السبت، 11 يوليو 2015

عن الصيفية في المندق ما احسنني ساكتاً ..

بسم الله الرحمن االرحيم

وجدته شارد الذهن , فسألته عن حاله والسبب الذي جعله لا يكاد يتنبه لما حوله !.
قال لي : إعتدت أخذ عائلتي سنويا لقضاء الصيف في إحدى الدول هرباً من حر الصيف وكنا نقضي أياماً نستمتع بها وننسى تعب السنة كاملة فتلك الدول تهتم بالسائح وتعمل كل مايريحه من الخدمات والتسهيلات فترى السائح يصرف أمواله برحابة صدر في سبيل إمتاع عائلته وإسعادهم , إلا أنني هذه السنة ونظراً لظروف بعض الدول ومايحدث فيها من تقلبات لم أتمكن من السفر إلى الخارج فقررت قضاء الصيفية في داخل المملكة ولم أقرر بعد المنطقة التي سأقضي فيها الإجازة .!
قلت له : مرحباً بك فهذا من سعادتنا أن يقضي أبناؤنا إجازاتهم داخل وطنهم ويصرفون فيه مايصرفونه فبلدهم أحق بمالهم .!
قال : بصفتك ممن يقضي الصيفيات داخل المملكة ماهي المناطق التي تنصحني بالذهاب إليها ؟!
قلت : تعودت أن أقضي وقت الصيفيات سنوياً في منطقة الباحة وأنصحك بها وخاصة محافظة المندق فستستمع بالوقت الذي ستقضيه فيها شريطة ألا يعيق خطتك بعض السلبيات التي قد تجدها فكلها لها أسبابها.. فإن لم تتمكن حجز شقق فندقية أو مفروشة عن طريق النت كما يفعل المسافر للخارج فهذا لأن أصحاب الشقق عندنا هنا من شدة حرصهم على حضورك واهتمامهم بك لا يثقون في الحجز عن طريق النت ولا بد من تواجدك .. فإذا وصلت فلم تجد شقة فاضية لا تحزن عليك البحث قليلا في القرى المجاورة وحتماً ستجد شقة لكن عليك ألا تغضب إن لم يكن حولها مطاعم أو أسواق أو مغسلة ملابس فكل هذا من أجل ألا تزعجك هذه المحلات وتحرمك النوم المريح أما أصوات الكلاب في الجوار فهي مؤنسة لسكان هذه الشقق .. وأتمنى ألا يزعجك غلاء أسعارها فهي موسمية التأجير ويسعى أصحابها لاستغلال موسم الصيفية .. أما إذا لم تجد الفرش نظيفاً أو رائحته كريهة فهذا ستتعود عليه مع الوقت .
واصلت الحديث قائلاً : ولا يهمك ما ستجده من ضيق الطرق وخطورتها ولا تزعجك كثرة مطباتها والحفريات فيها فهي مرحلة مؤقتة وقد قام بعض الناشطين بعمل وسماً في تويتر ل #المطالبة_بإزدوجية_طريق_الباحة _المندق  واكتشفنا من خلاله أن مشاريع الطرق تخضع لأولوية يضعها مجلس المنطقة وقد تقدمت أولوية هذا الطريق في خلال سنوات قليلة من الثالثة إلى الثانية ولن تتعدى الخمس سنوات بإذن الله حتى يصبح في الأولوية الأولى وحينها سيبدأ طرحه في مناقصة ويبدأ العمل في إزدواجيته والتي أتوقع ألا تزيد عن عشر سنوات .. أما الحفريات التي في الطرق فتلك لمصلحة الجميع حيث أن المتسبب فيها شركات خدمية مختلفة بعضها للماء وبعضها للصرف الصحي وآخر للإنارة ونحن نعذرهم في عدم تزامنها لاختلاف المقاولين ثم أن ورش السيارات كثيرة بفضل الله تستطيع تجربة أي ورشة لإصلاح سيارتك إن تلفت.!
أما فيما يتعلق بوجود المرور لمنع مخالفات الطرق كالتجاوزات وقطع الإشارات والسرعة فهم متواجدون نرى سياراتهم بين الحين والآخر.. صحيح أننا لا نرى لهم أثراً في منع هذه المخالفات لكنني أتوقع أنهم لا يريدون إزعاج المصطافين والسياح بشدة تطبيقهم للأنظمة .!
واصلت حديثي لصاحبي تشجيعاً له على السياحة في المندق وماحولها قائلاً : لا تهتم إذا شاهدت عدم النظافة في بعض القرى وتراكم الزبالة أو تناثرها حول براميل القمامة أو في المنتزهات فمقاول النظافة لم يعتد على التعامل مع كثرة المواطنين فبعد سفر المصيفين سيقل عدد المواطنين ويكون عنده الوقت الكافي لتنظيف الأمكنة .. أما إذا أزعجك كثرة الحشرات والنامس ولم تر البلديات تقوم بدور كافٍ لرش هذه الحشرات فمن حسن الظن بهم أننا نتوقع أن هدفهم خدمة السكان والمصطافين وعدم تكليفهم بارتياد عيادات الحجامة فالنامس سيقوم بمهمة إمتصاص الدم دون مقابل واحتسب الأجر من االله في تغذيتك لهذه الحشرات من دمك , ولا تنسى أنه يطلق عليها ( المدينة الصحية ) .!
أما الجوال والنت فانقطاعاتها خدمة للوزارة لتقليل عدد المتمكنين من تحديث معلومات حافز فيقل الصرف عليهم في هذه الناحية .!
قاطعني صاحبي دون أن استكمل حديثي فقال : يكفي ماذكرت فلا تسترسل فإن ماذكرته جعلني أعيد التفكير في قضاء الإجازة هناك فربما أقضيها تحت المكيف في شقتي دون المغامرة بصحتي وصحة أطفالي أو حياتنا .. لكنني أتساءل أليس هناك مسؤولون يتابعون هذه المشروعات والخدمات ؟! وأين هيئة السياحة التي نسمع عنها ؟! وماهو دور الأهالي وشيوخ القبائل في المطالبات وإيصال هذه الأمور إلى من بيده الأمر ؟!
ودعته وهو يتمتم ويحدث نفسه ولا أعلم هل أخطأت بالحديث معه في محاسن المندق ودعوته للإصطياف فيها أم أنه ينطبق علي المثل الشعبي ( ما احسنني ساكتاً ) ؟!
والله المستعان .

كتبه /
علي بن ضيف الله بن خرمان الزهراني


رمضان 1436 هـ / يوليو 2015م .

.................

نشر في صحيفة زهران على الرابط : 
http://www.zahran.org/inf/zahranmql/s/2090

وفي صحيفة كنانة على الرابط :
http://www.kenanah.net/articles.php?action=show&id=509

وفي صحيفة تواصل زهران على الرابط :
http://twasolgroup1.com/news.php?action=show&id=732