الأربعاء، 22 يونيو 2011

أبو رزق والثورات العربية ..!

سم الله الرحمن الرحيم

أبو رزق هو الشاعر الشعبي عبدالرزاق بن سعيد الزهراني , شاعر تتميز قصائده بالحكمة ومحاولة علاج بعض الرؤى والمشكلات الإجتماعية .. يقول في إحدى قصائده القديمة :
يقول ابو رزق في الدنيا قضايا ومقدور
ياعسر تلمح لواحد مومنٌ والتبشتاه
من بعد ما كان راسي زايدٌ واكبر الروس
بعد النشب يالله انك رد راسي مكانه
يشير أبو رزق هنا الى حكاية مما يتناقله الناس قديما أن شخصاً وافى ليلة القدر فأخرج رأسه من النافذه ودعا أن يكون رأسه أكبر رأس في القرية , فكبر رأسه حتى لم يتمكن من إستخراج رأسه من النافذه فدعا أن يصغر رأسه فتصاغر رأسه حتى أصبح صغيرا جداً لايتلاءم مع جسمه , فانتهى وقت الدعاء وأصبح يتمنى عودة رأسه كما كان إلا أن الآوان فات على ذلك .!
ماقاله ابو رزق وماذكر في القصة يكاد يرى في نتائج الثورات العربية في تونس ومصر وغيرها ..
قامت المظاهرات , وثار الشباب وتغيرت السلطات واعتقد الناس أن كل شيء سينتهي ..سيزول الفقر حالا .. سيتحسن الاقتصاد .. ستعم الحرية ..
لم ينتهي الفقر ولم يتحسسن الاقتصاد حيث أن المصالح متعطلة , ورأس المال الخارجي لن يتجرأ على الدخول دون أن يتأكد من الحال .. واستمرأ الشباب المظاهرات عند كل حدث ..
عمت الحرية حتى أصبحت فوضى .. نسمع عن انعدام الأمن .. نسمع ونشاهد المصادمات بين مختلف الطوائف .. بدأت المصادمات وعمل البعض على إطفاء الروح الطائفية التصادمية إلا أن هذا كوميض النار في خلل الرماد سرعان ما يعود عند أقل إثارة ..!
اتجه الناس الى المطالبة بالمحاكمة لرموز الأنظمة السابقة , وعمت روح الإنتقام وليس العدل , وقد يكون وراء هذا من يسعى للفت أنظار المجتمع إلى هذه المحاكمات عن السعي للمطالبة بسرعة تصحيح الأوضاع الإقتصادية والسياسية .!
قام البعض بمحاولة لتغيير التأريخ وإلغاء دور بعض قطاعات القوات المسلحة إنتقاما من عهد كامل يلغي دور القوات الجوية في حرب كاملة .!
لايستطيع أحد حاليا الحكم الحقيقي على نتائج هذه الثورات .. إلا أنني شخصيا أعتقد أن سيأتي يوم على هؤلاء يتمنون عودة النظام الذي شكوا منه .. وينطبق عليهم قول الشاعرابو رزق :
بعد االنشب يا الله إنك رد راسي مكانه
أو قول الشاعر :
عتبت على سعد فلما فقدته ... وعاشرت أقواما بكيت على سعد

نسأل الله أن يحمي بلاد المسلمين من كل سوء ..
والله المستعان .

a-z@mai.net.sa
نشر في صحيفة مطة الالكترونية بتاريخ 17-06-2011
...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق