الأحد، 21 أكتوبر 2012

الناس والإجازة

بسم الله الرحمن الرحيم


قرآت في الأيام الماضية أن الإمارات العربية المتحدة استعدت لما يقارب مليون سائح سعودي خلال إجازة حج هذا العام ، هذا غير الأعداد التي ستذهب إلى البحرين وقطر أو الكويت وغيرها من دول العالم !. وإذا تساءلنا عن الأسباب التي تجعل السعوديين يغادرون إلى الخارج بدلاً عن السياحة الداخلية نجد أسباباً كثيرة يأتي على رأسها الأمن وعدم المضايقة فيستمتع السائح مع عائلته في ظل قوانين تحميه ان أُعتُديَ عليه أو تمت مضايقته وتمنعه من مضايقة الآخرين فيذهب الناس بعوائلهم الى الأسواق أو الشواطيء أو المناطق السياحية وهم يشعرون بالطمأنينة ، ويلتزم بهذه الأخلاقيات الشباب السعوديون الذين يذهبون عزاباً إلى تلك الدول ويعلمون علم اليقين أن أي مخالفة تصدر من أحدهم ستسبب له معاناة قد يطول أمدها !.

فإذا انتقلنا بالحديث إلى السياحة الداخلية نرى اهتماما من وسائل الإعلام كما نجد اهتماما من بعض الجهات لاستقطاب السائحين وراحة المتنزهين !. وعلى سبيل المثل فقد اجتهدت امانة الدمام في تجهيز الشواطيء خاصة في شاطيء نصف القمر الذي نُظِم تنظيماً جميلاً وجُهِزت به كبائن للعائلات وأخرى للعزاب لا يفصل بينها وبين البحر إلا عدة امتار لتحصل المتعة للجميع ، وقد وضعت اللوحات التي تحدد مناطق العائلات ومناطق العزاب .. كما وضعت اللوحات التي تمنع مرور السيارات في المساحة الواقعة بين الكبائن والبحر حتى يتمكن الأطفال والنساء من الحركة بسهولة وأمان بين الكبائن والبحر .. إلا أن مايؤسف له عدم التزام الكثيرون بهذه التعليمات فتجد العزاب يجوبون بسياراتهم مناطق العائلات خاصة فيما بين البحر والكبائن ويقومون بعمل مسيرات وفوضى مسببين الإزعاج للعوائل والخطورة على الأطفال ، كما يقوم أعداد من الشباب بلعب كرة القدم في مناطق العائلات !. وحيث أننا نعلم حقيقة أن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ونعلم أن ما يردع المخالفين هو تواجد رجال الأمن والدوريات الأمنية إلا أن هذا كله يحدث دون وجود للأمن ودون ان يكون هناك مايردع المخالفين ، وإن وجد بعض الدوريات فهي قليلة جداً لا تكاد تلاحظ ووجودهم ينحصر في تقاطعات الطرق الرئيسية !.

لقد طالبنا ونطالب بوضع القوانين والأنظمة وتطبيقها بحزم وعلى الجميع - واكرر بحزم - مع تواجد الأمن ومنحهم الصلاحيات للأخذ بيد المخالف مع المتابعة من قبل المسؤولين فالعمل مالم يتابع لن يكون له نتائج ملموسة!. 
ولا يفوتني قبل الختام التذكير بما قلته في مقال سابق : ( هيبة الأمن حتى لا نفقد الأمن ) ..
والله ولي التوفيق.



..................
نشر في صحيفة مكة الألكترونية على الرابط :
http://www.makkahnews.net/articles.php?action=show&id=1491

a-z@mail.net.sa
الجمعة ٣ ذي الحجة ١٤٣٣هـ الموافق ١٩ اكتوبر ٢٠١٢ م

هيبة الأمن حتى لا نفقد الأمن !.

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يختلف اثنان أن الأمن لأي مجتمع وفي أي بلد يأتي في مقدمة الأولويات الحياتية حتى أن إيجاد الأمن مطلب ضروري يسبق إيجاد الحصول على الغذاء حيث أن توفر الأمن سيساعد في التنمية ويساعد في توفير بقية الأمور الحياتية !.

من يمتلك المزارع والجنان لا تفيده شيئاً في حالة إنعدام الأمن ، وكذلك من يمتلك المصانع والمجوهرات والآلماس واليخوت والقصور لن يفيده ذلك شيئاً إذا لم يكن الأمن موجوداً، وكم من أغنياء تركوا كل مايملكون وهربوا خوفاً على حياتهم وحياة من يعيلون !.

لم يكن أحدنا يجرؤ على مناقشة رجل الأمن وإن كان الخطأ واقعاً من رجل الأمن ضده ، وكان من يخالف قوانين الطريق وقيادة السيارة بقطع الإشارات أو غيرها لا يتجرأ على فعل ذلك إن شاهد عربة دوريات من بعد .
كما أذكر أن رجال العسس وصفاراتهم توحي بالراحة النفسية عند المواطنين فهم يشعرون بالأمان حين يشاهدونهم أو يسمعون تلك الصفارات !.

وقد تعلمنا في المدارس احترام رجال الأمن والتعاون معهم ، كما ربينا على ذلك في بيوتنا وكنا نطبق ماتعلمناه اقتناعاً آو خوفاً ولكن النتائج كانت في صالح الوطن والمواطنين !.

وتعلمنا أن هناك عقوبات صارمة ضد كل من يعتدي على رجل أمن خاصة أثناء عمله وارتدائه الملابس الرسمية وتختلف العقوبات باختلاف نوع الإعتداء ولكنها جميعها صارمة تقوي هيبة رجال الأمن في نفوس المواطنين !.
نعلم ونتفق جميعاً أن الخطأ لا يقبل والظلم لا يحتمل ولهذا تضع الدول الطرق النظامية لاتباعها في حالة مخالفة رجال الأمن النظام وعدم احترام حقوق المواطنين او تجاوز صلاحياتهم ، وتقوم بمعاقبتهم بما يستحقونه للمحافظة على التوازن المطلوب في الحقوق والواجبات !.

بدأنا في الآونة الأخيرة نلاحظ عدم احترام من يقوم بحفظ الأمن في البلد تدريجياً مع التراخي الذي تزامن تدريجيا مع ذلك من قبل رجال الأمن فأصبحنا نرى قطع الإشارات المرورية بوجود دورية أمن وقد لا تكون دورية مرور إلا آن المواطن يهمه انها دورية أمن ، كما اصبح التجاوز الخاطيء وعكس السير على مرأى ومسمع من رجال الأمن وقد يقوم بعض قائدي مركبات الأمن بذلك بينما لا يرى للمرور وجوداً على أرض الواقع مع كثرة تواجدهم الاعلامي !.

تطور الأمر حتى أصبحت السرقات منتشرة في المدن والقرى ، ونقرأ في الصحف وبصفة شبه مستمرة اقتحام المساكن أو سرقات مكائن الصرف الخاصة بالبنوك مع آن اغلب تلك المكائن موجودة في آماكن مكشوفة وأغلبها قريبة من محطات الوقود !.

وأخيراً بدأت العصابات الارهابية تعتدي على رجال الأمن ودوريات الأمن كما يحصل في العوامية وكما حصل من قبل من قبل الجماعات الارهابية في المناطق الأخرى .. وبدأت هيبة رجال الأمن تقل في نفوس المواطنين الى درجة اصبح فيها رجل الأمن يخشى اعتداء المواطن عليه ، وقد شاهدت مؤخراً على اليوتيوب لقطة من اعتداء مجموعة مراهقين مفحطين على دورية مرور والتحريض المسموع في الفيلم من قبل البعض والتشجيع ذلك الاعتداء ، قد يكون خطأ من دورية المرور الدخول بين الجمهور بذلك الشكل الا أن الاعتداء السافر على تلك الدورية والتشجيع والتحريض على مثل ذلك الاعتداء أشد خطأ وأشنع !.



إن استمرار فقدان رجال الأمن لهيبتهم وكثرة الإعتداءات عليهم تقضي على الأمن في البلد تدريجياً ولهذا يجب حماية رجال الأمن ودوريات الأمن وإعادة هيبة الأمن الى الشارع وتحديد قواعد الإشتباك مع وضع قوانين تحمي للمواطنين حقوقهم في حالة تجاوزها من قبل رجال الأمن وشرح ذلك لجميع المواطنين في جميع وسائل الإعلام . 

إننا نتمنى على سمو وزير الداخلية حفظه الله الضرب بيد من حديد على كل من يحاول زعزعة الأمن أو التقليل من هيبة رجال الأمن والاعتداء عليهم سواء كان ذلك عن طريق الإرهابيين من مختلف الطوائف او المناطق ، او كان ذلك عن طريق مراهقين وغوغائيين لا يقدرون نعمة الأمن والأمان .

نسأل الله آن يحفظ على بلدنا أمنه وأمانه وأن يقطع دابر كل خائن لهذا الوطن .


.....
نشر في صحيفة مكة الألكترونية على الرابط :
http://www.makkahnews.net/articles.php?action=show&id=1397