الخميس، 29 مارس 2012

أساطير الأولين بين الخيال واليقين ..


بسم الله الرحمن الرحيم
تلقيت ببالغ الشكر والإمتنان هدية قيّمة من صديقي الكبير قدراً الأستاذ ( محمد بن زيّاد الزهراني ) عضو مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي وكانت الهدية نسخة من مؤلفه ( أساطير الأولين بين الخيال واليقين – روايات من تراث زهران وغامد ) .. والأستاذ محمد من المهتمين بتراث المنطقة وتسجيله وإظهاره حيث عاشت المنطقة قروناً عديدة دون أن يهتم أحد بتاريخها أو بما ورد فيها من حكايات وأدب شعبي تناقلته ألسنة الناس , والذي مالم يوثق فسرعان مايختفي مع تطور وسائل نقل المعرفة .. وهناك مؤلفات عن الحكايات الشعبية والأساطير في بعض مناطق المملكة قد نجد في ماكتبه الجغيمان رحمه الله أو الدكتور الخويطر شيء من هذا ..ولأبي طارق محمد بن زيّاد مؤلفات عدة في هذا الشأن أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
مرشد الأجيال من الحكم و الأمثال في منطقة الباحة .. أطايب القرى من أدب القرى " قراءة مضيئة من تراث زهران وغامد " .. سلامة اللغة والقصد في تخاطب زهران وغامد الأزد " جزأين " .. تصحيح الرؤى عن بيئة الشنفرى .. ومجموعات قصصية منها " بقايا حصون .. جبال من رماد .. طابور المساء " .
وكتابنا الذي نحن بصدده حالياً من مطبوعات نادي الباحة الأدبي يقع في ( 133 صفحة ) من الحجم المتوسط جمع فيه المؤلف مجموعة من الأساطير والروايات والتي كان يطلق عليها البعض ( روية ) أو ( شروية ) , وهي الحكايات التي كان يرويها كبار السن في المساءات وقبل النوم حين يتحلق الأطفال حولهم ويغلب عليها التعليم والتنبيه للأطفال وتعويدهم على الشجاعة والكرم والمحافظة على كرم الأخلاق والآداب الإسلامية ..
بدأت قراءة الكتاب ولم أستطع تركه حتى أنهيته من ليلتي فقد أعادني لزمن كانت تحكى لنا فيه تلك ( الروايا ) عن السعلية والجنية والنمنم والكلب الخرش وابو الحصين والجعيرة وغيرها ..كانت الجدة تجلس في ركن البيت فتجمع الصغار حولها يطلبون منها ( روية الكلب الخرش ) , قالت : جاكم واحد ولا واحد إلا الله .. قولوا لا اله إلا الله محمد رسول الله فقالوها بصوت واحد ..قالت : كان هناك وحش .. واستمرت تحكي القصة حتى غلبهم النوم .!.
اجتمع الأطفال حول جدهم وطلبوه أن يحكي لهم حكاية السعلية . فقال : جاكم واحد ولا واحد إلا الله ..
وهكذا كانت بدايات الحكايات ( الروايا ) ..
هناك بعض القصص في الكتب يقال عنها أنها حقيقية مثل قصة ( نذير الموت ) حيث قيل عنها أنها حدثت لشخص من قرية ( بدادا بزهران ) اسمه ( محمد بن حليس ) رحمه الله حيث طاح فكسرت ساقه فسمع في الليل هاتفاً بصوت امرأة بقصيدة توحي بموته وهذا ماحدث بعد عدة ليالٍ , تقول كلمات القصيدة :
محمد كثّر من همومك والأفكار
النعش بك سار
مسراحك الوادي ومرواحك الدار
ما عنك ما الجار
سمعت صوت القبّار
يقول حضوا بالصلي والردايم
..
أشكر الأستاذ محمد بن زيّاد على هديته , وأبارك له إصدار الكتاب , وأدعو له بالتوفيق .

هناك 3 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. https://www.facebook.com/zahrani3li/posts/2918016632938

    ردحذف
  3. الأديب عبدالكريم الجهيمان مؤلف موسوعة الأساطير في الجزيرة العربية .

    ردحذف