الأحد، 21 أكتوبر 2012

هيبة الأمن حتى لا نفقد الأمن !.

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يختلف اثنان أن الأمن لأي مجتمع وفي أي بلد يأتي في مقدمة الأولويات الحياتية حتى أن إيجاد الأمن مطلب ضروري يسبق إيجاد الحصول على الغذاء حيث أن توفر الأمن سيساعد في التنمية ويساعد في توفير بقية الأمور الحياتية !.

من يمتلك المزارع والجنان لا تفيده شيئاً في حالة إنعدام الأمن ، وكذلك من يمتلك المصانع والمجوهرات والآلماس واليخوت والقصور لن يفيده ذلك شيئاً إذا لم يكن الأمن موجوداً، وكم من أغنياء تركوا كل مايملكون وهربوا خوفاً على حياتهم وحياة من يعيلون !.

لم يكن أحدنا يجرؤ على مناقشة رجل الأمن وإن كان الخطأ واقعاً من رجل الأمن ضده ، وكان من يخالف قوانين الطريق وقيادة السيارة بقطع الإشارات أو غيرها لا يتجرأ على فعل ذلك إن شاهد عربة دوريات من بعد .
كما أذكر أن رجال العسس وصفاراتهم توحي بالراحة النفسية عند المواطنين فهم يشعرون بالأمان حين يشاهدونهم أو يسمعون تلك الصفارات !.

وقد تعلمنا في المدارس احترام رجال الأمن والتعاون معهم ، كما ربينا على ذلك في بيوتنا وكنا نطبق ماتعلمناه اقتناعاً آو خوفاً ولكن النتائج كانت في صالح الوطن والمواطنين !.

وتعلمنا أن هناك عقوبات صارمة ضد كل من يعتدي على رجل أمن خاصة أثناء عمله وارتدائه الملابس الرسمية وتختلف العقوبات باختلاف نوع الإعتداء ولكنها جميعها صارمة تقوي هيبة رجال الأمن في نفوس المواطنين !.
نعلم ونتفق جميعاً أن الخطأ لا يقبل والظلم لا يحتمل ولهذا تضع الدول الطرق النظامية لاتباعها في حالة مخالفة رجال الأمن النظام وعدم احترام حقوق المواطنين او تجاوز صلاحياتهم ، وتقوم بمعاقبتهم بما يستحقونه للمحافظة على التوازن المطلوب في الحقوق والواجبات !.

بدأنا في الآونة الأخيرة نلاحظ عدم احترام من يقوم بحفظ الأمن في البلد تدريجياً مع التراخي الذي تزامن تدريجيا مع ذلك من قبل رجال الأمن فأصبحنا نرى قطع الإشارات المرورية بوجود دورية أمن وقد لا تكون دورية مرور إلا آن المواطن يهمه انها دورية أمن ، كما اصبح التجاوز الخاطيء وعكس السير على مرأى ومسمع من رجال الأمن وقد يقوم بعض قائدي مركبات الأمن بذلك بينما لا يرى للمرور وجوداً على أرض الواقع مع كثرة تواجدهم الاعلامي !.

تطور الأمر حتى أصبحت السرقات منتشرة في المدن والقرى ، ونقرأ في الصحف وبصفة شبه مستمرة اقتحام المساكن أو سرقات مكائن الصرف الخاصة بالبنوك مع آن اغلب تلك المكائن موجودة في آماكن مكشوفة وأغلبها قريبة من محطات الوقود !.

وأخيراً بدأت العصابات الارهابية تعتدي على رجال الأمن ودوريات الأمن كما يحصل في العوامية وكما حصل من قبل من قبل الجماعات الارهابية في المناطق الأخرى .. وبدأت هيبة رجال الأمن تقل في نفوس المواطنين الى درجة اصبح فيها رجل الأمن يخشى اعتداء المواطن عليه ، وقد شاهدت مؤخراً على اليوتيوب لقطة من اعتداء مجموعة مراهقين مفحطين على دورية مرور والتحريض المسموع في الفيلم من قبل البعض والتشجيع ذلك الاعتداء ، قد يكون خطأ من دورية المرور الدخول بين الجمهور بذلك الشكل الا أن الاعتداء السافر على تلك الدورية والتشجيع والتحريض على مثل ذلك الاعتداء أشد خطأ وأشنع !.



إن استمرار فقدان رجال الأمن لهيبتهم وكثرة الإعتداءات عليهم تقضي على الأمن في البلد تدريجياً ولهذا يجب حماية رجال الأمن ودوريات الأمن وإعادة هيبة الأمن الى الشارع وتحديد قواعد الإشتباك مع وضع قوانين تحمي للمواطنين حقوقهم في حالة تجاوزها من قبل رجال الأمن وشرح ذلك لجميع المواطنين في جميع وسائل الإعلام . 

إننا نتمنى على سمو وزير الداخلية حفظه الله الضرب بيد من حديد على كل من يحاول زعزعة الأمن أو التقليل من هيبة رجال الأمن والاعتداء عليهم سواء كان ذلك عن طريق الإرهابيين من مختلف الطوائف او المناطق ، او كان ذلك عن طريق مراهقين وغوغائيين لا يقدرون نعمة الأمن والأمان .

نسأل الله آن يحفظ على بلدنا أمنه وأمانه وأن يقطع دابر كل خائن لهذا الوطن .


.....
نشر في صحيفة مكة الألكترونية على الرابط :
http://www.makkahnews.net/articles.php?action=show&id=1397

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق