ياله من قول ..!!!
مقال بقلم : عبدالرحمن عون
بصحبة والدي القادم من الرياض بعد تماثله للشفاء مع إخواني، إلى مكة وصلني هذا الكتاب مع كتاب آخر لنفس المؤلف يتحدث فيه عن شعر وسيرة الشاعر الكبير (صالح اللخمي).
فيا له من قول وياله من تميز في هذا الجانب المهم من التراث ولا سيما أن من يتطرق لهذا الجانب التراثي الأدبي قلة من البحاثة والمؤرخين.
الكتاب استند على مراجع أدبية وتراثية وتاريخية، أورد فيه ابن خرمان عدد كبير من الأشعار مع إيضاح وشرح قصص لها في أماكنها وتواريخها ومناسباتها، وبأسلوب أدبي راق واضح؛ ليس لعشاق التراث والأدب فقط؛ بل للعامة والخاصة وأبناء الجنوب وللمثقفين العرب، وهذا الكتاب الذي جمع فيه كاتبنا الكبير مجموعة مقالات في الأدب الشعبي، والصادر عن مكتبة المتنبي 1443، والذي تم نشره وتوزيعه حديثا، والكتاب تميز عن غيره بالتوثيق والاختيار الجيد للموروث والتراث؛ مع شرح سهل عذب يستفيد منه حتى أبناء الأبناء كما ذكر المؤلف في إهدائه لحفيده (ابن ابنه/ حاتم).
اتسم الكتاب بالدقة والجدية والمصداقية؛ وكأنه تميز ينفرد به المثقفون العسكريون الذين غلب عليهم الأدب وحب التآليف والثقافة.
لم يبدأ متأخرا الكتاب عن مسايرة المشروع السعودي في تدوين التراث غير المادي، بل أتى متماشيا مع المشروع ليزج بالعادات والتقاليد لمنطقة الباحة وشعر الشقر والعرضة الجنوبية؛ وشعر المجالسي واللعب والزمله وطرق الجبل وأهازيج الزراعة والفلاحة، في عمق التراث غير المادي؛ كما أن (لعلوم الديرة) نصيبا موفور الحظ نثرا وشعرا أورده المؤلف، وسجله عادة وموروثا غير مادي يسير عليه أهل المنطقة والجنوب في مملكتنا الغالية.
الكتاب يتصدر وبجدارة أي احتفالية
بالتراث غير المادي للمملكة ودول الخليج، ويحل الأستاذ المؤلف ضيفا ومحاضرا واسع
الإلمام بهذا الجانب، وفاتح الطريق والآفاق لمن سيليه من الأبناء والأحفاد
للاعتزاز والفخر بالتراث الجنوبي المادي وغير المادي؛ والذي شكل مؤخرا رافدا مهما
وجميلا للسياحة الداخلية وعشاق التراث من خارج الوطن، وأصبح التراث بقسميه المادي
والمعنوي الثقافي (غير المادي) والقرى والمتاحف الأثرية في غرب وجنوب المملكة؛ من
أهم الفعاليات لتنشيط السياحة، والتي استمرت طوال الصيف ولا زالت والمتوقع
استمرارها حتى في الشتاء.
.....
نشر في صحيفة النهار السعودية على الرابط :
https://www.annahar-news.com/news/single/12841
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق