الأحد، 13 مارس 2011

إلا الوطن

إلا الوطن .!


جمعة مرت وتاريخ عبر .. راهن كثيرون من الأعداء وبائعي الأوطان ومن متقلبي الأهواء والولاءات على أن تكون جمعة يخرج فيها أبناء المملكة ضد حكامهم وضد وحدتهم , إلا أنها كانت مخيبة لآمالهم وآمال من يقف وراءهم فقد كانت جمعة الحب والتكاتف والوحدة .. جمعة وقف أبناء الوطن جميعاً صفاً واحداً كلهم رجال أمن .

استمعت إلى برنامج إحدى الإذاعات كان المذيع والمتحاورون مستغربين هذا الوضع في السعودية والذي كان عكس توقعاتهم , حيث كانت هناك دول تدعم الخروج والمظاهرات , ومحطات إذاعية وتلفزيونية تحرض الشباب على الخروج , وفتحت قنوات في الفيسبوك والبالتوك وتويتر وغيرها من المواقع الإلكترونية لهذا الغرض فقط ولم تجد لهم نفعا جميع أعمالهم .

لقد هزلت حتى بدا من هزالها ... كلاها وحتى سامها كل مفلس

أسموها (غزوة حنين ) وحاشا لله أن يشبهوا أنفسهم بجيش الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويشبهوا أبناء الوطن بالمشركين .. ولم يعلم هؤلاء أن أبناء الوطن قرأوا التاريخ ويعرفونه ويعرفون ماتعنيه التشبيهات والتلميحات ومن لايعلم سأل ليعلم .. فانقلب سحرهم عليهم وأصبحت ( حنين ) مباركة على أحفاد الصحابة المدافعين عن أمن هذا الوطن .

لم يتذكر هؤلاء أن أغلب قبائل المملكة توحدت دون حروب فقد كانت الكتب ترسل من شيوخ القبائل وأعيانها الى الملك عبدالعزيز رحمه الله معلنة الإنضمام اليه دون قتال .. وبعد هذه الوحدة المباركة صمد أبناء المملكة ضد كل معتد وباغ على مدار العقود .

دافع أبناء هذا الوطن عن الكويت الشقيقة حين احتل صدام بلدهم , ضحوا بالأرواح والأموال في سبيل ذلك وهم بهذا سيكونون أشد تضحية دون وطنهم وأمنه ووحدته .. ثم ضحوا بأبنائهم وأنفسهم لتحرير جبل دخان في أقصى الجنوب من الوطن حتى أصبح قبورا للمعتدين الحوثيين وسيبقى تاريخا يذكر وسجل شرف لأبناء هذا الوطن .. فمن كان هذا ديدنه لن يفرط في وحدته أوفي قيادته أوفي ولائه مهما كانت المطالبات بالاصلاح والتعديل والقضاء على الفساد , وسيكرر الجميع مع سمو وزير خارجيتنا ( ستقطع الأصابع التي تمتد الى هذا البلد ) .

شكراً شباب الوطن .. شكرا شباب الفيسبوك والمواقع الأخرى الذين سجلوا أروع مثل في التكاتف والدعوة لمساعدة رجال الأمن في حفظ الأمن .. شكراً أبناء الوطن في عدم السماح للناعقين بنثر سمومهم وسهامهم على وحدتكم .. شكراً لكم بكل طوائفكم الذي كنتم صفاً واحداً قائلين ومرددين بصوت واحد :
( إلا الوطن .. إلا الوطن .. إلا الوطن ) .

وعلينا الحرص والانتباه في المستقبل فسيستمر أعداء الوطن في محاولاتهم وسيحاولون تغيير سياساتهم .. إلا أن الوطن وأبناؤه المخلصين سينتصرون بإذن الله ..

والبيت لايبتنى إلا له عمد ..... ولاعماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة ...... وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا



ومع أن وقفة المواطنين جميعاً كانوا يرونها واجبا وضمن التزاماتهم لايريدون عليها جزاء ولاشكوراً إلا أننا نقول لهم استبشروا خيرا من قيادة حكيمة لاتجزي الخير إلا بخير أكثر وبمعروف أشمل .
حفظ الله لبلدنا أمنه وأمانه , وكفانا شرور الحاقدين .
والله ولي التوفيق .

العميد/ علي بن ضيف الله الزهراني
a-z@mail.net.sa

نشر في صحيفة مكة الالكترونية بتاريخ 12-03-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق