السبت، 29 أكتوبر 2011

قدر حبه ولا مفر للقلوب ( قصيدة في حب الرسول صلى الله عليه وسلم )

قدر حبه ولا مفر للقلوب

للشاعر الجزائري محمد جربوعة
-------------------------------------


طبشورةٌ صغيرةٌ
ينفخها غلامْ
يكتب في سبورةٍ:
"الله والرسول والإسلامْ"

يحبه الغلاْم
وتهمس الشفاه في حرارةٍ
تحرقها الدموع في تشهّد السلامْ

تحبه الصفوف في صلاتها
يحبه المؤتم في ماليزيا
وفي جوار البيت في مكّتهِ
يحبه الإمامْ

تحبه صبيةٌ
تنضّد العقيق في أفريقيا
يحبه مزارع يحفر في نخلته (محمدٌ)
في شاطئ الفرات في ابتسامْ

تحبه فلاحة ملامح الصعيد في سحنتها
تَذْكره وهي تذرّ قمحها
لتطعم الحمامْ

يحبه مولّهٌ
على جبال الألب والأنديزفي زقْروسَ
في جليد القطبِ في تجمّد العظامْ
يذكره مستقبِلا
تخرج من شفافه الحروف في بخارها
تختال في تكبيرة الإحرامْ

تحبه صغيرة من القوقازِ
في عيونها الزرقاء مثل بركةٍ
يسرح في ضفافها اليمامْ

يحبه مشرّد مُسترجعٌ
ينظر من خيمتهِ
لبائس الخيامْ

تحبه أرملة تبلل الرغيف من دموعها
في ليلة الصيامْ

تحبه تلميذة (شطّورةٌ) في (عين أزال) عندنا
تكتب في دفترها:
"إلا الرسول أحمدا
وصحبه الكرامْ"
وتسأل الدمية في أحضانها:
تهوينهُ ؟
تهزها من رأسها لكي تقول: إي نعمْ
وبعدها تنامْ

يحبه الحمام في قبابهِ
يطير في ارتفاعة الأذان في أسرابهِ
ليدهش الأنظارْ

تحبه منابر حطّمها الغزاة في آهاتها
في بصرة العراقِ
أو في غروزَني
أو غزةِ الحصارْ

يحبّهُ من عبَدَ الأحجارَ في ضلالهِ
وبعدها كسّرها وعلق الفؤوس في رقابهاَ
وخلفه استدارْ
لعالم الأنوارْ
يحبه لأنّه أخرجه من معبد الأحجارْ
لمسجد القهارْ

يحبّه من يكثر الأسفارْ
يراه في تكسر الأهوار والأمواج في البحار
يراه في أجوائه مهيمنا
فيرسل العيون في اندهاشها
ويرسل الشفاه في همساتها:
"الله يا قهار!"

وشاعر يحبّهُ
يعصره في ليله الإلهامُ في رهبتهِ
فتشرق العيون والشفاه بالأنوارْ
فتولد الأشعارْ
ضوئيةَ العيون في مديحهِ
من عسجدٍ حروفها
ونقط الحروف في جمالها
كأنها أقمارْ

يحبه في غربة الأوطان في ضياعها الثوارْ
يستخرجون سيفهُ من غمدهِ
لينصروا الضعيفَ في ارتجافهِ
ويقطعوا الأسلاك في دوائر الحصارْ

تحبه صبية تذهب في صويحباتها
لتملأ الجرارْ
تقول في حيائها
"أنقذنا من وأدنا"
وتمسح الدموع بالخمارْ

تحبه نفسٌ هنا منفوسةٌ
تحفر في زنزانةٍ
بحرقة الأظفارْ:
" محمدٌ لم يأتِ بالسجون للأحرارْ .."
تنكسر الأظفار في نقوشها
ويخجل الجدارْ

تحبه قبائلٌ
كانت هنا ظلالها
تدور حول النارْ
ترقص في طبولها وبينها
كؤوسها برغوة تدارْ
قلائد العظام في رقابها
والمعبد الصخريُّ في بخورهِ
همهمة الأحبارْ
تحبه لأنهُ
أخرجها من ليلها
لروعة النهارْ

تحبه الصحراء في رمالها
ما كانت الصحراءُ في مضارب الأعرابِ في سباسب القفارْ ؟
ما كانت الصحراء في أولها ؟
هل غير لاتٍ وهوى
والغدرِ بالجوارْ ؟
هل غير سيفٍ جائرٍ
وغارةٍ وثارْ ؟

تحبه القلوبُ في نبضاتها
ما كانت القلوب في أهوائها من قبلهِ ؟
ليلى وهندا والتي (.....)
مهتوكة الأستارْ
وقربة الخمور في تمايلِ الخمّارْ ؟!

تحبه الزهور والنجوم والأفعال والأسماء والإعرابُ
والسطور والأقلام والأفكارْ
يحبه الجوريّ والنسرين والنوارْ
يحبه النخيل والصفصاف والعرعارْ
يحبهُ الهواء والخريف والرماد والتراب والغبارْ
تحبه البهائم العجماء في رحمتهِ
يحبه الكفارْ
لكنهم يكابرون حبهُ
ويدفنون الحب في جوانح الأسرارْ

تحبهُ
يحبه
نحبه
لأننا نستنشق الهواء من أنفاسهِ
ودورة الدماء في عروقنا
من قلبه الكبير في عروقنا تُدارْ
نحبهُ
لأنه الهواء والأنفاس والنبضات والعيون والأرواح والأعمارْ
نحبه لأنه بجملة بسيطة:
من أروع الأقدار في حياتنا
من أروع الأقدارْ
ونحن في إسلامنا عقيدة
نسلّم القلوب للأقدارْ

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

أفشاء السلام ..

بسم الله الرحمن الرحيم
إفشاء السلام


آيات في كتاب الله حثت على السلام ومنها الآية التي أوضح المولى عز وجل أن تحية أهل الجنة هي السلام ، فقال الله تعالى : ( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ) ..

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على إفشاء السلام في عدة أحاديث صحيحة منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " أَيُّهَا النَّاسُ ! أَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَأَفْشُوا السَّلامَ ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ)..
وقال صلى الله عليه وسلم موضحاً أن إفشاء السلام يؤدي إلى المحبة فالإيمان فدخول الجنة : "والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، الا أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم، افشوا السلام بينكم تحابوا" رواه احمد ومسلم وابو داود والترمذي وابن ماجة عن ابي هريرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: "اذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه" رواه أبو داود وإبن ماجة وإبن حيان عن ابي هريرة رضي الله عنه.

هذه وغيرها ترشدنا إلى فضيلة السلام ودعوة للمبادرة إلى إفشائه بين الناس .. إلا أن ما نلاحظه الآن عكس ما يحث عليه ديننا حيث نجد من يدخل مكانا به أناس لا يعرفهم فلا يلقي السلام وكأن السلام خاصاً بمن يعرفه .. وفي الطريق تقابل أشخاصاً لا يلقي أحدهم على الآخرين السلام وقد يكونون جميعا متجهين الى المسجد ..
بل وصل الأمر إلى أن الجيران في مبنى واحد لا يعرف أحدهم الآخر وما كان هذا إلا بسبب أن أحدهم يمر على الآخر دون أن يسلم عليه ويحاول التعرف عليه ..

من يفشي السلام في هذه الأيام قلة وللأسف الشديد حين يلقي أحدهم السلام تناظره أعين الآخرين منهم من يلوم نفسه لم لا يعمل مثل عمله ؟!.. ومنهم من لا يعنيه هذا الأمر ولا يحاول الإستفادة مما حدث ليقوم بدوره في المستقبل في افشاء السلام كما أمرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم .!.

إن إفشاء السلام يجد الباديء به متعة كبيرة حيث أحيا سنة ، وأبان للآخرين حسن النية ، وسبًّب نوعاً من الألفة مع الآخرين ..

دعوة لكل مسلم كن أنت الباديء بإفشاء السلام ، لا تنتظر غيرك ليبادر ( فخيرهم الذي يبدأ بالسلام ) ..

والله ولي التوفيق .

A-Z@mail.net.sa

نشر في صحيفة مكة الالكترونية بتاريخ 14-10-2011

في الزواجات تضيع الأوقات ..

بسم الله الرحمن الرحيم

تكثر المناسبات في الصيفيات وخاصة الزواجات وهذا شيء طبيعي نظرا لتواجد أغلب المسافرين في هذه الفترة .!
ولهذا يقضي الناس معظم أوقاتهم في قصور الأفراح من صلاة العصر إلى مابعد صلاة العشاء ، مما يتسبب في ضياع هذه الأوقات ويحرم الناس من فائدتها وقضاء مصالحهم .!

كتب كثيرون عن هذه المناسبات وكثرتها وضياع أوقات الناس في التنقل بين قصور الأفراح .. وقد نفذ البعض الزواجات الجماعية التي حلت مثل هذه المشكلات جزئيا خاصة في الزواجات التي تتم داخل القرية الواحدة .. إلا أن المشكلة تستمر إذا كان الضيوف من خارج القرية حيث يتطلب حضورهم مع أهل العروس فيما يقارب الساعة الخامسة عصرا مما يضطر عددا غير قليل الى سرعة المغادرة بعد الاستقبال مباشرة ، وهذا يخلق مشكلة أخرى وهي عدم بقائهم للعشاء ويسبب ذلك هدرا للنعمة .!

هناك حلول لمثل هذه المشكلة منها الزواج الجماعي الذي اشرنا إليه وهذا لزواجات القرية الواحدة ..
وأحد الحلول لحفظ الوقت وحضور الزواج والعشاء ماقد ناقشته مع البعض ورأوا فيه حلا لمثل هذا وهو أن يتم إيصال النساء الى قصر الافراح حسب المعتاد آما الرجال فيقضون مصالحهم في وقت العصر ويجتمعون في مسجد القرية لصلاة المغرب ومنه إلى قصر الأفراح فتتم مراسم الاستقبال وتقدم لهم المشروبات حتى صلاة العشاء حيث ان الوقت بالكاد يكفي ذلك ثم يقدم العشاء بعد صلاة العشاء مباشرة .. وبهذا يستغل الوقت وتحفظ النعمة .!
قد يجد هذا الحل معارضة من البعض الذين لا يحبذون التغيير بينما يقبلون مثل هذا في المدن .. وقد يرى البعض حلولا أخرى قد تكون أفضل ولا يمنع مناقشتها .!
والله ولي التوفيق .
..............
نشر في صحيفة كناة الالكترونية في 13-10-2011 12:47 AM