب من يخالف , وقولهم :( العصا والجزرة ) أي الترغيب والترهيب , كما يستخدم لبيان الطاعة المطلقة فيقول أحدهم : ( أنا أطوع لك من عصاك ), ويقولون : ( عصاك اللي ما تعصاك ) .
وقد استخدمت كلمة العصا في أشعار القدماء في الفخر أو الذم ومنها ما قيل في عمرو بن حممة بن رافع بن الحارث الدوسي من الأزد أحد حكام العرب في الجاهلية وأحد المعمرين يقال إنه عاش قريباً من أربعمائة سنة ويقال إنه هو ذو الحلم الذي ضرب به العرب المثل , حيث قال الحارث بن وعلة الذهلي :

وزعمت أنا لا حلـوم لنـا *** إن العصا قرعت لذي الحلم

كما قال الفرزدق:

وإن أعف استبقى حلوم مجاشع *** فإن العصا كانت لذي الحلم تقرع

وقال المتلمس:

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا *** وما علم الإنسان إلا ليعلما

والبيت المشهور الذي ينسب الى أبي درهم البندنيجي :

ألم تر أن السيف ينقص قدره *** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

كما وردت العصا في أشعار الشعراء الشعبيين كقول شاعر العرضة الجنوبية ( سعيد الأصوك الزهراني ) :
شيخنا الشيخ رزق الله ونحن في أيدينه عصاه
يتوكأ وينكف ثم يضرب بها رأس المخالف

وقال الشاعر ( صالح اللخمي الزهراني ) :
ياحليل اللي حزامه عصا عثرب

إلا أن العصا ومع فائدتها تبقى دائماً الجماد المفعول به ولم تكن الفاعل يوما ما , ويختلف تأثيرها وفائدتها مع إختلاف المستخدم لها فلا يمكن مقارنة عصا سيدنا موسى عليه السلام التي كانت عوناً له بقدرة الله في هزيمة السحرة ثم عبور البحر وسقيا بني اسرائيل عن عصا قد يستخدمها الجاهل والمجنون والسارق , والمجرم .. ولهذا استغرب أن يرضى أحدهم أن يكون للآخر عصا بل يزيد استغرابي من افتخار البعض بأنه عصا للآخر.!, وهنا يتبادر التساؤل إلى ذهني لم لا يكون صاحب العصا بدلا عن أن يكون العصا .! , وأن يكون هو المتحكم فيها والمستخدم لها في ما يرضي الله ويفيد نفسه والآخرين بدلاً عن أن يستخدمه الآخرون لأهدافهم الشخصية ؟!.

والله المستعان ..


العميد الركن م / علي بن ضيف الله الزهراني
19 / 2 / 1432هـ الموافق 23 / 1 / 2011 م
a-z@mail.net.sa
www.zahrani3li.blogspot.com

نشرفي صحيفة مكة الإلكترونية بتاريخ 11-02-2011

الجمعة، 11 فبراير 2011

الوزير وكلاب الملك .!

بسم الله الرحمن الرحيم

يقال أنه كان يوجد ملك قام بتربية عدد من الكلاب وعودها على نهش لحوم المخالفين من الوزراء حيث يقوم بسجن الوزير الذي يخطيء مع تلك الكلاب فتقوم بنهشه , وذات يوم إخطأ وزير خدمه مدة عشر سنوات بإخلاص , فأمر الملك بسجن الوزير مع الكلاب فطلب الوزير مهلة مدة عشرة أيام قبل تنفيذ الحكم عليه , فأمهله الملك المدة المطلوبة .
ذهب الوزير الى حارس الكلاب وطلب منه السماح له بالإهتمام بالكلاب وإطعامها مدة عشرة أيام , سمح له الحارس , وحين انتهت المهلة وحان تنفيذ حكم الملك جمع الملك حاشيته ووزراءه ليروا تنفيذ الحكم , وحين زج بالوزير في السجن مع الكلاب شاهد الملك عجبا فلم تقم الكلاب بنهشه كما كان متوقعا بل كانت تدور حوله وتبصبص له , فاستدعاه الملك وسأله : ماذا عملت للكلاب ؟! ..فقال الوزير : لقد قمت بخدمة هذه الكلاب مدة عشرة أيام فحفظتها لي ولم تنسها .! ففهم الملك مراده وتلميحه أنه لم يحفظ خدمة عشر سنوات بإخلاص , فعفى عنه وأخلى سبيله .
....

قصة قرأتها ذات يوم فأعجبتني ..