السبت، 29 ديسمبر 2012

كن حذراً لا ساذجاً ..

بسم الله الرحمن الرحيم

كن حذراً لا ساذجاً

تطورت وسائل التقنية في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً وسريعاً ويزداد التطور يوما عن يوم ، بل ساعة عن ساعة.. ومع هذا التسارع في التطور تقاربت أنحاء المعمورة حتى اصبحت الأخبار والمعلومات تنتقل بسرعة قصوى بين الناس عالمهم وجاهلهم ، أنثاهم وذكرهم ، صغيرهم وكبيرهم دون حواجز ودون تنقيح لمعرفة مصداقية هذه الأخبار والمعلومات من عدمها.
تتنوع وسائل  التواصل وتتوزع مواقعها بين الفيسبوك وتويتر وقوقل بلاس وغيرها والتي تقدر أعداد المشتركين بها بمئات الملايين في جميع أنحاء المعمورة .. إلا ان ما استطاع التغلب على هذه المواقع داخل المملكة وسيلة تنتشر بين جميع ابناء المجتمع وهي الواتساب التي جعلت سهولة استخدامها الجميع يتعامل بها وتنتقل عبرها الأخبار أسرع من انتقال النار في الهشيم حيث تنقل المعلومة والخبر من بقعة الى بقعة في جزء من الثانية ولسرعتها يعم الخبر انحاء المملكة خلال ساعات قليلة.
ان هذه الوسيلة جعلت كل شخص يستطيع تصوير او كتابة مايريد ثم نشره ويتناقله الناس بينهم دون التنبه لما يكون صدقا او فبركة حيث ان هناك من يضع لقطات مفبركة وينشرها على انها حقائق ولنا في المقطع الذي بث قبل يومين عن خطف نسر لطفل في كندا والذي انتشر بسرعة هائلة ثم ثبت ان ذلك المقطع كان مفبركاً!.
وهنا يقوم البعض ببث اشاعات مغرضة وبعضها تدس السم في العسل حيث تأتي كمطالبات بريئة وهي في الحقيقة تحريضية ، وبعضها يضع مقارنات مع دول مجاورة فتنتقي اشياء معينة للمقارنات دون المقارنة العامة والهدف استثارة  عواطف الناس وخاصة الشباب وتحريضهم للقيام بمايريده المتربصون بأمن الوطن من جماعات لها أهداف خبيثة أو دول خارجية معادية وجدت أسهل الوسائل نشر مثل هذه الإشاعات!.
إن ما يهمنا هنا ان يتنبه الشباب لمثل هذه الرسائل  وان يكون حذرا عند إعادة إرسال رسالة تأتيه حتى لا يوصف بالسذاجة ويساعد في نقل واشاعة مايضر بأمن الوطن..

حفظ الله لوطننا أمنه وأمانه وكفاه شر أعدائه.


علي بن ضيف الله الزهراني
٨/٢/١٤٣٤هـ
...................

نشر في صحيفة مكة الالكترونية على الرابط :

الجمعة، 30 نوفمبر 2012

أنواع المحبة ..


بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابن خُرمان :
طرق الجبل لحن جميل كان يتقنه أبناء زهران وبعض القبائل المجاورة لهم .. يتغنون ويمدون به اصواتهم اثناء الرعي خاصة ، ويزين ويتردد صداه في الأودية والجبال وخاصة الأصدار المطلة على تهامة ..
شعراء هذا النوع من الشعر يتميز شعرهم بأن أغلب قصائدهم في مجال الحب ، ويأتي على رأس قائمة شعراء طرق الجبل شاعر الحب العذري وملك طرق الجبل الشاعر ( احمد بن جبران الزهراني رحمه الله ) 
والذي لايجد من يرغب الاستشهاد او استحضار طرق الجبل بداً من الاستشهاد بقصائده فهو الشاعر الذي يشبه غزله في هذا النوع من الشعر بشاعر الحب عمرو بن أبي ربيعة..
قال ابن خُرمان : غالبا ما يبتديء الشاعر احمد بن جبران رحمه الله قصائده بقوله ( قال احمد ام جبران ) والتي تعني ( احمد بن جبران ) حيث يستبدل ابناء المنطقة في لغتهم كلمة ( ابن ) بكلمة ( ام ).. وفيما يلي احدى قصائده التي قسم فيها انواع المحبة من وجهة نظره الى اربعة أبواب فيقول مبتدئاً ب ( قال احمد ام جبران ) :

قال احمد ام جبران انا وزنت الاحباب
ولقيته اربع ابواب


فلننظر ماهو الباب الأول في قوله حيث يقول :
الاول احبه إلى مني لقيته
واما لاقفا نسيته

هنا يتضح آن الأول محبة حين اللقاء فقط وينسى بمجرد المغادرة !.

والثاني أقول انت عن غيرك كفايه
وانا ما ني من قصايه 

وهذا النوع الثاني الذي يعد اقرب للمجاملة منه الى الحب حيث يدعي المحبة دون آن يصدر الكلام من القلب!.

والثالث لامني لقيته يوم عن يوم
كني النابه من النوم

والثالث يوضح الشاعر أنه يتذكره عندما يقابله فقط وكأنه الصاحي من النوم الذي كان في غفلة عنه!.

أما الرابع فهو الحب الحقيقي الذي لن يبيع حبيبه ولو أعطي به أموال الاسكندرية ومهما كانت كثرة المال فالحبيب لا يستطيع القلب تركه أو نسيانه فحبه مع الدم الذي يضخه القلب خلال العروق إلى كافة آنحاء الجسم!.. فيقول الشاعر:

والرابع لو يعطوني مال اسكندريه
قلت مالي به صخيه
حبه نزل في كل عرق وخالط الدم

..
وهنا القصيدة مرتبة متواصلة :

قال احمد ام جبران انا وزنت الاحباب
ولقيته اربع ابواب
الاول احبه إلى مني لقيته
واما لا قفى نسيته
والثاني أقول انت عن غيرك كفايه
وانا ما ني من قصايه
والثالث لامني لقيته يوم عن يوم
كني النابه من النوم
والرابع لو يعطوني مال اسكندريه
قلت مالي به صخيه
حبه نزل في كل عرق وخالط الدم

..
رحم الله الشاعر احمد بن جبران الزهراني ورحم جميع أموات المسلمين. 

مع تحيات
( ابن خُرمان ) علي بن ضيف الله الزهراني








.........................
تم نشر هذا الموضوع في الفيسبوك محرم 1434 هـ الموافق 2012 م .

الأحد، 21 أكتوبر 2012

الناس والإجازة

بسم الله الرحمن الرحيم


قرآت في الأيام الماضية أن الإمارات العربية المتحدة استعدت لما يقارب مليون سائح سعودي خلال إجازة حج هذا العام ، هذا غير الأعداد التي ستذهب إلى البحرين وقطر أو الكويت وغيرها من دول العالم !. وإذا تساءلنا عن الأسباب التي تجعل السعوديين يغادرون إلى الخارج بدلاً عن السياحة الداخلية نجد أسباباً كثيرة يأتي على رأسها الأمن وعدم المضايقة فيستمتع السائح مع عائلته في ظل قوانين تحميه ان أُعتُديَ عليه أو تمت مضايقته وتمنعه من مضايقة الآخرين فيذهب الناس بعوائلهم الى الأسواق أو الشواطيء أو المناطق السياحية وهم يشعرون بالطمأنينة ، ويلتزم بهذه الأخلاقيات الشباب السعوديون الذين يذهبون عزاباً إلى تلك الدول ويعلمون علم اليقين أن أي مخالفة تصدر من أحدهم ستسبب له معاناة قد يطول أمدها !.

فإذا انتقلنا بالحديث إلى السياحة الداخلية نرى اهتماما من وسائل الإعلام كما نجد اهتماما من بعض الجهات لاستقطاب السائحين وراحة المتنزهين !. وعلى سبيل المثل فقد اجتهدت امانة الدمام في تجهيز الشواطيء خاصة في شاطيء نصف القمر الذي نُظِم تنظيماً جميلاً وجُهِزت به كبائن للعائلات وأخرى للعزاب لا يفصل بينها وبين البحر إلا عدة امتار لتحصل المتعة للجميع ، وقد وضعت اللوحات التي تحدد مناطق العائلات ومناطق العزاب .. كما وضعت اللوحات التي تمنع مرور السيارات في المساحة الواقعة بين الكبائن والبحر حتى يتمكن الأطفال والنساء من الحركة بسهولة وأمان بين الكبائن والبحر .. إلا أن مايؤسف له عدم التزام الكثيرون بهذه التعليمات فتجد العزاب يجوبون بسياراتهم مناطق العائلات خاصة فيما بين البحر والكبائن ويقومون بعمل مسيرات وفوضى مسببين الإزعاج للعوائل والخطورة على الأطفال ، كما يقوم أعداد من الشباب بلعب كرة القدم في مناطق العائلات !. وحيث أننا نعلم حقيقة أن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ونعلم أن ما يردع المخالفين هو تواجد رجال الأمن والدوريات الأمنية إلا أن هذا كله يحدث دون وجود للأمن ودون ان يكون هناك مايردع المخالفين ، وإن وجد بعض الدوريات فهي قليلة جداً لا تكاد تلاحظ ووجودهم ينحصر في تقاطعات الطرق الرئيسية !.

لقد طالبنا ونطالب بوضع القوانين والأنظمة وتطبيقها بحزم وعلى الجميع - واكرر بحزم - مع تواجد الأمن ومنحهم الصلاحيات للأخذ بيد المخالف مع المتابعة من قبل المسؤولين فالعمل مالم يتابع لن يكون له نتائج ملموسة!. 
ولا يفوتني قبل الختام التذكير بما قلته في مقال سابق : ( هيبة الأمن حتى لا نفقد الأمن ) ..
والله ولي التوفيق.



..................
نشر في صحيفة مكة الألكترونية على الرابط :
http://www.makkahnews.net/articles.php?action=show&id=1491

a-z@mail.net.sa
الجمعة ٣ ذي الحجة ١٤٣٣هـ الموافق ١٩ اكتوبر ٢٠١٢ م

هيبة الأمن حتى لا نفقد الأمن !.

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يختلف اثنان أن الأمن لأي مجتمع وفي أي بلد يأتي في مقدمة الأولويات الحياتية حتى أن إيجاد الأمن مطلب ضروري يسبق إيجاد الحصول على الغذاء حيث أن توفر الأمن سيساعد في التنمية ويساعد في توفير بقية الأمور الحياتية !.

من يمتلك المزارع والجنان لا تفيده شيئاً في حالة إنعدام الأمن ، وكذلك من يمتلك المصانع والمجوهرات والآلماس واليخوت والقصور لن يفيده ذلك شيئاً إذا لم يكن الأمن موجوداً، وكم من أغنياء تركوا كل مايملكون وهربوا خوفاً على حياتهم وحياة من يعيلون !.

لم يكن أحدنا يجرؤ على مناقشة رجل الأمن وإن كان الخطأ واقعاً من رجل الأمن ضده ، وكان من يخالف قوانين الطريق وقيادة السيارة بقطع الإشارات أو غيرها لا يتجرأ على فعل ذلك إن شاهد عربة دوريات من بعد .
كما أذكر أن رجال العسس وصفاراتهم توحي بالراحة النفسية عند المواطنين فهم يشعرون بالأمان حين يشاهدونهم أو يسمعون تلك الصفارات !.

وقد تعلمنا في المدارس احترام رجال الأمن والتعاون معهم ، كما ربينا على ذلك في بيوتنا وكنا نطبق ماتعلمناه اقتناعاً آو خوفاً ولكن النتائج كانت في صالح الوطن والمواطنين !.

وتعلمنا أن هناك عقوبات صارمة ضد كل من يعتدي على رجل أمن خاصة أثناء عمله وارتدائه الملابس الرسمية وتختلف العقوبات باختلاف نوع الإعتداء ولكنها جميعها صارمة تقوي هيبة رجال الأمن في نفوس المواطنين !.
نعلم ونتفق جميعاً أن الخطأ لا يقبل والظلم لا يحتمل ولهذا تضع الدول الطرق النظامية لاتباعها في حالة مخالفة رجال الأمن النظام وعدم احترام حقوق المواطنين او تجاوز صلاحياتهم ، وتقوم بمعاقبتهم بما يستحقونه للمحافظة على التوازن المطلوب في الحقوق والواجبات !.

بدأنا في الآونة الأخيرة نلاحظ عدم احترام من يقوم بحفظ الأمن في البلد تدريجياً مع التراخي الذي تزامن تدريجيا مع ذلك من قبل رجال الأمن فأصبحنا نرى قطع الإشارات المرورية بوجود دورية أمن وقد لا تكون دورية مرور إلا آن المواطن يهمه انها دورية أمن ، كما اصبح التجاوز الخاطيء وعكس السير على مرأى ومسمع من رجال الأمن وقد يقوم بعض قائدي مركبات الأمن بذلك بينما لا يرى للمرور وجوداً على أرض الواقع مع كثرة تواجدهم الاعلامي !.

تطور الأمر حتى أصبحت السرقات منتشرة في المدن والقرى ، ونقرأ في الصحف وبصفة شبه مستمرة اقتحام المساكن أو سرقات مكائن الصرف الخاصة بالبنوك مع آن اغلب تلك المكائن موجودة في آماكن مكشوفة وأغلبها قريبة من محطات الوقود !.

وأخيراً بدأت العصابات الارهابية تعتدي على رجال الأمن ودوريات الأمن كما يحصل في العوامية وكما حصل من قبل من قبل الجماعات الارهابية في المناطق الأخرى .. وبدأت هيبة رجال الأمن تقل في نفوس المواطنين الى درجة اصبح فيها رجل الأمن يخشى اعتداء المواطن عليه ، وقد شاهدت مؤخراً على اليوتيوب لقطة من اعتداء مجموعة مراهقين مفحطين على دورية مرور والتحريض المسموع في الفيلم من قبل البعض والتشجيع ذلك الاعتداء ، قد يكون خطأ من دورية المرور الدخول بين الجمهور بذلك الشكل الا أن الاعتداء السافر على تلك الدورية والتشجيع والتحريض على مثل ذلك الاعتداء أشد خطأ وأشنع !.



إن استمرار فقدان رجال الأمن لهيبتهم وكثرة الإعتداءات عليهم تقضي على الأمن في البلد تدريجياً ولهذا يجب حماية رجال الأمن ودوريات الأمن وإعادة هيبة الأمن الى الشارع وتحديد قواعد الإشتباك مع وضع قوانين تحمي للمواطنين حقوقهم في حالة تجاوزها من قبل رجال الأمن وشرح ذلك لجميع المواطنين في جميع وسائل الإعلام . 

إننا نتمنى على سمو وزير الداخلية حفظه الله الضرب بيد من حديد على كل من يحاول زعزعة الأمن أو التقليل من هيبة رجال الأمن والاعتداء عليهم سواء كان ذلك عن طريق الإرهابيين من مختلف الطوائف او المناطق ، او كان ذلك عن طريق مراهقين وغوغائيين لا يقدرون نعمة الأمن والأمان .

نسأل الله آن يحفظ على بلدنا أمنه وأمانه وأن يقطع دابر كل خائن لهذا الوطن .


.....
نشر في صحيفة مكة الألكترونية على الرابط :
http://www.makkahnews.net/articles.php?action=show&id=1397

الأحد، 23 سبتمبر 2012

حب الوطن في يوم الوطن

بسم الله الرحمن الرحيم

يعيش أبناء مملكتنا الغالية هذه الأيام فرحة الإحتفال بيوم الوطن وهي الذكرى الغالية ليوم توحيد الوطن ولم شتات القبائل المتصارعة المتنازعة التي كانت تعيش غالباً على النهب والسلب ويعم أرجاءها الفقر والحاجة فقيض لها الله عز وجل الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي استطاع بعونه تعالى جمع القلوب وتوحيد الصف وتوجيه المجتمع الى الطريقة الصحيحة لتحقيق النماء ثم البدء في العمل منذ ذلك الحين..

إن من يرى المملكة العربية السعودية بمساحاتها الشاسعة وتضاريسها القاسية والتنوعة بين صحراء قاحلة وجبال صعبة يرى التطور والنماء والمشروعات التي لم يخل منها جزء من هذه البلاد .. ومن يقارن بين كل هذا وبين الماضي يعلم مدى الفرق الشاسع الذي حققته التنمية في وطننا فقد أصبحت القرى مدنا والهجر بلدات بعد إن كانت الحاجة و العوز تلف الجميع , وانتشرت الجامعات في جميع مناطق المملكة بعد أن كان الجهل يعم أرجاء الجزيرة..

إن الفرحة والاحتفالات بهذه المناسبة حق للجميع مواطنين ووافدين فالوطن يضم الجميع , إلا أن هذه الإحتفالات لايجب أن تتجاوز حد الاحتفال , فالفرحة لا تعطي الحق بالتخريب أو مضايقة الآخرين , والاحتفال لا يعني الهدم .. إن تخريب الممتلكات العامة أو الخاصة لا يدخل في إطار الإحتفالات ولايمكن أن يقوم بمثل هذه الأعمال إلا جاهل أو ناقم أو مجنون .

دعوة لكل أبناء الوطن للاحتافل بهذه المناسبة بكل حب للوطن مع التذكير بأن حبك لوطنك هو أن تعطي وأن تبني وأن تشارك في التنمية وتقاس الأمم بمقدار عطاء أبنائها لأوطانها .

نسأل الله أن يحفظ على وطننا أمنه وأمانه في ظل قيادته الحكيمة ,والله الموفق .



........
نشر في صحيفة مكة الالكترونية يوم الأحد 7/11/1433هـ الموافق 22/9/2012 م ..
http://www.makkahnews.net/articles.php?action=show&id=1444

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

العمل الإجتماعي ومشاركة الجميع


بسم الله الرحمن الرحيم
العمل الاجتماعي ومشاركة الجميع
يعتبر العمل الإجتماعي من فضائل الأخلاق ومن كمال المروءة حيث أن منه القيام بحوائج الناس ومساعدتهم , وكان العرب قديماً يهتمون بمثل هذه الأمور فمنهم من يبذل المعروف ويصطنعه ومنهم من يسعى بالإصلاح بين الناس ومنهم من كان يسعى على اليتيم والأرملة وبعضهم كان يتولى إيقاد النار في ليالي القحط حتى يعلم المسافر والمحتاج أن هناك من سيعمل على مساعدته وإطعامه , وقد خلد الشعر الكثير من هذه الفضائل وأعمال الخير منها قول  القائل :
إذا أخمد النيران من حذر القرى  ......  رأيت سنا ناري يشب اضطرامها
وقصة هرم بن سنان في بذل الوجه والسعي بالإصلاح بين قبائل العرب وتحمل الديات في قتلى عبس وذبيان ليطفيء أوار حرب داحس والغبراء التي قضت على أرواح كثير من أبناء االقبيلتين وقد خلد فعله هذا زهير بن أبي سلمى في معلقته وقصائد أخرىحفظتها كتب الأدب .. ويتبادر في مجال العمل الإجتماعي الذي خلدته كتب التاريخ وامتدحت فعله قصة هاشم بن عبدمناف  حين قرر قرشي من بني مخزوم أن يعتفد مع أفراد أسرته بإغلاق باب بيته عليه وعلى أسرته حتى الموت جوعاً وعطشاً متعفاً عن السؤال ( والإعتفاد عادة جاهلية قديمة يفعلها من تضيق به الحال ويتعفف عن السؤال ) , فعلم هاشم بذلك فاجتمع بقريش وطلب منهم إغناء ذلك الرجل ففعلوا, ثم  نحر هاشم البدن وذبح الذبائح وهشم الثريد لإطعام الناس فسمي هاشماً لذلك .
عمرو الذي هشم الثريد لقومه  ....... ورجال مكة مسنتون عجاف
الخالطين فقيرهم بغنيهم  ....... حتى يعود فقيرهم كالكافي
وجاء الإسلام مشجعاً على فعل الخير واستكمال فضائل الأخلاق وامتداح ماكان حسناً في الجاهلية ومن ذلك ماقله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن حلف الفضول : ( لقد شهدت حلفاً في دار ابن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت به في الإسلام لأجبت ) , وقد كان هذا الحلف نوعاً من العمل الاجتماعي حيث إن من بنوده الاتفاق على مساعدة الفقير ورد  المظالم وإعادة الحقوق إلى أصحابها .
إن مايتميز به  العربي أنه مفطور على حب مساعدة الآخرين ومد يد العون لهم ونجدة المستغيث أياً كان وإغاثة المنكوبين مماحل بهم فجاء الإسلام لينمي هذا الخلق العظيم وينظمه ..ورد في مقدمة ابن خلدون عن العرب ( أن أهل العصبية دائماً يتنافسون في الخير وخلاله من الكرم والعفو عن الزلات , والاحتمال من غير القادر, والقرى للضيوف , وحمل الكل, والصبر على المكاره ,والوفاء بالعهد , وبذل الأموال في صون الأعراض, وتعظيم الشريعة والانقياد إلى الحق, والتواضع للمسكين , واستماع شكوى المستغيثين , والتجافي عن المكر والخديعة ونقض العهد , وتلك خلق السياسة فقد حصلت للعرب فاستحقوا أن يكونوا ساسة لمن تحت أيديهم , وإنه خير ساقه الله إلى العرب, وأن الله تأذن لهم بذلك ) .
وليست أهمية العمل الجماعي  مخصوصة بالانسان بل إن مخلوقات الله الأخرى كالنمل والنحل التي تعتبر أشد تعاوناً وانضباطاً وتضحية من  الفرد لأجل الجماعة .
إن جلائل الأعمال وعظيمها لا يتحقق إلا بالعمل الجماعي المنظم فالارتباط بالجماعة يزيد القوة والإنتاجية ونعلم أنه إلى عهد قريب كان آباؤنا يتعاونون فيما بينهم في القُرى بما يسمى ( العَمْلة – بفتح العين وتسكين الميم ) حيث يجتمع أبناء القرية لمساعدة أحدهم في بناء مزرعه أو تنظيف بئر أو حصاد أو طينة سقف أو غيرذلك .. وهناك من الزجل الجميل الذين كانوا يرددونه جماعياً لتكريس هذا النوع من التعاون في العمل :
يالله يامحيي العظام اللي هشيمة  ..... تقطع الرأس الذي مافيه شيمة
و نعلم في العصر الحديث أن الحكومات في أي دولة كانت غنية أو فقيرة , متقدمة أو نامية لاتستطيع لوحدها على سد إحتياجات أفرادها ومجتمعاتها ولابد من تعاون أبناء المجتمع لمساندة الحكومات وتطوير مجتمعاتهم وهناك عدد كبير من المنظمات الأهلية غير الحكومية التي تسعى إلى تنظيم الأعمال التطوعية في المجتمع , ولا يقتصر العمل الإجتماعي والتطوعي على المؤسسات وليست حكراً عليها فالكل يستطيع المساهمة في ذلك والقيام بدور فيه , وحريٌّ بكل فرد في المجتمع المشاركة في أي عمل تطوعي إجتماعي يرى نفسه قادراً أو يستطيع المشاركة فيه دون أن ينتظر وراء ذلك مردوداً مادياً بل السعي إلى كسب الأجر والمثوبة من الله  , وإن حصل على عائد من حوفز أو جوائز أو مكافآت فليس في هذا منقصة لعمله .. والأعمال الإجتماعية مجال واسع رحب لا يمكن تحديده وإنما الإشارة إلى بعض جهاته كالجمعيات الخيرية , واصدقاء المرضى , ومساعدة المحتاجين , والشفاعة الحسنة وايصال صوت المحتاج , والسعي في الإصلاح بين الناس , وجمع الديات , والتعاون في مجالات مكافحة المخدرات والفساد والرشوة وغيرها ويمكن الاستفادة من مواقع التواصل الإلكترونية لتنظيم مثل هذه الأعمال لتعود بالنفع على المجتمع ككل .
إن المشاركة في الأعمال الاجتماعية تجعل من الفرد عضواً فاعلاً في مجتمعه ويحس بقيمته ودوره في صنع مجتمع مترابط محب متكاتف ..
والله ولي التوفيق .
كتبه /
العميد الركن م / علي بن ضيف الله بن خرمان الزهراني
الجمعة 8/9/1433هـ الموافق 27/7/2012م .

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

ابن مصلح واستحقاق التكريم ..

بسم الله الرحمن الرحيم


ابن مصلح واستحقاق التكريم


 تعودنا في حياتنا ألا يتم تكريم شخص إلا بعد وفاته و مع أن هذا التكريم يرضي ورثته وأحبابه إلا أنني أراه إجحافاً بحق ذلك الشخص فلن يفيده تكريم بعد موته وكان يرضيه ويسعده رؤية محبيه حوله يظهرون له عرفانهم بما قدم من عمل استحق ذلك منهم.!
 إن يكن الشاعر الكبير محمد بن ثامرة الزهراني وجيله رحمهم الله تعالى من لهم الفضل بعد الله في حفظ موروث العرضة الجنوبية بقولهم لقصائد حفظها لهم التاريخ وتناقلها عنهم الرواة , فإن فترة بعدهم كاد هذا الموروث الجميل أن يتلاشى ويختفي صداه , فلم تكن الحفلات قائمة بأسبابها التي كانت به أيام ابن ثامرة من حيث محاربتهم للترك وهزيمتهم لهم , فقد كانت الحفلات بعدهم محصورة في القرى وعلى نطاقات ضيقة .. ولكن كما قال الشاعر قديماً :
 إذا سيد منا خلا قام سيد ... قؤول لما قال الكرام فعول
 فجأة ظهر الشاعر محمد بن مصلح الزهراني وبدأ الناس يتناقلون الأخبار عن ذلك الشاعر صاحب الصوت الشجي والقصائد الحماسية بطروق مختلفة تلهب حماس العرّاضة وتسعد الجماهير, وتناقل الناس أشرطة الكاسيت وأصبح لايكُاد يُسمع إلا قصائد الشاعر ابن مصلح..
الشاعر ابن مصلح هذا الاسم الذي أصبح علامة مميزة لقبيلة زهران واسماً ملازماً لشعر العرضة الجنوبية فقد أعاد للعرضة الجنوبية وهجها , وهو من له الفضل بعد الله في نشر واشتهار هذا الموروث في المملكة ومنطقة الخليج العربي ووصلت قصائده لحناجر المغنين فكم مرة سمعنا من يغني ( قال ابن مصلح ريت نور القمر وضاح )وغيرها من قصائده ..
ابن مصلح الاسم الملازم لشعر العرضة الجنوبية حيث يغلب على قصائده افتتاحيتها بقوله:
 (قال ابن مصلح أو ابن مصلح قال )..
 قال ابن مصلح كبر عمري وشيبنا
 ابن مصلح قال كل الراس والاكباد والمشعاب
 ابن مصلح يقول ما ودي ارد على بعض المياة
ابن مصلح يقول ا نا مريض وقلبي ما روي
 ابن مصلح يقل ما عاد بي الاالخلايق يتلفون
وغيرها كثير ..
حق لقبيلة زهران وحق على زهران أن يحتفلوا بهذا الشاعر الذي لاتخلو أغلب قصائده من مدح زهران والتغني بأمجادهم وتذكيرهم بأفعال الماضين المشرفة فيقول :
 يا شباب أذكر لكم في زمان أول
 وإلا في ذا الوقت حكم السعودية 
هذا الشاعر الذي حين يفتخر بزهران يذكرنا بقول الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم :
 بأنا نورد الرايات بيضا ... ونصدرهن حمراً قد روينا
إذا بلغ الفطام لنا صبي ... تخر له الجبابر ساجدينا
أو قول أبي فراس الحمداني :
 ونحن أناس لا توسط بيننا ... لنا الصدر دون العالمين أو القبر
هذا ابن مصلح القائل :
 اي نحن زهران مثل السيف الاملح يوم لا عدم
واي نحن زهران مثل البحر يوم البحر ماحد ينتزي من هوله
واي نحن مثل الجبال اللي تحاميها وسوقها
واي نحن زهران والتاريخ يشهد يوم جانا الباشة
والقبايل كلهم نعمين واما نحن نحن نحن
واي نحن عزوة لابو فيصل الا منه دعا الزهراني
ياملكنا قل وطل واعتز من فعل الزهارنة
ابن مصلح الذي لم ينس قبيلة من زهران لم يذكرها ويفتخر بها ويرجع قبائل و بطون زهران الحالية الى أصلها من زهران في عدد غير قليل من قصائده :
اول القول ذكر الله يبدى وصلوا عالنبي
والذي بعدها مني سلامٌ على اشراف القبايل
الشيوخ اربعة واربع قبايل رجال ابني سليم
 جابريٌ ودعوى بالمفضل وقيف اولاد سعدي
وايل مقبل سعود الضيف والخصم يلقونه بشر
 أربعه أخوان كلٌ له مقامٌ وكلٌ له قبيلة
العواجي ورزق الله ورمضان وسعد بو علي
وإن زهمنا على دوسين وابني عمر من لايفتنا
 وإن زهمنا على يوسين نعم الرجال وصلبنا
 احتموا من شفا عيسان إلى رهوة البر للحجير
واحتموا من طرف ناوان إلى دوقه لا والمنقضي
 والعمارى حموا شمرخ وراس الفراع وجر بيدة
 والحدود الذي من دون دهمة ومعشوقة لنا
 والذي في شفا سيحان وفي العسيلة وفي برحرح
 صانوا الحد من صوب الشلاوى ودعوى المالكي
والمناصير منا والعمارى الذي ويلا سقامة
 والآشاعيب والمخواة واللي بوادي الأحسبة
 وان دعانا الفهد قمنا وصحنا مع صقر الجزيرة
 عندنا صنعة البندق وصنع النوافع والقنا
وبعد عندنا صنعة رصاصٌ ينوز وينتق الدم
لو لزمنا خصيمٌ لازم الطير تروى من دمه
 احتمينا ديارٌ واقفٌ حدها والمال مرعي
كم ديارٌ رعينا في حياها وقفرا سيلها
ابن مصلح الذي قلما تخلو قصائده من فخر أو مدح أو ترحيب أو تسليم .. يهوى الزمل الطويل الذي يخلد في ذاكرة الأجيال ..
 يانديبي توجه لين تاصل لدعوى المنصري
 ثم صاوب بها الجُبر وصاوب بها الشيخ العواجي
 ثم صل سعد الطيار يلقاك قيف المقبلي
 وصل الشيخ رزق الله وربعه ورمضان المسمى
ثم صل ولد سعدي لين تضوي عليهم بيت بيت
ثم صاوب بها من عندنا لين تصل دوسي و يوسي
 وانقل اعلامنا حتين تاصل رجال ابني عمر
 قُل لهم: بو دخيل الله يسلم على زهران كفه
 وانحن جيش الفهد من حيث يأمر ملكنا جاهزين
وانحن اللي نفيد المدح وانحن بريح المرت عشنا
 نحمد الله مافينا ذليلٌ ولا فينا نذل
 وانحن اللي ظهرنا فوق روس الجبال اللي عواني
وانحن مثل الصواقع حن تقع في الحصى دعمارها
لم يكن الفخر المجال الوحيد الذي يتميز فيه ابن مصلح فقد قال قصائد في المدح لا في الأشخاص فحسب بل في الفعل الذي يراه فهو حين يمتدح شخصا ما فبالكرم والشجاعة غالبا يكون ذلك وهذا مما يتميز ابن مصلح فالكرم إحدى صفات ابن مصلح التي يذكرها كل من عرف ابن مصلح عن قرب .. و الشجاعة يلاحظها كل من حضر لابن مصلح حفلة فهو الذي يقول رأيه كلاما أو قصيدة دون تردد وبسرعة بديهة في أي شخص وفي أي مكان يقام الحفل ..
 أما قصائد ابن مصلح في مجال الغزل فعندما نسمعها تذكرنا بالشاعر احمد بن جبران رحمه الله , و مع قصائده نتذكر قصائد العباس بن الأحنف .. فابن مصلح يقول :
 يقول محمد قلوب اهل المحبة شفافيق
 و العباس بن الأحنف يقول :
حتى متى ونحن على رقبة ... لا نلتقي خشية واشٍ وساع
 فإن تلاقينا ففي خفية ... لا نشتفي من نظر واستماع
و يقول ابن مصلح في أخرى :
 ياهيل ياهيل يامابي لشوفك ولمساك
واليوم عدنا زعول وبيننا خلّص الحُب
والحُب الأصلي مع أصحاب الغلا ماخُلص باح
 بعد تحسف وتنشد ع الوجوه المصابيح
وإن كان كذبتني فاصبر والأيام تجري
 والعباس القائل :
إن تكوني مللت يا فوز وصلي ...وتناسيتني وعهدك أمس
 فعليك السلام خار لك اللـ ... ـه لعمري لأكفينك نفسي
 سوف يافوز تندمين إذا جربـ ... ـت غيري والدهر يبكي وينسي
هذا بعض مما يمكن قوله عن الشاعر الكريم الشجاع محمد بن مصلح الزهراني والذي يستحق أكثر مما كتبت ويستحق التكريم من كل شخص زهران بل من قبائل الجنوب كافة حيث أعاد للعرضة رونقها وساعد في وضع اسمها كموروث أصلي من موروثات الجزيرة العربية ..
وليعذرني شاعرنا ومحبيه في التقصير عن الكلام عن جميع جوانب وشخصية شاعرنا وشعره ..
والله ولي التوفيق .


 كتبه /
 العميد الركن ( م )
 علي بن ضيف الله بن خرمان الزهراني
 الدمام 20 صفر 1433 هـ
............
نشر في كتاب ( ابن مصلح سفير فوق العادة ) الذي وزع في تكريم الشاعر محمد بن مصلح الزهراني عام 1433 هـ في مكة المكرمة .


http://www.4shared.com/office/85wrPO35/book.html
http://www.alfnoon1.com/vb/showthread.php?t=54883


الثلاثاء، 5 يونيو 2012

الهيئة وفتاة المناكير ..

بسم الله الرحمن الرحيم


 تتسارع الآحداث ، وتعصف المشاكل من حولنا ، ويتكالب الأعداء علينا من كل جانب !.
حساد هذا الوطن وابنائه كثيرون ، يحسدوننا على الخير الذي كتبه الله لنا في أرضنا ، يحسدوننا على الآماكن المقدسة التي في بلدنا ، يحسدوننا على التلاحم والوحدة بين القيادة والمواطنين !.
هناك عدد ليس بالقليل ممن عاش وتربى في هذه البلاد الطيبة ورزق من خيرها إلا أن الحسد والحقد يجعلهم ينكرون الأفضال التي نعموا بها في هذا الوطن ويتعامون عن الحقائق !.
 نرى دولاً تدعي الصداقة والإسلام الا انها تسعى بكل ما تستطيعه في بث روح الفرقة بين المواطنين ، وفيما بينهم وبين مؤسسات الدولة المختلفة !.
وهناك أذناب لهذه الدول يسعون بكل ما أوتوا من قوة لتنفيذ مخططات الآعداء !.
 كما ان بعض ابنائنا وبحسن نية يسعون لتحقيق مآرب خاصة وقتية إلا آنهم يستغلون من قبل العدو لسذاجتهم !.
حاول الأعداء استغلال ربيع الثورات العربية لتكون السعودية ضمن ركاب قطار هذه الثورات ففشلت توقعاتهم ولم يطيعهم المواطنون الأوفياء لدينهم وبلادهم وقيادتهم ، كانت محاولة ثورة حنين التي سرعان ما اكتشف الناس من يقف وراءها ..ومع هذا لم ييأسوا كرروا محاولاتهم مرات آخرى تحت ذريعة حقوق المرآة وقيادتها للسيارة فلم يجدوا اذنا صاغية لتنفيذ مخططاتهم ولا يزالون يحاولون بكل وسيلة !.
 نعلم أن بلدنا ليست مملكة افلاطونية وليست خالية من المشاكل مثلها مثل كل بلاد العالم الا أن ما يجعلها تختلف آن هناك قيادة حكيمة تسعى للاصلاح بالحكمة والتدرج والهدوء ، وتعمل بكل جهد لحل مشاكل المواطنين وتحقيق الرفاهية لهم .. كما أن هذه البلاد تتميز عن غيرها أن الغالبية الكاسحة من المواطنين على قلب واحد لا يرضون بإهانة الدين ولا يقبلون هتك الأعراض ولا يرضون تحقير الدين والمتدينين !.
 إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزء من كيان هذا الوطن لا يرضى أحد أن يخطئوا بحق مواطن او مقيم ومع هذا يرفض الجميع أن ينتقص من حقهم أو يخطيء عليهم .. فقد لاحظنا في الفترة الأخيرة التطور الذي صار في في الهيئة من منع للمتعاونين وتنظيم لطريقة عمل افراد الهيئة وحسن أخلاق آغلب العاملين بها !..
 تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا على اليوتيوب من فتاة تدعي أن أفراد الهيئة في أحد الأسواق اعتدوا عليها وطردوها بسبب المناكير ، وقد طارت بعض وسائل الإعلام العالمية بهذا الخبر وتناقلته وكأنه فتحا لهم وبداية لثورة داخل السعودية !.
 لم نجد من يتساءل عن مصداقية هذا المقطع خاصة وانه صور من قبل الفتاة نفسها ، ثم أننا لم نشاهد في المقطع الفتاة ولم نر ماذا كان لبسها وكيف كانت هيئتها ، ولم نتساءل من يقف وراء هذه الفتاة لتشويه صورة الهيئة في عيون الآخرين .. ومع هذا فرب ضارة نافعة فقد كانت غالبية التعليقات على المقطع في مصلحة الهيئة وافرادها وضد تصرف تلك الفتاة المنكرة !.
 نقول للمتصيدين دولاً او أفراداً أننا نحب قيادتنا ونقف معها ، ونشد على ايدي الهيئة للمحافظة على السلوك الإجتماعي الإسلامي ، ونضع أيدينا بأيدي الجهات الأمنية للمحافظة على على امن الوطن والمواطنين !.


 نسأل الله أن يرد كيد الكائدين الى نحورهم ..
والله ولي التوفيق .


 ......
 نشرت في صحيفة مكة الإلكترونية بتارخ 2/6/2012 م
http://www.makkahnews.net/articles.php?action=show&id=1301






الثلاثاء، 29 مايو 2012

أحمد مسعود يقبض على الكأس المفقود !

بسم الله الرحمن الرحيم


 لست من المتابعين كثيراً لما يحدث في الأندية الرياضية ، ومايدور في كواليسها ، وتنتهي علاقتي بالكرة بنهاية المباراة التي أشاهدها !. 
ينصب اهتمامي اكثر بالمنتخب الوطني الذي يؤسفنا ماحدث له من نكسات في السنوات الآخيرة بعد ان كنا نتغنى بالبطولات التي حققها الجيل الذهبي جيل ماجد ورفاقه والجيل الذي تبعهم !.
 ما أعرفه عن الأندية الرياضية - وهذه خاصة بي قد لا يتوافق معها البعض - أن هناك إدارات وحراسات وحركة دائبة للمنتمين بالعضوية لتلك الأندية وأجد عند مروري بمقر أي نادٍ رياضي برهبة تمنعني من التجروء والدخول إلى مقر ذلك النادي .. رهبة تشبه الرهبة التي كانت تكتنفنا ونحن صغار عند مرورنا أمام مبنى الأمارة أو الشرطة في منطقتنا البعيدة عن الحضارة إذ ذاك !.
 لم أكن أتوقع يوماً ما أن هناك إمكانية لخروج أي شيء أو قطعة من أي نادٍ إلا بمعرفة المسؤولين ، وكنت أعتقد أن الكؤوس والدروع والجائز هي من أثمن مايمتلكه النادي وأهم مايمكنه المحافظة عليه حيث أنها سجل بطولات وتاريخ لذلك النادي !.
 فوجئنا في هذا العام عندما قرأنا عن فقدان كؤوس أو سرقتها من أحد الأندية وتوقعنا أن يكون من النوادي الصغيرة لولا تكشف الأمور فيما بعد أنه نادي الاتحاد العريق ( ومع أنني لست اتحادياً إلا أنه ساءني هذا الخبر ) !.
 نستغرب حدوث مثل هذا !. ونستغرب عدم إهتمام الإدارات المتعاقبة المحافظة على ممتلكات النادي خاصة مايعتبر سجلاً شرفياً للنادي !.
 ويزول الاستغراب عندما نسمع أن هذه الكؤوس والدروع والجوائز عند الفوز بها يتناقلها أعضاء الشرف واللاعبين وبعض الجماهير المقربين بل ويأخذونها إلى منازلهم يحتفلون بها مع أصحابهم ، ويلتقطون الصور التذكارية حاملين تلك الكؤوس ، وبهذا تضيع في دائرة التنقل والترحال من منزل إلى منزل !.
 أتساءل ألا يوجد نظام في الأندية يحافظ على ممتلكات النادي ؟!
وهل تعتبر هذه الكؤوس والهدايا ملكيات خاصة للإدارات التي حصل النادي على الجوائز في عهدها ؟!.
حيث لا تهتم الإدارة اللاحقة بإستلام جميع الممتلكات وعلى رأسها جرد بالكؤوس والجوائز من الإدارة السابقة !.
 لاحظنا أن الكأس المفقود والعائد إلى الظهور لم يأتي لإستلامه من الشخص الشاري له من الحراج إلا الأستاذ احمد مسعود ولم تهتم الإدارة الحالية بكل ذلك !. ( احتمال قيامهم بذلك بعد أو أثناء كتابة المقال وارساله وهذا متأخر كثيراً )!.
 قرأت في بعض الصحف والمواقع أن هناك من يطالب بالتحقيق مع من وجد الكأس وتبرع مشكوراً بالإبلاغ عنه وإعادته للنادي بدلاً عن أن ينادوا بتكريمه تشجيعاً لآخرين قد تكون الكؤوس الأخرى لديهم .!
 وكان الأولى المطالبة بالتحقيق مع المسؤولين في النادي الذين تسببوا في فقدان الكؤوس والذين كان يجب عليهم المحافظة عليها قبل أن يفوت الفوت !.
 التحقيق مطلوب مع المسؤولين عن هذه الأمور في النادي ( السابقين واللاحقين ) والذين كانوا جزءاً من السبب في عدم المحافظة عليها وعدم متابعة البحث عنها فهذا مع أنه نادٍ رياضي إلا أن ماحصل ويحصل يهم شريحة كبيرة في المجتمع !.


 أخيراً نبارك لجماهير الإتحاد وللأستاذ أحمد مسعود عودة الكأس ، ونشكر من وجد الكأس وحافظ عليه وأعاده لعرينه ..
 ونسأل الله أن يعوضكم خيراً في بقية الكؤوس المفقودة وألا يريكم مكروهاً فيما سواها !.


 a-z@mail.net.sa

....................
نشر في صحيفة مكة الالكترونية  بتاريخ 11/05/2012 م .
http://www.makkahnews.net/articles.php?action=show&id=1278

الجمعة، 27 أبريل 2012

بيت ابن خرمان

بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة شعبية للشاعر غرم الله بن هندي الزهراني يمدح بيت ابن خرمان في بالحكم بزهران .



http://www.4shared.com/file/cAbnz61r/____-__.html











شيخ الفئران

بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابن خرمان يا سادة يا كرام يا أفاضل الأنام :
روي لنا أن الحيوانات كانت في غابر الأزمان تتكلم وتخطط .. فحدث ذات يوم أن اجتمعت الفئران لينصّبوا أحدهم شيخاً عليهم ويضعوا خطة للقضاء على ذلك القط الكبير المتربص بهم دائماً حيث كان لا يخرج آحدهم من الجحر إلا ويقضي عليه ..
نظر مجلس شيوخ الفئران في الأمر فاستقر رأيهم أن يختاروا أشدهم حماساً وأقواهم بأساً لمنصب الشيخ وكان هناك أحد الشباب تنطبق عليه مواصفاتهم فنصّبوه ثم حزّموه بجنبية طويلة ( نافعية ) وهي من النوع الأكثر حداً وقطعاً وشرحوا الخطة التي تمكنهم من القضاء على ذلك القط !. كانت خطتهم أن يراقبوا العدو حتى ينام فيخرجوا عليه صفاً واحداً وأمامهم شيخهم صاحب الجنبية فيضربه بالجنبية ضربة قاضية تريحهم من عدوهم إلى الأبد !.
كان وقت قيلولة القط هو الوقت الذي خرجت فيه جماعة الفئرن للقضاء عليه يتقدمهم شيخهم ، وحين اقترابهم منه استيقظ القط فجأة ونهض ومن هول المفاجأة ورهبة الموقف تفرق شمل الفئران واتجهوا هاربين إلى جحورهم دون النظر إلى الوراء واستطاعوا جميعهم الدخول قبل أن يقبض عليهم القط فيما عدا شيخهم المنتخب الذي حالت جنبيته المحتزم بها دون دخوله الجحر فكانت السبب في القضاء عليه بمخالب عدوه !.

أتمنى أن تنال إعجابكم .

( مع تحيات ابن خرمان )

الأربعاء ٤ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
الموافق ٢٥ ابريل ٢٠١٢ م .



الجمعة، 6 أبريل 2012

عقد قران الدكتور حاتم بن علي بن ضيف الله الزهراني

بسم الله الرحمن الرحيم

عقد قران إبني الدكتور حاتم على ابنة الشيخ محمد هلال الزهراني يوم الخميس 29/4/1433 هـ الموافق 22/3/2012 م ..
نسأل الله أن يبارك لهما وعليهما ويجمع بينهما بخير ويرزقهما الذرية الصالحة .



الخميس، 29 مارس 2012

أساطير الأولين بين الخيال واليقين ..


بسم الله الرحمن الرحيم
تلقيت ببالغ الشكر والإمتنان هدية قيّمة من صديقي الكبير قدراً الأستاذ ( محمد بن زيّاد الزهراني ) عضو مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي وكانت الهدية نسخة من مؤلفه ( أساطير الأولين بين الخيال واليقين – روايات من تراث زهران وغامد ) .. والأستاذ محمد من المهتمين بتراث المنطقة وتسجيله وإظهاره حيث عاشت المنطقة قروناً عديدة دون أن يهتم أحد بتاريخها أو بما ورد فيها من حكايات وأدب شعبي تناقلته ألسنة الناس , والذي مالم يوثق فسرعان مايختفي مع تطور وسائل نقل المعرفة .. وهناك مؤلفات عن الحكايات الشعبية والأساطير في بعض مناطق المملكة قد نجد في ماكتبه الجغيمان رحمه الله أو الدكتور الخويطر شيء من هذا ..ولأبي طارق محمد بن زيّاد مؤلفات عدة في هذا الشأن أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
مرشد الأجيال من الحكم و الأمثال في منطقة الباحة .. أطايب القرى من أدب القرى " قراءة مضيئة من تراث زهران وغامد " .. سلامة اللغة والقصد في تخاطب زهران وغامد الأزد " جزأين " .. تصحيح الرؤى عن بيئة الشنفرى .. ومجموعات قصصية منها " بقايا حصون .. جبال من رماد .. طابور المساء " .
وكتابنا الذي نحن بصدده حالياً من مطبوعات نادي الباحة الأدبي يقع في ( 133 صفحة ) من الحجم المتوسط جمع فيه المؤلف مجموعة من الأساطير والروايات والتي كان يطلق عليها البعض ( روية ) أو ( شروية ) , وهي الحكايات التي كان يرويها كبار السن في المساءات وقبل النوم حين يتحلق الأطفال حولهم ويغلب عليها التعليم والتنبيه للأطفال وتعويدهم على الشجاعة والكرم والمحافظة على كرم الأخلاق والآداب الإسلامية ..
بدأت قراءة الكتاب ولم أستطع تركه حتى أنهيته من ليلتي فقد أعادني لزمن كانت تحكى لنا فيه تلك ( الروايا ) عن السعلية والجنية والنمنم والكلب الخرش وابو الحصين والجعيرة وغيرها ..كانت الجدة تجلس في ركن البيت فتجمع الصغار حولها يطلبون منها ( روية الكلب الخرش ) , قالت : جاكم واحد ولا واحد إلا الله .. قولوا لا اله إلا الله محمد رسول الله فقالوها بصوت واحد ..قالت : كان هناك وحش .. واستمرت تحكي القصة حتى غلبهم النوم .!.
اجتمع الأطفال حول جدهم وطلبوه أن يحكي لهم حكاية السعلية . فقال : جاكم واحد ولا واحد إلا الله ..
وهكذا كانت بدايات الحكايات ( الروايا ) ..
هناك بعض القصص في الكتب يقال عنها أنها حقيقية مثل قصة ( نذير الموت ) حيث قيل عنها أنها حدثت لشخص من قرية ( بدادا بزهران ) اسمه ( محمد بن حليس ) رحمه الله حيث طاح فكسرت ساقه فسمع في الليل هاتفاً بصوت امرأة بقصيدة توحي بموته وهذا ماحدث بعد عدة ليالٍ , تقول كلمات القصيدة :
محمد كثّر من همومك والأفكار
النعش بك سار
مسراحك الوادي ومرواحك الدار
ما عنك ما الجار
سمعت صوت القبّار
يقول حضوا بالصلي والردايم
..
أشكر الأستاذ محمد بن زيّاد على هديته , وأبارك له إصدار الكتاب , وأدعو له بالتوفيق .

رسائل شكر ..


بسم الله الرحمن الرحيم

بفضل الله تعالى وتوفيقه تم يوم الخميس 29-4-1433هـ الموافق 22-3-2012 م عقد قران ابننا الدكتور ( حاتم ) على ابنة الاستاذ محمد بن هلال الصوراء في مدينة جدة .. وبهذه المناسبة أرى من الواجب عليّ التقدم برسائل الشكر التالية :
الأولى :
إلى الشيخ هلال بن محمد وأبنائه الأفاضل وعلى رأسهم محمد على ماغمرونا به من حفاوة وتكريم واهتمام منذ وصولنا مدينة جدة وحتى مغادرتنا وكانوا كأنهم المعنيون بقول الشاعر :
بشاشة وجه المرء خير من القرى .... فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك *
ومع أن ماقاموا به وماقدموه ليس غريباً عليهم فهم أهلٌ لذلك والكرم عادتهم إلا أن الشكر أقل مايستحقونه مقابل ذلك ، ونسأل الله أن يوفقهم لكل خير .
الثانية :
إلى آخي وعديلي فهد بن محمد لخان وعائلته الذين تفانوا في خدمتنا والعمل على راحتنا قبل وصولنا وبعد الوصول وحتى مغادرتنا جدة ، وقاموا بما لا يمكن للشكر أن يفيهم حقهم ولكنه واجب عليّ تقديمه وإشعارهم بالامتنان بما قاموا به تفضلاً منهم .. فشكراً أخي أبا ناصر حتى ترضى .
الثالثة :
إلى جميع من تكلف مشقة وعناء الترحال من جميع المناطق والمدن الى مدينة جدة لمشاركتنا فرحتنا .
الرابعة :
إلى أخي وصديقي ونسيبي العميد الطيار سليم بن رمزي الذي تحمل مشقة وعناء السفر لمشاركتنا وعودته اليوم التالي رغم ظروفه العملية التي أعرفها ورغم طلبي منه عدم السفر الى جدة ولكنه الوفاء الذي تميز به أبو يوسف فله الشكر والتقدير وصادق المودة .
الخامسة :
إلى جميع الأحبة في مدينة جدة الذين شاركونا فرحتنا وقدموا لنا الدعوات ونرجو منهم قبول اعتذارنا لعدم القبول بسبب ضيق الوقت ونسأل الله أن يجمعنا في خير .
وختاما : نتقدم بالدعوة لجميع أبناء بالحكم الكرام لمشاركتنا فرحة الزواج يوم الخميس 12-10-1433هـ*في قاعة الرشيد بمكة المكرمة بإذن الله تعالى .
والله ولي التوفيق .  

أبو الحصين ..


بسم الله الرحمن الرحيم

ابو الحصين

 قال ابن خرمان:
كتاب كليلة ودمنة من الكتب الجميلة التي تحكي قصصاً ذات حكمة على ألسنة الحيوانات ، وكم تمكن كثيرون من تجاوز بعض المحظورات في كتاباتهم أو الوصول إلى آهداف قصية لكتاباتهم عندما يكون الكلام على ألسنة الحيوانات ، ويتضح التشبيه في الكلام مباشرة عندما نتحدث عن الأسد تتبادر صفة الشجاعة والثعلب صفة المكر وغيرها !. ولم يقتصر هذا الأمر على الفصيح من الأدب بل كان موجوداً ولايزال بكثرة في الأدب الشعبي فلا تخلو قصائد الشعراء من ذكر النمر أو الذئب وغيرها !..وفي شرح القصيدة التالية قد آتمكن من الإشارة إلى ذلك !.
قال ابن خرمان :
لاحظ الشاعر الثوري محمد بن دغيثر ( رحمه الله ) في زمنه تغير الأحوال بتغير الزمان ، فماكان حسناً في السابق أصبح تخلفاً في الحاضر ، ومن كان ساقطاً أصبح ذو الشأن حالياً !. وأشار إلى ذلك في بعض قصائده فيقول في إحداها ملمحاً :
إختلافه ظاهرة ريتها في ابو حصين
قال ابن خرمان :
أشار الشاعر إلى أن الإختلافة كانت ظاهرة ، تُرى رأي العين ، لم تكن موارية ، ولم يكت التغيير تحت ستار بل كان مكشوفاً .. ومن الأدلة على هذا :
يتعدوى للذياب
الثعلب المكار الجبان أصبح لا يخشى الذئاب بل يظاهرها العداء ويبدأ بتلك العداوة ، لايكتفي بالهروب كعادته أو الدفاع عن نفسه وإنما يبادر العداوة والهجوم !. ثم يواصل الشاعر :
رافعاً راسه ولا عاد يرد الجاه اليه
قال ابن خرمان :
لو أن الحالة رفع الرأس فقط لما انتقد الشاعر ذلك .. لكن الحالة كانت زيادة غرور وتكبر من ذلك الكائن المشبه بأبي الحصين بعد أن كان يبحث عن الحماية وما يسد الرمق أصبح ناكراً للجميل متكبراً ولا يلتفت إلى من كان له الفضل عليه !.. ثم يواصل الشاعر في وصف حالة ذلك الكائن وفضح المستور منها وكشف زيغ ذلك التغيير والإختلاف فيقول :
ويطلق لانقز البحر كله ما اشرعه
الله الله .. ما أشد الغرور وكيف يصل إلى أن يتحدى ابو الحصين بأن يقفز البحر قفزة واحدة ليجتاز من شاطيء إلى شاطيء دون أن يسبح ودون يلامس الماء !.
القصيدة :
اختلافة ظاهرة ريتها في ابو حصين
يتعدوى للذياب
رافع راسه ولا عاد يرد الجاه اليه
ويطلق لانقز البحر كله ما اشرعه
..
أتمنى أن أكون وفقت فيما أوردت ..
والله ولي التوفيق .

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2867756136457&set=a.1932736121541.100406.1336437394&type=1

الجمعة، 2 مارس 2012

ولي الهيل ..

بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابن خرمان :

شاعر الحب العذري في الشعر الجنوبي والشبيه شعراً بعمرو بن أبي ربيعة .. الشاعر الذي له أجمل القصائد الغزلية والمتخصص في نواع واحد لم يستطع غيره أن يآتي بمثلما أتى به وإن حاولوا .. احمد بن جبران رحمه الله تعالى صاحب قصائد طرق الجبل التي رددتها حناجر أهل الجنوب .. طرق الجبل الشجي الذي يجبرك على الإنصات له والتمعن في كلمات القصيدة التي تخرج من فم المغني لتصل الى قلب السامع مباشرة ..
يقول احمد بن جبران في إحدى قصائده :
عسى ولي الهيل ياجي الحبس فاله
يتمنى هنا أن يسجن ولي المحبوب ، لم يفكر الا في الخلاص منه ليتمكن من الوصول الى الحبيب، وعبر عن الحبيب ب ( الهيل ) تلك الكلمة التي تستخدم للتعبير عن كل شيء جميل بلهجة أهل المنطقة ، والهيل المعروف ذو الرائحة العطرية والنكهة اللذيذة على القهوة تدل على حسن اختيار هذه الصفة للتعبير عن الجمال .. ثم يقول :
والا يعجل بالوفاة له
وإن لم يسجن فالشاعر المغرم بحبيبته والذي يتمنى الوصول لها دون أن يكون هناك مايقف في طريقه يتمنى لوليها الموت !.. ثم يضيف على ذلك فيطلب ممن يحفر القبر أن يعمق الحفر ليصل (١٠٠ ) قامة بطوله وهذا يتجاوز الحفر عن مائة وخمسين متراً .. كل هذا ليضمن دفنه بعيداً في آعماق الأرض !.. فيقول :
واقول ياقبارته ذا غمقوا له
في مية قامة بطوله
ثم يضيف على ذلك كله بأن يتمنى أن يكون جبلا نيس والأنصب وهما من أكبر جبال المنطقة ردائم على ذلك القبر .!.فيقول :
ونيس والانصب على قبره ردايم
كل هذا ليس كرهاً في ذلك الولي ولكنه رغبة في سهولة الوصول الى الحبيب دون حائل ، ودون عين ترقب هذا الوصول !.
القصيدة:
عسى ولي الهيل ياجي الحبس فاله
والا يعجل بالوفاة له
واقول يا قبارته ذا غمقوا له
في مية قامة بطوله
ونيس والأنصب على قبره ردائم

رحم الله شاعر الغزل آحمد بن جبران الزهراني ورحم اموات المسلمين .

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2762519505607&set=a.1932736121541.100406.1336437394&type=1&theater


حرف العلّة ..

بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابن خرمان (غفر الله له ولوالديه ) :

رأيت شعاراً لبعض القنوات الإخبارية بأنها تمثل الرأي والرأي الآخر ، وعند متابعة برامج وأخبار تلك القنوات لمعرفة ماذا يفصل بين الرأي والرأي الآخر فلم أجد إلا حرف ( الواو ) ، وحيث أن هذا الحرف حرف علّة فإنه غالباً ما يحذف !.

تحياتي

https://www.facebook.com/notes/ali-daifallah-al-zahrani/حرف-العلّة/288048507927193

الأربعاء، 4 يناير 2012

وان تعاقبنا فكلٌ تسده ديرته ..

بسم الله الرحمن الرحيم

وإن تعاقبنا فكلٌ تسده ديرته



قال ابن خرمان :
الترحيب بالضيوف وحسن استقبالهم من شيم العرب التي أتى الإسلام متمماً لها ومؤكداً عليها, وفي أشعار القدماء ما خلد هذه الصفة الحسنة مثل قول حسان رضي الله تعالى عنه في قصيدته التي يمدح فيها الغساسنة :

يغشون حتى ما تهر كلابهم ..... لا يسألون عن السواد المقبل

ويقول الشاعر في حسن استقبال الضيف وإظهار البشاشة بوصوله :

بشاشة وجه المرء خير من القرى .... فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك


قال ابن خرمان :
وشاعرنا الشعبي هنا لا يقل عمن سبقوه في الترحيب بالضيوف واستقبالهم خاصة إن كان الضيف جار وشريك ديار .. حيث يقول الشاعر ( احمد بن جمعان القلاصي الزهراني ) أثناء استقبال أهل عنازة في مناسبة زواج في بالحكم قرية الشاعر:

مرحبا ياداعريٌ نحبه من زمان

ترحيب وإظهار المحبة لهؤلاء الضيوف الذين يلقبهم ( بني داعر ) وهي داعية لأهالي قرية عنازة من بالخزمر .. ولكن هل المحبة التي أظهرها شاعرنا طارئة ؟!
والجواب بالتأكيد ليست طارئة فالمحبة قديمة أوضحها في قوله ( نحبه من زمان ) منذ القدم .. وللتأكيد على ذلك قال :

هرجتي ماهي نصوح

ليست مقولتي هذه مجاملة أو نفاق أو محاولة كسب ودٍ مؤقت وللتأكيد على ذلك أورد أنها ( ماهي نصوح ) ..
ثم يستمر شاعرنا في ذكر الأسباب لهذه المحبة المخصوصة لأبناء داعر فيشرح أن جميع الأمور التي تأتي من عنازة تفرض محبتهم فيقول :

يا عنازي منك جمع اللوازم كلها

واللوازم التي يعنيها الشاعر تجمع بين الرحم فكم من الأنساب والمصاهرات التي تمت بين أبناء بالحكم قرية الشاعر وبين أهل عنازة فهي تحتم المواصلة والمحبة .. والأمر الآخر الحلف فالأحلاف بين القرى والقبائل تعني أن عليهم الدفاع عن بعضهم البعض وحماية كلٌ منهم الآخر .. وأخيراً الجيرة وشراكة الأرض فالمزرعة بجنب المزرعة والدار بجنب الدار والحمى بجنب الحمى فالجيرة والمحافظة على حقوق الجار مما أوصى به ديننا الحنيف ومما كان يفتخر به العرب قديما وحديثا حيث قيلت الأشعار في مثل هذا ومما قيل :

وجارك محفوظ منيع بنخوة .... من الضيم لا يؤذى ولا يتذلل

قال ابن خرمان :
وشاعرنا جمع الأمور السابقة في بيت واحد وهو البيت التالي :

الرحم والحلف وفي الديار احنا شراكة

ولكن ماذا لو حصل ما يعكر صفو ما ذكر سابقا وساءت الأمور وتجاوزت خط الرجعة .. ترى ما الحل الذي يراه الشاعر ؟!.
إنه يرى وبكل عزة وأنفه وبكل احترام للآخر أن لو حدث ذلك فعلى كل من قبيلة الشاعر والقبيلة الأخرى الاكتفاء كل بما عنده وبأرضه ودياره وليس هناك من داع لأكثر من هذا , وليس من داع لتطور المشاكل لتتجاوز ذلك لأكثر .. فقال :

وإن تعاقبنا فكلٌ تسده ديرته

إنه الحل الذي لو طبقه الأفراد ما اعتدى أحد على آخر, ولو التزمت به الدولة لما قامت الحروب وقتلت الأنفس ودمرت الممتلكات.!

قال ابن خرمان :
أتمنى أن يكون قد حالفني التوفيق في إلقاء بعض الضوء على ما تحتويه أشعار العرضة الجنوبية من الحكمة إضافة إلى الإبداع في خلق الصور والتفنن في مجال الشقر الذي لا يستطيعه إلا من حباه الله هذه الموهبة .
رحم الله أحمد القلاصي ورحم أموات المسلمين .
وفيما يلي القصيدة كاملة بدعاً ورداً :

البدع :

حي الله سيل (ن) غزر في ديار الفيض حان
جار ورّاد النطوح
وإن مضى دوقة ومن كل ديرة قلها
ينقل الوبلة وقعدانها وحناش راكة
وإن غزر ع الصدر ما تطلع البن ديرته

الرد:

مرحبا ياداعري(ن) نحبه من زمان
هرجتي ماهي نصوح
يا عنازي منك جمع اللوازم كلها
الرحم والحلف وفي الديار احنا شراكة
وإن تعاقبنا فكل(ن) تسده ديرته




كتبه /
علي بن ضيف الله بن خرمان الزهراني
5 صفر 1433 هـ .

لا لنشر الرذيلة ياصحفنا .!

بسم الله الرحمن الرحيم

يتميز العرب منذ الجاهلية الأولى بالأخلاق الفاضلة والشهامة والغيرة وكان ذلك مصدر فخر
لهم ..
كان العربي يوأد ابنته لا كرها فيها ولكنه من خشية العار وخوفا من كلام الناس وكان الشعراء يتفاخرون بحفظ حقوق الجار وغض الطرف عن منازل الجيران فيقول الشاعر :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي ... حتى يواري جارتي مأواها
ثم جاء الإسلام متمما للأخلاق الفاضلة ومحافظا عليها مع تنقيح ما في سلوك العرب من شوائب كوأد البنات وأوضح الطرق الكفيلة بتلافي ذلك.. فحافظ المسلمون على الأخلاق الفاضلة على مر العصور, ومع أن شعراءهم كانوا يتشببون بالنساء إلا أن ما اشتهر عنهم الحب العذري الذي يقول فيه شاعرهم:
وإني لأرضى من بثينة بالذي .... لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بلا وبأ لا أستطيع وبالمنى .... وبالوعد حتى يسأم الوعد آمله
وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضى .....أواخره لا نلتقي وأوائله

ومع هذا كان لا يرضى أحدهم تزويج ابنته من شخص تشبب بها وإن كان ابن عمها وقد يحدث قتال بين القبائل بسبب ذكر احدهم فتاة في قصيدة.. واستمر الحال على ذلك بل أن الغيرة والبعد عن السوء يقوى من جيل إلى جيل..
نعلم أن العين إذا اعتادت رؤية شيء غير اعتيادي تستنكره باديء الأمر ومع الوقت يصبح معتادا ولا يستنكر , وهذا ما نلمسه في الحروب والحوادث التي نشاهدها في أخبار التلفزيون حتى وصل الأمر أن أصبح القتل اليومي في العالم شيء عادي بالنسبة للمشاهد وقد يغير القناة إلى قناة بها أغنية أو فيلم أو مباراة دون أن يكترث بما شاهده من دمار , وكذلك الأمر في حوادث السيارات التي أصبحت معتادة يمر بها أحدنا ثم يجتازها وكأن شيئاً لم يكن ..
كنا في السابق نستنكر قيام بعض القنوات الفضائية ببث أفلام ومسلسلات بها فضائح وفجور لا ينطبق على مجتمعنا وكان العذر الدائم أن هذه القنوات تأتي من الخارج ويملكها أجانب واعتدنا على ذلك حتى أصبحت القنوات الفضائية التي يفترض أن تكون للعائلة العربية كما قال ملاكها قنوات لإفساد العائلة العربية .!
وكانت ثالثة الأثافي صحفنا الورقية التي تصدر من داخل السعودية وتحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام تنشر لنا يوميا أخبار الفسق والفجور حيث تنشر أخبار الفساق من المشاهير عن قيام فلان بالزواج من صديقته التي خلف منها كذا من الأبناء , أو فلان قامت بالانفصال عن صديقها بعد أن قضت معه كذا سنة , وفلان وفلانة الصديقان منذ عدة سنوات قررا أن يتزوجا بعد أن خلفا كذا من الأبناء ..
أصبحت مثل هذه الأخبار في صحفننا وللأسف الشديد وجبة يومية لا تكاد تخلو منها صحيفة ورقية ..
إنهم إن كانوا مشاهير فشهرتهم لهم وفي مجال معين لا مجال الصداقة والزنى , ومتابعة مثل هذه الأخبار لا تعني إلا نشر الرذيلة لتعتادها عيوننا وتصبح مع الوقت شيئا عادياً ..
إننا ننادي ونصرخ بصوت عالٍ ونقول يا رؤوساء تحرير صحفنا السعودية احترموا مشاعرنا فنحن مسلمون وأنتم في بلد مسلم , ونقول يا وزارة الثقافة والإعلام أحمونا من نشر هذه الرذيلة وامنعوا الصحف من نشر أخبار الزناة وزناهم تحت أنظارنا وتعويد أبناءنا على هذا الفسق .. كفى نشر الرذيلة .

والله المستعان .

نشر في صحيفة مكة الالكترونية بتاريخ 30-12-2011