إنه أبي ..
قدر الله سبحانه وماشاء فعل ..
عشت يتيما لاأعرف أبي ( رحمه الله ) إلا بالاسم فقط , فقد توفي وانا في الشهور الاولى من حياتي , كما ان وفاة أمي ( رحمها الله ) في السنوات الأولى من عمري وبُعدي عنها تلك الفترة قبل وفاتها جعلني بالكاد أعرفها ..!, تمر ذكرياتي معها كطيف أحلام لاأتبين ملامحها ..!.
كان الناس يلقبونني باليتيم .!, لم أكن أعرف معنى هذا اللقب في البدء حتى أصبحت معتاداً عليه .!, لم يعن لي الكثير فيما بعد عدا تلك الأمنيات التي تراودني بين الحين والآخر.!, أمنية أن يكون هناك صورة لأبي أو أمي ( رحمهما الله ) حتى أتعرف على ملامحهما .!, والأمنية الأخرى أن يريا حالتي التي أثق أنهما ( رحمهما الله ) كانا شديديّ الإهتمام بما ستؤول اليه بعدهما .!.
أمنيتي أن يعلما أنني أذكرهما باسـتمرار , فخور بهما , معتز بأنني ابنهما , وأدعو لهما في كل حين بالرحمة والمغفرة , وسأسـتمر ماحييت على هـذا ( رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته ), .
أمنيتي أن يعلما أن كل ماوصلت إليه يعود بعد الله لصاحب الفضل ..!,
ومن هو صاحب الفضل .؟! .
إنه ذلك الرجل الذي احتواني من اليتم .., أدى الأمانة التي أوصاه أبي ( رحمه الله ) بأدائها ..,جعلني جزءا منه ومن عائلته.. , حتى أصبحت استغرب علامات الاستنكار من الناس حين يسألونني ابن من أنا ؟! وحين أجيبهم يجدون الاسم الحقيقي يختلف عمن انتسبت اليه ..!!!.
رباني مثل مايربي أبناءه , بل كان يفضلني عنهم .!, كم تحمل أخطائي .!, وكم حل مشاكل تسببت بها مع اقراني , او مجالس للكبار عقدت بسبب مضاربات أو مخالفات انتهت بفضل الله ثم فضله الى أصلاح إما تسامح أو سبل كما هي العادات ..
حافظ على أملاكي , لم يترك المجال لأي عابث يعبث بها , بحدودها , بأسبالها , بشجرها , كان يخشاه المعتدي على البعد ..!.لم يجعلني أشعر في يوم من الأيام باليتم .., كان لي بعد الله السند الذي استند اليه , ينصحني دون تعنيف , يستثير فيّ روح الوفاء والبناء والسعي لتحقيق ماكان يتمناه أبي ,.. ويدعوني لإعادة سمعة العائلة والبيت الذي كاد اليتم أن ينسي الناس ذكره ( آل خرمان ) ..
لم أحس ذات يوم انني غريب عنه او لست من ابنائه , حتى بعد أن كبرت وذهبت عنه وجدت أنه لاغنى عن مشورته, يرشدني الى الصواب دون تحقير لرأيي , وكنت اكتشف مرة بعد أخرى أن ماكان يقوله عين الصواب ولاغرابة في ذلك فقد كان ولايزال ( حفظه الله ) المستشار لذوي الرأي وكبار الجماعة في مختلف الأمور..
صاحب الفضل الذي سطرت هذه الكلمات القليلة في حقه والتي لاتفي بأقل أقل القليل مما يستحقه ..
إنه أبي ( محمد بن سعدي عبوش الزهراني ) حفظه الله واطال عمره وحفظ له اهله وذريته وأصلحهم , وجزاه الله عني خير الجزاء , وغفر له كل خطاياه .
......................
http://www.balhakm.net/vb/showthread.php?t=41610
جزاك الله خير
ردحذفهذا يدل على طيب معدنك وكرم اصلك