الصغير يرثي صديقه
يعتبر شعر الرثاء أصدق أنواع الشعر
خاصة إن كان الرثاء في قريب للشاعر كالأخ والإبن والأب والأم  ، وكذلك الرثاء في الأصدقاء والأحبة ، وقد حفظت
لنا كتب الأدب الكثير من القصائد الرثائية لعل من أهمها ومما يتداول كثيراً رثاء
الخنساء لأخيها صخر ومنها قولها :
 قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عوَّارُ 
أمْ ذرَّفتْ أذْخلتْ منْ أهلهَا
الدَّارُ
 كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ 
فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ 
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
 وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ أستارُ 
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ
 لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا 
وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ 
وإنّ صَخراً لَتَأتَمّ الهُداة ُ 
بِهِ كَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ 
إلى آخر القصيدة الباكية المبكية
وغيرها من القصائد .
ولعلنا نذكر بعضاً من قصيدة متمم بن
نويرة لأخيه مالك والذي قتل في حروب الردة والتي أُطلق عليها أم المراثي :
لعمري وما دهري بـــتــأبــين هالك 
ولا جزع مــمــا أصــاب فـأوجــعــا
لقد كفن الــمــنــهال تحت ردائه
 فتى غير مــبـطان الـعشيات أروعا
وكـــنـا كندماني جذيمة حقبة 
مــــن الــدهـــر حــتـى قيل لن
يتصدعا
فــــلــمـا تــفــرقنا كأني ومالكا 
لـــطــول اجـــتـمــاع لـم نبت ليلة
معا
ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
تمنى أن يكون شاعراً ليرثي أخاه زيداً كما فعل متمم ، فقال له لو أن أخي مات على
ما مات عليه أخوك ما رثيته. حيث أن زيداً مات شهيداً في قتال المرتدين بينما مالك
قتل على الكفر ، فقال عمر ما عزاني أحد عن أخي مثل ما عزاني به متمم. 
ومن المراثي التي ينبغي الإشارة لها
بكائيات ابن الرومي ومنها هذه القصيدة نقتطف بعضاً منها في رثاء ابنه محمد :
بُكاؤكما يَشفي وإن كان لا يُجدي 
فجُودَا فقد أَودَى نظيرُكما عندي 
ألا قاتلَ الله المنايا ورَمْيَها 
مِن القومِ حبَّاتِ القلوبِ على
عَمْدِ 
تَوخَّى حِمامُ الموتِ أَوسطَ صِبيتي
فلله كيف اختارَ واسطةَ العِقْدِ 
أما رثاء الأصدقاء فهناك الكثير من القصائد
نذكر منها هذه الأبيات من قصيدة للشاعر أحمد شوقي :
يقولون رشدي مات قلت صدقتم 
ومات صوابي يوم ذام وآمالي 
وركني الذي للنائبات أعده 
وذخري في الماضي وعوني على الحال
 وسعدي الذي خان الزمان وطالعي 
وفخري إذا ألقى الرجال وإجلالي 
قال ابن خُرمان :
قصائد المراثي لم تقتصر على الشعر
الفصيح بل أن هناك العديد من القصائد في الشعر النبطي والشعبي بصفة عامة منها :
يا قبر ماوصيك باللي بكيناه
 ضمه برحمة مثل ضمة يمينه 
يا ربي اجعل جنة الخلد مثواه
 وانزل على روحه أمان وسكينة
قصيدة الشاعر الصغير زملة  ( يتيمة ) من طرف واحد بدعاً دون ردود تتكون من
سبعة عشر بيتاً بدأها بذكر عدد ممن فقدت القرية لكن وفاة جراد كانت أشدها إيلاماً
وذلك لفجاءة موته التي لم تصدق حينها :
كم فقدنا من نشاما ما كسر قلبي كما
جراد
يا غبوني ساع ما جانا الخبر قالوا
جراد توفى
وانا ما صدقت هذا العلم يوم قالوا
جراد مات
 ثم ينتقل الشاعر بعدها إلى نصيحة الناس بعدم
الاغترار بالدنيا مهما كانت أحوالهم ومناصبهم فالجميع إلى الموت حيث سبقهم
الأنبياء والأولياء :
انصح اللي عاقل(ن) لا يحسب الدنيا
وينسى دينه
هجرة ما حد بيامنها وغرت من ضحك لها
الغني واللي فقير وراعي المنصب وغير
المنصب
كلهم راحوا ولا خلد بها والي ولا نبي
ينتقل الشاعر بعد هذا إلى ذكر بعض
الصفات الطيبة في الفقيد من الوفاء ، والطيب، فهو صاحب الإبتسامة الدائمة التي لا
تنسى ، صاحب المروءة والشهامة ، والذي لا يتأخر عن ربعه وقتما يحتاجونه :
وأبو عبدالله الوفي والطيّب اللي
كلنا ندري به
راعي الوجه البشوش ولا حد(ن) ينسى
ابتسامته
صدفته ترضي وتشفي وان وصفته ما تقل
اوصافه
المروة والشهامة والمودة للخوي
والجار
اشهد أن موته خسارة والغبينة لا
فقدنا مثله
والذي وافي مع ربعه وحاضر حزة اللزوم
وأخيراً ينتقل الشاعر إلى دعاء الله
تعالى أن يرحمه ويسكنه الجنة ، ويطلب عدم إلقاء اللوم عليه إن بكاه فهو الصديق
الغالي الذي يستحق ذلك:
اسال الله يرحمه ؛ والله يجعل مسكنه
في الجنة 
يتظلل في مساكنها ويشرب من نهولها
الصديق الغالي اللي غاب عن عيني
وغابت عينه
لا تلوموني على فرقاه لا مني بكيت له
القصيدة : 
كم فقدنا من نشاما ما كسر قلبي كما
جراد
يا غبوني ساع ما جانا الخبر قالوا
جراد توفى
وانا ما صدقت هذا العلم يوم قالوا
جراد مات
انصح اللي عاقل(ن) لا يحسب الدنيا
وينسى دينه
هجرة ما حد بيامنها وغرت من ضحك لها
الغني واللي فقير وراعي المنصب وغير
المنصب
كلهم راحوا ولا خلد بها والي ولا نبي
وأبو عبدالله الوفي والطيّب اللي
كلنا ندري به
راعي الوجه البشوش ولا حد(ن) ينسى
ابتسامته
صدفته ترضي وتشفي وان وصفته ما تقل
اوصافه
المروة والشهامة والمودة للخوي والجار
اشهد أن موته خسارة والغبينة لا
فقدنا مثله
والذي وافي مع ربعه وحاضر حزة اللزوم
اسال الله يرحمه ؛ والله يجعل مسكنه
في الجنة 
يتظلل في مساكنها ويشرب من نهولها
الصديق الغالي اللي غاب عن عيني
وغابت عينه
لا تلوموني على فرقاه لا مني بكيت له
ختاماً:
نسأل الله أن يرحم أبا عبدالله ، وأن يلهم
أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان ، وأن يرحم والدينا ووالديهم ومن له حق علينا .
كتبه /
علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني
المندق – بالحكم
29-10-2025 م الموافق 7-5-1447 هـ .
..............
نشر في صحيفة مكة الالكترونية على الرابط
:
https://www.makkahnews.sa/5479077.html

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق