بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة انطباعية لقصيدة حب
البدع .. اختار الشاعر صالح جريبيع لقصيدته طرق ( لحن ) المجالسي أو اللعب وهو الطرق المريح للنفس الذي يتوقع سامعه قصيدة وجدانية
ثم بدأه بقوله ( يقول صالح ) لينبه السامع بقوله ثم يؤكد أن القائل الشاعر صالح بن جريبيع ..
ماذا يقول صالح ياترى ؟!
يقول صالح قرى وادي الصدر عين في عين
إذن هذا السر فقرى وادي الصدر عين في عين مياة عذبة تنبع من عمق الأرض ليزداد حب الأرض ..
ويحدد الشاعر تلك المنطقة المقصودة ، فهل الحنين للمكان أو لمن عاش في المكان ؟!
من شعب مخلوّه للصيران لا قلب سالم
ويؤكد الشاعر أن الماء في تلك المنطقة المليئة بالعيون لا ينقطع الماء منها في برد أو حر ، شتاء وصيفاً ( وجعلنا من الماء كل شيء حي )..
ما يقطع الما منه في برد والا هجورا
هذه المياة النابعة من جوف الأرض التي لا تقطع ملأت الأرض خضرة وجمالا زاد ذلك كثرة تواجد أسراب الطير وفروق النحل .!
وأي طير وأي نحل؟!!
فأصوات الطيور ودوي النحل ينعش الحياة ويشرح القلب عدا وفرة العسل والصيد ..
والطير والنحل يسرح فيه سربٌ وفرقان
لكن ماذا حصل بعد شاعرنا مع تطور الزمن ؟!
لا ماء ؟!
أين ذهب ؟!
هل غارت المياة ؟!
أين ذهبت تلك الحياة ؟!
واليوم ما عاد نلقى فيه بير امرحت ما
إنه الوقت .. فالوقت يطلق على قلة الأمطار ، ويطلق على تسارع الزمن ولهذا اختار شاعرنا تلك الكلمة التي توحي لسامعها بكل الإحتمالات ، فقد شيّن الوقت ذلك الوادي بسبب نشوف الماء وخلو تلك العيون من المياة .!!
يا وقت شيّنت وادينا وناشفت عينه
هكذا أدخلنا شاعرنا في مقارنة بين ماضٍ وحاضر في رمزية لا تغيب عن الفطن .. ثم فتح أبواب الردود مشرعة ..
ليأتي الردود من فنان الديرة مكملاً جمال البدع مبتدئا بالدعاء بألا يعود وقت فراق الحبيب المؤلم خاصة إن نظرت العين إلى العين كلاهما لا تخفيان مافي القلوب بل تفضحه .!
لا عاد وقت الفراق ونظرة العين في العين
الفراق بين الأحبة لايكون في الغالب إلا بسبب الواشين وأسماهم ( أهل التحتام ) ، والشكوى منهم قديمة قدم الحب فالشاعر العذري جميل بثينة قال:
وإني لأرضى من بثينة بالذي .. لو ابصره الواشي لقرت بلابله
وشاعرنا هنا يذكر أنهم لم يتركوا قلباً محباً سليماً من شكوكهم ومراقبتهم .!
واهل التحتّام ماخلّوا ولا قلب سالم
يعلم شاعرنا بمدى محبة المحبوب ورغبته في التواصل لولا أن هناك ما أجبره على ذلك فسبب له العذاب والفجيعة أكبر ألم .!
وصاحبي ما اخبره قطّاع والا هجورا
لكن فجع قلبي الملهوف ونوى بفرقان
لكن لماذا نية الفراق إذن ؟!
هي أمر محتوم يعلمه الشاعر كعلم الحبيب ذلك فالواشون والمراقبون لم يتركوا لهم خياراً آخر.!
ويوم شاف الحبيب انّ الوداع امر حتما
لكن ما أصعب الفراق ؟!
خاصة ماسبق له الإشارة في بداية القصيدة ، عند نظر العين للعين ف ( الصب تفضحه عيونه ) هكذا فضحت العيون مكنون القلوب .!
لمح بعينه وهو يبكي وانا شفت عينه
شاعران امتعانا بجميل القول ، وأجبرانا على التطفل بهذه القراءة الإنطباعية التي لا ترقى لقولهما لكنها مكنونات عاشق للأدب الشعبي .
( مع تحيات ابن خرمان )
..............
البدع :
صالح جريبيع الزهراني
يقول صالح قرى وادي الصدر عين في عين
من شعب مخلوّه للصيران لا قلب سالم
ما يقطع الما منه في برد والا هجورا
والطير والنحل يسرح فيه سربٌ وفرقان
واليوم ما عاد نلقى فيه بير امرحت ما
يا وقت شيّنت وادينا وناشفت عينه
الرد :
علي الزهراني
فنان الديرة
لا عاد وقت الفراق ونظرة العين في العين
واهل التحتّام ماخلّوا ولا قلب سالم
وصاحبي ما اخبره قطّاع والا هجورا
لكن فجع قلبي الملهوف ونوى بفرقان
ويوم شاف الحبيب انّ الوداع امر حتما
لمح بعينه وهو يبكي وانا شفت عينه
..........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق