أنفاس الفجر وتجاعيد الشعور
استلمت نسخة من ديوان شعر نظم بعنوان
( تجاعيد الشعور ) للشاعرة ( أنفاس الفجر.. صالحة الكناني الزهراني ) من منشورات (
دار تكوين ) ، يقع هذا الديوان الجميل في
( 257 صفحة ) تحتوي على ما يقارب ( 75 ) قصيدة معنونة إضافة إلى عدد كبير من
المقطوعات والنصوص القصيرة دون عناوين ، أهدت الشاعرة ديوانها لوالدتها التي
فقدتها في طفولتها والذي كان لفقدها إحساس موجع عند الشاعرة يلاحظ في عدد من
القصائد والنصوص من خلال الديوان .
بدأت الشاعرة ديوانها بعدد من
القصائد الوطنية حيث القصيدة الأولى
بعنوان ( قيادتنا الحكيمة ) ومن أبياتها :
نحمد الله يا قيادتنا الحكيمة .... ع
الأمان اللي عسى ربي يديمه
دمت يا سلمان قايد في وطنا .... ودمت
يا محمد بحنكتك العظيمة
تصنع التاريخ وتجدد بلادك .... ضمن
راية دينك وحدك تقيمه
والقصيدة التالية بعنوان ( سما المجد
) من أبياتها:
ياموطني والقوافي مخذولة .... ما فيه
قاف وفاك بحرف يطوله
من يوم تأسيسك اليا وقت تجديدك
....والناس بامجادنا .. والعز مذهولة
قصيدة ( بيعة الحكم )
و ( وتأسيس وميلاد )
و ( معجزة القصيد )
و ( ثلاثة قرون ) التي ورد من
أبياتها :
الله يحميك من شر الحقود الذي ...
يسعى بجهده لجل يلمح بصيص انكسار
من لا يقدر وطنا ويفتخر به معي ....
ويفرح لفرحي بهذا اليوم باعظم قرار
ما ني بحاجة وقوفه دام حبك جلي ...
بقلوب كل السعوديين واوفى الجوار
قال ابن خُرمان :
تتنقل بنا قصائد الديوان إلى إظهار الشاعرة
لحبها الشديد لوالديها فتقول في قصيدة عن والدها عنونتها ( معزوفة غلا ) :
يا عاشقين الشعر وحروف القصيد ... يا
عازفين القاف باللحن الفريد
ارخوا مسامعكم لمعزوفة غلا ...
نوتاتها إحساس من روحي أكيد
للي حضن قلبي بزفرات العمر ... واللي
يعامل خافقي كنه وليد
واللي ملكت اسمه وودي أكرمه ...
بالبر والدعوات والقاف الرغيد
لابوي واحروف الشعر متجمعة ... ما
توصل لقدره ولا تاتي بحديد
وقصيدة أخرى بعنوان ( من هو بصفي )
تقول فيها :
يكفي أن الكون كله لخاطره واقف بصفي
واني بنته وبعيونه يا بشر أسوى قبيلة
واحمد الله الف مرة انه أبوي ويكفي
لا لمحته ما ابي نعمة سواه ولا بديله
أما عن أمها التي فقدتها في طفولتها
فتقول ضمن نص بعنوان ( يمه وحشتيني ):
يمه ..
وحشتيني
ووحشتي كل احبابك
حبيبك أهلك ودارك
وحشتينا
..
ثم تمر الشاعرة في نصها عن أمها على
الذكريات .. البيت .. الغرفة .. الشباك ودولابها وما تركته من مقتنياتها ، ورغم
وفاة الأم في طفولة الشاعرة إلا أن النص يوضح الكثير من الذكريات عن أمها ويلاحظ
شدة الألم لفقدها حيث تقول :
تحسبين اننا عشنا بدونك .. ما بكينا
لك !!
بكينا لين أبكينا الغيوم بفقدك
الهالك
بكينا لين بلت هالمحاجر ضمة ترابك
بكينا لك ولو كنتي رفات بليلنا
الحالك
بكينا لك ..!!
..
وتتنقل بنا قصائد الديوان بين الوفاء
.. والذكريات الجميلة والذكريات المؤلمة
ونجد في أغلب النصوص شعور الأنفة
والعزة والكرامة رغم الآلام .
يحتوي الديوان كما ذكرت في البداية
على عدد من النصوص الرائعة التي يتنقل بينها القارئ وكأنه في بستان من الورود
ولعلي أنقل هنا أجزاء من بعض النصوص :
البيوت القديمة
هنا أقسى حكايات الحنين بزفرة
الأبواب
هنا أكبر وجع ممكن تسولف فيه هالصورة
هنا احس الحجر وده يسولف لي عن
الغياب
هنا احس السكن عنده سوالف عشق محصورة
..
ونص آخر تظهر فيه الأنفة وعزة النفس :
غزت رؤوس أفعالنا لمعة الشيب
وحنا نعدل بالعطا كل مايل
ما كل من نعرفه يستاهل الطيب
وهو يبارزنا بسوء الفعايل
..
ما يغار الورد من بذر جديد
يدري انه يتبعه لا من نما
بس خوفه لا اندفن يدفن وحيد
والبذور اليابسة ترقى السما
..
أنا ما عاد باحاول ارتب للثقة ميعاد
ما دامك كل باب للثقة قفلت زرفاله
وهكذا تتنقل بنا النصوص كما ذكرنا بين
مختلف المواضيع، وفي الديوان وبين دفتيه العديد من النصوص الجميلة التي أسعدت بها
الشاعرة قرائها .
دعواتي للشاعرة بالتوفيق ، وللقراء
الكرام بالمتعة والفائدة .
كتبه /
علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني
المندق – بالحكم
سبتمبر 2025 م الموافق ربيع الأول
1447 هـ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق