الاثنين، 16 يونيو 2008

من سقطات ( أمير الشعراء )..!!



بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت في الآونة الأخيرة القنوات والبرامج التي تهتم بالشعر والشعراء سواء الشعبي أو الفصيح , ونظراً لكثرتها واكتشافنا لهدفها المادي البحت وسرقة جيوب المغفلين من المشاهدين لا الاهتمام بالشعر وتطويره أصبحنا لانهتم بها ولابمتابعتها , الا أنني وبالمصادفة شاهدت جزءًا من اعادة حلقة لبرنامج ( امير الشعراء ) في قناة ( شاعر المليون ) وكان الشاعران اللذان تمكنت من متابعتهما أحدهما أردني والآخر سعودي , وكان كلاهما من وجهة نظري الشخصية مبدعاً وقصيدته جيدة إلا أن لجنة التحكيم كان انتقادها للشاعر السعودي واسمه ( معبّر ) قاسياً الى درجة أن أحد أعضاء اللجنة سأله عن معنى ( ينتضي ) والتي وردت في أحد أبيات قصيدته وكأن هذه الكلمة جديدة في اللغة العربية , بينما سأله الآخر عن كلمة ( غشقة ) والتي أيضاً وردت في بيت آخر , ووصل الأمر أن قال ذلك العضو : أن اللغة العربية ليس فيها هذه الكلمة وليس بها كلمة تحتوي أحرف ( الغين والشين والقاف متتالية ) !.
والحقيقة أنني كدت أركن الى قوله لولا كثرة استخدامنا لكلمة ( غشقة ) بلهجتنا والتي نعني بها المطر ( غشقة مطر ) أي ضربة من المطر اللين الهني لفترة قصيرة, فقمت بالبحث في القاموس عن هذه الكلمة فوجدت مايلي :
الغشقة : وردت في معاجم اللغة كما يلي :
لسان العرب:
غشَق على اللحم وكل ما كان ليّنًا يغشُق غَشْقًا ضرب
تاج العروس: غشق : الغَشْقُ أهمله الجوهريّ، وصاحب اللِّسان، واللّيث. وقال الخارْزَنْجيُّ: هو الضّرْبُ علَى ما كان ليّناً كاللّحْم يُقال: غشَقه غَشْقاً: إذا ضرَبَه، كما في العُباب.
وحيث أن كلمة العباب والتي وردت في تفسير الغشقة في تاج العروس لها علاقة بالماء والمطر فإن البحث عن الكلمة اوجدت التالي :
العباب:
في المحيط:
العُبَابُ : ارتفاع الموج واصطخابُه؛ شقّت السفينة عُبابَ البحر.-: كثرة الماء والسيل؛ فاضت الأنهارُ بعُبابِها.- القومِ: أجمعهم؛ جاء القومُ بعُبابِهِم.-: أول الشيء إنَّا حَيٌّ من مَذْحِجٍ، عُبابُ سَلَفِها، ولُبابُ شرفها.
في الغني: عُبَابٌ - [ع ب ب]. (مص عَبَّ). 1."شَقَّتِ السَّفِينَةُ عُبَابَ الْبَحْرِ" : اِرْتِفَاعُ مَوْجِ الْبَحْرِ وَاصْطِخَابُهُ. "سَارَتِ السَّفِينَةُ بِهِمْ تَشُقُّ عُبَابَ الْمَاءِ شَقّاً". (م. ل. المنفلوطي). 2."جَاءُوا بِعُبَابِهِمْ" : بِأَجْمَعِهِمْ.
أما بالنسبة لكلمة ( ينتضي ) فلم أقم بالبحث عنها لشهرتها , مثل : انتضاء السيف من غمده .
ومما سبق من التعريفات يتضح لديّ التالي :
1- كلمة ( غشقة ) والتي تستخدم في لهجتنا باستمرار لوصف المطر أصلها عربية فصيحة وهي كمن يضرب على ماكان لينا وهكذا ضربة المطر اللين دون ضرر.
2- أن بعض أعضاء لجنة التحكيم في مثل هذه المسابقات إما أنهم ليسوا جديرين بالاختيار , أو أن لهم توجه معين لاسقاط بعض الشعرء . ( ولكن هل يحق لهم انكار كلمات اللغة العربية ؟! ).
......................................
هذا رأيي وقد يكون هناك من يختلف معه وله مني احترام رأيه .
وللجميع خالص التقدير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق