الجمعة، 2 مارس 2012

ولي الهيل ..

بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابن خرمان :

شاعر الحب العذري في الشعر الجنوبي والشبيه شعراً بعمرو بن أبي ربيعة .. الشاعر الذي له أجمل القصائد الغزلية والمتخصص في نواع واحد لم يستطع غيره أن يآتي بمثلما أتى به وإن حاولوا .. احمد بن جبران رحمه الله تعالى صاحب قصائد طرق الجبل التي رددتها حناجر أهل الجنوب .. طرق الجبل الشجي الذي يجبرك على الإنصات له والتمعن في كلمات القصيدة التي تخرج من فم المغني لتصل الى قلب السامع مباشرة ..
يقول احمد بن جبران في إحدى قصائده :
عسى ولي الهيل ياجي الحبس فاله
يتمنى هنا أن يسجن ولي المحبوب ، لم يفكر الا في الخلاص منه ليتمكن من الوصول الى الحبيب، وعبر عن الحبيب ب ( الهيل ) تلك الكلمة التي تستخدم للتعبير عن كل شيء جميل بلهجة أهل المنطقة ، والهيل المعروف ذو الرائحة العطرية والنكهة اللذيذة على القهوة تدل على حسن اختيار هذه الصفة للتعبير عن الجمال .. ثم يقول :
والا يعجل بالوفاة له
وإن لم يسجن فالشاعر المغرم بحبيبته والذي يتمنى الوصول لها دون أن يكون هناك مايقف في طريقه يتمنى لوليها الموت !.. ثم يضيف على ذلك فيطلب ممن يحفر القبر أن يعمق الحفر ليصل (١٠٠ ) قامة بطوله وهذا يتجاوز الحفر عن مائة وخمسين متراً .. كل هذا ليضمن دفنه بعيداً في آعماق الأرض !.. فيقول :
واقول ياقبارته ذا غمقوا له
في مية قامة بطوله
ثم يضيف على ذلك كله بأن يتمنى أن يكون جبلا نيس والأنصب وهما من أكبر جبال المنطقة ردائم على ذلك القبر .!.فيقول :
ونيس والانصب على قبره ردايم
كل هذا ليس كرهاً في ذلك الولي ولكنه رغبة في سهولة الوصول الى الحبيب دون حائل ، ودون عين ترقب هذا الوصول !.
القصيدة:
عسى ولي الهيل ياجي الحبس فاله
والا يعجل بالوفاة له
واقول يا قبارته ذا غمقوا له
في مية قامة بطوله
ونيس والأنصب على قبره ردائم

رحم الله شاعر الغزل آحمد بن جبران الزهراني ورحم اموات المسلمين .

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2762519505607&set=a.1932736121541.100406.1336437394&type=1&theater


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق