الخميس، 29 مارس 2012

أبو الحصين ..


بسم الله الرحمن الرحيم

ابو الحصين

 قال ابن خرمان:
كتاب كليلة ودمنة من الكتب الجميلة التي تحكي قصصاً ذات حكمة على ألسنة الحيوانات ، وكم تمكن كثيرون من تجاوز بعض المحظورات في كتاباتهم أو الوصول إلى آهداف قصية لكتاباتهم عندما يكون الكلام على ألسنة الحيوانات ، ويتضح التشبيه في الكلام مباشرة عندما نتحدث عن الأسد تتبادر صفة الشجاعة والثعلب صفة المكر وغيرها !. ولم يقتصر هذا الأمر على الفصيح من الأدب بل كان موجوداً ولايزال بكثرة في الأدب الشعبي فلا تخلو قصائد الشعراء من ذكر النمر أو الذئب وغيرها !..وفي شرح القصيدة التالية قد آتمكن من الإشارة إلى ذلك !.
قال ابن خرمان :
لاحظ الشاعر الثوري محمد بن دغيثر ( رحمه الله ) في زمنه تغير الأحوال بتغير الزمان ، فماكان حسناً في السابق أصبح تخلفاً في الحاضر ، ومن كان ساقطاً أصبح ذو الشأن حالياً !. وأشار إلى ذلك في بعض قصائده فيقول في إحداها ملمحاً :
إختلافه ظاهرة ريتها في ابو حصين
قال ابن خرمان :
أشار الشاعر إلى أن الإختلافة كانت ظاهرة ، تُرى رأي العين ، لم تكن موارية ، ولم يكت التغيير تحت ستار بل كان مكشوفاً .. ومن الأدلة على هذا :
يتعدوى للذياب
الثعلب المكار الجبان أصبح لا يخشى الذئاب بل يظاهرها العداء ويبدأ بتلك العداوة ، لايكتفي بالهروب كعادته أو الدفاع عن نفسه وإنما يبادر العداوة والهجوم !. ثم يواصل الشاعر :
رافعاً راسه ولا عاد يرد الجاه اليه
قال ابن خرمان :
لو أن الحالة رفع الرأس فقط لما انتقد الشاعر ذلك .. لكن الحالة كانت زيادة غرور وتكبر من ذلك الكائن المشبه بأبي الحصين بعد أن كان يبحث عن الحماية وما يسد الرمق أصبح ناكراً للجميل متكبراً ولا يلتفت إلى من كان له الفضل عليه !.. ثم يواصل الشاعر في وصف حالة ذلك الكائن وفضح المستور منها وكشف زيغ ذلك التغيير والإختلاف فيقول :
ويطلق لانقز البحر كله ما اشرعه
الله الله .. ما أشد الغرور وكيف يصل إلى أن يتحدى ابو الحصين بأن يقفز البحر قفزة واحدة ليجتاز من شاطيء إلى شاطيء دون أن يسبح ودون يلامس الماء !.
القصيدة :
اختلافة ظاهرة ريتها في ابو حصين
يتعدوى للذياب
رافع راسه ولا عاد يرد الجاه اليه
ويطلق لانقز البحر كله ما اشرعه
..
أتمنى أن أكون وفقت فيما أوردت ..
والله ولي التوفيق .

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2867756136457&set=a.1932736121541.100406.1336437394&type=1

هناك 3 تعليقات: