هل ألام على حبي لها .؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

احبها ..!

أعشقها ..!

بلغ بي الهيام بها الاأستطيع فراقها الا مجبراً ..!

لايكاد يمر يوم .. بل لايمر يوم دون أن أمر عليها.. دون أن أحادثها وتحادثني .. دون أن أمتع عينيِ بمشاهدتها .. دون أن أستمع الى حديثها وهمس كلماتها ..!

حبيبتي .. ذات العقل الكبير .. ويصح أن نقول العقول ..!

حبيبتي .. تمتلك من الحكمة والمعرفة الكثير والكثير ..!

لاأعتقد أنني أُلام على عشقي لها .. فهنا طرف يسير من أخبارها.. فهي المتحدث البارع والخل الوفي .. إن تكلمت في علوم القرآن رأيت منها العلم الوفير في تفسير كتاب الله تتنقل بالحديث بين تفسير ابن كثير الى صفوة التفاسير للصابوني ومن ظلال القرآن الى دقائق التفسير الى غيرها .. مما يجعلني احتارها أيها أختار ..!

إن أردت معلومات عن الأحاديث الشريفة رأيت منها العجب العجاب .. فالأحاديث لديها شاملة والمعلومات متوفرة فهي معيني بعد الله ومع كل هذا لديها علم مصطلح الحديث وتخريج الأحاديث الشريفة ..!

ان رغبت من حبيبتي طرفا من علوم الفقة أتتني بالعلم الوفير .. من فقه السنة .. الى الفقه الاسلامي على المذاهب الاربعة .. ثم الفتاوى المختلفة وعلى رأسها فتاوى ابن تيمية الكبرى .. كما أنها ليست جاهلة بفقه المذاهب الأخرى فلديها عن فقه الشيعة والزيدية وغيرها من المذاهب مايروي ظمأ العطشان ..!

حبيبتي .. إن أردت التاريخ فهي موسوعة من المعلومات التأريخية .. تتنقل بي بين قصص الأنبياء .. ثم سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم .. الى سير آل البيت عليهم السلام .. الى سير اصحابه جميعاً رضوان الله عليهم .. الى سير قادة الاسلام الأوائل .. ثم تعرج بي الى تاريخ الدول والشعوب والقبائل .. والحركات والطوائف الاسلامية والفرق والمذاهب والطوائف الأخرى كالشيوعية والمأسونية وغيرها ..!

حبيبتي .. تحادثني عن تاريخ وطني بمايمتع الفؤاد ثم تعرج بي على تاريخ قبيلتي وتراثها فأجدني لاأمل حديثها بل أستزيدها من حديثها الشيق ..!

حبيبتي .. لديها الكثير من المعرفة بالعلوم العسكرية وطرفا من علوم السياسة قديمها وحديثها .. معارف استقتها من قادة منهم من انتصر في حروب ومنهم من خسر .. معارفها أخذتها من مذكرات قادة سياسيين ومذكرات لقادة عسكريين .. اخبار معارك ومن انتصر فيها ومن انهزم .. اسباب سقوط الدول والممالك ..!

أما الأدب بجميع أنواعه فلديها مايسعدني ويطفيء لهيب الظمأ لما أحتاجه .. فحين تأتي على ذكر الأغاني تبحر حبيبتي وكأن الأصفهاني لم يمت فتتنقل بين المائة صوت التي اختارها الأصفهاني ومعلوماتها.. ثم تأتي على أخبار العقد الفريد .. واخبار الأذكياء والمغفلين .. ثم تبحر في علوم الأدب قديمه وحديثه .. شعره ونثره.. تجد الدرر تنتثر في جوانب حديثها الذي لايمل ..!

حبيبتي .. ماأجمل حديثها حين تخاطبني بلغة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ويتملكني الانبهار حين تأتي بمذكراته رحمه الله .. وماأجمل ماتمتع به فؤادي من كتابات الأديب غازي القصيبي شعرا أو نثرا .. بل حين تأتي بروايات عربية وأخرى أجنبية لمؤلفين عالميين من نجيب محفوظ الى دان بروان الى اغاثا كريستي الى غيرهم مما لايحضرني اسمه حالياً ..!

حبيبتي .. تسحرني حين توافيني بانتاج جبران خليل جبران .. بل تزيدني هياما فيها عندما تستعرض لي ديوان العرب .. الشعر قديمه وحديثه .. من امريء القيس بل قبل ذلك الى العصور الاسلامية الأولى .. ثم الأدب الأندلسي ( وما أجمل ماتمتعني به من الموشحات !) .. ثم تنتقل الى العصر الحديث ..!

أحبها .. لأنها تبهرني حين تأتي بأشعارلعلماء مثل الشافعي رحمه الله .. فأشعار المتصوفة .. ثم أشعار الحكم والوصف .. وأشعار المجون بدءاً من عمرو بن أبي ربيعة الى أبي نواس ثم نزار .. والأشعار السياسية كاللافتات .. وغيرها ..!

حبيبتي .. تجمع بين كل الرؤى والأفكار , لاتميل الى فئة دون أخرى , ولا إلى طائفة بعينها .. يهمها المعرفة أياً كان مصدرها , وأي معين استقت منه ..!

احبها وأهيم حباً فيها .. وأخجل حين لاأجد الوقت الكافي للجلوس معها ..!

حبيبتي .. تلك التي اصر على عشقي لها وهيامي بها مهما حاول الناس ابعادي عنها .. أعشقها ولاأغار على عشق الآخرين لها بل أشجعهم على عشقها .. وأزيد أنني أعمل جهدي لإغراء أبنائي لعشقها وحبها .. أعشقها .. ورغم غيرة أم أبنائي إلا أنها لاتعارض عشقي ..!

أعشقها مردداً قول الشاعر :

أهيم بدعد ماحييت وإن أمت ......... فياويح قلبي من يهيم بها بعدي ؟!

حبيبتي .. لاأخجل من الافصاح عنها .. ولا أتردد أن يعلم الجميع عنها .. انها مكتبتي الشخصية المتواضعة و التي تحتوي على مايزيد على ثلاثة آلاف كتاب والف عنوان مختلف ..!

فهل أُلام على حبي لها ..؟!