الجمعة، 27 أبريل 2018

وداعاً يا أبا الأيتام ..

بسم الله الرحمن الرحيم 

إنتقل إلى رحمة الله تعالى الوالد محمد سعدي عبوش يوم الأحد 15 رجب 1439 هـ الموافق 1 ابريل 2018 م , نسأل الله له الرحمة والمغفرة ,
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..



....


وداعاً يا أبا الأيتام ..
..
عشت يتيماً منذ صغري حيث توفي الوالد رحمه الله تعالى وأنا في الشهور الأولى من عمري ثم انتقلت الوالدة إلى رحمة الله وأنا لا أزال في السنوات الأولى من عمري ، لم أشعر حين فقدتهما باليتم حقيقة ربما لأنني لم اعتد على وجودهما إلى جواري .. وربما لأن من احتواني وقام على تربيتي بعدهما جعلني لا أشعر بغيره أباً ومربياً وسنداً عند اشتداد الأمور ، لم يفرق معاملتي عن ابنائه فكنت كأحدهم.!
ليلة البارحة بلغني الخبر الصادم فلم أصدقه رغم أنني كنت عنده الليلة السابقة لوفاته وكانت حالته بيّنة ..
لكن مغالطة للواقع قلت لعل الخبر يعد إحدى كذبات ابريل التي أصبح البعض يقلدها..
للأسف .. لم يكن كذلك ولم تكن كذبة بل الحقيقة المرة...
لقد مات أبي ..
مات أبي .. سمعتها من ( ضيف الله بن عبوش ) ورددتها معه وبعده ..
نعم .. مات أبي .!!
الآن عند وفاته أحسست بغصة في الحلق، وأجهشت بالبكاء وسقطت الدموع من العين وحزن القلب حتى كاد ينفطر ..
وشعرت باليتم الحقيقي رغم أنني في الستين من العمر .!!
لقد مات أبي الذي رباني ، مات الذي كنت أشاهد الفرحة في وجهه والابتسامة في محياه عندما أزوره .. مات الذي كنت في صغري لا أعرف من سيقف بجانبي إن جارت عليّ الدنيا غيره .!!
أبي الغالي .. أبي الذي قام على تربيتي .. أبي الذي لم أعرف أباً سواه لقد تركتني وسيل الذكريات يمر عليّ أحاول جاهداً أن أجد شيئاً واحداً يجعلني أتناساك وأقول قد قسا عليّ هنا أو ظلمني هنا لكنني أجدها كلها لصالحك فلم يكن منك عليّ ظلماً ، ولم تكن قاسٍ يوما.. كنت نعم المربي ، ونعم الأب .!
كم مرة أتيتك مستشيراً أومستجيراً ولم تخيبني ؟!
كم مرة أتعبتك معي أثناء الطفولة والشقاوة وسببت لك المعاناة ولم تغضب مني؟!
وكم مرة أتعبتك معي في مشاكل الدنيا ومشاغلها ولم تتضجر أو تتأفف ؟!!
كم كنت تتابع حالتي وتستقريء اوضاعي خشية من أن يكون ظلما أو خطأ وقع عليّ من البيت أو القرية ولم تعلم عنه ؟!
كم كنت تتابع دراستي ثم مسيرتي العلمية والعملية بل وتتابع معي مسيرة أبنائي وأحوالهم .؟!
كم آثرتني في أغلب الأمور عن ابنائك ؟!
كم يتيما غيري ربيته في بيتك وبين يديك ولعل ( أبو الأيتام ) هو اللقب الأجمل لمثلك ..
كم وكم وكم ..؟؟؟؟؟!!!!
شريط الذكريات لا ينقطع .. ولا يمكن تسجيل كل حسناتك هنا لكن أسأل الله أن تسجل في ميزان أعمالك ..
أبي الغالي ( محمد سعدي عبوش ) ..
أنت اليوم ضيف الله الكريم فلا أخشى عليك من العادل الكريم العفو الغفور بل مستبشر بأنك ستسعد في الآخرة بإذن الله..
أبي الغالي .. إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن ، وإنا على فراقك لمحزونون ، ولا نقول إلا ما يرضي الرب ..
رحمك الله وأسكنك الجنة ..
ورحم الله والديّ ..
وجمعنا بكم جميعا في الفردوس الأعلى من الجنة .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .

كتبه /
علي بن ضيف الله بن خرمان الزهراني
الاثنين ١٦ رجب ١٤٣٩ هـ
٢ ابريل ٢٠١٨ م

......


نشر في صفحتي على الفيسبوك :

https://www.facebook.com/zahrani3li/posts/10212725427314003

وانتشر في قروبات الواتساب أيضاً .
..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق