بسم الله الرحمن الرحيم
الكاتب والشاعر عبدالمجيد الزهراني والذي يكتب في صحيفة الوطن السعودية وفي عدة صحف أخرى وله بعض الدواوين الشعرية شرفني بهذا المقال عن كتابي ( قال ابن خُرمان ) في صحيفة مكة الإلكترونية بتاريخ 07/01/2022 :
هذا ثاني إصدار أقرأه بالكامل، للمؤلف الجميل علي خرمان الزهراني، وكنتُ قد قرأت له كتابه الأكثر من جميل بعنوان (اللخمي).
الحقيقة أن ميزة مؤلفات علي بن خرمان، أنها بسيطة التناول، إلى الحد الذي تأخذك بيديك معها دون تكلّف، أو تقعيد نقدي منهجي مليء بالمصطلحات والنظريات النقدية، بل هي مؤلفات انطباعية بسيطة، ترصد ببساطة، وتنقل ببساطة، وتتناول ببساطة، وتصل للقارئ ببساطة.
في إصداره الأخير المعنوَّن (قال ابن خرمان)، يستدعي المؤلف ذاته المتحدثة بوضوح، لكي يقول وجهة نظره القرائية الخاصة جدًا حول عدد كبير من قصائد شعراء العرضة الجنوبية تحديدًا بين الأصوات القديمة المتدثرة بجلال الأصالة اللغوية، وبين الأصوات الحديثة المتميزة بلباسها التراثي ووجدانها الحداثي، لغة وتراكيب وتناولات وموضوعات شعرية.
الكتاب تحفة مكتبية تراثية جميلة، ترصد نصوص وتجارب وأسماء وتمرحلات، فيما يخص فن العرضة الجنوبية المعروف بالشقر؛ إضافة إلى بعض النبطيات المتناثرة، لكنها لشعراء أيضًا هم من تربة العرضة ومنابتها.
قرأت الكثير من المؤلفات التي تناولت إرث الجنوب الشعري والصوتي والاحتفالي والجمالي، في حيّز شعر العرضة بكل تفريعاته، مثل: مؤلفات السلّوك وغيره من المهتمين، غير أن ما يميز هذا الكتاب، وإن تشابه في الإطار البحثي العام، إنه انتقائي وليس تجميعيًا فقط، ففيه تظهر روح المؤلف الشاعرة أكثر من روحه الباحثة والمدوِّنة.
أجمل مافي الكتاب الراصد هذا، إنك تشم فيه أشجار الجنوب، وتتلمس أحجاره، وتجلس القرفصاء تحت أمطاره، وتملأ رئتيك بهواء القرى الجنوبية، وتمتاح من أسماء الأماكن ما ينشّط الذاكرة والوجدان والحنين للديرة، الديرة كمصطلح حنين لا يمكن أن تجد له بديلًا يعطيك نفس مذاقه وذات نكهته وقدر عمقة، نعم الديرة، هناك حيث التراب القصيدة، والقصيدة التراب.
قال "ابن خرمان" في هذا الكتاب قولًا واحدًا وفصلًا، وهو أن انتقائية الرصد في كتب التراث الشعري، تحتاج بالإضافة إلى عقل المؤلف وجدانه؛ وبالاضافة إلى المراجع الورقية تحتاج إلى مراجع الحنين.
قال ابن خرمان، فاقرأوا ماقال.
....
قال ابن خرمان - صحيفة مكة الإلكترونية (makkahnews.net)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق